بيروت -خاص وطن للانباء
افتتاح المنتدى التربوي التضامني مع الشعب الفلسطيني في بيروت

Thursday, October 28, 2010نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
افتتحت في مقر الاسكوا في بيروت، فعاليات المنتدى التربوي العالمي تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان "التعليم كأساس للتنمية: تحديات الشعوب في ظل الاحتلال" الذي تنظمه على مدى يومين شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية نيابة عن اللجنة التحضيرية، في حضور حشد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات دولية وخبراء وباحثين تربويين من الدول العربية واعضاء اللجنة التحضيرية.

بدء الافتتاح بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، حيث القى المدير التنفيذي لشبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية زياد عبد الصمد كلمة اللجنة التحضيرية فأشار الى ان "قضية توطين اللاجئين الفلسطينيين تعتبر اليوم من المسائل السياسية الاكثر اثارة للخلاف في لبنان والتي تستخدم لتبرير حرمانهم من حقوق الانسان بالرغم من ان الدستور اللبناني نص صراحة في مقدمته وفي المادة 79 منه على رفض التوطين".

ولفت الى "معاناة الفلسطينيين من الحرمان من حقوقهم الانسانية الاساسية مما يؤدي الى تفاقم اوضاعهم المعيشية، ولعل ابرز هذه الحقوق هو الحق في السكن من خلال القيود المفروضة على دخول مواد البناء الى المخيمات ما يحول دون ترميم واصلاح منازلهم وتطوير البنية التحتية فيها، اضافة الى معاناة السكن في المخيمات من الضغط بسبب الاكتظاظ واستحالة نمو فرص العمل في المخيم، وما زالت عشرات العائلات تعيش داخل المخيمات في اكواخ من الحديد المضلع من دون حماية من درجات الحرارة الشديدة في الشتاء او الصيف، هذا عدا عن حرمان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من حق التملك".

وأشار الى ان "التعديل الاخير على قانون العمل، ما زال يستلزم الاستحصال على اذن عمل وان كان مجانيا. وهو لم يأت على ذكر المهن الحرة المنظمة بموجب قوانين كالطب والمحاماة والهندسة والصيدلة وطب الاسنان، فضلا عن ان ارباب العمل ملزمون بتسجيل الفلسطينيين في الضمان الصحي والاجتماعي ودفع كافة الرسوم جراء ذلك، الا انهم لا يستفيدون من خدماته الصحية، لا بل جاء في التعديل الاخير على قانون العمل ما يحتم انشاء صندوق خاص للفلسطينيين تشارك في ادارته منظمة الاونروا وهم لا يستفيدون من تعويضات الامومة والمرض".
ولفت الى "منح اكثر من 5000 لاجىء فلسطيني في لبنان غير مسجل لدى كل من الحكومة اللبنانية والاونروا من تجديد وثائقهم او اصدار وثائق ثبوتية جديدة"، مؤكدا ان "الفلسطينيين في لبنان يعانون من نقص في الرعاية الصحية ولا يستفيدون من أي نوع من الحماية الاجتماعية باستثناء ما تؤمنه الاونروا من خدمات وبعض المنظمات الاهلية، علما ان هذه الاخيرة غير قادرة على توفير كافة الاحتياجات مع تزايدها وتفاقم الاوضاع لا سيما في المخيمات".
ورأى ان "التعليم بالنسبة للشعب الفلسطيني شكل الوسيلة الاساسية لمقاومة التحديات الناجمة عن العدوان على الهوية ومحاولات الاقتلاع والاحتلال الجاثم منذ عقود". وتوقف عند "دراسة اعدتها مؤسسة الفافو مؤخرا تظهر تراجعا في مستوى التعليم لدى الفلسطينيين وازديادا في نسبة التسرب المدرسي".
واشار الى ان "منظمة الاونروا هي الجهة الاساسية التي تؤمن التعليم للاجئين الفلسطينيين، فهي تقدم 9 الى 10 سنوات تعليم وتشكل ميزانية التعليم 55 في المئة من ميزانيتها العادية".
عثمان

ثم القى مدير مكتب اليونسكو الاقليمي - بيروت عبد المنعم عثمان كلمة قال فيها: "من ملاحظاتنا على الواقع التعليمي في الاراضي الفلسطينية تشابهه الى حد كبير مع الدول العربية الاخرى بالرغم من ظروف الاحتلال والحصار". وأشار الى ان "التعليم في المنطقة العربية يعاني من تحديات عديدة لم تعد خافية على احد ومن ابرزها تدني مخرجات التعليم وعدم تطابقها مع حاجات سوق العمل وارتفاع نسب التسرب في بعض البلدان العربية حيث يقدر عدد المتسربين من التعليم ب 5 مليون طفل وعدد الاميين في المنطقة العربية يفوق ال 50 مليونا ما يعادل 20 في المئة من عدد سكان المنطقة العربية".
ولاحظ بأن "هناك تقدما حدث في المنطقة العربية، فتشير الاحصاءات الاخيرة لليونسكو الى زيادة فعلية في نسب الالتحاق ومبادرات فعلية في مجال تحسين الجودة في عدة اقطار عربية وزيادة في عدد الجامعات ومراكز البحوث".
ورأى ان "تطوير التعليم مهمة مجتمعية، فلا يمكن القبول بتحديد مسؤوليتها بوزارات التعليم ولا بد لجميع القطاعات والمجتمع كافة ان يتحمل المسؤولية في عملية التطوير"، مؤكدا ان "التعليم الجيد هو المدخل الحقيقي للتنمية وازدهار الافراد والمجتمعات والوقاية الحقيقية من التسرب والامية، فلا بد من نقلة نوعية في صياغة الادوات والطرائق والمؤشرات التي توصلنا الى الحصول على تعليم جيد ومناسب للجميع، ويشمل ذلك جميع المناحي في العملية التربوية".
وشدد على ان "المعلم هو حجر الزاوية في عمليات التطوير، ولا يمكن ان ننهض بالتعليم من دون حدوث تطوير حقيقي في برامج اعداده وتدريبه والاستمرار في دعمه مهنيا وماديا ومعنويا".
لومباردو
اما مدير الاونروا في لبنان سالفاتوري لومباردو، فشدد على "اهمية التعليم للفلسطينيين في لبنان كسلاح للمستقبل"، مؤكدا ان "الاونروا تولي اهمية كبرى للتعليم"، مشيرا الى ان "65 في المئة من ميزانية الاونروا هي للتربية"، آسفا "للاوضاع الحالية التي هي بعيدة عن المقبول"، لافتا الى ان "الوضع التعليمي الفلسطينيين في لبنان بعيد عن الوضع المثالي بسبب الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تلعب دورا كبيرا داخل المخيمات وخارجها حيث تواجه مستوى سيئا من الفقر قد يفوق الوضع في غزة"، معتبرا ان "ما قدمته الاونروا عبر سنوات والاستثمار في مجال التعليم ليس كافيا".
واكد ان "الاونروا بدأت الشهر الماضي بمحاولة لتحسين المستوى التعليمي للطلاب الفلسطينيين في لبنان"، مشيرا الى "اننا لم نبلغ بعد المستوى المطلوب"، مؤكدا الحاجة الى "الاستثمار على المدى الطويل"، لافتا الى "بعض المشاريع المقبلة"، معتبرا ان "المشكلة هي في اعادة الهيكلة في المدارس وادخال ما يسمى نظام ادارة المدارس كما جرى في الضفة وغزة لمعرفة اعداد الطلاب والمدارس والاحتياجات اللازمة"، مشيرا الى ان هذا الموضوع "يجري العمل عليه مع الشركاء في لبنان مما من شأنه ان يحدث تغييرات جذرية منها تحسين المناهج وتدريب المدرسين".
وشدد على "اهمية العمل على الناحية الاجتماعية والنفسية"، آسفا "للمشاكل المادية التي نواجهها في المنطقة والتي تحد من تأمين موازنة مستدامة للاونروا"، لافتا الى "ان هناك 750 مدرسة في لبنان تحتاج الى مساعدة كبيرة".
حبش
من جهته، اكد يوسف حبش باسم المنتدى الاجتماعي التربوي - فلسطين "اهمية المنتدى الذي يشكل تظاهرة تربوية عالمية يتم من خلاله تبادل الخبرات والتجارب العالمية ودور التعليم والتربية في اطار التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعة والابداع في خلق نماذج تعليمية جديدة تواجه نظام العولمة المتوحشة وسيطرته وفي اطار تربية المقاومة والصمود والتحرير".
وأشار الى ان "المفاهيم التربوية والتعليمية قد ترافقت مع كافة مراحل الثورة الفلسطينية ومن خلال الابداعات لمواجهة سياسات الاحتلال، وكانت نماذج وتجارب يحتذى بها على مستوى العالم من التعليم الشعبي في الانتفاضة الاولى، والتعليم في السجون لتكون المعتقلات الاحتلالية مدارس وطنية للمناضلين الفلسطينيين، وبنى الشعب الفلسطيني مؤسساته التعليمية من جامعات ومعاهد ومدارس".
عبد الله
كما تحدث سفير فلسطين في لبنان عبد الله عبد الله فشدد على "اهمية التعليم بالنسبة للفلسطينيين منذ النكبة باعتباره الوسيلة الاهم في ابراز الهوية وترسيخ الانتماء الوطني". واشار الى انه "بالرغم من كل المعوقات الا ان الفلسطيني قيادة وشعبا اهتم بالتعليم في اقسى الظروف"، لافتا الى ان "منظمة التحرير ومنذ نشأتها اولت دائرة التربية والتعليم اهتماما خاصا بإعطاء الاولوية لتأمين مقومات التعلم لكل ابنائنا داخل الوطن وفي الشتات فشجعت تأسيس الجامعات الفلسطينية داخل فلسطين وتحت الاحتلال حتى تفسح المجال امام ابنائنا لمواصلة تعليمهم من جهة، وان يبقوا مزروعين في وطنهم لمقاومة الاحتلال".
وأشار الى انه "اثناء الانتفاضة الاولى عندما قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بإغلاق مدارسنا وجامعاتنا افتتح الاهالي صفوفا تدريسية في بيوتهم"، لافتا الى ان "اسرانا في السجون الاسرائيلية خاضوا نضالات ناجحة انتزعوا من خلالها حقهم في التعليم داخل السجون الاسرائيلية بحيث اصبحت نسبة الامية في المجتمع الفلسطيني من اقل النسب في العالم دون ال 5 في المئة".
منيمنة
وأخيرا، القى وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسن منيمنة كلمة قال فيها: "يسرني أن أشارك في هذا الحدث التربوي، الذي يأتي في سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني، بهدف تأمين مجال لنشطاء المجتمع المدني والخبراء التربويين من المنطقة العربية لمواكبة فعاليات المنتدى في فلسطين، والتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني واقتراح الوسائل الممكنة لتوسيع وتعميق واستمرار هذا التضامن من خلال معالجة القضايا التربوية في أطرها النظامية وغير النظامية".
اضاف: "من تمايزات الشعب الفلسطيني أنه عاشق حرية، قبل أن يسعى للبقاء والوجود، فهو لا يقبل أن يعيش كيفما كان، بل يريد حياة مليئة بالمعرفة المعمقة والإقتدار والعزم والقوة والإبداع. وعلى الرغم من أن الشعب الفلسطيني ما زال يرزح تحت أبشع أنواع الإحتلال، ويتعرض لأخس الممارسات اللاإنسانية والعنصرية من إسرائيل، إلا أنه لا يزال صاحب اليد العليا فوق إسرائيل، بل لا يزال هو المنتصر عليها، لأن إسرائيل تقوم على الإعتداء وسلب الحقوق ونفي الحياة، وتقوم القضية الفلسطينية على احترام الحقوق وإثبات الحياة، تقوم إسرائيل على التمييز الديني والعنصري، ويحيا الشعب الفلسطيني بالتنوع الفرح والعيش المشترك لجميع أبنائه، تقوم حقيقة إسرائيل على أساطير ملفقة، ويقوم الشعب الفلسطيني على تاريخ غني وحي، تطل إسرائيل على العالم من فوهة المدفعِ، ويطل الشعب الفلسطيني على العالم بخطاب السلام ونداء العدالة".
وتابع: "علمنا الشعب الفلسطيني، أن صموده ومقاومته ومسعاه للتحرر لا ينحصر بالمرور عبر فوهة البندقية، وإذا مر بها ففي شكل عرضي وآني، بل أن صموده من خلال ثقافة الوعي للحق الذي لا يمحى، والعشق للأرض المتخمة بألم فراق أهلها ووجعهم، والتمسك بالهوية الفلسطينية التي ما عادت هوية خاصة لشعب خاص، بل أصبحت رمزا مكثفا للتطلعات الإنسانية المنصفة. من هنا تظهر أهمية التربية، في مجال صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني، التي تضمن له الإستمرارية والبقاء، وتوفر له أقوى أسلحة المواجهة، ألا هو المعرفة والإبداع والإبتكار. فالتربية ليست عملية تلقين لمعلومة، أو عملا روتينيا مبرمجا يكرر نفسه كل عام، بل هي حقل تفاعل إنساني، يؤطر كل فكرة أو معلومة، ورؤية حول الإنسان الذي نريد والمجتمع المستقبلي الذي سنخرجه، وسمات أو معالم الحياة التي نعيشها معا. إنها مهمة تدمج بين الإبداع والعطاء اللامحدود، وتصهر الحرفية العالية مع حب الآخرين، وتوفق بين حس التجاوز والإرتحال إلى حقول وجود خصبة".
وقال: "التربية تزرع المعلومة وتبني القدرة وتصقل المهارة وتجلي قوة الإبتكار، وهي أدوات ضرورية للمواجهة والصمود. فالمعركة مع العدو الصهيوني ليست معركة التزاحم على التدمير والبطش، بل هي معركة الأجدر والأقدر، معركة صراع بين وجهتين أو نزعتين لا تلتقيان: وجهة اعتداء وتلفيق وتزييف للتاريخ وأسطرة للهويات وتركيب مصطنع للشعوب، ووجهة حب الخير والإنصاف، والوفاء للتاريخ والنشوء الطبيعي للشعوب، والثقافات التي تتقوم بالتنوع والتعدد لا بالإقصاء والحذف. فأهمية هذا المنتدى، أنه يضع التربية في قلب المواجهة مع العدو الصهيوني، لا لنقابل فكرة بفكرة مضادة، أو سلوكا بسلوك نقيض له، بل لنؤكد على أن قيمنا ومثلنا لم تتشكل بصفتها ردة فعل على الإحتلال، فهي أصيلة وثابتة، والإحتلال عابر وعرضي مهما طال به الزمان وبعد".
وختم: "إننا نقدر للقائمين والمنظمين لهذا المنتدى، والذي يبدو من محاوره، أنه يلامس عناوين راهنة وملحة، عسى أن يوفق الباحثون والخبراء في معالجتها واقتراح حلول لها ووضع برامج فعالة لتحقيقها".
http://www.wattan.tv/hp_details.cfm?...6571553&c_id=1