منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 37
  1. #21
    الجيش العراقي ادهش واعرب العالم لذلك اصروا حسب خرائط مكرهم ان ينتقموا فكان انتقاما من العربق كلهم
    حسبنا الله ونعم الوكيل وثيقه خطيره فعلا
    هلال اطلعتم استاذنا على تلك المقالات ورايكم الكريم وقلبنا يعتصر الما ونحن لانتعلم من التاريخ؟
    http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=11893
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #22
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    الاستاذة العزيزة ريمة .. حياك الله وقد اطلعت على مقالة اليورانيوم واود ان اقول انني كنت وما زلت من الباحثين المتخصصين في ملف اليورانيوم المنضب الذي ضُرب به العراق عام 1991 وعام 2003 وقد كتبت عن هذا الموضوع عشرات البحوث والدراسات ونحن في العراق كنا اول الباحثين والمتخصصين الذين نشرنا هذا الموضوع على العالم من خلال الوثائق التي حصلنا عليها من باحثين امريكان معادون للحرب على العراق ومن المتعاطفين مع الشعب العراقي واخص بالذكر منهم رامزي كلارك وزير العدل الامريكي الاسبق والباحث ديماسيو لوبيز ودان فاهي وغيرهم ، وكذلك حصلنا على معلومات وبحوث ودراسات عن اليورانيوم من جنود امريكان زاروا العراق وكانوا مصابين بما سمي في حينه مرض لعنة العراق وبعد ان اطلعنا على هذه الوثائق تم نشرها وتوزيعها على المتخصصين والصحافة ووسائل الاعلام ، كما اني كنت اول عراقي يعثر على هذه الاسلحة في جنوب العراق وقمنا بفحصها باجهزة القياس الاشعاعية التي كانت لدى علماء الطاقة الذرية العراقيين منذ العام 1993 وساقوم انشاء الله بتزويدكم باحدث التقارير عن هذا الموضوع بعون الله وانا الممنون ..
    مع تحياتي واعتباري

  3. #23
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    الأستاذة العزيزة ريمة .. بعد التحية والتقدير

    كما ذكرت لك سابقا باني أقوم حاليا بإعداد دراسة إستراتيجية مهمة عن العدوان الإسرائيلي على غزة ، لنشرها أولا في منتدى الفرسان الغالي على قلوبنا ومن خلال مواقف حوارية ، فقد أنهيت القراءة الأولى للدراسة وها أنا أقدمها للزملاء والزميلات الأعزاء في إطار التواصل ومتابعة أحداث العدوان الإسرائيلي أولا بأول وصمود شعبنا في غزة . . وعذري لهم إن تأخرت بعض الشيء في الإجابة على أسئلتهم لهذا السبب .. متمنيا للجميع الصحة والتوفيق ونحن متواصلون بعون الله في هذه الحوارية على الخير والمحبة .. والله الموقف

    **********
    العدوان على غزة

    قراءة أولى في الإستراتيجية العسكرية والسياسية الإسرائيلية

    الباحث عبدالوهاب محمد الجبوري

    المتابع للعمليات العسكرية العدوانية الإسرائيلية الحالية في غزة يستنتج - لحد الآن – أن القوات الإسرائيلية لم تتحرك وفق إستراتيجية عسكرية واضحة على الأرض ، بقدر ما كانت تقوم به من عمليات عسكرية عدوانية لتحقيق أهداف محددة تكتيكية ( تعبوية ) كمرحلة أولى ومن ثم تطوير العدوان لتحقيق أهدافها وفق إستراتيجية عسكرية لم يعلن عنها لاحتمال الفشل في عدم انجازها بالكامل وكما حصل في العام 2006 في حربها الخاسرة مع المقاومة اللبنانية ، إلى جانب سعيها للاحتفاظ بالمناورة والمبادرة على الصعيدين العسكري والدبلوماسي في حالة تطور الأوضاع سياسيا وعسكريا .. وتؤكد صحيفة معاريف الإسرائيلية الصادرة في 2/ 1/ 2009 هذا الأمر عندما ذكرت أن حكومة تل أبيب خرجت للحرب ضد قطاع غزة دون إستراتيجية واضحة ودون تحديد أهداف معينة ووقت انتهاء العمليات العسكرية ، وقالت الصحيفة : ( أن الحكومة قررت شن تلك الحرب دون عقد جلسات نقاش ذات آلية ثابتة ، تضمن إنهاء الحرب في اللحظة المناسبة لإسرائيل ) وأضافت ( أنه منذ السبت الماضي – أي منذ بدء العدوان البري على غزة - نجد القيادات الإسرائيلية تسعى لأن تثبت أنها تقود الحرب ضد غزة بشكل جيد على عكس ما كان الوضع في أثناء حرب لبنان الثانية 2006 )وكشفت عن كذب القيادات الإسرائيلية بشأن الحديث عن عقدهم للمداولات والمناقشات قبل الخروج لتلك الحرب، وهو ما يحدث كل مرة وينكشف أمرهم عند حدوث فشل عسكري ، وأشارت إلى أن جميع تصريحات القيادات الإسرائيلية بشأن التأهب الجيد لهده الحرب هو خداع للإسرائيليين ، وأنها تلجأ لذلك في محاولة لاستعادة الأيام الخوالي لإسرائيل عندما كان لديها ما سمي الجيش الذي لا يقهر ، وأكدت أن العملية العسكرية ضد قطاع غزة تدار يومياً بدون تفكير، ووسط تخبط بارز للقيادات الإسرائيلية ..

    وأيا كانت مصداقية هذا الكلام والغرض من نشره ، فإننا نعتقد أن هناك ترابطا بين العدوان الإسرائيلي والانتخابات الإسرائيلية في شباط أو آذار القادم من ناحية وبين استلام اوباما منصبه كرئيس للولايات المتحدة من ناحية ثانية وما بين الحالتين هناك رسالة تريد إسرائيل إيصالها إلى الإدارة الأمريكية ودول المنطقة العربية والفلسطينيين في الداخل ، ناهيك عن سعيها إلى فرض تهدئة وفق شروطها والى إعادة ترتيب أوضاع الساحة الفلسطينية حسب مصالحها كما تأمل بذلك ..
    الأمر الآخر الذي يمكن قوله هنا أن القيادة الإسرائيلية لا تريد وقف عدوانها إلا بعد أن تحقق جانبا مهما من أهدافها وعندها سوف تتعامل مع الجهود الدبلوماسية الدولية محاولة عدم التعامل مع حركة المقاومة الفلسطينية قدر ما تستطيع لكن استقراءنا للأمور هو أن هذا التصور الإسرائيلي خاطئ ومضلل وهو يمثل استمرارا للسياسة العنصرية والتعالي والغطرسة وان إسرائيل ستجبر على التفاوض مع المقاومة الفلسطينية باعتبارها عاملا مهما من عوامل استقرار المنطقة وان أي تسوية أو تهدئة دون المقاومة الفلسطينية لن تنجح وستفشل بالتأكيد وعلى إسرائيل أن تعي هذا الأمر جيدا ..

    وبالنسبة لعلاقة العدوان بالانتخابات فقد تعودنا في السياسات الإسرائيلية أنه قبل كل انتخابات تحدث مزايدات حزبية بين الكتل السياسية الإسرائيلية يعبر عنها في الغالب بصناعة أزمات حادة على الساحة الفلسطينية مصحوبة بعمليات عسكرية عدوانية ضد الشعب الفلسطيني ، وبالطبع فان مثل هذه المزايدات يدفع ثمنها الشعب الفلسطيني، لأن الكثير من القيادات الإسرائيلية تحاول أن تُـثبت قدرتها وسطوتها على الوضع في فلسطين من خلال عدوانها المسلح مستهينة بكل الضحايا والآلام والدمار الذي تلحقه القوات الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني ومرافقه العامة والخاصة غير مبالية بأي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية وهي التي عدمت مثل هذه الاعتبارات منذ أي نشأت الحركة الصهيونية كحركة عنصرية عدوانية وأصبحت عرابا للكيان المسخ ..

    لقد رأينا هذا السيناريو من قبل عدة مرات، ربما نتذكّـر جميعا أنه في عام 1996، حدثت مجزرة شهيرة، وهي مجزرة قانا، وكانت أيضا تسبق انتخابات طارئة في إسرائيل وراح ضحيتها عدد كبير من الفلسطينيين واللبنانيين الأطفال تحت رعاية وتحت نظر قوات الأمم المتحدة، العاملة في الجنوب اللبناني ..

    إذن الأمر لا يخرج كثيرا عن هذا الإطار، لكن في العدوان الحالي على غزة ربما هناك غايات ابعد وأكثر تفصيلا وتتمثل في محاولة إثبات أن الجيش الإسرائيلي قادر على إنهاء (حُـكم حماس) في غزة – حسب المسئولين الإسرائيليين - بعد أن فشلت، من وجهة نظرهم، الضغوط الاقتصادية والسياسية التي مورست طوال العام والنصف الماضي.. وقد سمعنا كثيرا من تصريحات القادة الإسرائيليين، لاسيما تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية وأيضا إيهود باراك، وزير الدفاع ورئيس حزب العمل، أنه حان الآن وقت الحرب ووقت القتال ووقت الآلة العسكرية ، بالإضافة إلى محاولة التعويض أو التخلص من عقدة الهزيمة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي عام 2006 على يد المقاومة اللبنانية ..


    ويرى بعض القادة الإسرائيليين أن أمامهم هدفا آخر يسعون إلى تحقيقه ، وهو إذا ما تعذّر القضاء تماما على حركة المقاومة الفلسطينية ، من الناحيتين السياسية والعسكرية ، فعلى الأقل تقليص هذه القوة العسكرية وإظهارها بمظهر القوة الضعيفة أمام الشعب الفلسطيني ، باعتبار أنها ليست بالقدرة وليست بالكفاءة المناسبة لكي تنازل إسرائيل وآلتها العسكرية ودفع الشعب الفلسطيني في غزّة إلى الثورة على( حُـكم حماس) حتى تقبل بعد ذلك الشروط التي أعلِـنت من قبل في اللجنة الرباعية الدولية والتي تدعمها إسرائيل وترى أنها شروط لا يُـمكن التنازل عنها ..

    ويرى محللون أن هناك هدفا آخر تتوخاه الإستراتيجية الإسرائيلية من وراء العدوان على غزة ، وهو أن إسرائيل الآن تعيش في مزاج متطرف ويميل إلى العنف ويستهين تماما بكل ما هو متعلق بالتسوية السياسية، وِفقا لقواعد القانون الدولي والحقوق التنازلات المتبادلة مع الطرف الآخر ، وفي اللحظة التاريخية الحالية، نحن نعلم أننا أمام فترة انتقالية في الإدارة الأمريكية، بعد فترة قصيرة سيأتي رئيس جديد، وأيضا تعودنا أنه في هذه الآونة تحديدا، تسعى إسرائيل إلى فرض شروطها على الجانب الأمريكي، والذي يحتمل أن يقبل بها، بل يدعمها ويؤيِّـدها، والموقف الأمريكي الحالي الذي عبر عنه الرئيس بوش من العدوان على قطاع غزة خير دليل على ما نقول ..
    والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل تستطيع إسرائيل تحقيق هذه الأهداف مجتمعة في ظل الفراغ السياسي، إن صح التعبير، على مستوى الإدارة الأمريكية وفي ظل الموقف الرسمي العربي المتردد والضعيف وفي ظل تحرك دولي منح صوته مسبقا لصالح العدوان الإسرائيلي كما فعل الرئيس الفرنسي مؤخرا ؟

    البعض من المراقبين والمحللين يرون أن جانبا واحدا من هذه الأهداف يمكن أن تحققها إسرائيل، فقد استطاعت خلال الأيام الماضية من العدوان المدمر والوحشي على غزة ، أن تحقق هذا الهدف على الصعيد الإسرائيلي الداخلي ، فلقد ظهرت تسيبي ليفني وإيهود باراك باعتبارهما صقرين كبيرين وباعتبارهما لا يتوانيان عن الإقدام على أشرس الأعمال وأعنفها ضد الفلسطينيين وضد المقاومة الفلسطينية بحجة حماية الأمن الإسرائيلي وحماية وجود إسرائيل ، وبالتالي ، فقد تحققت إحدى هذه الأهداف،حسب الإعلام الإسرائيلي وان كان لدينا رأي آخر سنشير إليه في سياق الاستنتاجات - وقد رأينا أنه في اليوم الأول من العدوان، أن بعض استطلاعات الرأي في داخل إسرائيل أظهرت تفوّقا كبيرا في موقف تسيبي ليفني، وهو الأمر الذي يختلف تماما عما كان عليه قبل العدوان على غزة ..

    الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية

    من خلال المعلومات التي ترشحت من وسائل الإعلام المختلفة عن سير القتال بين المقاومة الفلسطينية والقوات الغازية ، يمكن وضع تصور عام للإستراتيجية العسكرية التي تبنتها القوات الإسرائيلية في عدوانها على غزة على النحو الأتي :
    1 . القصف التمهيدي : ضد الأهداف الفلسطينية بمختلف أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية وبأكبر ثقل من النيران باستخدام الأسلحة الأكثر فتكا في العالم والذي استهدف مواقع المقاومة وتجمعاتها ومراكز إطلاق الصواريخ الفلسطينية والأنفاق وأهداف مدنية كثيرة مختلفة لتحقيق الصدمة النفسية لدى الشعب الفلسطيني وإيقاع اكبر الخسائر والضحايا بالأرواح والمعدات والممتلكات العامة والخاصة ، لإرباك الداخل الفلسطيني ومحاولة زعزعة الثقة بين الشعب والمقاومة .. وقد استمرت هذه الصفحة أو المرحلة حوالي سبعة أيام ، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها وأبرزها إضعاف المقاومة وإيقاف القصف الصاروخي الفلسطيني على البلدات والمستعمرات الإسرائيلية وإنزال الرعب بالمستعمرين ، كما فشلت أيضا في الإيقاع بين الشعب والمقاومة لان الشعب الفلسطيني بات يعرف جيدا انه هو المستهدف من هذا العدوان وليس المقاومة وحدها وهذا جزء من المشروع الصهيوني الذي يستهدف القضاء على الانتماء الروحي والوطني للشعب الفلسطيني بأرضه وحضارته وتاريخه ومستقبله وإلحاق المزيد من القتل والدمار بالسكان الفلسطينيين وممتلكاتهم لإجبارهم على الهجرة وترك ارض الإباء والأجداد للدخلاء لاستيعاب موجات جديدة من الهجرة اليهودية ..
    2 . الاستطلاع بالقوة : وهذا يعني تقدم ارتال الدبابات والآليات العسكرية داخل قطاع غزة من عدة محاور واتجاهات من شمال القطاع وشرقه ومن مناطق غرب القطاع تساندها القوة الجوية والقوة البحرية والطائرات السمتية من طراز أباتشي الأمريكية وتنفيذ عمليات قصف مدفعية واسعة بالإضافة إلى استخدام أسلحة الدبابات من طراز مركفاه وأم اكس 48 و60 الأمريكية وأسلحة ناقلات الأشخاص المدرعة والهاونات الثقيلة والهدف من هذا الاستطلاع هو كشف مواقع المقاومة وقصفها مباشرة لمعرفة حجمها وتكتيكاتها وأسلحتها وأسلوب قتالها وأماكن تواجدها وتحركاتها ، وتضمنت هذه الصفحة انتشارا بريا واسعا في مناطق العمليات دون الدخول في المدن المأهولة لتجنب حرب الشوارع والمناطق المبنية وشملت هذه الصفحة أيضا إجراء عمليات إحاطة وتطويق واسعة لأحياء القطاع وتنفيذ عمليات قتالية ضد المقاومة ، وبالفعل حصلت مواجهات مسلحة وعمليات قتال عنيفة بين الطرفين أثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على التعامل مع إستراتيجية القوات الهاجمة وكان هذا مترافقا مع استمرار القصف الجوي والبري والبحري لإيقاع الخسائر والتضحيات بالمواطنين العزل والأبرياء ومواصلة قصف المنشات الاقتصادية والصناعية والخدمية ودور العبادة والمدارس والمستشفيات وغيرها من الأهداف المدنية بوحشية مفرطة ، وهي مرحلة مكملة لمرحلة القصف التمهيدي لمواصلة تنفيذ مسلسل الرعب والصدمة والدمار ..
    ويبدو أن القوات المعتدية فوجئت بأساليب قتال المقاومة وتصديها البطولي من خلال استخدامها تكتيكات قتالية جديدة فاجأت المعتدين وألحقت بهم خسائر جسيمة اعترف بها الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي ، وكان من بين ما استخدمته المقاومة الفلسطينية تكتيكات متطورة لقنص الدبابات الإسرائيلية باستخدام أسلحة جديدة أعلن عنها المتحدث باسم المقاومة ، واستخدام الكمائن في زمان ومكان غير متوقعين من قبل القوات الإسرائيلية ، ناهيك عن فشل القوات الإسرائيلية خلال هذه المرحلة بتحييد عمليات إطلاق الصواريخ على المستعمرات الإسرائيلية وعلى أهداف إسرائيلية في مدينة بئر السبع ، بخلاف ما أعلنت عنه هذه القوات من أنها تمكنت من تدمير مواقع فلسطينية كثيرة لإطلاق الصواريخ .. وهذا يدل على الارتباك الحاصل لدى العدو ولجوئه للكذب والخداع لرفع معنويات جنوده والمستوطنين في الداخل ..
    3 . الإحاطة والتطويق : في هذه المرحلة دفعت القيادة الإسرائيلية بأكثر من فرقتين مدرعتين وقوات خاصة توغلت في مناطق متعددة وخاصة تجاه المناطق السهلية المفتوحة التي تبعد عن مدينة غزة سبعة كيلو مترات ووسعت من عمليات القصف الجوي والبري والبحري على امتداد مناطق واسعة من القطاع شملت أهدافا اقتصادية وخدمية ومدنية ومواقع للمقاومة الفلسطينية وآخرها استهداف مدرسة وقتل أكثر من أربعين فلسطينيا في جريمة بشعة جديدة يندى لها جبين الإنسانية ، ولكن أيضا من دون المــجازفة بالدخول إلى المدن وخوض قتال في المناطق المبنية ..
    لقد كان تقدم القوات الإسرائيلية في المرحلتين الثانية والثالثة بطيئا وصعبا ومكلفا نتيجة المقاومة الشديدة للمقاتلين الفلسطينيين وهنا نؤكد – والقتال لا زال مستمرا – إن القوات الإسرائيلية تسعى إلى جر المقاومة إلى القتال خارج المدن في مناطق مفتوحة مستفيدة من قدراتها النارية الجوية والبرية وإمكانياتها على الحركة والمناورة الواسعة في محاولة لإيقاع الخسائر الجسيمة بالمقاتلين الفلسطينيين لكن على هؤلاء المقاتلين – واعتقد أنهم يدركون هذا جيدا – أقول عليهم أن لا ينجروا إلى ساحة قتال تختارها القوات الإسرائيلية خارج المدن إلا في الحالات التي تساعدهم على القتال تبعا لقدراتهم التنظيمية والتسليحية وأساليب قتالهم على مثل هذا القتال لتجنب التعرض المباشر لنيران الدبابات والقوة الجوية والطائرات السمتية وان أفضل وسيلة لقتال هذه القوات هو جرها إلى مناطق قتل داخل المدن والمناطق المبنية لتحاشي أسلحة العدو الثقيلة كالقوة الجوية والمدفعية والصواريخ بالإضافة إلى الاستفادة القصوى من الأسلحة التي تمتلكها المقاومة وخصائصها التعبوية وخاصة أسلحة الار بي جي 7 وغيرها من الأسلحة الخفيفة التي تمنح المقاومة ميزة التفوق على القوات الإسرائيلية في المناطق المبنية حيث تكون الدبابات الإسرائيلية أمامها واهنة وسهلة الاصطياد والقتل ، كما أن استخدام أسلوب حرب العصابات الذي يتميز بالسرعة والتأثير الواسع على العدو وإرباكه وتحييد معظم أسلحته الثقيلة والذي يحتاج إلى إرادة وشجاعة وعزيمة تفتقرها القوات الإسرائيلية انطلاقا من مبدأ أن المقاومة تقاتل دفاعا عن وطنها وفي أرضها ، وان القوات الغازية تفتقر إلى هذه الصفات والخصائص ، كل هذا يتمتع به المقاتلون الفلسطينيون ويمنحهم ميزة التفوق التعبوي ( التكتيكي ) على العدو ولذلك سيكون تأثير هذا النوع من المعارك لصالح المقاومة وسيعينها على تحييد عناصر القوة لدى القوات الإسرائيلية ..
    وهنا نؤكد على المدنيين الفلسطينيين أن يتحسبوا أو يغادروا دورهم أو مناطق سكناهم إذا ما دارت مثل هذه المعارك داخل المناطق المبنية خشية تعرضهم للنيران والقصف المعادي حيث ستكون الاشتباكات قريبة والنيران كثيفة والتلاحم شديدا ..

    نتائج واستنتاجات
    1 . في ضوء المعارك الجارية حاليا يمكن القول أن العدوان الإسرائيلي لم يحقق أيا من أهدافه ، اللهم إلا إذا اعتبر العدو قتل المدنيين وهدم دورهم وتدمير المنشات المدنية هي أهداف محسوبة في عدوانه فانه والحالة هذه حقق الشيء الكثير ، لكن الحقيقة هي انه فشل في تحقيق الأهداف التي أعلن عن البعض منها أو التي يمكن استخلاصها من خلال سير العمليات القتالية ، فقد حافظت حركة المقاومة والشعب الفلسطيني على تماسكهما رغم التضحيات الجسيمة والدمار الذي لحق بالمواطنين وان مخزون المقاومة من الأسلحة حتى ساعة إعداد هذا التحليل مازال بخير ولم يتعرض إلى أذى كبير وان استمرار الحرب وسقوط الصواريخ سيعني أن القوات الإسرائيلية قد دخلت في حلقة مفرغة حاولت أن تتهرب منها عندما لم يعلن قادتها عن طبيعة إستراتيجيتهم وأهدافهم الإستراتيجية كاملة خشية فشلهم في تحقيقها في بدايات عملياتهم ومن أن يبدو الأمر بمثابة هزيمة إستراتيجية في خواتيمها ..
    ففي التقرير الذي أصدرته جهاز الأمن العام ( شاباخ ) بمناسبة نهاية السنة أن منظومات صاروخية متطورة ومقرات عسكرية فلسطينية أنشئت تحت الأرض خلال فترة التهدئة، وقد تبين مؤخرا أن هذه المنظومات ومنظومات الربط والاتصال والحماية لم تتأثر، وهذا يعني قدرة المقاومة الفلسطينية على مواصلة الحرب وقصف المواقع الإسرائيلية ، الأمر الذي سيوقع قيادة العدو الإسرائيلي في حرج كبير قد يفتح احتمالات العمل العسكري على تطورات ميدانية أوسع ..
    2 . إذا لم يحقق العدوان الإسرائيلي كافة أهدافه فهل سيوقف الإسرائيليون العدوان دون نتائج حاسمة أم سيستمرون فيه إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية وسط احتمالات مفتوحة إما أن تقضي على الاتجاه اليميني المتشدد وإما أن تأتي به بديلا عما يسمى حكومة الهزائم الإسرائيلية وذلك وفقا لما ستسفر عنه مجريات العدوان ، خاصة بعد تكتيكات المقاومة الجديدة واستخدامها لأسلحة مؤثرة على الدروع والدبابات والآليات الإسرائيلية بشكل اكبر ؟ من هنا يرى المحللون أن المعضلة التي تقف أمام الجيش الإسرائيلي هي أنه أمام خيارين أحلاهما مر ومدمّر :
    الأول : مواصلة الحرب والقبول بالخسائر الكبيرة التي تعرضت أو ستتعرض لها القوات الإسرائيلية من خلال الادعاء بان ( هذه الحرب ) لها فضائل عديدة تضمنت ضرب مناطق إطلاق الصواريخ الفلسطينية والبنى التحتية والأنفاق ، والخيار الثاني : هو التوجه نحو الإسراع في إنهاء ( الحرب )والاكتفاء بما يسميه أصحاب هذا الرأي بالضربات الكبيرة والشديدة التي تلقتها المقاومة الفلسطينية ..
    3 . إن هذه الحرب – العدوان – هي حرب غير متوازنة بين طرفين ، الأول تمثله ( دولة ) عنصرية تمتلك كل مقومات الدولة المتطورة عسكريا والمدعومة من أقوى دول العالم والثاني لا يمتلك سوى أسلحة متواضعة بسيطة ، ومع ذلك فان النتائج التي تحققت حتى الآن أو التي ستتحقق تمثل انتصارا وفخرا لشعب بسيط اعزل ، مما سيكون له انعكاسات كبيرة على وضع الأنظمة العربية وعلى التطورات السياسية والعسكرية في المنطقة مستقبلا ..
    4 . إن ما تحقق من نتائج عسكرية على الأرض يدلل على أن المقاومة الفلسطينية قد تحسبت لكل الاحتمالات العسكرية واللوجستية وأنها قد خططت للاحتمالات الاسوا مما أربك القوات المعتدية وجعلها تتريث كثيرا قبل إقدامها على أي عمل عسكري متهور قد يوقع بها خسائر غير محسوبة مما يزعزع ثقة المستوطنين بها ويضعها في موقف لا تحسد عليه كما حصل في العام 2006 في جنوب لبنان ..
    5 . من المحتمل أن تطيح نتائج العدوان الإسرائيلي والخسائر التي تكبدتها أو التي ستتكبدها القوات الإسرائيلية ، في حالة استمرار العدوان لفترة أطول ، بعدد من المسئولين الإسرائيليين من مدنيين أو عسكريين ، وقد يكون لها تأثير في حصول متغيرات في الخارطة السياسية الإســـرائيلية خلال الانتخابات القادمة أم للمرحلة التي تليها ..
    6 . إن ما استخدمته القوات الإسرائيلية لغاية هذا اليوم يمثل كامل القدرة العسكرية الإسرائيلية ومع ذلك لم تحقق النسبة التي كانت تتوقعها قيادتها ، وهذا يسبب إحباطا جديا لقيادة العدو ولقواتها قد يترك آثارا سلبية ويكرر ما حصل للحكومة وللقادة العسكريين في العام 2006 ..
    7 . أن عدم التصريح الإسرائيلي بالأهداف الكاملة من العدوان يؤكد على وجود ضبابية وتضليل ليصبح حرب إبادة جماعية ودمار شامل لشعب اعزل مما يترتب عليه تقديم المسئولين في الحكومة والجيش الإسرائيلي إلى المحكمة الدولية الجنائية لمحاكمتهم على جرائم الإبادة الجماعية بحق شعب اعزل حسب الاتفاقيات الدولية ..
    8 . في النتيجة النهائية فان المقاومة هي التي ستخرج منتصرة من هذا العدوان بعون الله وان الشعب الفلسطيني سيخرج أكثر قوة وتماسكا ونأمل أن تتجاوز الفصائل خلافاتها لتتخذ من الموقف الجماهيري العربي المتعاطف والمؤيد والتأييد العالمي فرصة لتعزيز تماسكها وتوحيد موقفها وان هذا الأمر إذا تحقق – ونحن واثقون منه بإذن الله – فان هذا يعني سقوط نظرية الأمن الإسرائيلي مرة أخرى على يد المقاومة في غزة مثلما سقطت سابقا على يد المقاومة في جنوب لبنان وسقوط الأهداف الإسرائيلية بالمراهنة على الخلافات الفلسطينيبة وعلى تشرذم وتشتت الموقف الفلسطيني وقدرة الشعب على الصمود والالتفاف حول مقاومته الباسلة ..













  4. #24
    السلام عليكم
    استاذنا الكريم
    عبر معطيات الواقع هل تؤمن بزوال اسرائيل وهي تملك معطيات حيويه عالميه كالمال والاعلام والمال الخ..............؟
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #25
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    العزيزة ريمة المحترمة ..
    بعد التحية والتقدير .. بداية أقول أن كلنا يتمنى زوال إسرائيل اليوم وليس غدا كي تعود حركة التاريخ إلى طبيعتها ويعود الحق لأصحابه .. ولكن معروف أن إسرائيل ولدت نتيجة مشروع جبواستراتيجي طويل الأمد شاركت فيه دول عظمى والحركة الصهيونية وانفق في سبيله الأموال الكثيرة وسالت فيه دماء غزيزة عبر عشرات السنين والكثير من الأحداث والحروب الدامية وخلال مراحل تاريخية مختلفة بدأت في أوربا وانتهت في المنطقة العربية وارتبط مصيرها بالقوى العالمية التي تعهدت بحماية وجودها في ظل تفوق عسكري واقتصادي وهيمنة أمريكية مطلقة على العالم يقابله ضعف عربي وإسلامي وتفاوت كبير جدا بين الموارد والإمكانيات والقدرات العسكرية والاقتصادية والإعلامية بين المشروع الأمريكي الصهيوني وبين المشروع النهضوي العربي ... بالإضافة إلى جدية المشروع الأمريكي وقبوله كل المجازفات بالمحافظة على هذا الوجود اللاشرعي للكيان الإسرائيلي واستعداد قيادته لتدمير العالم من اجل استمرار هذا الوجود في ظل معادلة غير متساوية الأطراف والتوازن لصالح المشروع الصهيوني بكل الحسابات ..
    وهناك فرق بين الإيمان والتمني بزوال إسرائيل وبين الواقع الراهن الذي يخضع إلى شروطه كما أشرت إلى هذا في أعلاه .. وبما أني فهمت سؤالك كما أتصوره فأقول يجب أن يظل هدف إزالة إسرائيل ماثلا في الفكر والقلب والروح والمنهج والسلوك والإعداد والتحسب وان يكون هذا هو الهدف الاستراتيجي الذي يجب أن نربي عليه أجيالنا ونهيئ له كل ما نقدر عليه حتى ولو بعد 50 عاما .. وإذا ما قال عني شخص ما باني احلم فأقول هو حلم لذيذ وكم أتطلع لان يتحقق هذا الحلم ولو بعد حين ..
    مع تحياتي أستاذتي العزيزة فهكذا فهمت سؤالك وهكذا كان ردي ولا ادري إن أصبت أم اخطات ..؟


  6. #26
    سؤال سريع استاذنا
    هل يمكن للادب والفن والشعر وكل تلك الفنون ان تقدم لنا شيئا ايجابيا للقضيه رغم انني اراها مقصرة او ضعيفة التاثير وكيف؟
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  7. #27
    السلام عليكم
    عبر معطيات الحاضر ومانراه من احداث:
    اي تلك الحلول اكثر ايلاما واسرع وصولا للحل ومفعولا ايضا؟
    الادب
    الاعلام
    النضال الميداني
    المفاوضات
    المساهمه العينيه
    وكيف نستغل كل مجال بجدارة؟
    مع تحيتي الوديه
    هشام

  8. #28
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    أخي فراس حياك الله

    فيما يأتي ما تفضلت بالسؤال عنه :

    حول توضيح أوجه المقارنة بين فلسطين والعراق فسأتحدث عن الجانب الرئيس في عملية اغتصاب فلسطين وبقدر ماله علاقة بوضع العراق ..
    فقد مرت هذه العملية بمراحل وصفحات لا يمكن التحدث عنها هنا بمجملها لاتساعها واحتوائها على تفاصيل كثيرة تحتاج إلى مجلدات أولا ولعلم الكثيرين بها ثانيا .. لكني أركز على ما يأتي :
    لقد عمدت بريطانيا والصهيونية العالمية في بداية الأمر وأمريكا لاحقا إلى تهيئة مسرح الأحداث لاغتصاب فلسطين وان كانت الفكرة تعود إلى فترة تاريخية أقدم بكثير مما حصل في العام 1948 وما تلاها :
    1 . تشجيع الهجرة اليهودية من كل أنحاء العالم إلى فلسطين وشراء الأراضي من الفلسطينيين ثم إقامة مستوطنات في مختلف أنحاء فلسطين ..
    2 . تحويل المنظمات الإرهابية الصهيونية إلى جيش نظامي وإنشاء أجهزة مخابرات متعددة ..
    3 . اعتماد التضليل والخداع لإيهام العالم بمصداقية الحق التاريخي لليهود في فلسطين واعتماد الأساطير التوراتية والتلمودية كأساس ديني مقبول من قبل اليهود لتحقيق هذا المشروع رغم آن الحركة الصهيونية حركة علمانية ..
    4 . اعتماد النظريات العنصرية الغربية وإسقاطها على الوضع في فلسطين واعتبار العرب مواطنين من الدرجة الثانية وهم متخلفون ولا حق لهم في العيش في الأرض المقدسة حسب تعبيرهم وانه من الضروري ترحيلهم عن ارض لا صلة لهم بها واعتبروا فلسطين أرضا بلا شعب لشعب بلا ارض واخذوا يركزون على هذا الجانب بشكل مكثف وعبر مختلف الوسائل والأساليب ومنها استخدام الأدب العبري للترويج لهذه الأهداف ..
    4 . التدخل المباشر من قبل بريطانيا وأمريكا لصالح المشروع الصهيوني من حيث الاستعدادات العسكرية والتسليح والتدريب والتجهيز لخلق الجيش المقاتل والإشراف على تحديثه وتطوره ومساعدته بالمعلومات ودعمه خلال الحروب والعمليات العسكرية التي جرت لاحقا ضد العرب والفلسطينيين ..
    5 . التحرك على الأصعدة السياسية والفكرية والثقافية بين مختلف اليهود والرأي العام العالمي للترويج لفكرة الوطن القومي وجعلها مقبولة من قبلهم والدعوة لها حتى صدور قرار التقسيم المرقم 181 الصادر في تشرين الثاني عام 1947 الذي رفضه العرب ومن ثم إعلان قيام الكيان الصهيوني في 15/ 5/ 1948 وحصول حرب 1948 وتفصيلاتها معروفة ومؤ رشفة بالتفصيل ..
    6 . تركيز المشروع الصهيوني على تقسيم الأقطار العربية ومنها فلسطين والعمل بكل الوسائل لإحداث الفرقة والتشتت والتشرذم وتجذ يرها بين العرب والفلسطينيين ..
    7 . تسليح الجيش الإسرائيلي بأحدث الأسلحة وجعل إسرائيل دولة قوية ومفروضة في المنطقة العربية من خلال مشاريع الشرق الأوسط الجديد والكبير والعولمة ... الخ

    8 . مواصلة العدوان على العرب والفلسطينيين وسعيهم لاحتلال المزيد من الأرض ومحاولاتهم المستمرة بتهجير السكان الفلسطينيين والعرب من الأراضي المحتلة تمهيدا لإقامة دولة إسرائيل الكبرى ثم إقامة المملكة اليهودية العالمية حسب الأساطير التوراتية و بمــــساعدة القوى العظمى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ..
    وهناك جوانب كثيرة تتعلق بالموضوع لكني حاولت الاختصار والتركيز على ابرز حوادث وإجراءات تحقيق المشروع الصهيوني بإقامة الكيان الإسرائيلي الغاصب والرغبة الكامنة لدى الصهيونية بالتوسع ..
    أما عن العراق فان عملية احتلاله مرت هي الأخرى بمراحل اختصرها :
    1 . بداية أقول إن فكرة احتلال العراق وتشتيته فكرة قديمة تعود للعام 1953 عندما وضع بن غوريون وطاقم الأمن القومي الإسرائيلي وخبراء الاستراتيجي الأمريكية آنذاك مشروعا لتفتيت العراق سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا والتركيز على الورقة الطائفية تنفيذا لإستراتيجية بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق بما عرف بسياسة الطرق على الجدران من أسفلها وما يقابلها من سياسة بريطانية تعتمد على إستراتيجية فرق تسد ..
    2 . تهيئة مسرح الأحداث عالميا وعربيا وإقليميا للقبول بفكرة اعتبار النظام العراقي يشكل خطرا على المنطقة والعالم وانه يمتلك أسلحة دمار شامل يهدد بها إسرائيل ودول أخرى والعمل على إسقاطه وتبديله بنظام آخر موال للغرب ولا يعادي الصهيونية ونحن هنا لا نتحدث عن ايجابيات وسلبيات النظام السابق فهذا يحتاج إلى وقفات عديدة .. وكان قد سبقها دفع الأمور باتجاه إحداث صراعات مسلحة وحروب مع أقطار الجوار العراقي لتحقيق هذه التوجهات وإعادة صياغة حركة الأحداث بالاتجاه الذي يعطي المسوغات للحرب على العراق وتدميره وليس إسقاط نظامه فقط وهو ما حصل بالفعل .. ففي حرب 1991 تم تدمير مفاصل مهمة في العراق بينما الحرب كانت تدور في جبهة الكويت والقوات العراقية هناك إلا أن الغاية هي استغلال قضية الكويت لتدمير الفكر الوطني والقومي العروبي والإسلامي لدى أهل العراق ..
    3 . في حرب الاحتلال عام 2003 تكشفت النوايا الأمريكية الإسرائيلية وهي إسقاط النظام لأسباب ومسوغات عديدة غير مبررة ومضللة وهي مثلما قلت جزء من مخطط قديم سوف يطال معظم الأنظمة العربية حتى تلك التي تتفق مع السياسة الأمريكية والإسرائيلية لان منهج العدوان الأمريكي الصهيوني يرتكز على إقامة الحكومة اليهودية العالمية مثلما ذكرت سابقا ..
    4 . فماذا حصل بعد الاحتلال ؟ .. وهنا بدأنا نقترب من الإجابة على سؤالك أخي فراس :
    أولا . تدمير البنية التحتية الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية وكل ما يتعلق بمؤسسات الدولة وأرشيفها ووثائقها والســماح للغوغاء بالسلب والنهب والحرق ( إلا وزارة النفط فلم يسمح الأمريكان بنهبها وحرقها والسبب واضح )لإنهاء وجود هذه الدولة تماما وفي ذهنهم مخطط إنشاء دولة جديدة بعناصر جديدة بفكر جديد بمنهج جديد بتوجهات هي ابعد ما تكون عن الفكر الوطني الحقيقي والقومي ..
    ثانيا : خلال الاحتلال سمحت القوات الأمريكية للقوات الإيرانية المشاركة في قتال الجيش العراقي من الخلف وتدميره وهذا مؤكد في الوثائق والتصريحات الرسمية ومن هنا يتبين لماذا تتجاذب الإدارة الأمريكية الحديث مع إيران ، السبب هو أن إيران تعتبر أن لديها استحقاقات في العراق يجب أن تتمتع بها كونها شاركت في احتلال العراق ، وكان من نتيجة هذه السياسة زيادة التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية بشكل واسع ..
    ثالثا : أولى هذه الاستحقاقات وحسب المنهج الأمريكي الإيراني هو تأسيس نظام حكم طائفي قائم على المحاصصة الطائفية والتمييز وإبعاد كل القوى الوطنية والقومية وغيرها لتتفرد القوى التي جاء بها الاحتلال على ظهور الدبابات في حكم العراق فترة طويلة قادمة ..
    رابعا : طرح مشاريع لتقسيم العراق إلى دويلات أو كانتونات عبر مسميات ومشاريع مشبوهة هدفها إضعاف هذه الدولة وإقامة فلسطين ثانية في المنطقة العربية ..
    خامسا : تهجير العراقيين بعد تهديدهم بالقتل حسب الهوية وبالفعل غادر العراق إلى الخارج أكثر من أربعة ملايين وحوالي مليونان هاجروا إلى مناطق أخرى داخل العراق ..
    سادسا : كل ما حصل ويحصل من احتلال العراق وتدميره وقتل أبنائه تم بعلم وموافقة دول عربية كثيرة فمنها من سهل مرور القوات المحتلة عبر مياهها وسمائها وأراضيها وهذه الدول معروفة ومنها من غض الطرف وكان أكثر من فرح لما حصل في العراق انتقاما من عقد تاريخية وخلافات بين أنظمة لكنها انعكست بشكل خطير على الشعب العراقي ..
    سابعا : مرت سنين طويلة على العراقيين اقرب للجحيم منها إلى الحياة العادية وما زالت وكان يقتل منهم يوميا أكثر من 400 شخص ولم يعلن عنها إلا القليل وربما تقلص ألان العدد إلى ال 100 شخص يوميا .. نعم يوميا يقتل حاليا أكثر من 100 شخص والعراقيون يعيشون في رعب دائم والعرب ساكتون والعالم أصم وإسرائيل تعيش أعراسها على هذا الوضع حتى راجت تتفرد بالساحة الفلسطينية من دون رادع ..
    والحديث ذو الشجون يطول أخي فراس فهل عرفنا ألان أوجه التقارب بين مأساة فلسطين والمأساة الثانية التي ستحل بالعرب إن لم يتداركوا الأمر .. ومع ذلك تجد العراقيين ألان قلوبهم على غزة وتهون ماساتهم تجاه ماساتها فهذا ديدنهم والغضب يتأجج في قلوبهم من صمت العرب وتخاذلهم ولأنهم أيضا غير قادرين على استخدام جيشهم ضد إسرائيل .. ورغم ظروفهم وماساتهم فتجدهم يتظاهرون وينددون بالعدوان بشتى الوسائل والأساليب وكثيرون منهم أعربوا عن استعدادهم للتطوع إلى جانب المقاومة الفلسطينية دفاعا عن غزة ..
    حياك الله أخي فراس ورعاك وحفظك

  9. #29
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    العزيزان رغد قصاب وهشام الخاني .. فيما ياتي اجابة اسئلتكما وانا الممنون ..

    لما كان الصراع مع العدو صراعا تاريخيا وحضاريا ومصيريا .. فالمطلوب استخدام وتفعيل كل وسائل الصراع الفكرية والإعلامية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ولكن كل في وقته ومرحلته ، ولا يمكن الاستغناء عن أي من هذه الوسائل ، بمعنى أن يجري استخدام هذه الوسائل إما على التوالي أو على التوازي ، فكلها ذات تأثير محدد ومهم في إستراتيجية المواجهة وهي تكمل بعضها البعض فلا يمكن الاســتغناء عن الأدب مثلا والتفرد بالنضال الميداني وهكذا ..
    أما عن الوجه الآخر من السؤال ، أي الحلول إيلاما وأسرع وصولا للحل .. فيمكن القول أن الأدب والإعلام والمساهمات العينية تسير في اتجاه متواز ، مشترك ..
    فيما المفاوضات والنضال الميداني تتبادلان التأثير من حيث الأسبقية والتوقيت والاستخدام ، ولكن تحديد أي منهما هو المسلك المختار فهذا متروك للتطورات العسكرية والسياسية ..
    وللتوضيح نقول :
    الأدب والإعلام والمساهمات العينية ، عملية مستمرة لا تتوقف متى بدأت ويجب أن تستمر لان لها دورا في التوعية والتثقيف وتعزيز المعنويات وشحذ الهمم وإقناع الرأي العام العربي والعالمي بوجهة النظر العربية والفلسطينية خاصة وبخطورة المشروع المعادي وكشف وفضح أساليب تضليله ..وبالتالي هو صراع تسابقي أيهما يصل إلى فكر الآخر ويؤثر فيه ويكسب الآخر إلى صفه ..واضرب مثلا عن الحركة الصهيونية والأدب العبري للتقريب ، فرغم أن الأدب العبري سبق الصهيونية في الظهور والنشأة على يد المفكرين ورواد الحركة الأدبية الصهيونية الأوائل منذ القرن الثامن عشر ، لكننا نجد الصهيونية السياسية ، التي ظهرت رسميا في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 في بازل بسويسرا ، استخدمت هذا الأدب كسلاح من أسلحتها قاتلت به على جبهة الفكر والثقافة من اجل الترويج للأفكار والمشاريع العنصرية وحث اليهود من مختلف أنحاء العالم على الهجرة إلى فلسطين والدعوة لإقامة الوطن القومي وذلك عبر أغراض الأدب العبري المختلفة من شعر وقصة ورواية ومسرحية ومقالة وفن .. الخ
    أما النضال الميداني أو المعركة أو الحرب فهي آخر وسيلة من وسائل فض المنازعات واللجوء إليها اضطراري عند البعض للدفاع عن قضيته أو مصالحه أو بلده كما حصل في حرب تشرين 1973 ، بالنسبة لسوريا ومصر وكان معهما العراق حاضرا بثقل عسكري كبير ، أو خيار استراتيجي عدواني عند البعض الآخر انطلاقا من منهجه العدواني كالولايات المتحدة وإسرائيل ، ويعتبرها اشد إيلاما للطرف الآخر وربما اقصر الطرق لتحقيق أهدافه المرحلية أو الإستراتيجية أو هكذا هو يأمل ..
    وفي كثير من المواقف قد تحسم الحرب قضية معينة مهمة كما حصل في احتلال العراق أو أنها لا تحسم بل تهيئ الأجواء وتخلق الظروف للمفاوضات أو للحل سياسي وعندها تبدأ المفاوضات استكمالا للصفحة العسكرية وهذا ما اعتقد سيحصل في العدوان على غزة مع التأكيد أن صمود الطرف المعتدى عليه واستعداده للدفاع عن قضيته مهما غلت التضحيات هو الذي سيجبر المعتدي للدخول في مفاوضات كما يريد ويرغب أو ربما كما يتحدد من خلال تدخل أطراف مؤثرة في الساحة السياسية العربية والدولية وقد تستمر المفاوضات مدة طويلة قبل أن يتوصل طرفا النزاع إلى حل مرض للطرفين أو ربما يتجدد النضال الميداني إذا فشلت المفاوضات في تحقيق أي من أهداف الطرفين أو الطرف المعتدى عليه خاصة والذي قدم تضحيات كبيرة من اجل قضيته ولا يرضى بما ستسفر عنه المفاوضات إلا بما ينسجم مع مصالحه أو الحد الأدنى منها وإلا ربما سيضطر إلى تجديد نضاله الميداني ويواصل الصراع جنبا إلى جنب مع الوسائل الأخرى كالأدب والدعاية والإعلام والتبرعات والتحرك الدبلوماسي حتى تحقيق أهدافه ..
    باختصار أخي هشام كل الوسائل المتاحة من أدب وإعلام وثقافة وتحرك دبلوماسي أو سياسي هي مفيدة وداعمة للصراع بوجهيه النضالي أو الحربي والمفاوضات أو السياسي ..لأنه كما قلنا الصراع هو صراع حضاري توظب فيه كل الوسائل المتاحة لخدمة الأهداف الإستراتيجية ..
    وكي أعرج على سؤال العزيزة رغد القصاب حول أهمية دور الأدب والفن والثقافة لعلاقته بهذا السؤال أقول نعم لهذه الفروع من الحضارة دور كبير ومهم إذا ما أحسن استخدامها كما ونوعا وفي الزمان والمكان وأخذت طابع الشمولية بحيث تكون ذات تأثير مؤثر لا يقل عن السلاح في أهميته وكم من قضية أو صراع حسم إعلاميا قبل أن يحسم عسكريا أو سياسيا ..


  10. #30
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068

    العزيزة ملدا .. حياك الله

    جوابا على سؤالك حول الصحافة ادخل في صلب الإجابة مباشرة من دون مقدمات فأقول ان مهمة الصحافة تبقى مهمة أزلية وخالدة وهي البحث عن الحقيقة والكشف عنها واطلاع الرأي العام عليها ، ويتسم العمل الصحفي بالمصداقية والإخلاص والمسؤولية والتفاني والمجازفة والمعاناة وأحيانا التعرض لخطر الموت أو الاعتقال إلى غير ذلك .. هذا بأبسط الكلام عن الصحافة والصحفيين ..
    بمعنى أن الصحافة ذات رسالة إنسانية ثقافية فكرية توجيهية وتربوية ، وهناك الوجه الآخر من العمل الصحفي ذي الأغراض الخاصة والموجه على الضد من الاتجاه الإنساني الخيّر ..وهو أيضا له قواعده وعناصره وأساليبه وتوجهاته ..
    والصحافة نوعان رئيسيان صحافة ورقية وأخرى الكترونية ..كما هناك أنواع أخرى من حيث التوجه والارتباط فهناك الصحافة المستقلة والمحايدة أو المنتمية أو المنحازة أو المأجورة ..
    كما هناك صحافة حرب وتوثيق وسير إلى آخره من أنواع الصحافة وكلها تعمل وفق نفس المبدأ ولا تخرج عنه إلا في الجوانب الفنية والمضمون وأساليب التعبير عنها ..
    وفي ضوء الأحداث والتطورات الحالية السائدة في العالم ومنها منطقتنا العربية نلاحظ وجود تفاوت في مستوى الأداء الصحفي المهني والفني والتوجه والغرض وهذا يرتبط بالنوايا والمهمات والأهداف ..
    الذي أريد قوله هو أن الخلل أو المصداقية أو الإخلاص أو الكفاءة المهنية لا يرتبط بالصحافة كعلم ومهنة بل بالأشخاص أي بالصحفيين ذاتهم ..من هنا يمكن قياس العمل الصحفي ومصداقيته أو استغلاله أو تشويهه بمدى حرص الكادر الصحفي على أداء مهامه وشعوره بالمسؤولية ..
    في أيامنا هذه نجد تفاوتا في المصداقية والإخلاص مع وجود المعاناة التي تطبع مهنة الصحافة بشكل كبير تبعا لتعقيدات منطقة الحدث وخطورتها وتشابك المصالح وتداخل الخنادق .. لكن الذي يمكن الإشارة إليه هو سعة حجم التغطية الصحفية والجهود الكبيرة التي تبذل للحصول على المادة الإعلامية وإيصالها في الوقت المناسب للقارئ والمشاهد والمستمع ، فهذا شيء لا يمكن نكرانه وهو ملموس كما هو حاصل عندنا في العراق وفي غزة والمناطق الســـــاخنة من العالم ..
    خلاصة القول تقييمي لعمل الصحافة الالكترونية مرض بنسبة لا باس بها وكذلك الحال مع الصحافة الورقية ، ولكن بنسبة اقل ، كون الصحافة الالكترونية أكبر تأثيرا وأسرع في الوصول إلى المشاهد أو القارئ أو المستمع وهي تمتد على مساحة واسعة جدا ، رغم التلاعب بالمادة الصحفية من قبل الإعلاميين والصحفيين والتصرف بالمادة تبعها لمزاج أو توجه أو هدف الإعلامي أو الصحفي والجهة التي يمثلها ..
    القاعدة الذهبية والأساسية للمصداقية والإخلاص هو أن يحس الصحفي بأنه مسئول ذاتيا عن عمله ومهنته وان لا رقيب بعد الله إلا الضمير ، فمتى ما أحس هذا الإحساس وطبقه مع تمتعه بالكفاءة المهنية والرغبة وتوفر الوسائل الفنية والمادية الأساسية والمساعدة عندها نصل إلى النجاح والمصداقية والإخلاص وصولا إلى الحقيقة التي ننشدها جميعا مهما كلف الأمر من جهد وتضحيات من اجل هدف سام كبير نحس جميعا بالحاجة إليه في الوقت المناسب كي نكون على علم واطلاع أولا بأول على مجريات الأحداث وتفاصيلها وربما يترتب على هذه السرعة إجراءات محددة إضافية ومتابعات تهم أناسا أو فئات أو جماعات تهمها السرعة والحقيقة في معرفة ما يدور في ساحة الحدث الساخن هي بأمس الحاجة إليه في الوقت المناسب كي يساعدها هذا في اتخاذ خطوة أو قرار أو إجراء يتعدى في حالات معينة عمل الصحافة إلى جوانب ميدانية أخرى ..
    إما إذا وجدنا هناك من فقد هذه العناصر كلا أو جزءا فهذا لا يجعلنا نصاب بالإحباط لان مثل هؤلاء نتوقع وجودهم في كل زمان ومكان وهم قلة لا يقاس الوضع عليها والبركة في النخب الممتازة والغيورة والمخلصة والجادة ..

    أما عن سؤالك الثاني عزيزتي ملدا والخاص باللغة العبرية فأقول :
    نعم نحن بأمس الحاجة إلى تعميم ونشر اللغة العبرية بين أوساط الجيل الجديد من شبابنا ومفكرينا وباحثينا وحتى بعض مسئولينا ، كون هذه اللغة لغة عدو تاريخي يمتلك من القدرات الفكرية والثقافية والعلمية الشيء الكثير فمعرفتها من مصادرها الأصلية وترجمتها يساعدنا على إدراك ما يدور في خلد هذا العدو وفكره ومعرفة نواياه وأسلوب إدارته لشؤونه العسكرية والمدنية وكل جوانب حياته دون تحريف أو تشويه قد يحصل نتيجة الترجمة الخاطئة ناهيك عن حصول تأخير في عملية الترجمة قد لا تكون في صالحنا خاصة في حالات الحرب والأحداث الساخنة والمهمة .. من هنا نجد إسرائيل تهتم كثيرا بتعليم أبنائها ومسئوليها اللغة العربية وتشجع عملية الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة العبرية كي تكون على اطلاع بكل ما يجري عند العرب ومعرفة أسلوب حياتهم وتفكيرهم ونواياهم ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم .. حتى أني وجدت إحصائية تشير إلى أن العرب لا يترجمون كل عام أكثر من خمسة كتب من العبرية إلى العربية بينما إسرائيل تزيد ترجمتها للمصادر العربية إلى العبرية عن 100 كتاب ، وهذا يدل على مدى اهتمامها بهذا الجانب الحيوي ، وأنها بهذه الطريقة تعرف كل شيء عن العرب ، في حين نجد قليل من الباحثين والكتاب العرب وخاصة المتخصصين منهم في الشؤون الإسرائيلية من يعرف اللغة العبرية أو يجيدها وان نسبة كبيرة من معلوماتنا عن إسرائيل مأخوذة مما يترجم عنها في المصادر المختلفة وهذا يشكل قصورا فكريا وثقافيا وحضاريا يجب تجاوزه .. من هنا تبرز أهمية تعلم اللغة العبرية على أوسع نطاق كي نكون على علم تفصيلي بطبيعة الفكر الصهيوني والسلوك الإسرائيلي في كافة مجالات الحياة ومنها المجال العسكري كون الصراع العربي الصهيوني صراع تاريخي ، حضاري ومصيري تكون فيه معرفة العدو معرفة دقيقة وتفصيلية أمرا حيويا بل واجبا دينيا ووطنيا وقوميا وحضاريا .. وفي هذا يقول رســولنا محمد صلى الله عليه وسلم ( من تعلم لغة قوم امن شرهم ) ..
    أما عن مشاريعي في هذا المجال فأود أن أقول لك عزيزتي ملدا بأنه منذ وقت مبكر من حياتي اليت على نفسي للأسباب التي ذكرتها أن أتعلم هذه اللغة وان أتوسع في دراستي لها كثقافة عامة ودراسة علمية وبالفعل قمت خلال أكثر من 30 عاما بترجمة 55 كتابا عن اللغة العبرية في مختلف المجالات بالإضافة إلى تأليفي حوالي 15 كتابا عن إسرائيل تناولت الجوانب السياسية والعسكرية والفكرية والثقافية والأمنية ليصبح عدد الكتب التي أصدرتها عن إسرائيل حوالي سبعين كتابا عدا الدراسات والبحوث التي نشرتها في مختلف الدوريات العربية والعراقية .. وكنت خلال تلك الفترة وما زلت بفضل الله انشر العديد من المقالات والبحوث والدراسات للتعريف بهذه اللغة ودورها وأهميتها في نشر الثقافة الصهيونية بالإضافة إلى نشر البحوث والدراسات والمقالات عن الأدب العبري بهدف وضع القاريء الكريم في الصورة الحقيقية لهذه اللغة وهذا الأدب وكيف عملت الصهيونية منذ وقت مبكر على نشأة وتطوير هذه اللغة وتوسيع مجالات تدريسها وتعميمها عبر مختلف الوسائل والمؤسسات كي تكون لغة حديثة متطورة صالحة للتعامل مع الحياة العصرية لمرحلة ما بعد تأسيس الكيان الإسرائيلي ، وكيف أنها استغلت الأدب العبري بكافة أغراضه الشعرية والروائية والقصصية والمسرحية والفن والسينما من اجل الترويج للأفكار والرؤى الصهيونية وحث اليهود على الهجرة إلى فلسطين وتشويه حقائق التاريخ وإقناع الرأي العام العالمي بخططها ومشاريعها وقد حققت الشيء الكثير في هذا المجال ..
    لهذا أيضا توسعت في فتح الدورات الخاصة بتعليم اللغة العبرية ولكافة المستويات ومراحل التعليم الرسمية والأهلية ..
    وآخر كتاب انتظر صدوره عن الأدب العبري هو قيد الطبع حاليا في دمشق وحسب الكثير مكن الأدباء والمفكرين الذين اطلعوا على مسودته سيكون بعون الله الكتاب الوحيد من نوعه في الوطن العربي والعالم الذي تناول فلسفة الحرب عند اليهود وانعكاساتها في الأدب العبري وقد ضمتنه فصولا عن الأصول الدينية والتاريخية لفلسفة الحرب وتوصيف العلاقة بين الأدب والفلسفة والحرب وكيف يتم تربية الطفل اليهودي وتعليمه مبادئ العنف والحرب وكل هذا طبعا معززا بنصوص عبرية مأخوذة عن التوراة التي كنت قد ترجمتها قبل أكثر من عشرين عاما في العراق واستشهدت بنصوص من التلمود قمت بترجمتها عن الآرامية وفيها إشارات وأدلة واضحة عن تبرير العنف والقتل واستباحة دماء الشعوب على لسان حاخاماتهم وأحبارهم ومفكريهم .. بالإضافة إلى تناولي كيفية تعامل الأدب العبري مع موضوعة الحرب وما هي ابرز أركان أدب الحرب وكل هذا مقرونا بنصوص عبرية اخترها من نتاجات كبار الأدباء والكتاب الإسرائيليين وقمت بترجمتها وتحليلها كي تكون معززة لوجهة النظر البحثية العلمية التي اعتمدتها في مادة الكتاب ..
    وهناك الكثير مما يقال عن هذا الجانب وغيره مما أخبرت به الأستاذة العزيزة ريمة سوف أتحدث عنها خلال زيارتي القادمة لدمشق في بداية شباط القادم إنشاء الله وإذا ما حصل أن التقيت بحضرتك فسوف نكمل المشوار بعون الله ..
    ختاما تقبلي تحياتي وامتناني وآمل أن أكون قد ألقيت ضوءا على ما طرحتيه من أسئلة واعذريني من التقصير والتأخير بسبب ظروف العراق وظروف انشغالي في امتحانات الطلبة في الجامعة والإشراف على بعض رسائلهم البحثية والعلمية ..
    مع تحياتي واعتزازي وأنا الممنون ..

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. لقاء الموقع /مع المترجم والباحث/عمرو زكريا خليل
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى لقاءات الفرسان
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 08-31-2010, 09:33 PM
  2. مبارك مرتين/د. عبد الوهاب الجبوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-02-2010, 07:51 PM
  3. من الشخصيات العربية البارزة المفكر والباحث والمترجم الدكتور عبدالوهاب محمد الجبوري/
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-24-2010, 04:15 PM
  4. استشهاد ولد الدكتور /عبد الوهاب الجبوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 02-23-2010, 11:34 AM
  5. تعزية واجبة للدكتور عبد الوهاب الجبوري
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان الترحيب
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 11-16-2009, 07:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •