يقضي الإنسان معظم أيام حياته بحثاً عن السعادة
و يحاول أن يستمتع بمتاع الدنيا وثرواتها المادية براحة ورفاهية ووفرة
من خيرات هذا العالم

و قد ينجرف البعض أثناء الانشغال بهذه المهمة نحو التطبع لا إرادياً بالجشع والطمع
و هما صفات قبيحة تُسيطر على الشخص وتضره أشد ضرر وتأخذه للهاوية

الطمع يصيب القناعة بمقتل ويُخلف حالة من السخط والتذمر وعدم الرضا وخسارة لذة الكرم والجود والسخاء والعطاء

إنه حالة تمنع أي إنسان من الاستمتاع بجمال الحياة لأنه وببساطة لا يعيشها ليصبح مع الوقت عبداً للمال أسيراً لجمعه وتخزينه كالمثل
«العبد حر إذا قنع
والحُر عبد إذا طمع».

كما يعتبر الطمع رغبة جامحة للحصول على أكثر مما يحتاجه المرء
و امتلاكه

هو طلب منفعة لهوى في النفس من غير حاجة ملحة أو سبب يدعو إليه

هو عبارة عن رغبة جامحة لامتلاك الثروات أو السلع أو الأشياء ذات القيمة بغرض الاحتفاظ بها للذات بما يتجاوز احتياجات البقاء بكثير
و أيضاً الهوس بامتلاك جميع الثروات لإبهار المجتمع المحيط بنا مما يؤدي إلى الرغبة الطاغية بالبحث المستمر عن الثروة و المكانة والسلطة

أنواع الطمع :
1- الطمع المحمود:
وهو ما كان غايته رضا الله و حب الخير للغير
وعادة ما تأتي بصيغة الرجاء ومثاله الطمع بمغفرة الله سبحانه ودخول الجنة.
قال تعالى (في سورة الشعراء): وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )
2- الطمع المذموم:
وهو ما كان ناتج عن هوى في النفس مما قد يودي بالمرء إلى المهالك
ومثاله الطمع بما في أيدي الناس من مال وملذات وسلطة
مثل شخص رأى لأحدهم مالاً فيقول لنفسه أطمع أن أجني كما جنى
لأن هو و نفسه قد تاقا لما في يد الشخص
فصار طمعاَ في جوفه

آثار الطمع :
للطمع آثار ونتائج سلبية كثيرة منها ؛
1- كثرة التفكير والانشغال الدائم
2- يورث البخل والحرص
3- يورث حب الدنيا
4- يورث الذل لصاحبه
6- يؤدي إلى غياب فضيلة البذل والتضحية والإيثار بين أفراد المجتمع
7- يحمل المرء على القيام بالسوء وينقصه من قدره
8- مفسد للأعمال ويعود على صحابه بالخسران في الدنيا والآخرة

أسباب الطمع المذموم هي :
1- طغيان حب الدنيا على القلب
2- ضعف التربية على الأخلاق الفاضلة، وعدم الحرص على تزكية النفس
3- الجهالة بمساوئ الطمع وعواقبه
4- ضعف الإيمان بالآخرة والثقة بالله
5- مجالسة أهل الدنيا والطمع ومصاحبتهم. والغفلة عن ذكر الله.

علاج الطمع :
1- التدرب على القناعة ومجالسة ومصاحبة القنوعين ومعرفة أن القناعة طمأنينة للنفس وراحة للبال
2- حسن الظن بالله والثقة به، والطمع بما عنده وعظم الرغبة بالآخرة
3- مخالطة المساكين وتعويد النفس على العطاء وحب بذل الخير ومساعدة الآخرين
4- التذكر والتفكر بفناء الدنيا

الطمع يشرب القلب الحرص
ويختم عليه بطابع حب الدنيا
وحب الدنيا مفتاح كل شر وسبب إحباط كل خير

من أراد أن يعيش حرا
أيام حياته فلا يسكن الطمع قلبه

ندى فنري
مدربة / مستشارة