حصار واحتلال الى زوال
يتبادر الى أذهاننا في حمى الانتفاضة العالمية لكسر الحصار عن غزة و تسيير الأساطيل
و تجييش الاعلام و الرأي العام العالمي قصد انهاء الحصار و فك العزلة عن أهلنا في غزة حتى يتوفر لهم الحد الأدنى من مقومات الحياة ويعيشوا كباقي البشر على تلك الرقعة الصغيرة والمحررة من وطنهم السليب دون بقية الأجزاء الأخرى فهل ان المشكلة تنحصر في هذه الحدود .
ان الاقتصار على النضال في هذا الاتجاه بالرغم من مشروعيته وضرورته الملحة لتعلقه بأسباب الحياة لمليون و نصف المليون من البشر محاصرين برا و بحرا و جوا و بالحرب و التهديد و التجويع في الحقيقة هو ضحك على الذقون لان هذا الأمر وراءه احتلال لكامل فلسطين منذ عام 1948 و ملايين من البشر المشردين في مخيمات الهوان و الذل في دول الجوار و العالم ألا يستفيق الضمير العالمي و ينادي بضرورة عودتهم الى أرضهم
و ديارهم ويعيشوا هناك آمنين مستقرين كبقية البشر ويعود من غرر بهم من الصهاينة ويعيشوا في بلدانهم الأصلية دون خوف منهم أو عليهم وهكذا تحل هذه القضية المستعصية و التي جرت الويلات على المنطقة ومن ذلك ما حصل من دمار هائل في العراق أليس سببه الأطماع الاستعمارية الغربية و الصهيونية في المنطقة أين القيم الانسانية المشاعة بين الشعوب في الأرض .
ان الاستقرار لن يتحقق بحلول تلفيقية لا بد من حل عادل يقضي بعودة الحقوق الى أصحابها و نبذ العنصرية و الاستعلاء و المصالح الاستعمارية من العالم التي تجعل البشر وقودا لها حتى يعيش الجميع آمنين فالأرض مليئة بالخيرات و تستوعب الكل.
فلماذا تحل مشكلة العنصرية الغربية و الأطماع الاستعمارية على حساب العرب في فلسطين بحيث يهجر اليهود قسرا من أوطانهم الأوروبية و يطرد العرب ليحلوا محلهم فالجميع عربا و يهودا غير آمنين ولن يتحقق الأمن و الاستقرار في المنطقة الا بعودة الجميع الى أوطانهم .
هذا هو اذن الحل الصحيح و العلمي الوحيد لهذه المشكلة علما أن لكل مشكل في الحقبقة حل صحيح واحد مهما اختلف الناس حوله فالحل واضح أمامنا تمام الوضوح فلماذا المكابرة ان الأمة العربية و قواها الحية لن تقبل بغير هذا الحل طال الزمان أو قصر و الحلول العسكرية سوف تنتهي دمارا شاملا على المحتلين مهما كان حجم اجرامهم فالشعوب لا تقهر و النصر لها فأمريكا أكبر قوة عسكرية في العالم انهارت أمام المقاومة في العراق
و افغانستان ودولة الكيان الصهيوني جربت الحلول العسكرية في لبنان 2006 وعلى غزة 2009 وخسرت الحربين بالرغم من فظاعة الجرائم المرتكبة فيهما لذلك لابد أن يكون صوتنا عاليا و مناديا بضرورة هذا الحل الوحيد الذي بحق يحقق السلم و الأمن في العالم
و الا فان التوتر و سفك الدماء سيتواصل الى غاية التعقل و العودة الى هذا الحل دون سواه وهو عودة كل المهجرين الى ديارهم وتحرير كل فلسطين .