حنينٌ إلى الكهف
عُـد بيْ إلى كـَهفيْ
لأعـدو جامحا ً
قــبلَ اللجام ِ
وارتـداءِ السَّرج ِفي طـقس ٍ
لـتـَعـليبِ الصَّهـيلْ
عُـد بيْ لأرمي مَيسِـما ً
أرقامُه ُ تــَزني عـلى
تأشــيـرةٍ
تكوي الجـِـباهَ أمامَ روَّادِ الـرّحيلْ
عُـد بي إلى الواحاتِ والغـُدران ِ
أقـداح ِالـنـّدى
كي أغـتدي شرقا ًصَبوحَ الشّمس ِفجـرا ً
ثمَّ غـربا ًلاغــتباق ِالطـُّهـر ِمن
ماءِ الأصيلْ
***********
أصطادُ رزقيَ جائعا ً
من دون ِعـَربدة ِالسِّلاحْ
أشوي لـيومي حاجـتي
وأشربُ الماءَ الـقـُراحْ
ثلا ّجــَـتي فــَخــّارة ٌ
وعـَنبري مَــدُّ البـِطاحْ
*********
أمضي كـنحل ٍ يـَرشفُ المَجنى الشَّرودْ
في داخلي كهفي المُغَـنـِّـي زاجلا ً
حـتـّى أعــودْ
أراحــقُ الأفــراخَ أنساغ َ الهوى
وأرقـصُ الحُـرّية َالخــضراءَ بابا ً
بابُهُ كلُّ الحـــــــدودْ
أسْـتافُ ريحَ الطــّين ِ...
والفـَخـَّارُ يـُشوىَ قِـصَّـة ً
تـَحكي على جــدرانهِ
نـفسيْ بصدق ٍصالحــتْ نــفسيْ
بـقـاعِ ِالحــرفِ والمِسمار ِ
في نحـتِ الوجودْ
************
تـُؤنسنُ الــنـّاموسَ والأحجارَ
والخـُـبزَ الــثــَّريدْ
تـَرى الشّروقَ كلَّ يوم ٍمـن جـديدْ
عُـد بي لـثوبِ الصّوفِ إنـِّي باردٌ
في حَـمأةِ الــبتـرول ِ والــنـّول ِالحـديدْ
عُـد بي لكهفِ الدّفءِ إنـّـي خائفٌ
أخشى على دَفـيئتي
من لعبة ِالصّبيان ِفي صنع ِالجَــــليدْ
عُــد بي إلى كهفي أموتُ واقـفا ً
حـيّـا ًمعَ الماموثِ
وِالألوان ِوالحِـبر ِالعَــنـيدْ
حسن ابراهيم سمعون /السعودية/ الجبيل/ 1981/