وتكلمت ِ السفينة....
حَمَلْتُ تَصَبُّرَ الْـخَنْساءِ في سـّري = وقمتُ أطالعُ الأحداثَ في صبر
وعدتُ بسلةٍ خرقاءَ أحسبُني = كَحامِلَةٍ مياهَ البحر ِ في حجرِ
فلا بالشربِ تَرْوي الظَّامِئينَ وَلا =بِطَعْمِ صَفائِها الظمآنُ قد يدري
مضيتُ كنجمة في الأفقِ ساطعةً = ليهدي نورُها الوضاءُ للفجرِ
فسارتْ في مدى الأجواءِ سارحةً = تُنادي إِنني الشماءُ في دهري
فلا بحصونها الصحراءُ باديةً =ولا بفلاتها الأعذارُ قد تجري
أقاومُ شدةَ الخيباتِ مائِجةً =وأرجعُ كي تلي الأعمالُ في نشري
وتسري حجةٌ خرساءُ أخرجها =كما الألحانِ في الآهاتِ من صدري..
أيا من راعهُ الخذلان من عَربٍ = لتسألْ عن مدى الآلامِ في صبري
مررتُ بهمةٍ تختالُ في ثقةٍ = فعادتْ أسهمي البيضاءُ في خصري
وجئتُ بخطوةٍ عَرْجاءَ تدفعني= فغابت شمسُ أيامي بلا عذرِ
وعدتُ ألملمُ الدمعاتِ في مقةٍ = وَعادَ الدَّرْبُ يِسْحَبُني إلى القبر
وما دربي عسيرٌ مثلَ ماجنةٍ = ولا حرفي فصيحٌ فاضَ يستقري
ولا للحلِّ قد واصلتُ ماشيةً = ولا للحفرةِ السوادءِ أستذري
ألا يا سائراً قربي وتسألني = لماذا السهمُ لم يبعدْ عن النحرِ ؟
فلا للعودةِ البيضاءِ قادرةً = ولا للخطوةِ الخرقاءِ قد أسري
أماشي همةً علياءَ تشخذني = لكي أمضي بلا خوفٍ ولا ذعرِ
فحاولْ في مدى الأوقاتِ تُسْعِفَني =لكي أمضي بلا خوفٍ ولا هذرِ
وجلجلْ في جِهاتِ الشَّرْقِ باقيةً = كزرع أخضرٍ في القلب كالبذرِ
أم فراس 16-6-2010