معدن المكرمة

ونادى البيد خذوا عني كل هذا الغبار الجاثم على صدري . والمعدن الذي أنشده
درج لا يرجه ريح . ولا ينتحله صباغ . والمعدن الذي أنشده له نشيد ينشده

مقلاع لم يبنى عليه قلاع . ظل في منأى عن المفاوز والتلاع
ظل مستعصي على ذي الخف والناعل . ناء عن رهط الطريق والرعاع

هذا معدن صمغه لا يسيل من شجرة المطاط . لا أرض لهذا المعدن مكتنز
ولا سماء له ملتحف . اهتدى إلى أرضه تارة رجال من طي وتارة رجال من عنز

معدن يعز على الطالب الطلوب . إلا إذا كان هذا حصيف العقل و طب
يذر كل حفنة رمل بالبنان . ويئتزر بإزار عبدالله بن جدعان وعبدالمطلب

البيد قاع مترامي الأطراف ومعطن الغبار. وليس ثم لهذا القاع من إبن بار
يخلط أخلاط هذا الغبار . ليجلو كرجل الكيمياء عن هذا الغبار كل هفوة وعثار

وهذا المعدن الذي أنشده . يجهل ساكن الدير نشيده . وهذا المعدن معدن المكرمة
لا يبصره ولا يهتف له قبرة أو فاختاء . لكن إذا ما مسك به البهلول عض عليه الأنامل كابن عمرو عكرمة .