عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنالعبدَإذاأخطأخطيئةُ نُكِتتْ في قلبهِ نُكتةً سوداءَ فإذا هو نزعَ واستغفرَ وتابَ سُقلَ قلبهُ وإن عادَ زيدَ فيها حتى تعلو قلبهُ وهو الرانُ الذي ذكرَ اللهُ:}كَلّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{" رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
معاني ألفاظ الحديث من كتاب تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي:(نُكِتت في قلبه) من النكت وهو في الأصل أن تضرب في الأرض بقضيب فيؤثر فيها.
( نكتةً سوداء) أي جعلت في قلبه نكتة سوداء أي أثر قليل كالنقطة شبه الوسخ في المرآة والسيف ونحوهما.قال القاري : أي كقطرة مداد تقطر في القرطاس ، ويختلف على حسب المعصية وقدرها ، والحمل على الحقيقة أولى من جعله من باب التمثيل والتشبيه حيث قيل شبه القلب بثوب في غاية النقاء والبياض. والمعصية بشيء في غاية السواد أصاب ذلك الأبيض فبالضرورة أنه يذهب ذلك الجمال منه وكذلك الإنسان إذا أصاب المعصية صار كأنه حصل ذلك السواد في ذلك البياض.(نزع) أي نفسه عن ارتكاب المعاصي.
(سقل قلبه) وفي رواية أحمد صقل بالصاد أي جلاه، والمعنى نظف وصفى مرآة قلبه لأن التوبة بمنزلة المصقلة تمحو
وسخ القلب وسواده حقيقيا أو تمثيليا.
(وإن عاد) أي العبد في الذنب والخطيئة.
(زيد فيها) أي في النكتة السوداء.
قال ابن القيم فاذا زادت : غلب الصدأ حتى يصير راناً ، ثم يغلب حتى يصير طبْعاً ، وقفلاً ، وختماً ، فيصير القلب في
غشاوة وغلاف ، فاذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة : انتكس ، فصار أعلاه أسفله ، فحينئذ يتولاه عدوه ، ويسوقه حيث أراد
(حتى تعلو قلبه) أي تطفئ نور قلبه فتعمي بصيرته.(الران) الغشاوة وهو كالصدأ على الشيء الصقيل.
قال الطيبي : الآية في الكفار إلا أن المؤمن بارتكاب الذنب يشبههم في اسوداد القلب ويزداد ذلك بازدياد الذنب.نذكركم بالاستغفار والتوبة، فقد كان رسولكم عليه الصلاة والسلام بحسب رواية عن أبي هريرة، قال: قال صلى الله عليه وسلم: "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليومأكثرمنسبعينمرة" رواه البخاري
لا تنسوا إخوانكم في سوريا من صالح الدعاء
أخوكم أبو رند
--