وإنما الناس بحار فلا تحكم على أعماقهم وأنت لا ترى إلا شواطئهم

الانطباع الذي نشكله على الناس من خلال مظاهرهم الخارجية
أو مستواهم الاجتماعي
أو المادي أو شعورنا نحوهم قد يكون مخطئاً

أحياناً قد نخسر أصدقاء أو موظفين أو زبائن بسبب هذا الحكم

الحكم على الغير و إبداء الرأي فيهم أمر منطقي لكنه ليس بالأمر السهل واليسير فقد يكون ظلماً كبيراً يقترفه صاحب الرأي بحق من يحكم عليهم

لا تحكم على الناس بناء على معاييرك
خالطهم و عاشرهم
و انظر ماذا يصنعون و ماذا يفعلون و ما يفكرون و كيف يتصرفون و كيف ينظرون للأمور
هل هم أصحاب عقول راجحة و قلوب طيبة ؟
لأن لا يمكن للإنسان أن يعلم سريرة من أمامه و ما يكنه هذا الشخص للآخرين من صدق أو نفاق
بمعنى أننا لا نرى الجانب الخفي من الشخصية

البصر و السمع أشبه بجهاز المسح الخارجي لا يستطيعان التحكم بالمسح الداخلي
فالله وحده من يستطيع أن يرى داخل الإنسان مثلما يراه من الخارج و لا يعلم النوايا إلا الله عز وجل

قبل أن تحكم على الغير يجب أن تكون أنت الأفضل أو الأعلم أو الأقدر في المجال الذي أنت بصدد الحكم على الآخر فيه
فإذا كنت تريد أن تحكم على أخلاقه يتطلب منك أن تكون أنت أرقى أخلاقاً منه و إذا كنت تريد الحكم على علمه فالمنطق نفسه يتكرر و هناك نقطة لا تقل أهمية
و هي أن تدرك جيداً جميع أبعاد و جوانب و ظروف الشخص فليس من المنطق أن تحكم على إنسان ما بأنه كسول و غير فعال و أنت لا تدري ما الذي دفعه إلى التكاسل أو عدم الانتاجية لأن يحدث الكثير من سوء الفهم

إن أسلم طريقة هي : ألا تتسرع في الحكم و تدلي بالرأي و حَكم ما يمليه عليك ضميرك و أمانتك
لأن الحكم على الأشخاص
أو المواقف من أصعب الأمور

وهذا الامر يتسع ليشمل الشعوب و الدول والحضارات
تجنب أن تحكم على شعب ما في أخلاقياته
و أفعاله و سلوكه من قبل أن تعاشره و تتعرف على تفاصيل حياته و يومياته
و ظروفه الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية

🌸 كن إنسان في الحياة

الآخرين يحتاجون إلى أن تشعر بهم و تدرك أن لديهم آلامهم التي لا يستطيعون التعبير عنها

و في طريق الحياة علينا أن نتسلح بسلاح المنطق
لأن هناك من يقدم إلينا النصح و الإرشاد و يحكم علينا
فاهتم و فكر و ادرس ما يقوله

حاول أن تدرك قيمة كل ما يمر بك في رحلة حياتك من أحداث و كلمات
دون أن تنزعج منها

الحياة رحلة و إن صعبت في بعض طرقها لا تتوقف
بل اتجه نحو الأمام دائماً

ندى فنري
مدربة / مستشارة