معلمة سعودية لا تجد عيباً في عملها كخادمة منزلية.. وصاحبة العمل تؤكد: هي أختنا وليست خادمتنا ولم تشترط راتباً محدداً




فتاة سعودية تخرجت قبل تسع سنوات من معهد المعلمات في محافظة الطائف قبل أن تنضم لقافلة البطالة.. وهي تقضي يومها حالياً بين رعاية إخوتها ورعاية أسرة أخرى فتحت لها المجال للحصول على لقمة عيش كريمة بالعمل لديها كخادمة منزلية براتب يصل أحيانا إلى ألفي ريال..
تستيقظ المعلمة الخادمة من نومها صباح كل يوم لتعد الإفطار لأسرتها قبل أن تخرج من منزلها الشعبي مجتازة الشوارع مشياً على قدميها للوصول إلى المنزل الذي تعمل في خدمة سكانه, وبمجرد دخولها إليه تبدأ في الغسل والكنس والطبخ لمدة ست ساعات متواصلة, لتخرج بعد ذلك عابرة نفس الشوارع التي اخترقتها صباحاً لتعد الطعام لأسرتها وتمكث في البيت الشعبي المتهالك حتى غروب الشمس ثم تعود إلى عملها لتجهز طعام العشاء للأسرة التي تخدمها.
هكذا تسير حياة "ب. ف" منذ عامين دون كلل أو ملل وعن ذلك تقول الفتاة : "عملي خادمة ليس عيباً..فالعمل الشريف لاينتقص من قيمة الإنسان" وتضيف: "العيب أن أمد يدي للآخرين أو أن أظل عاطلة عن العمل, فأنا أسعى من أجل مساعدة أسرتي وتذليل الصعوبات التي تواجهها, خاصة بعد أن فشلت في العثور على عمل بالمؤهل الدراسي الذي أحمله".
وعن بداية التحاقها بالعمل كخادمة قالت إن الأمر جاء بالصدفة حيث طلبت منها سيدة تقطن في نفس الحي مساعدتها في إعداد وليمة, وشاهدتها آنذاك طبيبة كانت مدعوة للوليمة فعرضت عليها العمل في منزلها بعد أن استمعت لشكواها من الظروف المادية التي تمر بها أسرتها وكان العرض بداية أن تقوم الفتاة برعاية أم الطبيبة, حيث أنها مسنة وتحتاج لمن يخدمها ولا تحبذ التعامل مع الخادمات الآسيويات.


وأشارت الفتاة إلى أنها رفضت العرض في البداية لكن عندما فكرت فيه بتأن وعقلانية عادت و وافقت عليه وقد تطور الأمر للقيام بخدمة الأسرة بقناعتها التامة, موضحة: "عملي في الخدمة المنزلية يعود لسببين هما الحاجة وسد الفراغ, وقد أنقذني من أزمات نفسية فقد أدميت قدماي في سبيل البحث عن وظيفة, ولم أترك جهة حكومية أو خاصة إلا وتقدمت إليها, ولكن جميع الأبواب أغلقت في وجهي".
وتخشى "معلمة الخدمة المنزلية" من أن تلاحقها النظرة السيئة بسبب عملها ولذلك فهي تخفي الأمر عن جميع الناس عدا أسرتها.
من جهتها قالت صاحبة العمل الطبيبة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها إن أسرتها تتعامل مع الفتاة كأخت، فقد توطدت العلاقة معها كثيرا، فهي إلى جانب عملها تقوم بتدريس أشقائها كما أنها تعمل بمرتب غير محدد.
وأضافت: "عندما طلبتها للعمل عند والدتي لم أقل لها إننا نحتاج إلى خادمة، بل من يهتم بأمي المريضة، فشقيقاتي وشقيقي يقضون وقتا طويلا في مدارسهم، لكنها بدت مترددة كثيرا، رغم أن إحدى الحاضرات معنا أكدت لها أن هناك نساء يعملن في المنازل، واستشهدت بالمستشفى الذي أعمل به، حيث تعمل مواطنتان في مطبخ المستشفى".
يُشار إلى أن وزارتي الخدمة المدنية و التربية والتعليم أوقفتا تعيين خريجات معاهد المعلمات منذ أكثر من 10 سنوات, وقد أعلنت التربية مؤخراً عن توجهها لتوظيف بعضهن خلال الفترة القادمة.
من الايميل