صناعة التاريخ بحاجة إلى جنون

من يصنع التغيير في مسار البشرية هم أولئك الفريق الذين يسيطر عليهم حلم يؤمنون بتحقيقه فيستغرقهم ويصبون كل طاقتهم باتجاه تحقيقه غير عابئين بالسخرية والتكذيب وينطلقون كالسهم صوب المستقبل الذي يرونه ماثلاً أمامهم..

إنهم بمعنىً من المعاني يعيشون المستقبل وليس الحاضر لذا يظن فيهم الناس الجنون ولا يتفهمون طريقتهم في التفكير والنظر إلى الأمور..

الذين يحرصون على الظهور بشكل أنيق أمام الناس وعلى البقاء في منتصف المسافة وأن تكون لهم شخصية مقبولة اجتماعياً هؤلاء ربما يساهمون في المجتمع بقدر لكنهم غير مؤهلين لإحداث فرق نوعي بين الحاضر والمستقبل لأنهم يخضعون كل فكرة أو كلمة يريدون التعبير عنها إلى فلترة مشددة لضمان المحافظة على قبولهم الاجتماعي..

إن من يسيطر عليه حلمه ولا يرى أمامه سوى المستقبل الذي تتجسد فيه أفكاره التي يؤمن بها لن يبالي أي قدر من الضجيج والغبار يمكن أن تثيره أفكاره الخارجة عن مألوفات الناس ولن يعنيه إن كانت أفكاره محل رضا أو مثار سخط وغضب..

هؤلاء وحدهم هم المؤهلون لصناعة التغيير وإضافة لبنة في بناء التاريخ..

لا غرابة أن أكثر التهم التي وجهت للأنبياء هي الجنون فصاحب المبدأ شاذ في قومه لأنه يرفض الانجراف مع التيار والتطبع مع الخطأ مهما تفشى ويصر على الاستمساك بمبادئه التي يؤمن بتحقيقها يوماً ما..

خواطري:

https://www.facebook.com/ahmedaburtema

--