اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغد قصاب مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
بات معروفا ان هناك من يتسلق سلم المجد إن لم يكن سلما حقيقيا بمجهوده وسعيه بطرق لانعرفها وربما عرفناها وغضضنا الطرف لاننا لانستطيع ان نكون مثلهم او ان نقوم بما يقومون..
وحتى يكون المجتمع فعالا يمثقفيه يجب ان نرفع النخبة الثقافية إن جاز التعبير لمصاف ملائمة نستفيد منها ونفيد
كيف يمكننا ان نفعل هذا وسط كل المعطيات الحالية في الوطن العربي ككل؟وعبر النت أيضا؟
ويمكن ان نسنأنس بهذا المقال
http://www.omferas.com/vb/showthread.php?p=101391#post101391
ولكم كل الشكر


الأستاذة الغالية رغد قصاب المحترمة

اسمحي لي سيدتي الفاضلة أن أبدأ من الأخير يعني من الرابط المتضمن مقال ثقافة مجتمع وثقافة نخبة للدكتورة سماح .

أشكرك على طرح المقال هنا، وبصراحة لم أقرأه سابقاً، لكني قرأت ذات التصنيفات للعالم التونسي الطاهر لبيب.
لا أتفق كثيراً مع ما جاء في المقال المذكور، وكنت أفضل لو أن الدكتورة عملت على ولادة مقال بدلاً من الإعداد، وهذه مشكلة حقيقية يعاني منها المثقف العربي، أي أنه بات شبه عقيما يعتمد على الاقتباس والإعداد ولا يفكر حتى بمجرد الولادة،
التصنيفات التي يصر المثقفون أنفسهم أو (المفكرون) على تبنيها هي بالعموم تقع تحت فئتين (كما ذكرت في مداخلتي مع شاعرنا القدير عبد الرحيم محمود) الفئتان هما:
فئة موالية للسلطة وهي مثقفو السلطة .
وفئة معارضة.
كل التصنيفات تقع ضمن هاتين الفئتين.
لكن قبل الحديث عن تصنيف المثقف علينا أن نعلم من هو المثقف أساساً:
هل هو من يحمل تراكم معرفي يستحضره وقت الحاجة، هذا هو التعريف الدارج للمثقف، وهو خطأ فادح، لأن ليس كل من يحمل تراكم معرفي هو مثقف، المثقف الحقيقي هو الذي يتفاعل وجدانياً مع المفاهيم التي يحملها، وهو القادر على نقل المفاهيم النظرية إلى واقع عملي، أي لا يكتفي بالجانب النظري بل يحوله إلى تطبيق على أرض الواقع.
وهذه الحالة حدثت فعلاً مع مثقفي النهضة ومع مثقفي النصف الأول مع القرن العشرين.
وفي الجزائر تحديداً، حيث تحول المثقف إلى مناضل ، من خلال تفاعله الواجداني مع التراكم المعرفي الذي حصل عليه.
بمعنى في تلك الفترات كانت الدول العربية تعاني من الاستعمار بمختلف أنواعه وأشكاله، وتصاعد مفهوم الحرية في تلك الفترة ، لم يقتصر عليها ككلمة، بل تفاعلت هذه الكلمة وجدانياً في العمق الإنساني، (في أعماق المثقفين) وعملوا على تحويلها إلى حقيقة واقعة ، من خلال تحولهم إلى ثوار يحاربون المحتل، ولم يقتصروا على التنظير والتغني وطرح الشعارات،.
الثقافة ليست شعارات تطرح بل هي حالة نعيشها.
حالة نتيجتها الفعلية حدوث التغيير في المجتمع، وليس التغيير بالضرورة (إنقلاب عسكري مثلاً) أو قلب الأنظمة الحاكمة رأساً على عقب،لكن يمكننا القول أن نتيجة هذا التغيير يؤدي إلى تغيير الأنظمة وقلب السلطة، قد يكون تغيير السلطة بذات الأشخاص،بمعنى قد تدفع العناصر الموجودة في السلطة دفعا لتغيير منهجها في الحكم، من خلال مثلاً وعلى سبيل المثال فقط (إحداث مؤسسات) بمعنى جعل العمل المؤسساتي هي السائد.
وفي هذه الحالة نعني بالتغيير أن يبدأ من قاعدة الهرم وليس من قمته كما جرت العادة.
عندما يعمل المثقف على تغيير القاعدة الجماهيرية ، تغيير الأفراد والجماعات ، هنا تهتز القاعدة، وعندما تهتز القاعدة سيهتز الهرم برمته، لكن إن اهتزت قمة الهرم فليس من الضروري أن تهتز القاعدة.

نحن هنا نتكلم بوضوح وصراحة ولا شك أن هذه الصراحة ستجلب علينا نقمة البعض وغضب البعض، ومع ذلك نقول لا بد منها، يكفينا غموضاً ويكفينا الدوران حول المفاهيم ويكفينا متاهات.

يتبع