محمد السادس امير المؤمنين يؤكد في رسالة إلى البابا أن الإسلام يقوم على مخاطبة العقل وتكريمه

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى البابا بنديكت السادس عشر برسالة خطية احتجاجا على التصريحات التي أدلى بها حول الإسلام، ذكر فيها جلالته باعتباره أميرا للمؤمنين ورئيسا للجنة القدس أن الإسلام يقوم، انطلاقا من القرآن الكريم، على مخاطبة العقل وتكريمه، وعلى اعتبار كون الإيمان لا يتم إلا بإعمال العقل.وأكد جلالة الملك في هذه الرسالة التي قام بنقلها القائم بأعمال سفارة المملكة لدى حاضرة الفاتكان لدى استقباله أمس الأحد بمقر الفاتكان أن الإسلام يدعو إلى التسامح بين الأديان السماوية كلها، فضلا عن كونه يؤكد أنه لا يتم إيمان أي مسلم إلا بإيمانه بجميع الأنبياء، وفي طليعتهما موسى وعيسى عليهما السلام.
وأبرز جلالة الملك أن الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى السلم والاعتدال ونبذ العنف، مشيرا إلى أن الإسلام ظل عبر التاريخ، منارة للتسامح الديني، والتفاعل بين مختلف الثقافات والحضارات.وأضاف جلالة الملك أن المغرب عرف في تاريخه مفكرين ممن نقلوا جزءا من الثقافة اليونانية إلى الغرب المسيحي في العصر الوسيط، وممن عبروا في آثارهم الفلسفية عن التساكن الممكن بين العقل والدين، باعتبار الأول معيارا لفهم الثاني. وذلك ما أكده كبار علماء الاستشراق والمؤرخون من مختلف الدول الغربية.
وأوضح جلالته أنه اعتبارا لكل هذه الحقائق الدينية والتاريخية فإني أدعوكم، بوصفكم رئيس الكنيسة الكاثوليكية، إلى العمل على احترام الإسلام، كما تحترمون الديانات الأخرى، مثلما يحترم الإسلام باقي الديانات السماوية، ومن بينها المسيحية. وذلك خير سبيل لدعم الحوار بين الأديان والثقافات.وذكر جلالة الملك أنه بالنظر إلى الظرفية الدقيقة التي يجتازها عالمنا، المشحون بالكثير من الصراعات، وتأجيج نزوعات التطرف، والخلط بين الحقائق والمزاعم الشائعة، والتي يستغلها المتشددون من جميع الديانات، فإن من واجبنا معا، كمؤتمنين على إشاعة قيم السلم والتعايش والتقارب يين الأمم والشعوب، أن نكرس جهودنا لخدمة هذه المقاصد السامية، التي هي موضوع إجماع كل القوى المحبة للسلام في العالم بأسره وخلص جلالة الملك الى القول وإذ أخاطبكم في هذا الشأن فمن باب حرصى ، كوارث لتقاليد بلدي في رعاية التوقير المتبادل بين الأديان، على تأكيد العلاقات المتميزة، التي ظلت تربط المملكة المغربية بحاضرة الفاتيكان، والقائمة على الحوار والتواصل والتشاور فيما يهم العالمين ، المسيحي والإسلامي، وفي كل القضايا الدولية.