تلفيق الأخبار و تلقيح الآثار في وقائع قزان و بلغار و ملوك التتار
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
تلفيق الأخبار و تلقيح الآثار في وقائع قزان وبلغار و ملوك التتار
إن هذا الكتاب أثر كبير من آثار العلامة الجليل محمد مراد الرمزي رحمه الله برحمته الواسعة.
لقد كتب فيه عن تاريخ مسلمي روسيا و أحوالهم في مناطق قزان و بلغار و أرجائهما فأجاد و أفاد.
إنه نتيجة لبحثه الطويل ما يدل على تفكيره العميق و علمه الوافر في هذا الشأن و سعيه المتواصل لا يقوم بمثل ذلك إلا جهابذة العلماء و صيارفة النقد.تحدث المؤلف رحمه الله في
كتابه هذا عن حقائق تاريخية عما يتعلق بالسلمين في تلك الأصقاع و ما جرى علبها من نوائب الدهر و الحوادث السماوية و ذكر فيه أصل المسلمين و منشأهم و كيفية ا نتشارهم و ورودهم إلى هذه الديارو تشكيلهم فيها دولة مستفحلة وتعيين خروجهم من دائرة الكفر و انتظامهم في سلك المسلمين الأخيار إلى أن غلب عليهم الكفارالأشرار. وقد فتش في في ذلك زبر المتقدمين و قلب صحف المتأخرين حتى تعب مركبه ا لطليح من الجولان في ذلك الميدان.وبين فيه عما جرى بين الروس و المسلمين في تلكم الأماكن عبر أربعة قرون، و كيف أبقيت أحوالهم و وقائهم برمتها مستورة عن أنفسهم فضلا عن غيرهم.و أشار في الكتاب إلى أنه كان للمسلمين فيهاتاريخا عريقا و دولة قوية و ظهر فيهم كثير من الملوك العظام و العلماء الكرام و فضلاء الأنام، و لو لا أن تدارك الله تلك الديار بلطفه كادت أن تكون كبلاد أندلس.و قد اختلج في جلده أن يجمع تلك الكلمات التي اطلع عليها رجاء أن ينتبه أفكار أقوام تللك الأماكن باللاطلاع على كنه الحال و يستيقظوا من طول النوم عسى أن تحصل لهم الغيرة الدينية بالاستيقان أن أوائلهم كيف كانوا و أنهم الآن أين و قعوا أو كيف صاروا فيرفعون رؤوسهم من حضيض الدناءة و الرذالة .فرغ رحمه الله من هذا الكتاب عام :1325 ه المصادف 1907 م في بلدة من بلاد روسيا و كان شروعه فيه عام 1310ه مصادف عام 1892 م و طبع عام 1325 ه في مدينة أورنبورغ بروسيا و أعيدت طباعته في الآونة الآخيرة من قبل دا ر الكتب العلمية ببيروت و يقع في مجلدين.
و أنصح بالاطلاع على هذا الكتاب و هو فريد في بابه يلقي نظرة شاملة عن أوضاع تلك الأصقاع قلما سجل مثله و يسد ثغرة تاريخية في هذا المجال وكأن الكتاب مجهول لدى كثير من الباحثين و غير متدال فيما بينهم فضلا عن عوام الناس لقلة اهتمام بعض الناس بأحوال المسلمين في تلك البلدان وغيرها من البلاد الإسلامية.

وكتبه الفقير إلى الله :إٍسلام داشكين
من روسيا