من ليالي دمشق الحزينة

الحكاية رقم واحد

بلغني أيها الشعب المقهور الذي تسلط عليه الظلم والجور أنه كان في حاضر الزمان وفي هذا العصر والأوان أن إبليسا من أبالسة الجان نعوذ بالله منه، قبيح الشكل والمظهر ،لديه فيالق وعسكر بمملكة من نار ،ذات يوم فكر ودبر وأشهر الشر وأظهر ،وبدأ مكره وجند له ألف حيلة ووسيلة ، وأرسل لبني الإنسان من يسوس لهم ، وأعطى كل واحد منهم مهمة ،جاء باول فرد من افراده وقال له .اذهب لصاحب الكبر والعجب ،وامدح به حتى يهتز من الطرب ويظن بأنه هو القوي الذي لا يقدر عليه أحد .حتى تراه استعلى .وراقبه كيف سيصنع.
وجاء بالثاني وقال له :اذهب الى البخيل واثني على بخله وانصحه ان يبقى على ما هو عليه .وقل له اياك ان تعطي من مالك .لا احد يستحق فان صرفت ما تملكه ستفتقر وتموت جوعا .اياك اياك .وراقبه كيف يصنع
وجاء بالثالث وقال له :اما انت فمهمتك ان توسوس للشباب بان لا يطيعون ابائهم وامهاتهم .وبان اهلهم ليسوا بحضاريين وآرائهم رجعية متخلفة .وبان مواعظهم ونصائحهم كلام فارغ لا ينفع في عصر الحداثة والهمجية .وراقبهم كيف يصنعون
وجاء بالرابع وقال له :أما أنت بمهمتك أن تخوف الناس من قول الحق وعليهم ان يتستروا على الباطل .لينعموا بالامان وراقبهم كيف يصنعون ،وهكذا نشر جنوده نعوذ بالله منه.
وأدرك دمشق الصباح وهي في هم وجراح وسكتت عن الكلام المباح
ولنا عودة ان شاء الله وابقانا ،ومن المصائب انجانا
دعواتكم
الهاشمية ياسمين الشام
هزيان الارق