سياسة الإبعاد عن القدس فشل جديد لخط التسوية
بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – عضو تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة – { 26 – 6 – 2010م }
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
إبعاد محمد أبو طير واحمد عطوان ، وخالد أبو عرفة ومحمد طوطح ، الأعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني لم يأتِ فقط على خلفية رفضهم لطلب إسرائيل بتقديم استقالاتهم من المجلس التشريعي ... ولا نريد أن نكرر هنا ما يعرفه اليوم كل العالم من أن هذا الإجراء الإسرائيلي يمثل تنصلا إسرائيليا كاملا من الاتفاقيات الموقعة ، كما لا نريد أن نقول : أن هذا الإجراء انتهاك فاضح للقانون الدولي ولاتفاقيةجنيف الرابعة التي تمنع الإبعاد من الأراضيالواقعة تحت احتلالها ، وخرقًا للاتفاقات الدولية خاصة تلك المتعلقة بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.... لا نريد أن نكرر ذلك ، فقد سئمنا من المجتمع الدولي ومن الضمير العالمي الذي يكيل بمكيالين ليس فقط منذ ميلاد العملية السلمية التي لم تثمر عن شيء منذ عشرين عاما تقريباً بل منذ ضياع فلسطين وتشريد أهلها ....
الضمير العالمي ينام عند كل ما يتعلق بالفلسطيني سواء كان ذلك على مستوى الإبعاد اليوم أو قبل ذلك ، أو مستوى حصار غزة ، أو 11 ألف أسير فلسطيني في السجون ، أو قتل وجرح عشرات الألوف من شعبنا .... هذا الضمير المزيف يصحو مسرعاً أمام جندي إسرائيلي واحد في الأسر ، أو عندما يصاب جندي إسرائيلي واحد ..... وكأننا قطيعا من الأغنام تساق إلى حتفها ....
منذ أكثر من ستين عاما ونحن ندين ونشجب ونستنكر ونستجدي العالم .... هذا سياسيا وشعبيا وإعلاميا لا بد منه وضروري ، ولكنه لا يكفي أمام الهجمة الاسرائلية الشرسة على الشعب الفلسطيني ...فلا يكفي رسائل عاجلة إلى عدد من المسئولين الدوليين لحثهم علىالتدخل لثني إسرائيل عن قرارها ، ولا يكفي التنديد والبرقيات وأشكال الاحتجاجات ، فإسرائيل هي الطفل المدلل في العالم وهي دائما فوق القانون ، ولا يمكن لجم إسرائيل إلا من خلال تحقيق الوحدة والمصالحة بين الأشقاء الكرام في كل من حركتي فتح وحماس ، فالهجمة على شعبنا شرسة ، والكل الفلسطيني مستهدف ، والمرحلة أكبر من إمكانيات الجميع عندما ينقسموا .
ولا بد من هبة جماهيرية فلسطينية عربية وإسلامية ، كما لا بد من تفعيل المقاومة وإعادة النظر في برنامج التسوية ، وعدم إجراء أي مفاوضات مع دولة الكيان لا مباشرة ولا غير مباشرة ...
فإسرائيل تثبت مجدداُ على أن الفلسطينيين كلهم مستهدفون هوية وعقيدة ، شعبا ووطنا ثقافة وتاريخاً ... فاليوم النواب الأربعة ، وغدا شخصيات مقدسية أخرى ، تمهيدا لتهويد القدسوتفريغها من سكانها الأصليين ، وبعد غد ترانسفير كامل للفلسطينيين من سكان الداخل .... هذه سياسة إسرائيلية منهجية مستمرة تستهدف الفلسطيني على أرضه ووطنه .
ألم تجري انتخابات المجلس التشريعي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967وخاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة وفق اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 وتمت تحت إشراف دولي على هذه الانتخابات ، لكي يداهم الإسرائيليون منازل نواب المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة القدسالمحتلة ، ويصادروا بطاقات هوياتهم الإسرائيلية ، وتأمرهم بمغادرةالقدس خلال شهر؟ .
إن هذا الإجراء سيكون له مردودا عكسياً على دولة الاحتلال التي فشلت في كل محاولاتها الهادفة إلى تركيع الشعب الفلسطيني ... ألم تقتل إسرائيل خليل الوزير وصلاح خلف وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى ؟ ألم تقتل عشرات الألوف وتجرح المئات ، ألم تهدم البيوت وتشرد الآمنين فماذا كانت النتيجة ؟ لم ولن تتمكن مطلقا من تركيع شعبنا الذي يعاني منذ عشرات السنين ، ويتعرض إلى سياسة عنصرية قمعية ظالمة تستهدف وجوده وتاريخه وجذوره وثقافته وارتباطه بهذه الأرض ،فإبعاد المقدسيين عن مدينتهم يجب أن يواجه بكل وسائل المقاومة والهبات الجماهيرية الفلسطينية والعربية والإسلامية ، لا بالإدانة والشجب والاستنكار والقرارات المفرغة من مضمونها من دون أن يكون ثقلا ميدانيا يوقف إسرائيل عند حدها ...
فلقد وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية رسائل عاجلة إلى عدد من المسئولين الدوليين لحثهم علىالتدخل لثني إسرائيل عن قرارها ومنعها من الاستمرار في انتهاكاتهاالمتواصلة للقانون الدولي ، وطالبت الجامعة العربية الاتحاد البرلماني الدولي ومنظمات حقوق الإنسانوعلى رأسها مجلس حقوق الإنسان الدولي بالضغط على إسرائيل والتصدي للعنصريةالإسرائيلية.. وندد السيد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بقرار إسرائيل إبعاد نواب فلسطينيين عن القدسالشرقية وطالبا بإلغاء هذا القرار، وطالب السيد الرئيس عباس بشكل رسمي إسرائيل والإدارة الأميركية عبر اتصالات أجراهاكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالعمل على إلغاء قرار الإبعاد ، وبعث عريقات رسائل عاجلة بهذا الخصوص إلى كافة أعضاء المجتمع الدولي والأمم المتحدة ، كما ندد إسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة بسلوك إسرائيل ، وندد المؤتمر الإسلامي أيضاً بهذا السلوك الإسرائيلي البربري...
فهل هذا التنديد من كل ألوان الطيف السياسي سيجعل إسرائيل تعيد حساباتها من جديد ؟ أم إنها البندقية التي يجب أن تحسم الأمر على ضوء فشل سياسة المفاوضات واستمرار الانقسام الفلسطيني والعجز العربي والتواطؤ الدولي ... ؟
www.tahsseen.jeeran.comمدونتي : واحة الكتاب والمبدعين المغمورين
للاتصال بالكاتب :
جوال رقم : من داخل فلسطين 9421664
من خارج فلسطين 00970599421664