| العبيدين الفاطميين في المغرب وثورة أبي يزيد الخارجي |

كانت سياسة عبيد الله المهدي أول الخلفاء ! العبيدين الفاطميين بالمغرب هو ومن جاء بعده لها عده إتجاهات :


أما سياسته المالية، ومن جاء بعده من الحكام العبيديين، فكانت تقوم على
مصادرة الأموال، وأعمال السلب، ونهب المدن لتمكين أنفسهم من إنشاء جيش
مرتزَق يشدُّون به حكمهم ...


وكذلك اتسمت سياستهم المالية بفرض الضرائب الثقيلة على أصحاب الضياع
والفلاحين، وهو ما تسبب في إملاق الفلاحين وقلة الزروع ووقوع المجاعات ..

ويقول الدكتور محمد أمحزون ايضا :


ولما كانت القيروان قاعدةَ السُّنة المالكية وصخرتَها العتيدة، فقد صرَّح
الفقهاء بعداوتهم لهذه الدولة المارقة وأفتوا بِرِدَّتها وكفرها، ونسقوا
المواقف بينهم لمواجهتها. ومن وعيهم بالسياسة الشرعية وتبصُّرهم بعواقب
الأمور أنهم لم يعلنوا الثورة المسلحة عليها إلا عند ظهور قوَّة لها شوكة،
وهي قوة أبي يزيد مخلد بن كيداد .

ويقول د عبد الحليم عويس - رحمه الله - :


وقد أعترض العبيدين الفاطميين في المغرب عدة ثورات لعل أخطرها ثورة
البربر بزعامة أبي زيد الخرجي وهي في الواقع ثورة قومية ومذهبيه فهي ثورة
قومية لأن البربر – وهم السكان الاصليون لشمال إفريقية _ إنما قاموا للقضاء
علي هذا الغزو الخارجي لاستراد إستقلالهم وهي ثورة مذهبية لأن زعيمها أبا
يزيد كان من الخوارج النكارية فهو لا يؤمن بمبادئ الشيعة التي قامت علي
أسسها الدولة الفاطمية .

وقد بدأت هذه الثورة سنه 332 هــ وظلت
مشتعلة إلي سنة 336 هــ وكادت تذهب بدولة الفاطميين في مهدها وبذل
الخليفتان القائم والمنصور جهودا كبيرة لإخمادها إلي ان تمكن المنصور أخيرا
من القضاء عليها وقتل زعيمها ( عن هذه الثورة راجع المقريزي اتعاظ الحنفا (
1/75-85 ) , د جمال الدين الشيال تاريخ مصر الاسلاميه ( 1/136 ) ....

يقول د الصلابي :


لم تكن ثورة أبي يزيد ذات خطة واضحة, ولم تكن لها أهداف لتكوين دولة, حيث
إنه استطاع بجيوشه أن يكبل العبيديين خسائر فادحة, وينتزع منهم الملك
ويحاصرهم في المهدية, ومع هذا وقف حائرًا فأساء السيرة مع كثير من القبائل,
ففقدت الثقة فيه وانفضت من حوله, وإنما الواضح في ثورته الانتقام وسفك
الدماء من مخالفيه بطريقة وحشية همجية تدل على قلب حقود لكل من يخالفه,
واستغرقت هذه الثورة النارية أربعة عشر عامًا انشغلت بها دولة العبيديين
الروافض.


ويقول د أمحزون ايضا :

وقصارى القول: لم
يعرف الناس طوال مقام الدولة العبيدية في بلاد المغرب راحة أو سلامًا أو
نظامًا مستقرًّا، وإنما هوت البلاد في غياب الفوضى والاضطرابات والقلاقل
حتى أشرقت شمس المرابطين الذين أعادوا المياه إلى مجاريها.

ومع
الأسف، فإن المسلمين المعاصرين عبر المناهج الغربية يقرءون تاريخ الدولة
العبيدية قراءة غير علمية وغير صحيحة؛ بأنها دولة لها صلة بآل البيت، ودولة
تحب العلم وتنشره، ولها مآثر تاريخية، وأن المعز لدين الله الفاطمي بطل من
أبطال التاريخ، إلى غير ذلك من الادعاءات التي نشرها الباطنيون الملاحدة
المعاصرون أمثال فرهاد دفتري وعارف تامر ومصطفى غالب ومحمود إسماعيل، وكذلك
المستشرقون الغربيون؛ لطمس الحقائق وتزوير التاريخ.



* ع *


See Translation




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي