بروفيسور مائير يعقوب قسطر (كستر) Meir Jacob Kister
الشهير بـ (م. ي. قسطر) أو (م. ج. قسطر) (M.J.Kister)
(1914 - 2010)
ولد في 16 يناير 1914 في غاليسيا بأوكرانيا، ودرس في سانكو، وفي عام 1932 انتقل الى لفيف لدراسة القانون ولكن ترك دراسة القانون للذهاب والعيش في وارسو .
رحل إلى فلسطين عام 1939، وظل والديه في بولندا وقتلا على يد النازيين.
وفي عام 1940م بدأ يتعلم اللغة العربية وآدابها في قسم الحضارة الإسلامية في الجامعة العبرية في القدس. وفي أثناء دراسته الجامعية عمل مترجمًا من اللغة العربية إلى اللغة البولونية .
في السنوات 1946 - 1958 عمل معلمًا للغة العربية في مدرسة الريئالي في حيفا. في عام 1954 أقام دورات للتخصص في اللغة العربية في المدارس الثانوية في الكيان الصهيوني، وفي أعقاب نجاحه في هذا البرنامج تقرر إقامة فرع لعلوم الاستشراق في المؤسسات التعليمية. وعُيّن مفتشًا قطريًا مسئولًا عن هذا البرنامج. وألف كتاب "المجتنى" سنة 1960م بمشاركة الأستاذ أحمد عبد العزيز إدريس مفتش اللغة العربية .
وحصل على درجة الماجستير في عام 1949 عن تحقيقه لكتاب "آدب الصحبة وحسن العشرة" لأبي عبد الرحمن السلمي، وفي عام 1964 ونال الدكتوراه عن رسالته "بنو تميم في الجاهلية" وهو في الخمسين من عمره .
وفي عام 1960 بدأ عمله محاضرًا في اللغة العربية في الجامعة العبرية. فدرّس القرآن الكريم والأدب العربي القديم. وفي عام 1970 حصل على الأستاذية.
أسس قسم اللغة العربية في "جامعة تل أبيب" مع البروفيسور جدعون غولدنبرغ، وشارك في إنشاء قسم مماثل في "جامعة حيفا". تولّى إدارة مشروع تأليف المعجم المفهرس للشعر العربي الكلاسيكي. كما أسس دورية الدراسات الشرقية إسرائيل.
وفي عام 1975 حصل على عضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم، كما كان عضوًا في العديد من المؤسسات الأكاديمية الدولية .
تقاعد في عام 1983 واعتزل التدريس في الجامعة العبرية، وحصل على لقب أستاذ فخري .
حاز على "جائزة إسرائيل" في علوم اللغة العربية والاستشراق عام 1981 . وحصل على جائزة روتشيلد للعلوم الإنسانية عام 1988 .
وكان على علاقة بالباحثين المعتنين بالعربية وتاريخها، تجري بينه وبينهم مراسلات علمية، فمن ذلك قصته مع العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله (1) عندما صحَّح له خطأً في شرحه لكتاب طبقات فحول الشعراء، فكان رد الشيخ رحمه الله على هذا التصويب: "وكنتُ أخطأتُ بيان ذلك في طبعتي السالفة من الطبقات، فجاءتْنِي مِن الأرض المُقدَّسةِ التي دنَّستْها يهود، رسالةٌ رقيقةٌ من (م. ي. قسطر) فدلَّني على الصواب الذي ذكرتُه آنفًا، فمن أمانة العِلم أذكرُه شاكِرًا كارهًا لهذا الذِّكْر" (2).
وكما كانت له علاقة كذلك بالدكتور إسحاق موسى الحسيني، وقد أشار إليه في بحثه اللغة الصامتة: "وأنا مدين للعلامة الأستاذ قسطر في الحصول على هذا البحث [بحث للمستشرق الألماني أوجست فيشر] باللغة الألمانية" (3) .
مؤلفاته وتحقيقاته:
- آداب الصحبة وحسن العشرة لأبي عبد الرحمن السلمي.
- شارك في تصنيف كتاب "المجتبى" مع أحمد عبد العزيز إدريس.
- بنو تميم في الجاهلية وهي رسالته للدكتوراه.
- حقق كتاب "أنساب الأشراف" للبلاذري (4).
- أشرف على تحقيق كتاب فضائل بيت المقدس لأبي بكر الواسطي الذي حققه تلميذه إسحاق حسون لنيل درجة الماجيستير (5) .
وقد أثرت فيه دراسته عن بني تميم حتى كان ينسب نفسه إليها، وكان يقول: "أنا من قبيلة تميم.. تميم قبيلتي"، وشاع اسمه على ألسن بعض الطلاب الجامعيين في قسم اللغة العربية.. "نور الدين بن يعقوب التميمي"
وله العديد من الأبحاث في تاريخ العرب في الجاهلية والإسلام، ودراسة النواحي الروحية والدينية والاقتصادية والاجتماعية لهذه المرحلة. فله بحث بعنوان "الحيرة ومكة وتميم وصلتها بالقبائل" ترجمه للعربية الدكتور يحيى الجبوري (6)، وله بحث عن قبيلة خزاعة، وآخر قبيلة قضاعة وبحث عن أكثم بن صيفي وبسطام بن قيس الشيباني، وبحث عن العمامة وغير ذلك .
وله عدة أبحاث عن بعض الأشخاص والأمكنة التي وردت في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فله بحث عن مقام إبراهيم وغار حراء، وبحث عن الأقرع بن حابس، والمنذر بن ساوى التميمي، وحاجب بن زرارة التميمي، وخباب بن الأرت وغير ذلك
كما كتب أبحاثًا في شرح بعض الأحاديث النبوية والقواعد الحديثية، كبحثه عن لفظ "التحنُّث"، وبحثه عن حديث لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وقول بعض السلف لا تقرأ القرآن على مصحفي، ولا الحديث على صحفي .
وله أبحاث في التأريخ لمدن الإسلام المقدسة وعلى رأسها القدس الشريف.
وهو في أبحاثه متحيز لقومه كل التحيز، ففي بحثه:
"You Shall Only Set out for Three Mosques'. A Study of an Early Tradition"
الذي تناول فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد". يحاول أن يثبت بكل ما يمكن أنه ليس للقدس قدسية ومكانة عند المسلمين، وقد أورد بعض الأحاديث والآثار التي لم يصحَّ بعضها، وفسرها كما شاء له هواه، ثم قال: "هذه الاثار تعطي أدلة للحقيقة التي مفادها أنه كان هناك نوع من "الممانعة" بين علماء المسلمين في النصف الأول من القرن الثاني الهجري عن إعطاء اعتراف كامل بقدسية المسجد الثالث [الأقصى] و منح "أورشليم" و ضعًا مساويًا لمدينتي الإسلام مكة والمدينة".
هذا المسلك قد سلكه تلميذه إسحاق حسون في مقدمة تحقيقه لكتاب فضائل بيت المقدس لأبي بكر الواسطي، فقد حاول أن يثبت أن حرمة القدس لم تأخذ إجماعًا عند المسلمين.
هو يرى مثلًا أن غزوة بني قريظة "مذبحة" وله بحث في ذلك بعنوان:
"The Massacre of the Banū Qurayẓa: A Re-Examination of a Tradition"
وعموم هذه الأبحاث على أهمية بعضها، وكثرة اعتماد الباحثين عليها، لم تكن إلا لخدمة الصهيونية .
توفي في 16 أغسطس 2010 م بمدينة القدس المحتلة عن خمسة وتسعين عامًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) وقد وصف قسطر الشيخ محمود شاكر بـ"العلامة". انظر المجتبى ص 459 .
(2) طبقات فحول الشعراء ج2/ ص 395 هامش (2) .
(3) مجلة مجمع اللغة العربية ج 45 / ص 25. ومقالة حاشية على كناشة ج 49/ ص 32 .
(4) ذكر الدكتور قاسم السامرائي للعلامة حمد الجاسر أن (قسطر) يشتغل في نشر كتاب مكة وأخبارها لمحمد بن إسحاق الفاكهي مجلة العرب السنة الثامنة، جُمَاديان 1394 هـ - يونيو، يوليو 1974 م الجزآن 11، 12 .
ولم أر في مصادر ترجمة قسطر أنه نشره.
(5) تناول هذا التحقيق بالنقد د. عصام الشنطي رحمه الله في مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد السادس والثلاثون، الجزآن 1، 2 . جمادي الآخرة، ذو الحجة 1412 هـ - يناير، يوليو 1992 م .
(6) وقد نوهت مجلة العرب لهذا البحث وأشادت به. السنة التاسعة، جماديان 1395 هـ - يونيو، يوليو 1975 م. الجزآن 11، 12 .
المراجع:
- ترجمته من موقع الجامعة العبرية في القدس:
http://www.kister.huji.ac.il/ar/node/113
- ترجمته من موقع ويكيبيديا:
http://it.wikipedia.org/wiki/Meir_Jacob_Kister
- عن التواضع الأكاديمي: الدكتور والبروفيسور.. بلا أقواس! بقلم فتحي فوراني .
http://www.aljabha.org/index.asp?i=74854
والشكر لأخي Mohamed Khalid ، وأخي Mahmoud A. Khalifa فقد أفدت منهما في ترجمة بعض أبحاثه .