مدارات الاغتراب
عبدالصمد زيبار
هائم أمضي عبر مدارات الاغتراب,ما بين زقاقات الزحام و أقبية الانعزال,أبحث عني لأدرك أن كل سؤال يبذر ألف ألف سؤال,و كل جواب بداية لألف ألف سؤال و سؤال.
تبدى الأفق مهيبا كئيبا بحجم نتوءات الجسد المسافر عبر عوالم المتواري, المتلاشي في فضاءات السراب,و الغائب في متاهات الانكسار.
أهو الخوف من القادم ؟
أم أنه تعبير عن عجز الذات المغتربة في حقول الشهود؟
أم أنها عواصف اليومي الحادة كما السيف القاطع ؟
تملكت الحيرة المشهد,و استبد الاغتراب على فصول الحدث,و تلاشت خيوط الانفراج فتبدى الصبح بعيدا بعيدا,ساد المشهد سكونا مطبقا,فذوى بريق اللحظة الغارقة في بحور الأماني الوالهات,المتلذذة بسويعات الغواني الآسرات,و العاشقة حد الافتنان للنزوات العابرات كالطيف لتقطع الممرات أمام المتواري أن يسكن طموح الجسد,عاقدة صك الطلاق بينهما لئلا يغيب وميضها اللحظي الفاتن كلحظة الغروب الآسرة و الآذنة بمجيء الليل البهيم.
استطال الليل عبر امتدادات الزمان و تجاويف المكان,بسواده و ظلمته التي لا يكسرها سوى وميض متلألئ و لحظات زاهية معدودة متباعدة,غير أنها إذن بميلاد جديد,يعيش لحظات التكون الجنيني,تعتصره آلام الطلق ,ليكون بعنفوان الفارس و تغذيه مشيمة الأمل ليحيى إنسان بذاكرة إنسان,ذاكرة تحمل عبق التاريخ و تجاويف الجغرافيا.
إنها اللحظة الفارقة ,ولادة جديدة إنسان جديد,بنفس مغاير و نسمات متفردة في أسرها الساحر.