اللطيفة القرآنية مدارها على آية أو آيتين من القرآن, نتأمل نفكّر, نتدبّر امتثالاً لأمر الله تعالى القائل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وليدّبّروا آياته ).وقد اخترت لطيفة هذا اليوم من سورة الأحزاب,الآيتين(70)و(71) قال الله عز وجل : ( يا أيّها الّذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً . يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً . )
أدعوكم أحبّتي - هداكم الله – لنتدبر بعقل منفتح وبتجرّد من رعونات النفس ومن كل لون من عصبية أو انحياز كلمات الحق جلّ وعلا : نلحظ بداية عناية الله بعباده المؤمنين وإحاطتهم بعطفه ورعايته, حيث أمرهم بما يعود عليهم بخير وفير حالاً ومآلاً.علمهم أنّ السلوك الحياتي للمؤمن ينهض على قاعدتين,هما : التقوى – وقول الحقّ . أمّا القاعدة الأولى, فمدارها على التزام التقرّب إلى الله عزّ وجلّ بأداء ما افترضه علينا من فروض وما أمرنا به من أعمال طيّبة وما حضنا على التمسّك به من الأخلاقيات والفضائل,وهجر ما حرّمه علينا من أقوال وأعمال وتصرّفات تنطوي على معصيته وتستوجب عقابه يوم القيامة,أي صون النفس من الانزلاق في أودية المعصية صغيرة وكبيرة. ويتأتّى لنا ذلك عندما نأخذ أنفسنا بأمرين : - الأول : استشعار عظمة الله في القلوب وامتلاؤها بمهابته,وتلك هي ملكة الرّقابة . الّتي أكّد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا قال:" الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .) وقبل ذلك بيان الله عزّ وجلّ نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي وهو معكم أينما كنتم ..)
-الثاني : التفكّر في عواقب المعصية ومآلها في الدنيا والآخرة . ونضرب هنا مثالين لا غير :
أ- الزّنا : - في الدّنيا : عذاب وهوان ,جلد الزاني رجلاً أو امرأة مائة جلدة على مرأى
من الناس لمن لم يسبق له الزواج, ورجم بالحجارة حتى الموت لمن سبق
له الزواج. وعار يلحق الزاني وأسرته أجيالاً وسنوات. وأولاد لا يعرفون
لهم أباً ولا أمّاً,يصبون جام غضبهم على المجتمع يتقاضون منه ظلامتهم.
ويفضي ذلك إلى ارتكاب جريمة قتل المرأة الزانية ظلماً وافتئاتاً على شرع
الله في زمن عطّلت فيه إقامة الحدود.
- في الآخرة :العذاب الأليم إذا لم يقم الحد في الدنيا بنار جهنّم يوم القيامة,
أما في علم ما قبل القيامة فأكل اللحم المنتن وترك اللحم الطيب كما رآهم
النبي صلى الله عليه وسلم لمّا عرج به إلى الملإ الأعلى. وسأل عنهم
جبريل عليه السلام,فقال :" هؤلاء الزناة يتركون ما أحل الله لهم ويرتكبون
ما حرّم الله عليهم. هذا غير الندم الّذي يدع الزاني والزانية في قلق وعذاب داخلي لا يهنأ لهما معه بال.
ب- الخمر : - في الدنيا : غيبوبة عقل يصحبها جريمة,كأن يغمد سكران مدية في صدر فيقتله,أو يصدم بسيارته طفلاً فيموت أو ترتطم سيارته بجدار فتتحطم هذا إلى جانب هدر المال وإضاعة الوقت وعطب البدن بتسرّب الأمراض القاتلة إليه.
- في الآخرة :الحرمان من خمر الجنة وأن دخلها بمغفرة الله له. قال النبي عليه
الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين : " من شرب الخمر في الدنيا لم
يشربها في الآخرة . "
فعندما يتأمّل المرء في مآل المعصية وعواقبها يحمي نفسه منها ويلزم سبيل الأعمال الصالحة يستكثر منها ما استطاع . وتلك هي ثمرة التقوى,القاعد الأولى من تلكما القاعدتين. وأما القاعدة الثانية:فمدارها على الكلمة الطيبة التي تشكّل جسراً يصل بين القلوب,مما يقود إلى التقارب والتآلف بين أبناء الأمة المسلمة.وهي صدقة كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم : " الكلمة الطيبة صدقة. " وقول الحق والتواصي به , " وتواصوا بالحق " أينما كنت في البيت والمؤسسة والمحكمة والتجارات وأداء الشهادات ...والإكثار من قول لا اله إلاّ الله فذلك تجديد للإيمان وصون له من الثلمات الخطيرة,وكل أبواب الذّكر, والنصح للأمة. والثمرة أ- صلاح العمل,حيث يصدر عنك على الوجه الشرعي الصحيح لأنك أقمته على قاعدة العلم وأتقنته وأردت به وجه الله وحده فيعم نفعه,والمأمول أن يكتب لك في صحائف القبول.
ب- مغفرة الذّنوب : وتلك مكرمة وأي مكرمة يكرم الله بها من يشاء من عباده المؤمنين . ( لله ما في السّموات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذّب من يشاء والله على كل شيء قدير . ) والطائع لله والرسول صلى الله عليه وسلم يمضي بخطوات واثقة ثابتة على طريق الفوز والسعادة في الدّارين.