منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: ثبات الإيمان

  1. #1

    ثبات الإيمان

    سعيد بن جبير
    التابعي الجليل سعيد بن جبير .. كان على عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، فوقف في وجهه سيدنا سعيد وتحداه وحارب ظُلمه حتى قُبِض عليه .. فجيء به ليُقتَل .... فسأله الحجاج مستهزئا : ما اسمك ؟
    (وهويعلم اسمه)
    قال: سعيد بن جبير
    قال الحجاج : بل أنت شقي بن كسير ( يعكس اسمه )
    فيرد سعيد : أمي أعلم باسمي حين أسمتني
    فقال الحجاج غاضبا : شقيت وشقيَت أمك
    فقال سعيد : إنما يشقى من كان من أهل النار , فهل اطلعت على الغيب ؟
    فيرد الحجاج : لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى!
    فقال سعيد : والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلها يُعبَد من دون الله
    فقال الحجاج : فلِم فررت مني ؟
    قال سعيد : ( ففرت منكم لما خفتكم )
    فقال الحجاج : اختر لنفسك قتلة ياسعيد ..
    فقال سعيد : بل اختر لنفسك أنت , فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها !
    فيرد الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا قبلك .. ولن أقتلها لأحد بعدك !
    فيقول سعيد : إذاً تُفسِد عليّ دُنياي , وأُفسِد عليك آخرتك
    ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فينادي بالحرس : جروه واقتلوه
    فيضحك سعيد ، و يمضي مع قاتله , فيناديه الحجاج مغتاظا : ما الذي يضحكك ؟
    يقول سعيد : أضحك من جرأتك على الله ، وحلم الله عليك !!
    فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس : اذبحوه !!
    فقال سعيد : وجِّهوني إلى القبلة .. ثم وضعوا السيف على رقبته , فقال :
    ( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.. )
    فقال الحجاج غيّروا وجهه عن القبلة !
    فقال سعيد ( ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله )
    فقال الحجاج : كُبّوه على وجهه
    فقال سعيد : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )
    فنادى الحجاج : اذبحوه ! ما أسرع لسانك بالقرآن ياسعيد بن جبير! ..
    فقال سعيد : أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله .. خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها
    يوم القيامة .. ثم دعا قائلا : اللهم لاتسلطه على أحد بعدي .
    وقُتل سعيد .. والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة : مالي ولسعيد بن جبير !
    كلما أردت النوم أخذ برجلي ! وبعد 15 يوماً فقط يموت الحجاج
    لم يسلط على أحد من بعد سعيد رحمه الله.

    .................................................. .............................................
    عمر المختار


    استجوب الضابط الإيطالي عمر المختار ، فانظر ماذا قال
    سأله الضابط : هل حاربت الدولة الإيطالية ؟
    عمر : نعم
    وهل شجعت الناس على حربها ؟
    _نعم
    وهل أنت مدرك عقوبة مافعلت ؟
    _نعم
    وهل تُقِرُ بما تقول ؟
    _نعم
    منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الإيطالية ؟
    _منذ 10 سنين
    هل أنت نادم على مافعلت ؟
    لا
    هل تدرك أنك ستعدم ؟؟
    _نعم
    _فيقول له القاضي بالمحكمة :
    أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك
    فيرد عمر المختار :
    _بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي ..
    _فيحاول القاضي أن يغريه فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمجاهدين أن يتوقفوا عن جهاد الإيطاليين , فينظر له عمر ويقول كلمته المشهورة :
    ( إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , لايمكن أن تكتب كلمة باطل )

    ومات عمر المختار
    لقد خطر لي أن أعلق على هذه القصة ولكني لم أفعل لأن القصة لاتحتاج لتعليق ( فسبحان من جعلها تتكلم من نفسها )

    رحمك الله يا سعيد ورحمك الله ياعمر
    اللهم إني أشهدك أني ما كتبت هذا إلا لأني أحبك
    اللهم اجمعني مع سعيد يوم القيامة ..
    اللهم اغفر لي ضعفي وارحمني فأين أنا من هؤلاء.
    لاحول ولا قوة إلا بالله
    .................................................. .............................................

    من يشتري دموع عينيك ؟؟


    يقول فرقد السبخي : بلغنا أن الأعمال كلها توزن إلا الدمعة، تخرج من عين العبد من خشية الله ,,
    فإنه ليس لها وزن ولاقدر , وإنه ليطفئ بالدمعة بحوراً من النار ..!
    أرأيت إلى عظمة هذه الدمعة التي تذرفها وأنت تذكر الله ، أو أنت تناجيه في هدأة الليل وجنح الظلام ؟؟!
    اذهب إلى السوق واعرض على الناس دموع عينيك , أتراك تجد أحداً يشتريها منك ؟؟
    هذه الدمعة التي تطفئ بحوراً من النار يوم القيامة , ليس لها عند الناس قيمة ولكنها عند الله أمر عظيم !!
    ألم يقل الرسول ( صلى ا لله عليه وسلم ) :
    ( عينان لاتمسهما النار أبدا : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله )
    فهل بكيت يوماً حباً لخالقك ؟
    هل بكيت يوماً شوقاً له ؟
    هل بكيت يوماً شاكراً له على ما أعطاك ؟
    هل بكيت يوما شكراً لأنه للآن يصبر عليك ؟
    هل بكيت خوفاً منه ؟
    هل بكيت له ومن أجله ؟؟
    إن لم تفعل فصدِّق أخي أنك قد أضعت من بين يديك لذة ما بعدها لذة
    ( اسال مجرب ولا تسال حكيم كان عطاء السلمي كثير البكاء من خشية الله ,
    سُئل مرة : لِم تُكثر البكاء ؟ فقال : لم لا أبكي ووثاق الموت في عنقي ، والقبر منزلي ، والقيامة موقفي ،
    والخصوم حولي يقولون : إما إلى جنة وإما إلى نار ؟؟
    إذا ضاقت بك السبل وشعرت أنك قد ضللت الطريق تذكر أن الله ينظر إليك
    وأنه يسعى إليك ليتوب عليك وليغفر لك ذنوبك ولو بلغت عنان السماء ..
    قال تعالى ( {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186)
    --


    جمالُ كُلّ يومٍ ليس فِي شُروقِ الشّمسِ فحسبْ !
    .............. بلّ في شُكر ’ الله

    على أن وهبَنا يوماً آخر جميِل نذّكُرهـ ونشكرهَـ ونعبُدهـ فِيه
    اللّهُم إني عِبدك الضعيف رزقًته من العدِمُ فلكِ الحمدَ حمدآ أبلغِ به رضآكـ
    اللّهُم مَاعلمتُ ليِ او لأحبتيِ من حسَنةِ فَزكِّها وضعّفها
    وماعلمِتُ لنآ مِن سيئةٍ فـ.. اغّفِرها إنّك غَفورٌ رحيِم
    اللّهُم انيِ اسألكِ من خيركـ كلهَ عاجلهِ وآجلهِ ..
    اللّهُم وانيٍ أسألك فرحآآَ ينسينآَ مآتذوقنآهـ من مرآرهِ الآلمِ وحرقهِ الدمعِ

    منقول
    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  2. #2

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع ذو عنوان براق نحتاجه جميعا لكنك جئت بالأمثلة ونسيت أصل الموضوع فجئتك به لانني احتجته في جلسة ما:
    لاتنسونا من الدعاء ورجاء طباعته :
    الثبات المعنوي والحسي على الإيمان

    د.أحمد الشرباصي
    تقول اللغة إن الثبات هو دوام الشيء,وهو ضد الزوال,والرجل الثبيت هو الفارس الشجاع,والثابت العقل,والعالم الثبت هو الثقة في العلم,واستثبت تأنى,فمادة "الثبات" تدل على الاستقرار والرسوخ,وعلى ضد التزلزل والاضطراب,وفيها ايضاً معنى القوة ,لذلك يقال: ثبته الله أي قواه".
    والثبات خلق من اخلاق القرآن الكريم,نحتاج إليه اشد الاحتياج,لأن طريق العبادة والطاعة طويل,لا بد له من ثبات واستقرار,وطريق العمل والسعي الحميد في الحياة طويل لابد له من ثبات واستقرار,ولذلك نادى الله جل جلاله عباده الأخيار بقوله في سورة آل عمران : " ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
    وقد أخبر الله تبارك وتعالى عباده بأن الثبات صفة كريمة من صفات المؤمنين,تتحقق لهم عن طريق الاهتداء بهدي القرآن المجيد,وبالاقبال على طاعة الله والاعتصام بحبله وهداه,فقال في سورة النحل: " قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين"وقال في سورة محمد : "ياايها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ".
    ومتى من الله تعالى على عباده بالتثبيت فقد تحقق لهم الثبات .
    كما اخبر الحق سبحانه بانه قد من على رسوله محمد ( ص ) بنعمة الثبات ,وانما تحقق الثبات بفضل الله ,وبما اتاه من وحيه,وبما قص عليه وذكر له في قرآنه الكريم من آيات وانباء وعظات,ولذلك يقول في سورة الفرقان : " وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك" ويقول في سورة الاسراء :" ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئاً قليلا".
    فالله تعالى قد أقر رسوله على الحق,وحصنه به,وعصمه من موافقة الكافرين,وكان رسول الله يدرك خير الإدراك فضل الله العظيم عليه في هذا التثبيت,ولذلك كان يدعو فيقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي اللهم لاتكلني الى نفسي طرفة عين".
    ومن المواقف المشهودة التي تحتاج الى الثبات,والى الاعتصام بحبل الله القوي المتين موقف الجهاد ومقاومة الأعداء,ولذلك جاء في سورة الأنفال: " ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ". والثبات في الجهاد قوة معنوية لها قيمتها,فقد يكون السلاح والعتاد في أيدي المجاهدين,وفيهم الكثرة والقوة الحسية,ومع ذلك يظلون في حاجة الى ماهو أهم,وهو القوة المعنوية المتمثلة في الثباتووالبصراء بأمور النضال يقررون أن الثبات يكون في كثير من الأحيان السبب القوي والأخير للنصر والفوز,فالجيوش تتقاتل وتتصارع,والأكثر منها صبراً ودواماً واستمرارا هو الذي يتغلب ويفوز ولعل هذا هو الذي جعل القرآن المجيد يحذر تحذيراً شديداً من ترك الثبات في القتال,ويتهدد من يتنكر لهذا الخلق الكريم بالعقاب والعذاب,فيقول في سورة الأنفال : " ياأيها الذين آمنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولوهم الأدبار,ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال او متحيزاً الى فئة فقد باء بغضب من الله,ومأواه جهنم وبئس المصير".
    ونوه خير تنويه بالذين لايضطربون,ولايتزلزلون,ولايهابون,فقال فيهم في سورة آل عمران :" الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم,فزادهم ايمانا,وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل,فانقلبوا بنعمة من الله وفضل,لم يمسسهم سوء,واتبعوا رضوان الله,والله ذو فضل عظيم".
    وقد ربط القرآن برباط دقيق بين الثبات الحسي والثبات المعنوي,حين يتوافر الايمان واليقين لدى أهله,ولذلك قال للمؤمنين في شأن غزوة بدر:
    "إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان,وليربط على قلوبكم ويثبت الأقدام,اذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".
    فالقرآن يجمع هنا بين الربط على القلوب,وهذا هو الثبات المعنوي,وتثبيت الأقدام – وهذا استقرار حسي – فالذين آمنوا بربهم لا يستخفون باسباب الثبات الحسي,كما لايستخفون بأسباب الثبات المعنوي,بل يجعلون شعارهم كما ذكر القرآن في سورة آل عمران :
    " وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير,فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله,وما ضعفوا وما استكانوا,والله يحب الصابرين,وما كان قولهم إلا أن قالوا :ربنا اغفر لنا ذنوبنا,وإسرافنا في أمرنا,وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين".
    وكما ذكر في سورة البقرة :" ربنا افرغ علينا صبراً,وثبت أقدامنا,وانصرنا على القوم الكافرين".
    ومن أروع مواقف الثبات في تاريخ الاسلام,ثبات القلة المؤمنة في اليوم العصيب الشديد:يوم غزوة أحد,وكأن القدر أجرى على لسان الرسول في أول الغزوة ما يشير الى ضرورة هذا الثبات,حيث قال للرماة الذين طالبهم بحماية ظهر الجيش من فوق الجبل :" إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل اليكم,وإن رأيتمونا قد هزمنا القوم فلا تبرحوا مكانكم حتى أرسل اليكم".
    والحق الذي لاشك فيه أنه لم ينقذ المسلمين من حرب الإبادة والإفناء في هذه الغزوة – غزوة أحد – إلا ثبات الطائفة القليلة من المجاهدين المخلصين..فحينما أشيع بين المحاربين أن الرسول قد مات,تخاذل بعض المقاتلين,ولكن أنس ابن النضرهتف بأعلى صوته يقول :" ياقوم,إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل,فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد ( ص ) اللهم إني أعتذر اليك مما يقول هؤلاء,,وأبرأ اليك مما جاء به هؤلاء "..ثم شد بسيفه وقاتل حتى قتل ,وكأن لأنس من المسلمين اشباه ونظائر ثبتوا وقاموا,وفي هذا نزل قول الله تعالى في سورة آل عمران:
    "ومامحمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل,أفإن مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ؟ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرينووما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً,ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها,ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها,وسنجزي الشاكرين ".
    ولقد ضرب رسول الله – صلوات الله وسلامه عليه – المثل الأعلى في ثبات النفس,وثبات الحس في غزوة احد..فقد اصيب في وجهه وشفتيه وأسنانه,وسال الدم الزكي على وجهه الشريف,وتعب كثيراً,حتى صلى الظهر قاعداً بسبب الجراح التي نالته,وحينما جاء عدو الله " أبي بن خلف " يقول : أين محمد ؟ لانجوت إن نجا.قال الصحابة : يارسول الله,هل يعطف عليه أحدنا ليقتله؟.قال : دعوه ...فلما اقترب من الرسول تناول الرسول الحربة من أحد الصحابة ,وبكل ثبات واطمئنان طعنه بها طعنة قتلته.
    ومن هنا قال المقداد عن رسول الله ( ص ) يوم أحد : " فوالذي بعثه بالحق ما زلت قدمه شبرا واحدا,وإنه لفي وجه العدو,تفيء اليه طائفة من أصحابه مرة,وتفترق عنه أخرى,وهو قائم يرمي عن قوسه,ويرمي بالحجر,حتى انحازوا عنه,".
    وبعد غزوة أحد,وفي اليوم التالي مباشرة,أمر الرسول بالخروج لتعقب فلول الأعداء المشركين,وقال : " لاينطلقن معي إلا من شهد القتال بالأمس ".
    ولقد دعا الرسول ( ص ) عقب غزوة أحد دعاء فيه الرجاء من الله بأن يحقق في نفوس المؤمنين معاني الثبات والاطمئنان ,تقول السيرة : لما كان أحد أثني على ربي عز وجل" فصاروا خلفه صفوفا,فقال : " اللهم لك الحمد كله,اللهم لا قابض لما بسطت,ولا باسط لما قبضت,ولا هادي لمن اضللت,ولا مضل لمن هديت,ولا معطي لما منعت,ولامانع لما أعطيت,ولا مقرب لما باعدت,ولا مبعد لما قاربت,اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك.
    اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لايحول ولا يزول.اللهم إني اسألك النعيم يوم العيلة,والأمن يوم الخوف ,اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا,وشر ما منعتنا ,اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا,وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان ,واجعلنا من الراشدين.
    اللهم توفنا مسلمين,واحيينا مسلمين,وألحقنا بالصالحين,غير خزايا ولا نادمين.اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك,ويصدون عن سبيلك ,واجعل عليهم رجزك وعذابك,اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب,إله الحق".
    رواه احمد والنسائي وابن كثير في سيرته.
    وما دمنا قد عرضنا لأقوال الرسول الكريم في الاطمئنان والثبات,فلا يليق بنا أن ننسى موقف الرسول الخالد الذي علم به الدنيا كلها كيف يكون الثبات على الحق,والاستمساك بالعقيدة,وذلك يوم قال: " والله لو وضعوا الشمس في يميني,والقمر في يساري,على أن أترك هذا الأمر ماتركنه,حتى يظهره الله او اهلك دونه"..ولاعجب ولا غرابة,فإن رسول الله ( ص ) الذي ثبت الله قلبه,وقواه وجعله راسخاً في ثباته كالجبال,فقام بأعباء الرسالة,ونشر الدعوة,وترك الدعوة,وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها,لايزيغ عنها إلا هالك.ولذلك يقول له رب العزة في سورة هود:
    " وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك,وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين,وقل للذين لايؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون,وانتظروا إنا منتظرون,ولله غيب السموات والأرض,واليه يرجع الأمر كله,فاعبده وتوكل عليه,وما ربك بغافل عما تعملون".
    ( وكما دعا القرآن الى ثبات القلوب وثبات الأقدام,وثبات الحس والنفس في ميدان النضال والجهاد,دعا الى "ثبات" الكلمة,وثبات الكلمة هو الاتيان بها على وجهها صادقة واضحة صريحة,يدعو اليها الحق,ويوجهها العدل,ويحث عليها الانصاف,ولذلك قال سيد الخلق رسول (ص) عليه الصلاة والسلام - : " أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائز ") ولقد قال القرآن الكريم :
    " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ,ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء".
    وهكذا لا ينبغي أن يفر الانسان من الكلمة الطيبة ما استطاع اليها سبيلا,والمؤمن في قوله وحكمه ورأيه لا يخادع ولا ينافي,ولا يتذبذب أو يتلون,ولا يفر من أداء واجبه,لأنه أمانة لاتجوز خيانتها,ولا يفر من إسهامه بعلمه او جسمه او ماله فيما يندبه دينه,ولا يفر من موطن البأس اذا كتبه الله عليه او عرضه له.
    ولقد حذر القرآن من التنكر لخلق الثبات والدوام على الحق,فقال في سورة المائدة:
    "ولاترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين".وقال في سورة محمد :" إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم "..وقال في سورة الحج:" ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن اصابه خير اطمأن به,وإن اصابته فتنة انقلب على وجهه,خسر الدنيا والآخرة,ذلك هو الخسران المبين".وقال في سورة التوبة :" ومنهم من يلزمك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون".وقال في سورة النساء:"الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا:ألم نكن معكم ,وإن كان للكافرين نصيب قالوا :ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين,فالله يحكم بينكم يوم القيامة,ولن يجعل الله الكافرين على المؤمنين سبيلاً,إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم,واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى,يراءون الناس ولا يذكرون الله إر قليلاً,مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ,ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا".
    إنها صور مجسمة لطوائف تنكروا لخلق الثبات فكانوا من الخاسرين,ولم ينتفعوا بهدي القرآن حين ذكر الناس بأن الفرار رذيلة منكرة,ومع ذلك لاتجدي ولاتنفع,كما قال الله تعالى في سورة الاحزاب :" قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل واذن لاتمتعون إلا قليلاً".
    وكما قال في سورة الجمعة :"قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم".
    والصوفية على طريقتهم في فلسفة الأخلاق – يصورون الثبات تصويراً خاصا له صلته بعلاقة الانسان المتعبد بربه المعبود جل جلاله,فيقول مثلا محمد ابن الفضل البلخي :"أصل الثبات على الحق دوام الفقر الى الله تعالى ".
    ولعل هذا يذكر بقول ابن عطاء الله السكندري:"افضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات ".
    وقد عرف رجال هذه الامة ما للثبات في مواقف الهول من مكانة ومنزلة,وهذا شجاع ثابت آخر يقول عن ثباته:
    فإن تكن الأيام فينا تبدلت بنعمى وبؤسى والحوادث تفعل
    فما لينت فينا قناة صليبة ولاذللتنا للذي ليس يجمل
    ولكن صحبناها نفوساً أبية تحمل ما لايستطاع فتحمل
    إن افضل زينة للمجاهد المؤمن هو أن يتحلى على الدوام بخلق الثبات.
    المصدر : موسوعة أخلاق القرآن.

    **********
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: ثبات الإيمان

    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع قيم ونحتاجه جميعا وأشير لطباعة ما ساورده الآن لأهميته وقد سقت الأمثلة قبل الفكر الأصلية :

    الوسائل المعينة على ثبات الايمان

    --------------------------------------------------------------------------------
    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع قيم ونحتاجه جميعا وأشير لطباعة ما ساورده الآن لأهميته وقد سقت الأمثلة قبل الفكر الأصلية :

    الوسائل المعينة على ثبات الايمان

    --------------------------------------------------------------------------------
    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع قيم ونحتاجه جميعا وأشير لطباعة ما ساورده الآن لأهميته وقد سقت الأمثلة قبل الفكر الأصلية :

    الوسائل المعينة على ثبات الايمان

    --------------------------------------------------------------------------------
    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع قيم ونحتاجه جميعا وأشير لطباعة ما ساورده الآن لأهميته وقد سقت الأمثلة قبل الفكر الأصلية :

    الوسائل المعينة على ثبات الايمان

    --------------------------------------------------------------------------------
    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع قيم ونحتاجه جميعا وأشير لطباعة ما ساورده الآن لأهميته وقد سقت الأمثلة قبل الفكر الأصلية :

    الوسائل المعينة على ثبات الايمان

    --------------------------------------------------------------------------------
    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  9. #9

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع قيم ونحتاجه جميعا وأشير لطباعة ما ساورده الآن لأهميته وقد سقت الأمثلة قبل الفكر الأصلية :

    الوسائل المعينة على ثبات الايمان

    --------------------------------------------------------------------------------
    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  10. #10

    رد: ثبات الإيمان

    السلام عليكم
    موضوع قيم ونحتاجه جميعا وأشير لطباعة ما ساورده الآن لأهميته وقد سقت الأمثلة قبل الفكر الأصلية :

    الوسائل المعينة على ثبات الايمان

    --------------------------------------------------------------------------------
    نوبية من اليكس04-16-2009, 10:37 pm
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله


    لقد ورد في الحديث أن النبي-صلى الله عليه وسلم-كان يقول‏ :‏(يا مقلب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينك، يا مصرِّف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)، وفي حديث آخر‏:‏ ‏(مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح).
    واعلم‏:‏ أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردُّد بينهما ثلاثة‏:‏
    القلب الأول‏:‏قلب عَمُرَّ بالتقوى، وزكى بالرياضة، وطهر عن خبائث الأخلاق، فتتفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى‏.‏
    القلب الثاني:‏ قلب مخذول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الذميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لاتساع مكانه، ويضعف سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان، لا يمكنها النظر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ‏.‏
    والقلب الثالث‏:‏قلب يبتدئ فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر، فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير‏، ‏مثاله، أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوى داعي الهوى ويقول‏:‏ أما ترى فلانًا وفلانًا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعدَّ جماعة من العلماء، فتميل النفس إلى الشيطان، فيحمل الملك حملة على الشيطان، ويقول‏:‏ هل هلك إلا من نسى العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن أنفسهم، أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة‏؟‏ أفتخالفهم في حرِّ الشمس، ولا تخالفهم فيما يؤول إلى النار‏؟‏ فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين، إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خُلِقَ للخير يُسِّر له، ومن خُلِقَ للشر يُسِّر له: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} [الأنعام : 125].


    إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف شاء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء ثم قال: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك)[1]، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- مبينًا شدة تقلُّب قلوب العباد: (لقلب ابن آدم أشد انقلابًا من القدر إذا اجتمعت غليانًا)[2] وقد قيل:
    وما سمي الإنسان إلا لِنَسْيِهِ ولا القلب إلا أنه يتقلب
    فعليكم أن تجتهدوا في أخذ أسباب الثبات، وأن تحتفوا بها، علمًا بأن المقام جد خطير، والنتائج لا تخالف مقدماتها، والمسببات مربوطة بأسبابها، وسنن الله ثابتة لا تتغير، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلًا.
    وإننا في هذه العصور أحوج ما نكون إلى معرفة أسباب الثبات والأخذ بها، فالفتن تترى بالشبهات والشهوات، والقلوب ضعيفة، والمعين قليل، والناصر عزيز، وقد أخبر النبي-صلى الله عليه وسلم-عن سرعة تقلب أهل آخر الزمان؛ لكثرة الفتن فقال: (إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا).



    فمن أسباب حصول الثبات على الحق والهدى والدين والتقى: * الشعور بالفقر إلى تثبيت الله -تعالى-؛ وذلك أنه ليس بنا غنى عن تثبيته طرفة عين، فإن لم يثبتنا الله؛ وإلا زالت سماء إيماننا وأرضُه عن مكانها.
    * الإيمان بالله -تعالى-، قال -عزَّ وجل-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} [إبراهيم: 27]، والإيمان الذي وعد أهله وأصحابه بالتثبيت هو الذي يرسخ في القلب، وينطق به اللسان، وتصدقه الجوارح والأركان، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل، قال الله -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66].
    * ترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها، فإن الذنوب من أسباب زيغ القلوب، فعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيإياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا بطن واد، فجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، وجاء ذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه).
    * الإقبال على كتاب الله تلاوة وتعلمًا وعملًا وتدبرًا، فإن الله -سبحانه وتعالى- أخبر بأنه أنزل هذا الكتاب المجيد تثبيتًا للمؤمنين وهداية لهم وبشرى، قال الله -تعالى-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 102].
    * عدم الأمن من مكر الله، فإن الله -سبحانه وتعالى- قد حذَّر عباده مكره، فقال -عزَّ وجل-: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99]، وقد قطع خوف مكر الله –تعالى- ظهور المتقين المحسنين، وغفل عنه الظالمون المسيئون، كأنهم أخذوا من الله الجليل توقيعًا بالأمان، وقال الله -تعالى-: {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ*سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40،39].
    فالحذر الحذر من الأمن والركون إلى النفس، فإنه مادام نَفَسُك يتردد؛ فإنك على خطر، قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن العبد إذا علم أن الله-سبحانه وتعالى-مقلب القلوب، وأنه يحول بين المرء وقلبه، وأنه تعالى كل يوم هو في شأن يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وأنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء ويرفع من يشاء ويخفض من يشاء؛ فما يؤمّنه أن يقلِّب الله قلبه، ويحول بينه وبينه، ويزيغه بعد إقامته، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بقوله: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8]، فلولا خوف الإزاغة لما سألوه أن لا يزيغ قلوبهم.

    * سؤال الله التثبيت، فإن الله هو الذي يثبتك ويهديك، قال الله-تعالى-: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، فألحِّوا على الله -تعالى- بالسؤال أن يربط على قلوبكم ويثبتكم على دينكم، فالقلوب ضعيفة والشبهات خطافة، والشيطان قاعد لك بالمرصاد.
    * الرجوعُ إلى أهل الحق والتقى من العلماء والدعاة الذين هم أوتاد الأرض ومفاتيح الخير ومغاليق الشر، فافزع إليهم عند توالي الشبهات وتعاقب الشهوات قبل أن تنشب أظفارها في قلبك فتوردك المهالك.
    * الصبر على الطاعات والصبر عن المعاصي، فإنه لن يحصِّل العبد الخيرات إلا بهذا، وقد أمر الله -تعالى- نبيه بالصبر، فقال: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}[الكهف: 28]، وقد قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (وما أُعْطي أحدٌ عطاء خيرًا وأوسع من الصبر).
    فالصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

    * كثرة ذكر الله -تعالى-، كيف لا وقد قال: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    * ترك الظلم، فالظلم عاقبته وخيمة، وقد جعل الله التثبيت نصيب المؤمنين، والإضلال حظ الظالمين، فقال جلَّ ذكره: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. فهذه بعض أسباب الثبات على الحق والهدى والدين والتقى، من أخذ بها؛ فقد أخذ بحظ وافر، ووقاه الله سوء العاقبة والمآل.


    المصادر
    للشيخ: خالد بن عبدالله المصلح -حفظه الله-
    و مختصر منهاج القاصدين للإمام: ابن قدامة
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ذق طعم الإيمان
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان الحديث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-01-2015, 01:11 PM
  2. ثبات الأرض
    بواسطة رضا البطاوى في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-05-2014, 01:46 PM
  3. ماحدث في مدرسة المنار بباب توما
    بواسطة ندى نحلاوي في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 05-24-2014, 03:26 PM
  4. الفاصوليا.. تخفض الكوليسترول والدهون الثلاثية وتحافظ على ثبات مستوى السكر !
    بواسطة د.إيهاب الدالي في المنتدى فرسان الغذاء والدواء
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-03-2013, 01:40 AM
  5. القاهرة تؤكد ثبات تعاملها مع السوريين (وخاصة الطلاب):
    بواسطة راما في المنتدى فرسان التعليمي.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-20-2013, 04:34 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •