قصص الأنبياء – 2
ذو الكفل عليه السلام
د.ضياء الدين الجماس
ذو الكفل ذا قمر نور بإنسان ... والله يمدحه ذكراً بقرآن
إياك من لَبَس من اسمه انتحلوا ... "كفلٌ" يشابهه و"الكفلُ" شراني
في فتنة ذكرت فحشاء يقربها... والنفس تائبة عادت بغفران
ذو الكفل شـاهدنا في قرْبِه علم ... والله قرَّبَه يا طيب خلان
والصدق يكفله في آية صدقت ... تروي نبوته في قربهِ دانٍ
في صبره ثابت أيوب يسبقه ... والخير فيه سما حُسْنٌ بإحسان
ذكر ومرحمة في عدله سِـمَةٌ ... يصبو إلى عادل في القسط رحماني
يا نِعْـم سيرته في ريحها عبق ... عطر يفوح به من عطر عدنان
أخيارُ زمرته زهر بطاقتها... في زهوها رُفعت والوجه نورانــي
قصة موسى عليه السلام
د.ضياء الدين الجماس
من الولادة حتى القصر (1)
فرعونُ طاغٍ عتا يـختالُ فـي جيشهْ ... نبوءة ذُكِرَت قَضَّته في عيشهْ
موسى فتى من بني يعقوب يُــغْــرِقـُـه ...يَـقُضُّ مـَمْلكة يقضي على عرشهْ
أعطى أوامره في القتل جائزة ... مرحى وترقية تزدان في نقشهْ
في رأس مولودهم إن كان من ذكر... ذبـحاً كمطهرة فوراً على فرشهْ
يا روع والدة تـخشى عيونـَهُمُ ...أوحى لها مَلكٌ تُـلقيه في نعشهْ
ترميه في نَـهَر يـجري بأعيننا ... نــؤويه في خَلَدٍ ينساب في حِرْشهْ
سارت به نسمٌ أمراً لـمرسلها... أرستْ على عَـتَبٍ قاموا على نشلهْ
ترعاه آسية حنت إلى ولد ... تبغي أمومته تــحميه من وحشهْ
يعيش في سعد في قصر ماقــــتـــــه ... يبغون مرضعة تـــحنو على عُشِّهْ
عزت مراضعه حاروا به أمداً ... جاءت له أخته تصبو إلى قشهْ
دَلَّت على أمِّه طابت رضاعتها .... عوداً لوالدة حنت إلى رمشهْ
د.ضياء الدين الجماس
موسى - الجريمة والهجرة (2)
موسى غدا رجلاً وازدان مـَحْـــــياه ... يزهو بقوته والعـــــِزُّ جَـــــلَّاه
صالتْ مُشاجرةٌ ناداه من رجل... مستنجداً وَجِلاً والذعر يغشاه
فاهتاج من غضب نصراً لشيعته ...في قبضة وكزت رأساً فأهواه
في قتله خطأ ما رام قِـتْـلَتَه ...لكنَّ قوته زادت فأرداه
فارتاع من ندم مستخْفياً حـذراً ... والقلب في قلق والفكر أعياه
وذاك من رجل ناداه ثانية .. مستصرخاً غاوياً في القتل يهواه
فَراح يزجرهم من خوفهم صرخا ... فضحاً لقِتْلَتِهِ والفضح غَشَّاه
قتلٌ جريـمــــتــــه والقَتْلُ نائبَـــةٌ ... فخافهم وجلاً والذكر صحَّاه
عَمَّتْ فضيحته والقصر يطلبه... وجاءه خبرٌ، الجند تـــبـغاه
في لـحظة ومضت يـحتار في قلق ... يبغي مُناصَرَةً والناس تَـخشاه
من مصر مـخرجه، كيف الخروج إذن؟... فغاب في حرج والحلُّ يـخفاه
من غير مأكلة زاغت به سُبُل ... تـخفي معالـمه في الله مـنجــــاه
تسوقه قدم في سرعة خبباً ... حتى به بلغت بئراً بــــمرعاه
غَــنـــَّامَةٌ وفدوا يسقون من غنم ..كل له دوره في الظل ِّ مسراه
بنتان في خجل ترعى لـهم غنم ... رَوْحاً بـمعزلـهم، والخير ينخاه
سؤلاً لمطلبهم، قالا له خجلاً .. بعدَ الرجال لنا دورٌ بسقياه
فراح يسقي لـهم شهماً بقوته ...فعادتا فرحاً شكراً لـمحياه
جاءته إحداهما تدعوه في ورع ... لبيت والدها حُـباً بـملقاه
رآه في فرح والجوع يقتله ... آواه في كرم في الأمر أفتـــاه
في البيت آمَنـَهُ والبنتَ أنكحَهُ ... في مهرها عمل والأجر موفاه
يقضي ثـمانيةً أو عشرةً حججاً ... في ذاك عقدهما والصدق حَـلاَّه
د.ضياء الدين الجماس
موسى – التكليم والتكليف (3)
لما انتهى أجلٌ حَــنُّــوا لـــخُــلان ... عاد الفتى دُرُجاً حُباً بأوطان
في رحْلهم رجَـفـوا والنارُ بارزةٌ ... قال امكثوا ههنا آتـي بنيـــران
لما دنا قَبَساً أصْغَتْ له أذُنٌ ... صوتاً يكلمهُ فـي صوتِ حَـــنَّان
"إني أنا الله" فاعبدني مدى عُمُر...واخلع نِعالَ الدنا واسـمعْ لديَّـــان
لقدْ دخلتَ طوى أرضاً مقدسة ... أقم صلاتي هدى إياك تنساني
والق العصا بيدٍ تــُقْلَبْ مُعَــرْبِدَةً ... فإنـها حَـيَّــة تنصرك في الآن
واضمم إليكَ يداً تـخرجْ بزينتها... بيضاءَ سالـمةً من آيِ رحـمـن
أبلغ رسالتنا أنــي إلـــهكم....اذهب بآياتنا في ذاك برهانـي
اذهب إلى مَلِـــكٍ ذَكِّرْه في كَرَمي... فرعونُ طاغيةٌ يطغى وينسانــي
موسى بدا وجلاً والرعبُ زلزله ... فالقصر يطلبه حكماً على الجانــي
قتلٌ عقوبته والناس تعرفه ... والقتل أرَّقــــــهُ جـمـراً بوجدان
ناداه بارئُـــهُ في الذنبِ مَغْـــــفِرَةٌ ...إني لغافرهُ والعفو غفرانــي
داومْ على صلتي لا تـخشَ من جحدوا .. إياكَ من وَجَلٍ جاهدْ كشجعان
موسى له طلب والحق مطلبُهُ ... يرجو إجابته عوناً بإخوان
أرسل معي عضداً أبغي فصاحته ... هارون هذا أخي في القول نورانـي
جاءت إجابته بالحق أرسلكم ... إني لشاهدكم والعدل ميزانــــي
اذهبْ وهارون في ذكري ولا تَنـــِـيَا ... إني مرافقكم والنصر من شانــي
د.ضياء الدين الجماس
موسى في حضرة القصر (4)
في البهو مؤتـمرٌ نارٌ من الجمْرِ ... موسى له طلبٌ يبديه في القصرِ
فرعون مقصده يصغي مطالبه ... والحشر منتظر للجهر في الأمر
إني لقاصدكم أرنو إلى طلب ...أرسلْ معي ملتي واتْرُكْنِ في أمري
والله منذرنا يوماً يـحاسبنا... آمنْ به عاجلاً واذكره في السرِّ
فرعونُ قارعَهُ : موسى يـخادعنا ... أنا الإله فقط أنـَّى لكم غيري
مضى وذكَّره في نعمة سبقت ... والقتل دائنه يرديه في القبر
هامانُ بانٍ لنا صرحَ العلا سبباً ... رباً لـموسى نرى نرنو لـما يـجري
إنْ كنت مرْسَله فاظهر بـمعجزة... صدقاً كما نزلت تَـخرُجْ بلا ضَيْـر
ألقى العصا فغدت ثعبان مرعبة ... تـجري وتبهتم فروا إلى الوكْر
في ضمه ليدٍ أضحت مُسَـلَّمةً ... بيضاء ناصعة ما كان من سِحْر
في ذاك برهنة موسى لـَمُرْسلُكم ... يبغي هدايتكم للنور والفجر
ظنوه يسحرهم والسحر مقتله ... هيا اجـمعوا أمركم للكيد والنصر
هذا الفتى ماجنٌ أعطوه موعدةً ... تَغْـــلِــبْـــه سُحَّارنا نفضَحْه في الجهر
أعطوه موعدهم يوماً بزينته ... تدعى له أمم ترويه للدهر
سُحَّارهم وفدوا فرعون يرأسهم .... نادوا بعزته، يا عار ذا العصر
د.ضياء الدين الجماس
موسى -انقلابُ السحرة وغرق فرعون (5)
سِـحرٌ بزينتهم في العيـن مستحلى..واسترهبوا بشراً في روعهم جـــَلَّا
واستنصروا طاغياً نادَوا بعزته... بسحرهم بدؤوا كلٌ بـما أدْلـى
ألقَوا حبائلهم تبدو لناظرها ... كأنَّ عفرية فيها وقد هلَّا
والناس في هلع من سحرهم بـهتوا.... فرعون في فرَحٍ فالقهر ذا حلاَّ
موسى بدا خائفاً والسحر مزدهر ... قلنا له لا تخفْ فالنصر للأعلى
ألقِ العصا بيدٍ تلقفْ مكائدهم ... لن يفلحوا أبداً فالسحر قد ضلَّا
فيما بدا التهمت سحراً بـما خدعوا... عادوا لـما فعلوا لكنه أبلى
خروا بسجدتـهم ، والحق ناصره... من حينها عرفوا مَنْ ربـــّه الأعلى
بالحق قد شهدوا والله شاهدهم... موسى لـمـنتصر بالحَـقِّ واستجلا
جاءوا بـِمؤتَـمَر والناس شاهدة ... بسحرهم كفروا لـَمَّا لـهم ذلَّا
فرعون هددهم إني سأصلبكم ... لكنهم ثـبتوا قالوا له كلَّا
في القصر مؤمنة تدعى بآسيَةٍ ... كما أتى مؤمن خافٍ بـما صلَّى
كلٌّ له شهدوا والله أيَّــدَه ... منارة ظهرت لله ما أولـى
فرعون يُــرهبهم والرعب في يده ..يرغي بهم زبداً للسيفِ قد سَـلاَّ
في فترة فتنوا جلت عجائبها ... والرجز واحدها سخط بـما علَّا
هـيَّـا لدَعوته جَـلَّت حقائقها ... لكنهم كفروا والخير ذا قلَّا
آياته ظهرت طوفان يغرقهم ...جراد يهلكهم والقمل قد هلَّا
ضفادعٌ قفزت والنيل منبعها...دماءُ سائلةٌ تـجري لـمن طلَّا
في آية كفروا سحقاً لـحلكتهم... ليل بـــه ظُـلَـمٌ والقلب قد ملَّا
أبناء يعقوبَ في ذعر مذابـحهم ...حتى مزارعهم بالظلم مـُحــتلَّه
موسى يواعدهم نصراً ومغفرة ... والبحر وجهتهم صارت لــهم قبلَهْ
فرعونُ لاحقهم حتى ليسحقهم ... باتوا له هدفاً والسيف مستلهْ
هذي العصا ضَرَبَتْ في البحر من يَـبَــس ..وقومه عبروا من فوقهم ظلَّهْ
فرعون يتبعهم والبحر في غضب ... في موجه غرقوا والنفس معتلَّهْ
صاروا كموعظة في صحْفنا سطرت ... والظلم ذو أجل والحق قد حلَّهْ
والناس في فرَجٍ، فرعون في غرَقٍ ... يدلـي شهادته في النطق مُــختلهْ
من بعد ما عبروا هاموا بذي صنم ... ما لوا لــما شهدوا والنفس مغتَـلَّهْ
فاجعل لنا صنماً نعبدْهُ في رَغَب...دنيا تغالبهم والنفسُ في الغَلَّهْ
جهلً يصارعهم والكفر طابعهم... يا ليتهم خَرجوا للنور منْ ذلَّهْ
قصة النبي موسي علية السلام
غالب الغول
ــــــــــــــــــــــــــ
يا أم موسى أتتْ فرعونَ أخبـــــارُ
فرعون يُقـْـتَـلُ , بل أبناؤكمْ ثاروا
والأمر جاء لذكران سيذبحـــــهمْ
من قوم موسى , بهذا العام سيّارُ
عام سيقتلهم , عام سيتـــــــركهم
بالسيف يهلكهمْ , بالظلم قد ساروا
وأم موسى بهذا العام قد حمــــلتْ
هارون ينجو , لأن الله غفـّــــــارُ
وأم موسى بعام القتل قد وضــعتْ
فأين تذهب بالمــــــــولود ؟ تحتارُ
رمته في النهر والصندوق يحفظهُ
لقصر فرعون , إن الله ستــــــــارُ
بكل رفق , بعطف الأم تحمــــــــلهُ
إحدى النساء , وجوع الطــفل فوّارُ
عفّ المراضع والرحمن يرشدهمْ
لأمّهِ وحليـــــــــــــــب الأم طــــهّارُ
لما نما جسمه بالعقل مكتـــــــــــملُ
بقوة الجسم , مثل الشبل مغـــــوارُ
تخاصما قربه شخصــــــــان ثم دنا
إليهما فلعلّ الصــــــــــلحَ يخــــــتارُ
بلكزة منه للمصريّ أهلــــــــــــــــكه
واستغفر الله , إن المـــــــــوت أقدارُ
فيهرب الشبلُ موسى من قصــورهمُ
وراح مدين, قد لاقتـــــــــــــه أخطارُ
لما رأى قربَه بنتــــــــــــــين مع غنمٍ
أتى إليهن , هل للضـــــــــعف أنصارُ
أتى لوالدها والشــــــــــــــــيخ زوّجهُ
إحدى البنات , فإن الشبــــــــلَ مغوارُ
الشوق للأهل والأوطان مفـــــــخرة
هل كان غير حبيب الأهــــــل زوّارُ
أثناء عودتــــــــــــــه فالبرد قارســة
لكنّ وادي طـــــوى في الدفء جَرّارُ
والنار شاهدها بُعداً وســـــــــــــار لها
فآنسته , وفي النيــــــــــــــران أسرارُ
فيها اخضرارُ نباتٍ , كلمـــــــا اشتعلتْ
زادتْ جمالاً , كأن النـــــــــــارَ أشجارُ
وخر موسى ركوعاً للإلـــــــــــه عسى
يخفف الرعب , والرحمن ستـّــــــــــارُ
ناداه ثانية ربي , وقـــــــــــــــــــــال لهُ
(ما تلك ) تحمــــــــــــــــــلها , لله أقدارُ
فقال موسى عصاي اليوم أحمـــــــــلها
أهش أغنامــــــــــــــــــــنا , والله جبارُ
بقدرة الله صارت حيّة ولــــــــــــــــــها
جسمٌ عظيمُ , بلى لله أســــــــــــــــــرارُ
واليد معجزة أخرى فتحســـــــــــــــبها
كأنها البدر بيضـــــــــــــــــــاء وأنوارُ
والله يأمر موسى للذهــــــــــــــاب إلى
فرعون مصر, وهل للظــــــــلم أنصارُ
يمضي إليه وهارون يرافقــــــــــــــــهُ
ليقلع الظلم , للطـــــــــــــاغوت أشرارُ
فرعون يهزأ من موسى ومن معـــــــهُ
فكيف يعبد رباً وهو جــــــــــــــــــــبّارُ
فرعون هدد موسى, أو يكــــــــون له
عبداً لربٍ , فإنَ المـــــــــــــوت قهّارُ
وقال موسى وهل إن جئتُ بينـــــــةً
عساك تؤمن ؟ والرحــــمن غفـّـــــارُ
فقال فرعون فأت القـــــوم بينـــــــــةً
وسوف يأتيك هذا اليــــوم سُــــــــحّارُ
وكلهم سجـــــــــــــــــــدوا لله لمّا رأوا
عصاته مثل أفعى , كلـــــــــهم حاروا
في وحيها ابتلعت كل الحــــــــبال ولمْ
تبق على الأرض شيئاً , بالنهى ثاروا
وكل من سحروا قد آمنوا علــــــــــــناً
لكن ربك بالكــــــــــــــــــــــــفار قهارُ
وعلّمَ اللهُ موسى كـــــــــي يبلــــــــغهم
بطاعة الله , فالإيمـــــــــــــــــان إقرارُ
وجاء من يكتم الإيمان يُخـْـــــــبرهم
بأن موسى نبـــــــــــــــي الله مختارُ
وهامَ فرعون بالإفساد, قال لـــــهمْ
بأنه الله بالطـــــــــــــــــاعات أمّارُ
فسلط الله جدباً لم يروا ثمــــــــــراً
لأن عزتهم بالإثـــــــــــــــم أشرارُ
لكن موسى دعا الرحمـــن يهلــكهمْ
لأنهم كذبوا بالحقّ , فجـــــــــــارُ
ويأمر اللهُ موســى بالرحيـــــل إلى
شط قريب وخير القـوم قد ســاروا
ويضرب البحرَ موسى بالعصاة وقد
شقت طريقاً إلــــــــى موسى وأنفارُ
الله نجاك موسى من شــــــــرورهمُ
وأغرق القوم , هذا الكــــــــفر غدارُ
ومات فرعون لن يبقى سوى جسدٍ
للناس آيته , واللــــــــــــــــه جبارُ
حُب الإله بقلب المؤمنيــــــــن دنا
إن الصيام لحُـــــــــــــبِ الله نوّارُ
واشتاق موسى لوجه الله رؤيــــته
والله يأبـــــــــى , لأن الرب أنوارُ
فانظر إلى جبل , إن ظلّ سوف ترى
رب العباد , فـــــــــــــــإن الله أمّارُ
وخر موسى لفعل الرب قد صَـــعِقا
دكّ الجبال كــــــــــأن الأرض فخّارُ
الله أخبر موسى فتنة حصـــــــــلت
فالسامريّ أســـــــــاس الشر ضرّارُ
وجاء هارون يهدِ القوم فانحــــرفوا
فالعجل ربهـــــــــمُ بالرقص أحرارُ
وعندما عاد موســــى هزه الغضب
فالقوم قد كفروا والعجل خـــــــوّار
فالله أنزل توراة لينتفـــــــــــــــعوا
وآمن القوم , إن الله ستـّــــــــــــارُ
وكانت المنّ والسلوى طعـــــامهمُ
والله أكرمهم والنفس تخــــــــــــتارُ
لكنهم جحدوا خيـــــــــرات بارئهم
تاهوا بصحراء سينا بعدما جاروا .
ومات موسى وما زالوا بتيهــــــهمُ
في قلب سينا بلا أرض وقد حاروا
قصة "موسى عليه السلام"
ريمه الخاني
قبل النبوة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
قال الكريم افرحوا , في يومكم زمنُ
موسى له في الدنا شأن لدنيــــــــانا
نصر أتى خيره , قد كان يرقـــــــبه
كل الأنام , وكان الربّ أعطـــــــــانا
عمران أنجب من أبنائــــــــــه ولداً
كالبدر طل بنور العلم وافـــــــــــانا
مضاجع السعد للفرعون في قضضٍ
لما أتاه يقين بالذي كـــــــــــــــــــانا
قد أرسلت أم موسى طفلها حــرجاً
لليمّ قهراً وفوق المـــــــــوج أبكانا
قد أصبح القلب في حسراته نصـــِباً
هل يهدأ القلب والآلام تغشـــــــــانا
لما رأت زوجة الفرعون هامتـــــــه
أتى إليها سرور القلب إيمــــــــــــانا
قصة النبي هارون عليه السلام
ريمه الخاني
ـــــــــــــــــــــــ
موسى وهارون بين الخلق نوران
كانا شقيقين في أحضان عمرانِ
والطهر في مريم العذراء شرّفهم
واللهُ أكرمهم في آي قرآنِ
موسى يناجي إله الكون في ولهٍ
يكون هارون من أعوانه دان ِ
يرجوه يصبو وزيراً حين دعوته
فاستكبر القوم مع فرعون طغيان
هارون كان فصيح القوم أبلغهم
والله أرسله رشداً لإنسان
أقام موسى وهارون على جبلٍ
فمات هارون يسمو عند رحمن
وعندما عاد موسى قال قائلهم
هارون يقتله موسى بشنآن
فقال موسى , أقول الظن ينفعكم ؟
أأقتل الأخّ في قلبي ووجداني ؟
قصة إلياس عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
إلياس من بشر والوجه كالـقمر ... وقومه عبدوا "بعلاً" من الـحجَر
كانت رسالته نوراً بكوكبها... في دعوة ظهرت تشفي من الوحَر
قرآننا باسْمِ "إلياسينَ" كرَّمَه ... والله صوَّرهُ عقداً من الدُّرَر
طوبى رسالته، وصلٌ ومرحمة ... توحيده خالص يخلو من الثُّغَر
رباً يوحده يدعو لطاعته... والذكر شاغله يقضيه بالسَّـهَر
يدعو إلى عمل يرقى به سُقُفاً ... يلقى ملائكة تلقاه بالسَّمَر
في جنة رحبت بالحـب يـملؤها ... والنفس ساجدة بالقلب والنَّظَر
والعرش يذكره في العز هامته ...بستانه مبهج بالورد والثـمـَــر
قصة زكريا عليهما السلام
رهام فتوش
ـــــــــــــــــــــــ
الوردُ يحنو إلى الإصباح في لهفٍ
والنور من زكريا طلّ في الصحفِ
جاءتك يا زكريا كل موهبةٍ
درّ يشعُ بجوف البحر في الصدفِ
كفلتَ مريم بنت الأصل طاهرة
بل بنت عمران أنقى الناس في الشرفِ
الصدق فيك وفيها كان معجزةً
وفي الأمانة قد صوبتَ في الهدف
كانت بمحرابها , والله يرزقها
من عند ربك أرزاقاً لذي شغفِ
في كل يوم يناجي الله في ولهٍ
يروم ابناً بطاعاتٍ بلا ترفِ
الله أرزقه يحيى وبشرهُ
حتى يكون نبياً مثل ذي السلف
قصة زكريا عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
عَذْراءُ قانتةٌ من نَـخْل بستان .. صِدِّيقَـة طَهُرَتْ والقلب نورانــي
مـحرابـها حافلٌ في صحـنه سجدت ... قرباً لبارئها بعداً لبهتان
وكلما زكريا زار مربضها... آتته من ثـمر من خير أفنان
من جنَّة خفيت تقتات من ثـمرٍ ... من أين وارده يا بنت عمران ؟
"من عند ربي"، هو الرزاق من نِعَمٍ ... يـمُدُّها كَرَماً من دون حسبان
من حينها زكريا كان يغبطها ... يـحنو إلى صِـنْـــوِها من خير ولدان
لـم يأته وارث والشيب تَوَّجَه ... والزوج عاقرة تـحنو لصبيان
يدعو لبارئه في ظلمة حَلَكَت ... ناداه في ثقة من قلب هيمان
عظمي به وَهَنٌ والشيبُ مُــشْـتَــعِلٌ .... كَـلَوْزَةٍ فُــتِــقَتْ في مرج أقطان
أحنو إلى وارث يعلي رسالتنا ... من آل يعقوبَ نبراساً بإيـمان
نادى يُبَشِّره "يـحيـى" لَوارثُكُمْ ... ما كان يشبِهُهُ من قبله ثانـي
أبدى له عجباً، ماذا علامته ؟ ... ذا الأمر من صمد والوحي رباني
أمَّا علامته تأتي مؤكدة .... "تـحكي بلا كَلِم" والذكر روحاني
دعاؤه صادق والله حققه ... حــــــباً بِــطالِبِه جَـبـْراً لأحــــــزان
"يـحيى" أتى قمراً ، والنور منبثقٌ ... ينمو بدارِ تقىً في ظل رحـمن
قصة يحيى عليه السلام
خالد جابر
لمّا ملائكة الرحمن قد هبطتْ ..وبشرتهم بيحيى , كان كالقمرِ
ثم أتت زكريا آية وبها .... إلا يكلم مخلوقاً من البشرِ
من الليالي ثلاثاً لا يكلمهمْ .... والله أعطي صبياً بهجة القدرِ
وجاء ربك بالأحكام علمّهُ .... بقوة يأخذ التوراة في الصّغرٍ
يحيى زكيّ ببر الوالدين ولمْ .....يعطي الإله بأمر ثاقب النظرِ
وكان في الطهر والإيمان مجتهداً.... .ما كان في الناس جباراً بلا عبر
إن السلام على يحيى يردده .....رب العباد لحين البعث والنـَّشَـر
قصة يحيى عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
"يـحيـى" كمُعجزةٍ جلَّت ولادته ... لعاقرين بدت بحراً مِنَ الكرم
آتاه حكمته وحياً على صِغَـــرٍ ... "خذِ الكتاب بقوة" معَ القلــــم
كن سيداً وحصوراً لا تزغ أبداً ... فكان نوراً يضيء الليل في الظُّلَم
ورحــمة عظمت في قلبه أملاً ... برحــمـة فاضها ربٌّ من النعـــم
نبيُّ أمته يبدو لـها قمراً ... ما من مثيل له في الاسم كالعـلــــم
عيسى يلاطفه قرباً ومرحـمة ... بصدقِهم عُرِفَا وقوة الهمَـــم
عاشاً بعصرهماً "يحيى" بحكمته.... "عيسى" برحمته يُحيي من الرمم
كلاهما بشر لكنهم نُـجُم ... فاغنم مـحبتهم تسلم من السقــــم
"يحيى" الحكيم دنا من ربه وعلا ... والله ســلَّمه من زلَّة القدم
قالوا بـمقتله كيداً ومظلمة .. والله أصدقهم في القول والكَلِــــــم
سلام ربـي عليه في ولادته ... ويوم ميتته وبعـــثــــةِ النَّسَـــــــم
قصة عيسى عليه السلام
ريمه الخاني
عيسى النبي ودين الله ريحاني...له السلام وحق الفكر إنساني
عمران جد كريم أمه ندهت ....يارب هل رزقنا جودٌ ويسران
ذي مريمٌ نضجت والبنت قانتة...ابن لخالتها علم لبنياني
يابنتنا هل من الأرزاق تكرمة...قالت قنوتي هدى قد بات عنواني
رسول خير لها جبريل فاجأها ...أهدى لها نفخة من رحمة الحاني
يا مريمٌ هل من الآلام ما برحت... "ليت موتي أتى" والناس تنعاني
أتت به قومها تخشى مقالتهم ..طعنا بعفتها والطهر ميزاني
قالت نذرت صيامي أرتجي أملاً ... والله برأني من كل بهتان
وينطق الطفل بالاحضان تحمله..إني أتيت هدىً والله أنباني
والله أنبتني في رحم طاهرة ...من نفخة نفخت والله رباني
من مثل طائركم من طين أخلقه... يكون طيراً بإذن الله حيَّانـي
قصة عيسى عليه السلام
غالب الغول
ـــــــــــــــــــــ
عيسى ابن مريم من آيات رحمن
وأمه نسلها من آل عمران
وأمه مريم العذراء أكرمها
ربّ العباد بطاعاتٍ وإيمانِ
وهي الفتاة التي تعلو بعفتها
بين الورى , لم تكن أمثال نسوانِ
لمّا أحست بقرب الوضع فاندهشتْ
قالت: ألا ليتني في الموت نسياني
إلى مكان بعيد كان مقصدها
ونخلة قربها تمضي بأحزانِ
في اليسر قد وضعت والطفل يؤنسها
يقول لا تحزني فالرب سوّاني
في الصوم قد نذرت لله عن كلمٍ
فلن تكلمهم من لغو إنسان
عيسى يكلمهم فالله أرسله
حتى يبلغ ما يؤمر بإحسان
يبرّ أمّاً كما أوصاه خالقه
أعطاه معجزة من روح ريحان
قد كان ينبئهم في غيب مأكلهم
مَنْ ماتَ يُحييه هذا أمر حنّانِ
ويبرئ الناس إن كانوا بذي برَصٍ
بمعجزات إله ما لهُ ثانِ
لكن أبناء إسرائيل في غضبٍ
وحقدهم عمّ في أمصار عمران
فأنزل الله بالإنجيل معجزةً
يعلم الناس ما يؤتى ببرهان
عيسى وأتباعه أنصار خالقنا
وما تبقى فهم جندٌ لشيطان
وكان عيسى على علم ومعرفة
بأنه ذاهبٌ يسمو لمنّان
أتوا شبيهاً بعيسى , عندما صلبوا
بالودّ يُرفع عيسى عند رحمن
قصة عيسى عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
الحمل والولادة (1)
طوبـى لصدِّيـقـة من نسلِ عمران ... في وصفها عجزوا والروح نورانـي
لأنـها قَنـَـتَت والله قرَّبــــها... تسعى لإرضائه واللب رحـمانـي
ومريــــمُ احتجَبَــتْ عن قومها ودَنَت ... مـحرابـها جنَّــــةٌ أضحى كبستان
يـَمُدُّها ثـمراً من طيب جــــنَّـــتها ... عِـطـرٌ به عَــبَــق رَوْحٌ بريـحان
لربـــها قربت في حُبِّـه وعلت.... فجاءها مَـلَكٌ في صـــُـور إنسان
قال ابشري سَـيِّـداً للخلق أرسَـلَهُ ...من روحه حـَمَلَت والنفخ روحانـي
جنينها بشر في لبِّ طاهرة ... من غير مأثـمة من رُوح رحـمــــن
فالطهر مسكنها والذكر مفرشها ... ما مسها لـمسُ إنسان ولا جان
لـمَّا دنا أجَلٌ والرحْــم زاخرة ... في ربوة هجرت في حفظ حنَّـان
يا طيب ماخضة لنخلة لجأت ... والروح يؤنسها فالحِمْلُ حِـملان
ولادة ومضت كاللمح سيرتـها ... لنوره وضعت والروع إنسانـــي
من طهرها نطقتْ "يا ليتــني عدم" ... لـم آتِ من قبله والناس تنسانـي
من تـحتها سـمِعَتْ صوتاً يكلمها ... لا تـحزنــي أبداً فالأمر ربانـي
بُـــشراكِ في نـهَرٍ طابت منابعه .... قرَّتْ بأعيننا عين وعينان
هُــزِّي بنخلتنا تُسْقِط لطائفها... من جنةٍ فكلي إياكِ نسيانـي
طعامها رُطَــب من جنَّة هطلت ... والـماء رائقة تروي لظمآن
من رام مسألة ردِّي كـقائلة ... "إني لصائمة والله تكلانـي"
مَسُّوا بسمعتها، والله طـهَّـرها ... قال الوليد لـهم قولاً كلقمان
أمِّي لطاهرة والله شاهدنا... ربُّ العباد سـما بالوحي أنبانـي
سلامُ ربـي عليَّ يوم أخرجني ... ويوم موتـي ويوم بــَعْثِ جـثماني
والله صوره بالنفخ دون أبٍ .. من قبله آدمٌ من صَلِّ طـــيَّـــان
في الأرض تربته بالـماء جِــبْلَــتُها ... بنفخة نُــفِخت قامت بدَيَّـــان
من غير والدة لـم يـَــنْمُ في رَحِمٍ ... فذاكما مَـثَـلٌ فـي الـخَلْــق سـيَّان
قصة عيسى عليه السلام
دعوة المسيح ومعجزاته (2)
ولادة سُطِرَتْ وسْمٌ لعيساه ... ميلاده سَـنَــةٌ تــحيا بذكراه
منارةٌ شـَمَخَتْ عيسى ينورها...هذا الـمسيح علا والله يرعاه
إنـجيله صادق من وحي بارئه ...توراته سبقت بالـحق مَرْآه
توحيده علم ذكر يردده .. عبدٌ مطيعٌ لعلَّ الله يلقاه
واللهُ صَـدَّقه والآيُ شاهده ... يهدي لنَـهْجٍ كما الإسلام أعلاه
نـَـجْمٌ سـما والحواريون تَـــتْـبعه ... من نوره وهَجٌ والله سـماه
والمعجزات أتت تتــــرى تؤيده... بالإذن من أحـدٍ يسمو مـُحياه
عينٌ لأكمَهَ تلقاها وقد بصرت... والجلْدُ من بَـرَصٍ يشفى بدعواه
يـُحْيي الرميم بإذن الله يبعثه ... والله أكرمه والحق ناجاه
إنزالُ مائدة عيداً لأولـهم... حتى لآخرهم يا نعم بشـــــراه
بشرى بأحــمدَ والإنـجيل سطَّرها... صِدْقٌ نبوءته والله أنباه
كادوا لِمَقْتَلِهِ لكنهم فشلوا ... في شبهة وقعوا والله نـجَّاه
لِـمُخْبرٍ أسروا رأوْه يُــشـبِـهُه ...قالوا بـما اشتبهوا إنا صلبناه
تعلو الجنانُ به والله رافعه ... ترقى مكانته والله حيـــــَّاه
بشرى بعودته يبقى لنا عَلَماً ... للساعة انتظروا والنور يغشاه
والكفر يـمسحه والأرض ذي رحبت.... لا فقر من بعده والسَّعْدُ ملقاه
ياربِّ كَــحِّـلْ عيوناً في مرابعه ... فالناس قد هجرت ديناً ومسراه
على محمدنا الهادي صلاتكُمُ.... واجعل إلـهي غداً فـي العرش لقياه
قصة محمد صلى الله عليه وسلم
غالب الغول
محمدٌ يا حبيب الله والبشر
ما كنت إلا كنور الشمس والقمر
لولا يقينك بالقرآن والأحدِ
لما سعدنا , وكنا في لظى الصقرِ
عيناك من حولها آيات خالقنا
والقلب يؤمن بالرحمن والقدرِ
من قبل بعثتكم ساد الضلال على
قلوب قوم لأصنام من الحجر
وأدُ البنات وشرب الخمر عادتهمْ
والفسق يعبق في الأنفاس بالضرر
لكن فيهم ْ قريشاً شاع صيتهم ُ
في الجود والجاه , والإخلاص للبشر
محمدٌ كان عبد الله والده
ومن بني هاشمٍ فخراً لمفتخرِ
نبينا كان إبراهيم نسبتهُ
وجده كان يسقي الناس في السفرِ
الناس في ظلمة , والنور في يده
والله أكرمه قدراً من العبرِ
وقبل ميلاده نار المجوس طفتْ
والطير هاج بألحانٍ بلا وترِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثوبيةٌ أرضعت بالعطف سيدنا
ثم خديجة , كان الطفل في الصغر
أتاه جبريل شق الصدر نظفه
بماء زمزم , للتغسيل والطّهر
من بعد ذاك أتاه العم يكفلهُ
ليأخذ الطفل نحو الشام والحضر
يمشي بقافلة والعين ترقبه
من راهبٍ كان في بصرى على حذر
قال بحيرا : لهذا الطفل مكرمة
نبي أمتكم في خاتم الخبر
ردوه مكة خوف العين تحسدهُ
خافوا عليه من الأحقاد والخطر
يشارك القوم في الفجّار حربهمُ
ودون أن يبلغ العشرين من عمر
يعيش كل شباب العمر في كدحٍ
ويأكل القوت من كسبٍ بلا ضجر
لكن بنت خويلد راقها أملٌ
يكون تاجرها بالمال والسفر
وهي خديجة بنت العزّ والكرم
تكون زوجته . تنحو إلى الكبر .
بناء كعبتنا قد شاركوه بها
قاموا جميعاً لرفع الأسود الحجر
في الأربعين أتاه النور من قبس
وينزل الوحي بالآيات والنذر
تلك الأمانة بالقرآن يحملها
يبلّغ الناس , والألفاظ من درر
سبحان من علّم الإنسان في القلم
والكل يؤمن في القرآن والزبر
هذا النبي الذي في القلب مسكنه
ويعشق الله مثل الروح والبصر
الله أرسله من أشرف الرسل
ما كان يوماً غليظ القلب كالحجر
ــــــــــــــــــــــ
محمد مرّ في الأعوام تحزنه
موت أبي طالبٍ كالنور للبصر
خديجة بعده ماتت فأرقه
هذا الفراق عظيم بالغ الأثر
وأهل مكة في عصيانهم عجبٌ
آذوا محمد في الترحال والسفر
ومر يوماً بوادي النخلة , استمعوا
بعض من الجن للأذكار والنذر
وراح كلٌ إلى أهليه ينذرهم
فأمن البعض بالرحمن والسور
سبحان ربك أسرى بالنبي إلى
أعلى السماء يريه أجمل الصور
رأى العجائب في دنياه وازدهرت
تلك العجائب بين البدو والحضر
في القدس صلى وكل الأنبياء أتوا
القى عليهم سلام الود كالزهر .
من بعد هجرته فالدين عززه
إيمان قوم تحدوا ثغرة الخطر
والخير يهطل من ربّ العباد على
عباده مثل خير الغيث والمطر
قباءُ يُبنى بها أولى مساجدهمْ
محمد قد أسس الأركان باليُسر
وإخوة الصدق في الإسلام قد نصرتْ
مهاجرين وكلٌ من ذوي الوَزَر ِ
من بعد قامت قوانين الشريعة في
حكم الفرائض جهراً ليس بالحذر
وطهر الأرض من أصنامهم وعفى
عن المسيئين لا للضر والضرر
يودع الناس أثمار بخطبته
يعلم الناس أحكاماً بلا شزر
يوصيكم الله بالزوجات فاحتكموا
بما أتاكمْ من الآيات والعبر
فالكل يرحل للرحمن خالقهمْ
والموت يسرع والأجساد في الحفر
يموت سيدنا والحزن يغمرهمْ
فبلغ الدين في دنياه للبشر .
قصة محمد عليه الصلاة والسلام
د.ضياء الدين الجماس
المبشرات (1)
بشرى بأحمدَ من موسى له سَبَقَت ... من يوم صَعْقَةِ أقوامٍ لـميقات
وجاء عيسى ببشرى الحق ينثرها ... زهراً وعطراً بنورٍ في السماوات
وبُــشِّـرت أمه حَــمْلاً بــه قَمَــرٌ .... نور الهدى قادم شـمس الـمَسَرَّات
لـما له ولدت نور بـحُجْرتـها .... ينيرها كالثُّـــريا في الـمـجَــرَّاتِ
من بين أكتافه بانت علامته ... بشرى ولادةِ آياتٍ منيراتٍ
يا سعد والدة تأتي بشمس هدى..... عمت منائرها في بضع ساعات
في الكون مشرقها والأرض مهبطها ... جبريل ينشرها نوراً بآيات
قصة محمد عليه الصلاة والسلام
ضياء الدين الجماس
الولادة والرضاعة (2)
يا حـزنَ "آمنَةٍ" في حَـمْلِــها شَهِدَتْ .. وفاة والده كم كان من قاسٍ
يُــتْمٌ يؤرقها والناس في ضَنَكٍ ... والـجـَدُّ كافلها من شدّة الباس
كانت ولادته في عام "أبرهةٍ" ...والفيل يقدمهم هدماً لأقداس
كي يهدموا كعبةً والله يـحرسها ... فأرسل الطير ترميهم على الراس
حجارة من لظى سجيل تـحرقهم ... حتى غدَوْا نَـتَـناً من ريح أرجاس
"حليمةٌ" حظيت إرضاعه لبناً ... فاضت على أهلها من خير أنفاس
أغنامها حلبت دراً به نِعَمٌ... ونوقها نشطت تـــجــري كأفراس
في ظله سَعِدَت طابت معيشتها ... يرعى لـها غنماً رزقاً بإيناس
وازداد في يتمه فقداً لوالدة .... فعاش في كنَــفٍ يـحميه كالآسي
قريش تعرفه والله باركه ... يـحميه أعينَهُم من غير حُرَّاس
وقِحْطُهم صالَ فاستسقى لهم مطراً ... فجاءَهم غدقاً بالـخير والكاس
قصة محمد عليه الصلاة والسلام
مرحلة الشباب حتى البعثة (3)
مِنْ كَــدِّه كسبُه يرعى لـمستكفٍ ... والـمال من حِلِّـــه يأتي بـما يكفي
"فِجارُ" من ساحة للحرب تعرفه..."حِلْفُ الفضول" بدا من نوره يضفي
كلاهما شاهد حقاً شهادته ... شبابه حافل والحرف لا يـخفي
رهبانـهم عرفوا حقاً نــــُبُـــوَّته ... ملامح جهرت بالنور والعُـــرْفِ
أخلاقه عُــرِفَت نبراس شامـخة... أمينهم صادقٌ للضيف لا يـجفي
والبيتُ يعرفه والود يـحفظه ... جلَّت عبادته للعلم يستقفي
"خديـجة" خطبت تبغي حصانتها... شبَّاً له سـمةٌ بالصدق يستكفي
في خِطْــبة نجحت جلت فراستها ... تاجٌ زواجهما للفرج يستعفي
في رحلة بدأت بـحثاً لبارئه ... والفكر شاغله والقلب في الجوف
فراح مُعْــتـــزلاً "حِرَاءُ" صاحبه ... يعلو به أفقاً في الوصل يستحفي
جبريل عانقه و"اقرأ" له نزلت ... فعاد مرتعداً من شدة الخوف
قالت له زوجه لا تبتئس أبداً ... والله لن تُـخْزَيَنْ بُشْراكَ بالحرفِ
فالوحي ذا شرف والله يُرسِلُه .... بشرى لـحامله رقيا لـمستَشْفٍ
فراح في دعوة سراً ليسترها ... حتى علَتْ لاحقاً بالوحي يستوفي
مَنْ آمنوا قلةٌ من زوجةٍ دَعَمَت ... بو بكر لاحقها والكل يستخفي
عليُّ أصغرهم يبدو كأكبرهم ... فكان رائدهم يصول في الغَرْفِ
عثمان أيدهم إسلامه مدد ... نوران مَعْلَمُهُ يــــمناه في الصرف
واشتد ساعدهم وجاءهم عُمَرٌ ... فصار في عَلَنٍ يدعو بلا خوف
قصة محمد عليه الصلاة والسلام
الهجرة وولادة أمة (4)
هاجَرْتَ طوعاً (بأمر الله) مؤتَـمَراً .... تذرو التراب على رأسٍ بـما اختَمَرا
ياسين تثبـُرهم، غشَّتْ لـهم بصراً....والسمع في صمم وحكمُهم صَدَرا
لـهجرة من ديارٍ دُبِّــــرَتْ لكما ... كيداً لقتلكما، وخابَ من مَكَرَا
هذا الحبيبُ وصاحبٌ له خَرَجا ... مُسْتَـمْسِكَيْن بِـعُرْوة بـها اقتدَرا
نِعْمَ الحفيظ لصاحبين إنْ هَجرا ... إذْ صار "ثورٌ" حِمَى حفظٍ ومُسْتَتَرا
أحسَّ صاحبُهُ حزناً ألَــمَّ به ....على الرسول من الطغاة ما ظهرَا
ردَّ الـحبيب مُـعَلِّماً لصاحبه..."الله معْنا فلا تـحزن" ، وقد صبَرا
في غارهم مَكَـــثا مُهاجِرَيْنِ له .... فصار مأوى الهدى فيما له ائتمَرَا
ويثربٌ هـدفٌ جَلَّت مقاصدها ... كدولةٍ وَجَبَتْ، وكم لـها انتظرا
نامت عيون العدا فيما له رصَدَت ... هذا عليٌّ بــمرقدٍ لــــه وَقَرا
لـما استبان لـهم بأنـهم خُدِعوا .... سِرْبا خيولٍ من الفرسان قد نَفَرا
والعنكبوت بَنَتْ بيتاً على عَجَلٍ ..ستراً لـِمَنْ دخلا حصناً ومن نَصَرا
حَــمامَةٌ هبطت لبيضها وضَعَت ...كانت لِمن وَفَدا حِرْزاً ومزدَجَرا
سِرْبان لو دخلا في الغار لانبهرا...زاغت عيونُـهما زوغاً وَما نَظَرا
في الغار كون ولم يرَوْا معالـمه ...لا يبصرُ الكَونَ فَجَّارٌ وقد كَفَرَا
قال الإله فيا أهلاً بـمكرمة ... يا خير من وفدا عليَّ وانـــــــتَــــــصَرا
أقسمتُ لن يصلا إليكما أبدا.... يا خير من خَــلَــــقَتْ يدي ومن هَجَرا
واسم الحفيظ تـجلَّى حافظاً لـهما....فكان نصراً بدا في اللوح مُسْتَطَرا
في البيت والبَيْض آية كما ظهرت... عاشا لربـــــهما ذِكْراً وما فَـــتَــرا
في غارهم بُنِيَت صروح أمتنا ....والله ينصر من لِدينه اعتمَرا
فيها الصحائف من عُلاه نازلة ... دينٌ سرى بـهما في الخلق وانتشَرا
وطيبةٌ بـهما صارت منورةً ..حيي الصلاةَ بـها والقلبَ إنْ حضرا
محمدٌ خير خلق الله كلهمِ .... وحبه قد مضى في القلب واستَطَرا
قصة محمد عليه الصلاة والسلام
تأسيس الدولة حتى الفتح (5)
حَــطَّ الرحالَ وداست طيبةَ القدَمُ... ودينه الـحُبُّ والـميزانُ والقَلَم
وكان أوَّلُ حِرْز في سياسته .... بناء مسجده ، يعلو به العلم
آخا نفوساً بدت في الله وحدتـها... لا فرق في دمهم عُرْبٌ كما العجم
فالدين مشربـهم يـجول في دمهم ... والشرك فرقهم لصَرْحه هَدَموا
أما اليهود فقد قامت معاهدة .... خانوا أمانتها، لروحها قضموا
يا نعم دولتهم قامت على أسس ... بصرحها شمخوا أضحت كما حلموا
بالفتح أيدهم والله ناصرهم ... والعدل رايتهم حقاً وما ظلموا
في بدرهم ظفروا أولى معاركهم... إيـمانـهم ظافرٌ بصدقهم غنموا
ردوا الغزاة دفاعاً عن مدينتهم.... كانت لـهم "أحُدٌ" درساً وما انـهَزَموا
أحزابهم جـُمعَتْ وخندقٌ حفرت ... والله شتتهم بالريح فانقصموا
ومكةٌ فتحت والناس شاهدة.... من بابـها دخلوا سِلْماً وما نقموا
وحطموا صنماً طهراً لكعبتهم.... صلوا بـــها حِلَـــقاً بدينهم سلموا
أخ كريـم علا والله ناصره ... فأطلق القوم من أخلاقه الكرم
أحرار طابعهم لقيدهم كَسَروا ... للناس شعلتهم بادت بـها الظلم
في العالـم انتشرت شمساً عقيدتـهم ...فباد طاغوته وزالت الطُّـــغَـــم
والحمد لله رب العالمين