نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
•(- " عَـذ َلوا الـفـتـى "-)•
عَـذلوا وقالوا: يكتب ُ الغَزَلا
.......... ما بالُه ُ عنْ شاغل ٍ شُـغِلا؟
أتراه ُ مَجبولاً على بَطـَـر ٍ
......... أم يألفُ الراحاتِ والكسلا؟!
يا لَلفتى ما أنَّ مِنْ ألـم ٍ
........... في مَرة ٍ، وتوهَّـمَ العِلَـلا
ضجَّتْ محافِـلُه ُ بنائـبة ٍ
....... تكوي القلوبَ، وتُمطِـرُ الـمُقَلا
ويُرَى ولا يُلفَى له أثـرٌ
......... بين َ البُكاة، ولا يَرى خَللا
والشعرُ في الآفاقِ مُنـتَدَبٌ
......... لِرثاءِ موطنِـه ِ وما حَـفلا
أيكونُ بَعدَ الغربة امتلأتْ
........ أردانُـهُ، فأراح َ وانشغلا؟
وأشاحَ وجهاً عن أَرومتِه ِ
......... ليظلَّ بالأغراب ِ مُـتَّـصِلا
.....
ماذا يقول فتىً لِموطنه ِ
........ وقد استطابَ الضيمَ واحتملا
وإذا الغريبُ سطا عليه ِ ضُحىً
....... وسَرىَ بأجمل ِ ما سَما وغَلا
يَستعجلُ الجانـي لِمنهَبـة ٍ
.......... ويُهـنِّئ الغازي إذا دَخَلا!
وهو الذي قد سامني عَنَـتاً
......... وأطاحَ بالأحلام ِ، بلْ قَـتلا
يكفيهِ ظُـلماً أنهُ بِـغَـدٍ
......... يطوي مُنايَ وبئسَ ما فَعلا
قد سرني طفلاً وآزرني
........ ثم ارتضى التنكيلَ بي رجُلا
ويسومُني ذلاً ووا جَلَدي
.......... لو لم يَسمْني حادثاً جَللا!
ماذا يقولُ الشعرُ فيه ِ، وما
....... فَرُتَ الفراتُ، ودجلة ٌ دَجَلا؟!
والكرخُ سال ٍ عن أحبته ِ
........... ما غاضني لو أنـهُ سألا
مُتفرِّقُ الحاراتِ مُكتـئب ٌ
....... خاوي النهى متفصِّل ٌ فِصَلا
شُلَّتْ يَـدا زمن ٍ يُفرِّقُـهُ
....... ومن استطابَ لبعضه ِ الشللا
حتى الـمَها ما عادَ يحملُها
........... جسرٌ ولا برصافة ٍ وُصِلا
أين الحُمولُ وتلك أمنيتي
........ ذاكَ الثرى.. لو مُهجتي حَملا
وهناك مطلع ُ كوكبي فَـغَدا
.......... في البُعد عن آفاقه ِ زُحَـلا
.......
يا الظالمُ المظلومُ يا وطني
......... قد كنتَ لي بين الدنى مَـثَلا
يا مُنتدى عُمري ومنـتجعاً
........... لم أنـتخبْ إلَّـاه ُ لـي بدلا
فلئنْ هجرتُك َكان لي سببٌ
........ أرمي بـهِ الطاغي ومَن عَذَلا
بَعُدتْ بأرضكَ غايةٌ ومُنى
......... ما كان أحلى لو دنتْ أُكُلا
قد كنتُ أحلم منكَ في رَغَد ٍ
......... ثمَّ ارتجعتُ أباركُ الوَشَـلا
ولقد غفوتُ بحزن ِ ثاكلة ٍ
....... وصحوتُ مِن فيضِ الأسَى ثَمِلا
خاوي الوفاض ِ أدورُ في كُثُبٍ
.......... لا نـاقةً أرقَى ولا جَـبلا!
هلْ في الحضيض ِ وكنتَ لي أفقاً
.......... تعلو بصفحته ِ الرؤى جَذَلا؟
وبدوتَ لي في الشامخات ِ فإنْ
.......... أغمضتُ عيناً صرتَ لي طَللا!
ماذا أحدِّثُ عنك يا وطني
......... والهم ُّ فوق َ الحادثاتِ عَـلا
ماذا أحدِّثُ عنكَ واحتجبتْ
............ عني ديارُكَ فِـتـنة ً وبِلى
فأرى سماءكَ غيرَ صافية ٍ
........... وأرى عُلاك ََ بوهلة ٍ أفَـلا
ها قد قطفتَ ثمارَ مَضيعتي
......... عَن شاهقٍ، ومَضغتَني عَسَلا
فبأيِّ معنىً نالَ مُنـتقِدي
............ مِنِّـي، وأيَّ فجيعة ٍ نَـقَلا
وبأيّ سيف ٍ قدَّنـي زمن ٌ
.......... وبأي كأس ٍ مِن دمي نَـهلا؟
فهل ارتجعتَ ترى نَـثيرَ دمي
.......... بـينَ الأقاصي، يلطخُ السبُلا
فيكون لي جرح ٌ يُطبِّـبُـهُ
......... آس ٍ، وها عَنْ صِحَّتي نَكَلا!
زادَ الضنى في الجسم عَن عَمَدٍ
.......... وهفا يزيدُ بـمُهجتي عِللا!
يَرتابُ مِنْ إغفاءتـي تَعِـباً
......... ويَغُض ُّ مِنْ إطلالتي بَطَلا!
فهل انتبهتَ فعُدتَ لي سَنداً
......... وجعلتَ غادرَ خيـبتي أمَلا؟
لا بلْ سدرتَ، وزدتَني نكداً
......... من حيثُ أطلبُ عندكَ الرَّفَلا!
.......
قد كنتُ أرجو في غدٍ فَرَجاً
.......... وقد انتظرتُ فلم تكنْ عَجِلا!
فمتى متى، ومتى متى، ومتى
.......... ألقى ثَراك َ بِمدمعي غُسِلا ؟
.......
.......
.......
––––•(-" مقـداد رحـيم "-)•––––
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عن موقع نور الشمس