منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068

    قراءة جديدة في فلسفة الادب العبري واتجاهاته

    قراءة جديدة في فلسفة الادب العبري واتجاهاته
    بقلم الباحث : عبدالوهاب محمد الجبوري (*)

    توطئة

    الأدب مرآة الشعوب ومصدر إلهامها وعنوان حضارتها، فتقدم الأمم إنما يقاس في جانب منه بأدبها كما ونوعا، ولم يكن الأدب يوما إلا نتاج أحاسيس صادقة وكامنة تلحّ على الأديب ، من خلال تفاعله مع مجتمعه ، فيترجمها إلى كلمات يختلف مذاقها باختلاف المواقف : معاناة وبهجة ، إحباطاً وثورة وما إلى ذلك من ضروب الأدب ، والأديب الصادق كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل يوم ، وهو قادر على إيصال رسالته الانسانية التي تحمّل مسؤوليتها عن طيب خاطر بعيدا عن الحقد والضغينة والكذب والارتزاق ..وآداب الأمم إفرازات طبيعية لها ومرآة للواقع المادي والفكري والروحي لها ، وتسجيل لحياتها وتطويرها ، والأحداث التاريخية التي مرت بها وواجهتها ، وهو الوسيلة الأدبية لتصوير دقائق الحياة اليومية لأي مجتمع من المجتمعات بكل تفاصيلها ومساراتها ..

    لكن حين يكون الحديث عن الأدب العبري فان الأمر يبدو مختلفا تماما ، ذلك لان هذا الأدب تشبَّع منذ بداياته الأولى بأفكار الحركة الصهيونية العنصـرية وأن الأدباء العبريين ، الذين تبنَّوا هذه الأفكار وروّجوا لها ، لايمكن أن يخرجوا من بوتقة المباديء العنصرية التي رسمتها الدعاية الصهيــونية ودعت إلى تحقيقها دونما التفات إلى أي وسيلة ..وفي هذا الصدد يقول الشاعر العبري ( يهودا عميحاي ) : ( في بلادنا لايمكن إلا أن نكتب الشعر السياسي ، شعر الحب عندنا أيضا شعر سياسي ) ..إن أدباءً كهؤلاء ، لايمكن أن يترجموا أحاسيسهم إلا بما زُجَّ في نفوسهم صغارا وشبّوا عليه فتيانا ومارسوه كبارا …

    فالغاية التي توختها الحركة الصهيونية منذ البدايات الأولى لتأسيسها ، والتي انعكست بدورها على الأدب العبري ، هي إثارة الغرائز العدوانية لدى اليهود من جهة والتقليل من تأثير القدرات الإنسانية والتراث الإنساني من جهة ثانية ، وبذلك شكلت العدوانية والعنصرية والحقد والأنانية سمات خطيرة في الشخصية اليهودية بوجهيها الصهيوني والإسرائيلي، حتى أصبحت لا تحفظ عهدا ولا تراعي حق جوار ولا تكترث للآلام التي تسببها للآخرين عند ممارستها العدوان والظلم ضدهم ، وأصبحت كذلك فاقدة الإحساس ، ليس بمظهر اللامبالاة وحسب ، وإنما أيضا بمعنى الشخصية المجردة من كل حس لكونها أنانية الطبع ونرجسية النزعة ونيتشوية الفلسفة ..

    واستمرت هذه الاتجاهات الصهيونية غالبة على الأدب العبري المعاصر حتى بعد تأسيس إسرائيل ويجسد هذا المضمون قول الأديب ( إسحــاق شاليف ) الذي قال : ( علينا أن نعلم الشباب على أساس ارض إسرائيل الكاملة ، وهذا الأمر لا بد أن يتم بواسطة الأدباء ، في رياض الأطفال والمدارس وحركة الشباب والجندي والقائد في الجيش …. وبالفعل فقد استطاع الأدب العبري أن يقوم بهذا الدور على أحسن ما يكون ) .. كما أضيفت الى هذه الاتجاهات أيضا موضوعات جديدة سواء كانت مستمدة من المجتمع اليهودي الاستيطاني الاحلالي أو فرضتها الأحداث التاريخية التي مرت بها المنطقة وعبّر فيها الأدب العبري عن وجهة نظر الحركة الصهيونية وأهدافها ..

    أقسام الأدب العبري

    إن مصطلح الأدب العبري يراد به الأدب المكتوب باللغة العبرية قبل إنشاء إسرائيل وبعدها ، داخلها وخارجها وهذا الأدب يُقسّم وفق المنهج التاريخي إلى أربعة اقسام حسب عصور كتابته :

    1. الأدب العبري القديم : ويراد به الأدب الذي كتب في عصر تدوين العهد القديم والتلمود والمشنا وشروحها ..

    2. الأدب العبري الوسيط : ويراد به الإنتاج الأدبي الذي كتب في العصر الوسيط وبصورة خاصة في الأندلس ، ويعده مؤرّخو الأدب العبري العصر الذهبي لهذا الأدب ..

    3. الأدب العبري الحديث : ويراد به الأدب الذي كتب مع بداية عصر الأحياء القومي اليهودي في القرن التاسع عشر الميلادي ..

    4. الأدب العبري المعاصر : وهو الذي كتب منذ خمسينات القرن الماضي بعد اغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الإسرائيلي عام 1948 ..

    ونظرا لان الأدب العبري المعاصر يُعد امتدادا طبيعيا للأدب العبري الحديث في كثير من أشكاله وموضوعاته فقد ارتأى الباحث ، لأغراض هذه الدراسة ، أن يجعل مصطلح الأدب الحديث شموليا في ضمّه واحتوائه الأدب المعاصر ، وبخاصة فان هذه الدراسة تحاول تقديم كشف موجز لهذا الأدب واتجاهاته وهو الاتجاه الصهيوني الذي بدأ عمليا مع بوادر حركة الإحياء القومي ، والمؤتمر الصهيوني الأول بشكل خاص ..

    الحركة الصهيونية والأدب العبري
    بعد التأسيس الرسمي للحركة الصهيونية في مؤتمر بازل بسويسرا عام 1897 كان أمامها الكثير لتقوم به من اجل تنفيذ أهدافها العنصرية الاستعمارية أبتداءً من تغيير صورة اليهودي السيئة في ثقافات الأمم الاخرى ، فخلق اليهودي الجديد المؤمن بالفكر الصهيوني وقضيته ، ثم أنتهاءً بتنفيذ اغتصاب فلسطين تحت نظر العالم وسمعه وبصره ..

    ويكاد يكون الأدب العبري الأداة الأولى التي حملت راية الدعوة الصهيونية منذ بداياتها التاريخية الأولى ، وكان بشكل عملي المصدر الأول لتأصيل الدعوة العقيدية الصهيونية ، وعرفت الصهيونية بدورها القيمة العالية لفعل العمل الأدبي في إيصال الدعوة والتبشير بالمنطلقات النظرية للحركة الصهيونية ، فلم تألَ جهدا في الإفادة من الأدب العبري إلى ابعد الحدود ، مدركة أن عملية الإحياء القومي لن تبدأ حقيقة إلا بالإحياء الثقافي الذي ينطلق نحو البعث القومي لليهود والبناء الفردي الجديد للشخصية اليهودية ..وكما أن البعث القومي يبدأ بالبعث الثقافي ، فان البعث الثقافي يبدأ ببعث اللغة العبرية وإحيائها من جديد بعد أن انحسرت عن الاستعمال قرونا طويلة حتى كادت أن تصبح لغة غريبة حتى عن اليهود أنفسهم ..

    وقام الأدب العبري وبأشكاله التعبيرية المختلفة ، النثرية منها والشعرية ، بدوره كما خططت له الحركة الصهيونية ، فتناول في موضوعاته الأولى المجتمع اليهودي في الجيتو ، والفرد اليهودي على مدى العصور واتصاله بالثقافات الأجنبية المحيطة به ، إلى جانب تناول التراث التاريخي الروحي لليهود والتركيز على أمجاده ، ثم ربطه بيهود العالم وأوضاعهم الحياتية التي طالما شكوا من بؤسـها وشقائها ، في محاولة منه لبعث الهمم والسجايا وخلق اليهودي الجديد القادر على تنفيذ المهمة الاستعمارية للحركة الصهيونية ، برفضه أولا واقع الشتات وعزلة الجيتو والاضطهاد المستمر الواقع عليه في أوربا ، ثم الهجرة والاستيطان فإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين على حساب سكانها الشرعيين …لخ ..

    ويأتي هذا كله لتوجيه النظر عن الفكر اليهودي الصهيوني نحو فلسـطين ، هجرة اليها واستيطانا ، باعتبارها الحل الامثل للمشكلة اليهودية الأزلية ، إضافة إلى أنها ارث ابدي ممنوح من الرب إلى بني اسرائيل ، فكان أن حفلت الانتاجات الأدبية المختلفة بهذه الموضوعات ، والموضوعات الاخرى المتصلة بها فكريا وعمليا كتصوير فلسطين أرضا خربة مهملة خالية من السكان وان هناك عجزا عربيا في أعمار الأرض واستغلالها اقتصاديا ، وتشويه صورة العرب أمام الأمم الأخرى في الوقت الذي راحت هذه الانتاجات تمجّد بما أسمته الدور الحضاري الموعود للصهيونية في ارض فلسطين …

    ولو أردنا أن نفهم أكثر عن مهمة الأدب العبري في إبراز الدور الصهيوني الموعود ، والمشار اليه في أعلاه ، لأمكننا القول أن هذا الأدب استطاع أن يحكم أطراف المعادلة الصهيونية التي تعتمد على الدين والتراث في تحقيق رؤاها السياسية واستطاع أن يربط بين الظاهرة اليهودية التي ولدت تاريخيا في مكان ونشأت في مكان آخر وانتهت ، معنويا في كل مكان ، لتظهر مجددا في نفس مكانها الأول ولكن بشكل مختلف نسبيا ، ولتكون موضع تساؤل واختلاف ولتشتبك وتتداخل مع مجموعة من العوامل والقوى ، تختلف حسب الأمكنة والفترات التاريخية ولتصبح مجددا مشكلة أو ظاهرة تختلف عن غيرها من الظواهر والمشاكل الأخرى … وهنا لعب الأدب العبري دورا مهما في تسوية هذه المشكلات وتبسيطها للعالم من خلال طروحاته وأفكاره الصهيونية التي لاقت رواجا وقبولا لدى أوساط عالمية مؤثرة وأوجد القناعة والحجة والتبرير لديهم بصحة الحلول التي طرحتها الحركة الصهيونية والمتمثلة ، كما قلنا ، بالهجرة والاستيطان وإقامة الوطن القومي في فلسطين وهي الحلول التي لم تعترض عليها هذه الأوساط بل وأيدتها ووافقت عليها كمخرج لما سمي بالمشكلة اليهودية في حينه …

    لقد سخَّر الأدب العبري نفسه منذ بدايته لخدمة السياسة وممارسة التزوير وقلب الحقائق مرتكزا على أحداث تاريخية معظمها مُزوَّر ومُلفَّق ليبرِّر أحداثا معاصرة تبتعد كثيرا عن ذاكرة الزمان والمكان ..ومع هذه الوظيفة ، وفي أبشع صورة أُستِخدمَ الأدب العبري أيضا لخدمة أغراض عدوانية : استيلاء مجموعات هجينية على ارض شعب امن وعلى خيراته وممتلكاته وحقوقه وحرياته ، مستخدما أبشع الوسائل ، بالكذب والتلفيق وقلب الحقائق والمفاهيم لتضليل العالم عن حقيقة خطط هذه المجموعات وأهدافها .. كما كانت فكرة استخدام الأدب كوسيلة إعلامية ودعائية قد حظيت بأهمية وانتباه أوليين في الترويج للفكرة الصهيونية وإشاعة وعرض الجوانب المختلفة لأوضاع اليهود في العالم وأحوالهم المعيشية المتنوعة ونواحي حياتهم السياسية والاجتماعية وغيرها بما يدعو إلى الانتباه وكسب العواطف واستمالة الرأي العام الإنساني باتجاه تأسيس أحقية صهيونية في النضال من اجل ترسيخ فكرة جمع شمل اليهــــود في العالم في ( وطن ) خاص بهم ..ورغم أن هذه الغاية قائمة على مركب الخرافة والأكاذيب التاريخية والمغالطات الفاضحة في المنطق والحقيقة والوقائع ، إلا أن هذا الأدب استطاع تقديم ذلك كمبررات مقبولة لدى العالم الغربي وحقق في هذا نجاحا أكثر مما حققته الجهود السياسية في تقديم الأسانيد التي ارتكزت عليها الفكرة الصهيونية لتحقيق هذه الغاية .. وعلى سبيل المثال فقد أحدثت روايات وكتابات ( بنســكر ) و( هرتزل ) و(أحاد هاعام ) الأدبية على الصعيد العالمي أثرا نفسيا لاتقل أهميةً عن كتاباتهم السياسية والإيديولوجية ..

    حول الأدب العبري وفلسفته
    مما تقدم يتضح أن الأدب العبري ليس أدبا إنسانيا بمعنى انتمائه الطبيعي والحر لتاريخ الأدب في العالم الذي تنتجه مجتمعات قائمة لها تاريخها ومسارها الحضاري ، بل هو أدب يضع نفسه وحوله شروطا مسبقة تعزله وتحدده ضمن إطار ضيق ، متعصب ومتصلب في عدوانيته وعنصريته ، وهو ظاهــرة ( دعوة ) لها صفاتها العرقية والمعادية للـتاريخ ، وصفاتها الاجتماعية منبثقة عن تزييف تجمع ملفق يجري حقنه باستمرار بمجموعات بشرية ذات انتماءات مختلفة متنافرة باختلاف البلدان التي قدمت منها ، فليس من موحّد لها أو جامع لأصولها أو مذوب لاختلافاتها، ولا يوجد في إسرائيل انتماء حقيقي : طبقي أو قومي أو حضاري أو ثقافي بل هي محاولات مستمرة لتلفيق تاريخ مصطنع من وحدة واستمرارية وهميتين ، ومثلما لا يمكن أن يكون لأي أدب القدرة على الاستمرارية ووحدة المسار التاريخي بعيدا عن وحدة المجموعة البشرية التي يعبر عنها هذا الأدب ، كذلك فان الأدب العبري ، بشقيه الحديث والمعاصر , هو تجمع متنافر المستويات الحضارية والاجتماعية ومتعدد اللغات والتقاليد ، وهذه العناصر ملفقة ومفروضة سلفا وقائمة في التخطيط الصهيوني المســـبق على وجود مجتمع مفترض ، فهو ليس أدب مجتمع أو أدب شعب وإنما هو أدب منبثق أساسا من أفكار عقائدية صهيونية متعصبة تقف وراءه وتشكل أرضيته ..

    لقد كان الأدب العبري عند نشأته يفتقر إلى قاعدة اجتماعية يركن إليها ويعبر عن طموحاتها ومشكلاتها ، ولذلك لجأ الأدباء اليهود والعبريين ، المتشبعين بالفكر الصهيوني ، في معظم الأحيان إلى الاقتباس أو الترجمة من الآداب الأوربية أو إلى معالجة قضايا تاريخية ودينية ، واستمر هذا النهج سائدا لحين ظهور الحركة الصهيونية ، فتحول الأدب العبري ، مثلما ذكرنا سابقا ، إلى الانشغال بالتوجهات العقائدية الصهيونية العنصرية والعدوانية ، وقد اثر هذا التحول في الأدب العبري ، على النواحي الفنية والأدبية للعمـــلية الإبداعية وافقدها الكثير من سماتها الإنسانية وتأثيراها الوجدانية ، بل وأصبح هذا الأدب احد أسلحة الحركة الصهيونية التي عملت على استـــغلاله أبشع استغلال لصالح الترويج لأفكارها ونشرها بين اليهود وشعوب البلدان التي كانوا منتشرين فيها على حد سواء ..

    ورغم أن المركز العبري في فلسطين لم ينشط سوى في عشرينات القرن الماضي على يد أدباء معروفين من اليهود المهاجرين من روسيا وايرلندا ، مهد الفكر الاشتراكي والشيوعي الذي كان يدعو في أيديولوجياته وطروحاته في تلك الفترة إلى تغليب المشاعر الإنسانية على التطلعات العرقية والعنصرية ، إلا أن هؤلاء الأدباء تخلّوا عن تلك الأفكار التي سبق ان اعتنقوها أو تناسوها ، وبدلا من ذلك تبنّوا مباديء الحركة الصهيونية التي تدعي بان فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض , وان لهم حقا تاريخيا ودينيا في هذه الأرض التي سلبها العرب منهم عبر مراحل تاريخية سابقة ..

    وقد أكدت المصادر العبرية ذاتها انشغال الأدب العبري بهذه المزاعم الصهيونية ، فقد أشارت الموسوعة العبرية في دراسة لها عن تاريخ الأدب العبري , إلى أن اغلب كتاب الأدب العبري الحديث هاجروا الى فلسطين واستقروا بها ، وأكدت أن الدافع الصهيوني للهجرة كان واضحا وأن الأدب العبري أسهم بنصيب كبير في الصراعات الفكرية التي حدثت في الحركة الصهيونية، وذكرت أن الأديب بردتشفسكي وبرينر وآخرين لم يدخروا جهدا في كتابة الأدب السياسي والاجتماعي مثلما فعلوا في كتابة الأدب القصصي ..

    و الأدب العبري الحديث والمعاصر لم يُدوَّن في لغة بعينها أو بلد بعينه شأنه في ذلك شأن الآداب الأخرى ، وذلك لان اليهودي منذ تشرده الأخير في القرن الأول الميلادي لم يستقر في وطن بعينه ، كما انه افتقد اللغة العبرية قرونا طويلة ، وهي اللغة التي نقل إليها كتابه المقدس منذ القرن القرن الرابع قبل الميلاد ..

    وكي تتضح الصورة اكثر عن فلسفة الأدب العبري وملامحه نشير إلى ما ورد في دراسة كتبها الأديب العبري (جرشون شيكيد ) عن الأدب العبري المعاصر والتي ربط فيها بين مراحل تطور هذا الأدب وكتّابه وبين التأثيرات الأدبية والمدارس الفكرية العالمية التي تأثروا بها وانعكاس ذلك على تحديد ملامح فلسفة الأدب العبري وأغراضه بشكل واضح ومنحها مميزات وخصائص محددة تكاد تختلف عن غيرها من الفلسفات الأدبية العالمية الاخرى ..

    فشيكيد يرى أن الأدب العبري في إسرائيل شكّل خلال العقدين الماضيين امتدادا للأدب الإسرائيلي في الأربعينات والستينات من القرن الماضي ، وتألّف من أجيال بيولوجية متباينة واتجاهات فلسفية ومذهبية متنوعة ، أما الأجيال البيولوجية فهي في أساسها ثلاثة ، أولها من مواليد أواخر العقد الأول ومواليد العقد الثاني من القرن الماضي ، وثانيها من مواليد الثلاثينات والأربعينات وثالثها من مواليد الخمسينات والستينات من القرن نفسه ..

    وينحدر أفراد المجموعة الأولى من آباء هاجروا إلى فلسطين ضمن موجتي الهجرة اليهودية الأولى والثانية ، حيث يعتبرون من أبنــاء ( أول أجيال الخلاص )، على حد تعبير الاوساط الأدبية العبرية ، أما أبناء الجيل الثاني فقد ولدوا ضمن المجتمع اليهودي الذي اخذ يتكون داخل فلسطين بعد اغتصابها ، في حين ولد أبناء الجيل الثالث في إسرائيل ، وكانت التجارب الاجتماعية التي صاغت الجيل الأول هي ذكرى هجرة الآباء والرواد الاوائل والحرب العالمية الثانية والكـارثة اليهودية ، حسـب زعم اليهود ، وحرب 1948، كما أن أفكار هذا الجيل اقرب ما تكون إلى الأيديولوجية الصهيونية وفلسفتها ، أما الجيل الثاني فأثرت فيه حرب 1956 ومحاكمة أدولف أيخمان وحرب 1967، حيث تنطوي مؤلفات هذا الجيل، كما يقول شيكيد ، على ثورة ضد أيديولوجيات المؤسسة الحاكمة ، أما التجارب التكوينية للجيل الأخير فكانت حرب تشرين عام 1973 والسلام مع مصر وحرب لبنان والانتفاضة الفلسطينية ..

    ويرى مؤرّخو الأدب العبري أن الجيل الثالــث يتميز بتحرره التام من الأيديولوجيات ، حيث يُركِّز أكثر من غيره على بناء شخصية الإنسان الفرد الذي بقي وحيدا وبلا أيديولوجيات يمكن التعامل معها ..

    وتسود أيضا بين الأجيال الثلاثة فوارق ثقافية وفلسفية مهمة ، بحيث تأثر أبناء الجيل الأول بشكل رئيس بالأدب الأوربي المترجم وفلسفته بالإضافة إلى الأدب العبري (الذي كانت بداياته الأولى قد تشكلت في تلك الفترة) وتأثر أبناء الجيل الثاني بالأدب الأوربي المعاصر والأدب الأمريكي على حد سواء ، بينما تأثر الجيل الثالث بالجيل الثاني وبالتأثيرات الأوربية الأمريكية والأمريكية الجنوبية المختلفة ( ومنها أدب ماركيز بصورة خاصة ) ، كما أن هذه الأجيال الثلاثة تختلف في نظرتها إلى اللغة العبرية ، حيث كان أبناء الجيل الأول يكتبون بأسلوب راقٍ رغم كونهم أول من كوّن اللغة العبرية الدارجة فيما مر أبناء الجيل الثاني بمراحل الدمج بين اللغة المحكية واللغة المكتوبة ، أما الجيل الثالث فيعمد بعضه إلى تقريب لغة الأدب من اللغة الدارجة ..

    ويتسم الجيل الأول بميسم الواقعية فيما تُميِّز الحداثة الجيل الثاني ، أما الجيل الأخير فيلاحظ ميله إلى الرواية الجديدة والى مرحلة ما بعد الحداثة ..

    وعن طبيعة التحولات الحاصلة في مجال هيمنة الأنواع الأدبية على الأدب العبري وفلسفته يقول شيكيدنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كان الشعر هو المهيمن أبان الثلاثينات ، ما عدا الكاتب عجنون ، في حين انتقلت الهيمنة إلى القصص في الأربعينات والخمسينات ، وكانت هناك ثورة للشعر في أوائل الخمسينات وتحقق نوع من السيطرة للقصص ابتداءً من الستينات ، ونشأت هيمنة القصص بالدرجة الأولى عن الحاجة الاجتماعية إلى صياغة أهداف تُحدد فلسفة الإنسان وصورته في أطر سياقات اجتماعية ديناميكية متغيرة ) ..

    ومن خلال متابعة الباحث لوجهات النظر الأدبية العبرية وما عبَّر عنه الأدباء والكتاب العبريين من أفكار وأراء حول التحولات في الأدب العبري وفلسفـته وأغراضه واتجاهاته , وجد أن معظم هؤلاء الأدباء والنقاد يتفقون في الرأي مع وجهة نظر الأديب والناقد (جرشون شيكيد ) ، ومن هؤلاء الأدباء ( عنات فاينبرغ )حيث

    تقول: (منذ العشرينات بدأت تنمو في إسرائيل أجيال من الأدباء والشعراء جل إبداعهم أو كله تقريبا أنتج في ارض إسرائيل ) وتضيف : ( فسنوات العشرين والثلاثين من القرن الماضي هي سنوات هجرة وتجدد في الشعر الإسرائيلي ) ثم تعود وتؤكد هيمنة القصة في الأربعينات والخمسينات فتقول: ( وفي سنوات الأربعين بدأ الأدباء بنشر إبداعاتهم النثرية وصياغة صورة اليهــــودي الجديد- الصبّار- وفي سنوات الخمسين شكلت قصص وروايات عدد من الأدباء البارزين أمثال موشيه شامير ويزهار، انعطافا في كتابة أبناء هذا الجيل ) وتضيف: ( بدأ الانقلاب الأدبي في الشعر في عام 1952 وتبلور حول مجلة لِكْراتْ - صوب أو نحو - ونشطت حولها جماعة أدبية وشعراء بارزون مثل ناتان زاخ وعميحاي وموشيه دور وأرييه سيفان وغيرهم ) .. أما عن النثر في الستينات فتقول: (كان الانقلاب في النثر أبطأ لكنه بلغ أقصى تجلياته في الستينات وفيه نُشِرت بواكير أدباء النثر الجدد) ثم تعود فتذكر أن الكتابة الواقعية في القصة والدراما العبرية حظيت بمرحلة ازدهار متجدد في السبعينات وامتاز النثر منذ أواسط الثمانينات بتعدديته وتنشطه ..

    خلاصة القول أن الأدب العبري الحديث / المعاصر انفتح أكثر مع مـّر السنين على اتجاهات وتقاليد أدبية وفلسفية متباينة ، حتى أصبحت التعددية اليوم هي علامـته المتميزة ،وبالإضافة إلى هذه التعددية فان غالبية هذا الأدب وينابيعه الأساسية نجدها في الحقيقة مستوحاة من الدين اليهودي والحكايات الشعبية ، فنذكر على سبيل المثال قصة أستير التي تعتبر نموذجا للأدب اليهودي الســوداوي الذي كرَّس مفهوم الشر والرذيلة .. إن الأدباء اليهود، الذين رضعوا لبن الصهيونية ، ليس في مقدورهم أن يخرجوا من بوتقة مبادئها التي تؤمن بتميز الجنس اليهودي ، تغذي العنصرية وتدعو إلى تحقيق الغاية دون الالتفات إلى الوسيلة ..

    فالأدب الصهيوني عبارة يمكن استخدامها للإشارة إلى الأعمال الأدبية ذات المضمون الصهيوني الواضح بغض النظر عن الانتماء القومي أو الديني أو الحضاري أو اللغوي للمؤلف ، ولا يصف مصطلح الأدب الصهيوني شكل الأدب ولا محتواه ولا حتى لغته وإنما يصف اتجاهـه العقائدي العام تماما مـثل ( الأدب الرأسمالي ) أو ( الأدب الاشتراكي ) ، ولذلك فهو مصطلح عام ومجرد مقدرته التفسيرية والتصنيفية ضعيفة للغاية ولا يعد تصنيفا أدبيا شأنه في هذا شأن مصطلح ( الأدب اليهودي ) ..

    إن كلاً من هذه الأنواع الأدبية له سماته وخصائصه ولغته وأسلوبه ، وهي عبارة عن سلسلة أدبية مترابطة لا يمكن فصل أي من حلقاتها لان اليهود هم الرابطة بين هذه الحلقات ، وبما أن دراسة الأدب تقتضي الإلمام بلغة الأديب والكاتب فان دراسة الأدب اليهودي أو بالمعنى المتداول ( الأدب العبري ) تتطلب الإحاطة بشكل عام بجوانب مهمة من هذا الأدب ومنها فلسفته وأسلوبه المتبع في الانتاجـات الأدبية ودوافعها وأهدافها.. الخ ..

    على هذا الأساس لا نريد التوقف في دراستنا هذه عند التعريفات المار ذكرها وبيان ما يقصد بالأدب اليهودي أو الأدب العبري أو الأدب الإسرائيلي ، ولكننا لأغراض البحث العلمي وللاعتبارات المار ذكرها سنشير إلى تسمية الأدب العبري المعاصر مع أن مصطلح الأدب الصهيوني هو اقرب المصطلحات الشائعة إلى الدقة وخصوصا بعدما تكون لهذا المصطلح رصيد في ذهن القارئ العربي بسبب كثرة استخدامه ووضوح دلالاته

    الاتجاهات الصهيونية للأدب العبري

    لقد سخّرت الصهيونية الأدب العبري لخدمة أغراضها وبأبشع الوسائل، بالكذب والتمويه وقلب الحقائق وقاتلت بسلاح الأدب قتالا لا يوازيه إلا قتالها بالسلاح العسكري ، ومع أن الصهيونية الأدبية سبقت الصهيونية السياسية في الظهور والتبلور لكن الأخيرة قامت بعد ذلك بتجنيد الأدب لخدمة مخططاتها

    وقد ارتبط الأدب العبري ارتباطا عضويا بالتوراة والقيم الروحية الميتافيزيقية ، وبذلك حددت له السبل التي يمكن المرور من خلالها نحو المستقبل، فالشاعر اليهودي (حاييم نحمان بياليك ) يقول: ( إن معرفة التوراة تحتل مرتبة أسمى من الكهنوتية والحر هـو فقط الذي يدرس التوراة، فهي التي تسمو فوق جميع المخلوقات ) فارتباط الأدب العبري أو اليهودي بالتوراة أدى منطقيا إلى تبني فكرتي ( شعب الله المختار ) و( فلسطين ارض الميعاد ) فأثرتا في مسيرته تأثيرهما في الوضع السياسي، وهاتان الفكرتان كانتا العقبتين الرئيستين أمام حل ما يسمى بمشكلة اليهود ، حيث وُظِّفت التوراة والتاريخ لخدمة هذا الاتجاه وصولا إلى النتائـج السياسية كهدف استراتيجي ..

    يقول الروائي الصهيوني ( ميخا يوسف بيرديشفسكي ): ( إن ماضينا هو الذي يمنحنا الحق التاريخي والاسم كي نحيا في المستقبل وكلما تقدمنا في نضالنا من اجل وجودنا فإننا ننظر وراءنا إلى اليوم الذي كانت فيه رايات يهودا مرتفعة ) ..

    لقد أستخدم الكتاب والأدباء العبريين موضوعات ومفاهيم وأفكارا أساسية كانت وما تزال تمثل الاطار العام والمقومات الأساسية للأدب العبري- الصهيوني وهي ذاتها الموضوعات والأفكار التي يقوم عليها الفكر اليهودي الصهيوني مثل ( معاداة السامية ) ، ( الاضطهاد ) ، ( الشتات ) و ( الجنـس المتفوق )… الخ وذلك باستخدام أدوات ومفردات وظيفية كثيرا ما تتردد في الأعمال الأدبية العبرية مثل: الكابوس، النازية، غرف الغاز و المشانق.. الخ.

    إن ما يُميز الأدب العبري هو تحولات استخدامه لتلك المفاهيم والأفكار ، حيث أن النظرة إلى الآخرين ، أو الاغيار ، المستوحاة من الأدبيات الدينية والتراثية اليهودية ، تتطور هنا لتصبح نظرية ، وهنا بدأ التغيير في أطراف المعادلة حيث نلاحظ أن أدب الجيتوات ، الذي كان يؤكد على الاضطهاد والتفوق معا ، يستمد من العهد القديم دوافعه وحوافزه ويعتمد على واقع الأقليات في بعض الأماكن والظروف ويستعين بلغات الأقوام التي كان اليهود يعيشون بينهم ، نجد إن هذا الأدب قد تغير خاصة بعد تمركز الصهيونية واتساع نفوذها ، وبدأ يقلل من إظهار فكرة الاضطهاد مقابل تأكيد التفوق وبدأ يعبر عن هذا الاتجاه باللغة التي كادت أن تموت ، والتي لم تكن تستعمل إلا في الصلاة والطقوس الدينية ، ونعني بها اللغة العبرية ، التي خُطط في عملية إحيائها أن تكون لغة قومية سياسية بالدرجة الأساس ..

    إن هذا التحول في نسب استخدام تلك الأفكار تشكل سمة أساسية في الفكر الصهيوني والأدب العبري ، ولم يقتصر تقديم هذه التحولات على الأدب الموجه إلى اليهود داخل إسرائيل وإنما امتد إلى كل الجاليات اليهودية في العالم ، وعلى هذا الأساس بدأنا نتلمس وجود نوعين من الأدب :

    أدب موجه إلى الداخل لا يُظهر من فكرة الاضطهاد إلا بقدر محافظته على استمرار العداء للعرب وتصويرهم على أنهم ( جبناء ) و( متخلفون ) إلى آخره من الصفات ، وأدب خارجي يراعي اعتبارات عديدة في مقدمتها إثارة عواطف الغرب من خلال وصف تطور اليهود وتفوقهم مقابل ما يدعيه على السكان العرب ، خاصة الفلسطينيين منهم ، من انحطاط وعبودية ، وفي مثل هذا الطرح المضلل فانه ليس في وسع قارئ الأدب العبري المعاصر ، ما لم يكن على إطلاع تام بحقيقة الأساليب الصهيونية ، إلا أن يتيه في مساراتها المتعرجة والمغلفة …

    لقد تبنى الأدب العبري ، بسلوكيته المطروحة وغايته المنشودة الفلسفة الميكافيلية بكل أبعادها وتخلى عن واجبات الأدب الضرورية كالحق والخير والجمال ، كما تشبع أيضا بالمقولات الصهيونية الزائفة واعتمادها على الأساطير الدينية المبطنة منذ البداية وراح يصطنع أساليب التعبير الفني عنها ، فظهر أدب ( الرواية التاريخية ) الذي يسعى إلى إحياء الحياة العبرية القديمة وظهر أدب ( التراث ) الذي يسعى إلى تمجيد تراث الحياة اليهودية في الجيتو باعتباره الحصن الذي وقى الشخــصية اليهودية من التحلل والذوبان ، وظهر ما سُمي بأدب ( النكبة ) الذي يؤكد المعنى الغريزي لعقدة الاضطهاد لدى اليـــهود وظهر أدب ( الارتبـاط بالأرض ) الذي يرمي إلى تأكيد خرافة الملكية التاريخية لفلسطين وظهر أدب ( الحرب ) الذي يعمل على تبرير استخدام العنف لخلق النموذج اليهودي المقاتل ، إلى غير ذلك من أساليب التعبير الأدبي المحكومة في انبثاقها من الدعاوى الصهيونية ..

    واستنادا إلى هذا فان الأدب العبري يقوم بضبط خطواته على جميع الجبهات متسلحا بكل الأسلحة الأدبية والفنية ، بما في ذلك التزوير والمبالغة وطمـس الحقائق والحرب النفسية.. الخ وبالاستخدام الانتهازي لأحداث الماضي في تبرير أحداث جديدة ووقائع مفتعلة ، وبذلك يكون قد دخل أيضاً معترك الحياة السياسية والعسكرية وأثَّر فيها تأثيرا مباشرا ، فكانت السياسة الإسرائيلية واستراتيجيتها العسكرية جزءاً من مسيرة هذا الأدب ، ولما كان الأدب العبري- بكافة مسمياته- منهله التوراة والتلمود كان لزاما عليه تبني فلســفتهما في أبعادها الفكرية والسياسية والعسكرية والدينية على حد سواء ..

    الخاتمة

    لقد عمل قادة الفكر اليهودي- الصهيوني وفلاسفته على عدم تفسير التاريخ اليهودي بمعزل عن الجوانب الاقتصادية والقومية والدينية والجيوبوليتيكية التي تهم اليهود فعمدوا على تحويل العقيدة الدينية إلى نظرية سياسية تطالب بحق تاريخي مزعوم في ارض فلسطين وتستند إلى وعد الهي ( مصطنع ) ، وبهذا كان الدين اليهودي هو الأساس الذي ارتكز عليه الفكر الصهيوني ، الذي اتخذه دعاته ، حجة للمناداة بالقومية اليهوديـة وسندا للمطالبة بتحقيق هـذا ( الوعد ) وصكا لملكيـة الأرض ( الموعودة ) ، ويعني هذا أن الفكر الصهيوني حدد أن الدين اليهودي هو الرابط بين تراث اليهود وماضيهم السحيق وبين تطلعاتهم الراهنة وأحلامهم المستقبلية ..

    واستنادا إلى هذه المفاهيم بنت الحركة الصهيونية فلسفتها وخطّط قادتها منذ العام 1897 على بناء جبهة الصراع الفكري والثقافي قبيل الصدام العسكري مع العرب إدراكا منهم أن مجال المواجهة الثقافية هو الأخطر في مداه والأعمق في تأثيره ولذلك أخذت هذه الحركة على عاتقها رسم الأسلـوب وصياغة الوسيلة لتحويل ( الحلم ) إلى ( واقع ) باستباحة ارض فلسطين ، وما جاورها من أراضٍ عربية أخرى وتفريغها من سكانها العرب عن طريق الحرب والعنف والإرهاب واستخدام الأدب العبري كإحدى الوسائل الفاعلة لتحقيق هذه الإستراتيجية ..

    لقد لعب الأدب العبري دورا مهما في خدمة الحركة الصهيونية والترويج لأفكارها وأهدافها وتبنى فلسفتها التي توخت إثارة الغرائز العدوانية لدى اليهود من جهة والتقليل من تأثير القدرات الإنسانية والتراث الإنساني من جهة ثانية ، وبذلك شكلت العدوانية والعنصرية والحقد والأنانية سمات خطيرة في الشخصية اليهودية بوجهيها الصهيوني والإسرائيلي ..

    كما تبنى الأدب العبري ، بسلوكيته المطروحة وغايته المنشودة الفلسفة الميكافيلية بكل أبعادها وتخلى عن واجبات الأدب الضرورية كالحق والخير والجمال ، وتشبع أيضا بالمقولات الصهيونية الزائفة واعتمادها على الأساطير الدينية المبطنة منذ البداية وراح يصطنع مختلف الأساليب للتعبير عنها ، فظهر أدب ( الرواية التاريخيــــة ) وادب ( التراث ) وظهر ما سُمي بأدب ( النكبة ) وأدب ( الارتبـاط بالأرض ) وظهر أدب ( الحرب ) ، إلى غير ذلك من أساليب التعبير الأدبي المحكومة في انبثاقها من الدعاوى الصهيونية ذاتها ، عليه يمكن القول أن الأدب العبري يقوم بضبط خطواته على جميع الجبهات متسلحا بكل الأسلحة الأدبية والفنية ، بما في ذلك التزوير والمبالغة وطمـس الحقائق والحرب النفسية والاستخدام الانتهازي لأحداث الماضي في تبرير أحداث جديدة ووقائع مفتعلة لخدمة أهداف المشروع الصهيوني الاستراتيجي الذي وضع قبل ما يزيد عن قرن من الزمن والمتمثل بتأسيس ( دولة اسرائيل ) كمرحلة أولى واستمرار هذه الدولة وتقويتها وتعزيز وجودها كي تكون قاعدة لإقامة ( دولة إسرائيل الكبرى) كمرحلة ثانية ومن ثم تنفيذ المرحلة الثالثة وهي إقامة (ارض إسرائيل العظمى) حسب أساطير توراتية مزعومة ..

    المصادر العربية

    1. ايمانوئيل ها يمان ، الأصولية اليهودية، ترجمة سعد الطويل ومراجعة د. جمال احمد الرفاعي , القاهرة 1998 ..

    2. أسماء عبدالكريم السامرائي - الاتجاهات الشعرية في قصائد الشـــــــاعرة (ليئاه كولدبرغ ) رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية اللغات / جامعة بغداد 2002 ..

    3. إبراهيم عبدالكريم - في فلسفة العنف العنصري الصهيوني الموجه ضد العرب - مجلة شؤون عربية , العدد 58 / 1989 ..

    4. د. رشاد الشامي الشخصية اليهودية الإسرائيلية والروح العدوانية سلسلة عالم المعرفة العدد 102 الكويت 1986 ..

    5. د. عبدالغني عماد , ثقافة العنف في سوسيولوجيا السياسة الصهيونية , بيروت 2001 ..

    6. عدنان عبدالرزاق الربيعي نظرة إلى الاغيار في الأدب العبري الحديث في أوربا رسالة ماجستير مقدمة إلى كلية اللغات , جامعة بغداد 1999 ..

    7. د. نازك عبدالفتاح أضواء على الأدب العبري الحديث من أواخر القرن الثامن عشر إلى أوائل القرن العشرين مكتبة القاهرة الحديثة 1972 ..

    8. النازية في الشعر العبري عبر الانترنيت (بدون اسم مؤلف ) ..

    9. حسن الباش بحث عن التربية الصهيونية من عنصرية التوراة إلى دموية الاحتلال عبر الانترنيت ..

    10. سراب حميد عبودي دور التعليم في المجتمـع الاسرائيلي ( ندوة المجتمع الإسرائيلي ) مجلة مركز الدراسات الفلسطينية جامعة بغداد 1985 ..

    11. محمد فوزي العجيلي الانترنيت في الصراع العربي الصهيوني بحث منشور في جريدة الثورة العراقية بغداد في 29/ 6/2000 ..

    12.د. عبدالوهاب المسيري ، اليهودية والصهيونية وإسرائيل ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط1، 1975 ..

    13. فؤاد سليمان أبو زريق ، الأدب الصهيوني وتضليل الرأي العام ، اتحاد الكتاب العرب ، دمشق ، 2000 ..

    14 . جودت السعد ، الأدب الصهيوني بين الإرث والواقع ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط1، 1981 ..

    15. حسن حميد ، الأدب العبري ، المرجعيات – المصطلحات – الرؤى ، ط1 ، دار السوسن ، دمشق ، المزة ، 2001 ..

    16 . غسان كنفاني ، في الأدب الصهيوني ، مركز الأبحاث / منظمة التحرير الفلسطينية ، ط2، بيروت ، 1978 ..

    17 . د.إبراهيم البحراوي ، الأدب الصهيوني بين حربين ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط1، 1977 ..

    18. بديعة امين ، الأسس الأيديولوجية للأدب الصهيوني ، دار الشـؤون الثقافية العامة ، وزارة الثقافة والاعلام ، بغداد ، ط1 ، 1989 ..

    19. مجلة الأقلام العراقية ، العدد التاسع ، عدد خاص في الأدب الصهيوني ، إصدار وزارة الثقافة والفنون – بغداد – 1979 ..

    20. عبدالوهاب محمد الجبوري ، فلسفة الحرب عند اليهود وانعكاساتها في الأدب العبري المعاصر ، رسالة ما جستير غير منشورة ، كلية اللغات / جامعة بغداد 2005

    21. طه ياسين علوان الطربولي الرفاعي ، وسائل التضليل في الأدب العبري الحديث ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية اللغات / جامعة بغداد ، 2004

    22. ندرة اليازجي ، الصهيونية محور التوراة والتلمود ، مجلة الكاتــــــب العربي ، العدد 53 عدد خاص عن عنصرية الصهيونية والنازية ، الاتحاد العام للأدباء والكتـاب العرب ، دمشق ، 2001 ..

    المصادر العبرية

    1. شموئيل ايزنشترت، لغتنا العبرية الحية، تل ابيب 1929 ..

    2. شاؤول شرنحوفسكي، أشعار هذا الحب ستكون انتقامنا، القدس 1988..

    3. دان ميرون، أربع وجوه في أدبنا العبري الحديث، القدس وتل ابيب 1975..

    4. سميلانسكي يزهار، عند البحر، تل ابيب 1996..

    5. سميلانسكي يزهار، اربع قصص، تل ابيب 1971 ..

    6. عاموس عوز، بنات آوى، تل ابيب 1978..

    7. حاييم نحمان بياليك، قصص، دافير 1976 ..

    8. حاييم نحمان بياليك, مختارات من نتاجاتنا في الشــــــــعر والنثر، تل ابيب, 1966 ..

    9. أبراهام بن أور، تاريخ الأدب العـبري في جيلنا، الجزان الاول والثــــــاني، تل ابيب 1975 ..

    10. ش. شالوم، يوميات الجليل، القدس 1965 ..

    11. شموئيل يوسف عجــــنون، النار والأشجار الجزء الثامن، القدس وتل أبيب 1975 ..

    12. شموئيل يوسف عجنون، تهيلاه، السنون الطيبة، تل أبيب 1977 ..

    13. شموئيل ها نجيد، أشعار هانجيد، بدون تاريخ سنة الطبع ..

    14. الكتاب المقدس (باللغة العبرية )طبعة لندن 1957 ..

    15. ناتان برسكي، قراءات إسرائيل الجديدة، رامات جن 1979 ..

    16. ناتان شحم، شوارع عسقلان، تل أبيب 1985 ..

    17. صحيفة دافار الإسرائيلية في 16 / 2 / 1990 .

    18. أضواء على المشهد الثقافي الإسرائيلي في إسرائيل ، ترجمات ، اتحاد الكتاب الفلسطينيين / القدس ، 1997 ..

    19. لمن ترسم الحدود ، مجموعة من القصص العبرية ، ترجمة : سليمان ناطور ، اتحاد الكتاب الفلسطينيين / القدس / 1996 ..

    ********************************

    (*)باحث واكاديمي عراقي / استاذ اللغة العبرية والادب العبري واللــــــــغات العاربة ( اللغات السامية ) في جامعة الموصل

  2. #2
    مرور سريع ولي عودة برويه
    مع تقديري لجهدك الكبير
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    محاضر باللغة العبرية ، عميد متقاعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    1,068
    الاستاذة ريمة المحترمة
    كل التحية والتقدير على مرورك الذي اسعدني كثيرا ومرحبا بك وهلا وسهلا

المواضيع المتشابهه

  1. التراث والتجديد صوب فلسفة إسلامية جديدة
    بواسطة بوبكر جيلالي في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-15-2011, 09:20 AM
  2. الحرب وانعكاساتها في الادب العبري المعاصر / مع نماذج عبرية مختارة ومترجمة
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-09-2011, 09:57 AM
  3. قراءة في فلسفة الأدب العبري واتجاهاته
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-05-2011, 10:03 AM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-14-2008, 12:05 PM
  5. الادب العبرى
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-01-2006, 12:29 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •