معايدة حاكم لجيشه

[عبد الرحيم محمود]

معايدة حاكم لجيشه

دوسوا على الشعب كي يغدو من الغنم=وكي يهاجر في بحر من الظلم
دوسوا كرامتهم فالذل يجعلهم=صنو القطيع بلا صوت ولا كلم
وفصِّلوا لجميع الناس ألجمة=لا عيش للشعب دون السوط واللجم
وعلموهم بأنّي ربُّهم وأنا=من ينفخ الروح في الصلصال والنسم
وأن قمحي إذا ما شئت أنبته=أو شئت أجعله بعضا من الرمم
ومن يطع رتبة أرزقه من كرمي=ومن يخالفُ آمري بات في السقم
وإنني إن تجلى السخط أعدم من=يقول : كلا ، وأعطي باصما نِعمي
أنا المقدر أرزاق العباد فمن=أتى طائعا أبقيه في قممي
ومن عصى سجنه قد بات ملتهما=وسوف أبقيه في ظنك وفي نقم
ولو تجليت في يوم على جبل=أدك من كان لا أبقي على العلم
أنا المهيمن رزقي سوف أرزقه=من بات يلعق طول الليل لي قدمي
توبوا إلى وكونوا كالدجاج فمن=يصير ديكا سألقيه إلى العدم
وجوِّعوا الناس ، كلبا لو تسمنه=يعضّ لحمك ، ألهي الكلب باللقم
وبالضرائب أثقِلْ فوق كاهله=حتى يعيش جميع الناس في ألم
ويبصم الناس لو أني أضيعهم=بواد عبقر أو في واد ملتهم
عندي كلاب ترى الأغنام إن رتعت=فتأكل الرافض الإذلال من غنمي
وتجزل الخانع المذلول من علفي=ومن يطبلُ تعطي الشهد باللقم
أنا الذي ينبت الأشجار في وطني=وأجلب المحل هامسته بفمي
أنا المقرر أن صوموا ومن رفضوا=ففي جهنّم ألقي كل متّهم
لا ناس أنتم فكونوا مثلما أمرت=كل القوانين من لوحي ومن قلمي
فقد ركبت على ظهر البلاد ومن=يعارضُ الأمر يبكي نادما بدم
فلتعبدوني وطوفوا حول مملكتي=كونوا عكوفا كما كنتم على صنم

[ظميان غدير]

كيف حالك ؟

حالي الآن باردٌ مثل موسكو
وجحيمٌ كالطقسِ في بغدادِ

في ضميري عواصمٌ وقلاعٌ
من شقاءٍ كحالِ جلّ البلادِ

كلّ يوم لي صفقةٌ مع ربّي
وأرى الله صادقَ الميعادِ

#ظميان_غدير