المونديال من وجهة نظر اقتصادية
د. صالح بكر الطيار
في الحادي عشر من شهر يونيو الجاري انطلقت أولى مباريات المونديال في كرة القدم التي تستضيفها جنوب افريقيا بمشاركة 32 منتخباً من سائر أرجاء العالم . ويتوقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا ) أن يحقق دخلاً يزيد على 3.2 مليار دولار، وأن التكلفة الإجمالية لتنظيم المونديال ستصل إلى نحو 1.5 مليار دولار . أما عن العائدات التي ستحققها جنوب إفريقيا فإن كل الدراسات المختصة تشير إلى أنها قد تصل إلى نحو 6 مليارات دولار بعد أن كانت كوريا الجنوبية واليابان قد حققت 4 مليارات دولار من مونديال عام 2002، وألمانيا 5 مليارات دولار من مونديال عام 2006 . وكانت حكومة جنوب إفريقيا قد رصدت ميزانية حجمها 243.8 مليون دولار أمريكي لتطوير ملاعب كرة القدم لقاء أن تحقق ربحاً صافياً على المستوى الرسمي قد يصل إلى نحو مليار دولار إضافة إلى توفير مئات الوظائف لتحل بذلك جزءاً من مشكلة رئيسية في البلاد حيث تصل معدلات البطالة إلى نحو 30% من إجمالي التعداد السكاني البالغ 44 مليون نسمة. وتأتي عادة الأرباح من تنظيم بطولات كأس العالم من خلال منافذ عديدة، ومنها: - بيع حق البث التلفزيوني للشركات العالمية. وقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أنه أنهى عملية بيع حقوق البث لمباريات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا قبل الموعد المقرر بإبرام اتفاق مع هيئة تليفزيونية نيجيرية. وذكر الفيفا في بيان أنه وقع عقداً مع الهيئة النيجيرية لتنظيم البث الإذاعي والتلفزيوني (Bon) يتيح لها تغطية ونقل جميع مباريات كأس العالم عبر القنوات التليفزيونية والإذاعية المجانية. وتتوقع الفيفا أن تجني ما قيمته 3.2 مليار دولار مقابل بيعها حقوق البث التليفزيوني للبطولة والتسويق الخاص بها. - المبالغ التي يدفعها الوكلاء( Sponsors ) لتنظيم البطولة. - التعاقدات التي تقدمها شركات الدعاية للإعلان عن منتجاتها خلال المباريات. - ارتفاع نسبة الإشغال الفندقي ورفع معدلات الازدهار السياحي. - تذاكر المباريات التي تتعدى في بعض الأحيان حاجز الألف دولار . وبمعنى آخر يمكن القول إن التهافت الدولي على استضافة المونديال ليس بخلفية رياضية ولا حرصاً على معرفة من سيفوز ببطولة العالم بل لأسباب اقتصادية بحتة خاصة وأن أنظار العالم ستكون مشدودة طيلة شهر كامل نحو البلد المستضيف مما يعني أنها أفضل فرصة للترويج السياحي والتجاري والمالي ولكل ما له علاقة بالجوانب الاقتصادية . فهل يصبح العرب يوماً ما من ضمن الدول المهتمة بالاقتصاد الرياضي ..؟.
رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي