-
باحث في علم الاجتماع
الغرب والإسلام من الوعد المشئوم إلى قرار التقسيم ضاعت فلسطين! (97)
مصطفى إنشاصي
تسارعت الأحداث بعد صدور قرار التقسيم وانتهت بالنكبة الأولى وإعلان قيام العدو الصه يو ني في 15آيار/مايو 1948، وتتالت القرارات لحل القضية الفلسطينية وصدوطر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) بتاريخ 11/12/1948، الذي نص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، ومنذ ذلك التاريخ وقفت أمريكا عقبة كأداء إلى اليوم في طريق تحقيقه!
لن نتحدث عن القرار ومضمونه ولكن سنتحدث عن الموقف الأمريكي الثابت من رفض عودة اللاجئين إلى ديارهم منذ اللحظة الأولى، وللآن لا يريد ساستنا ومفكرينا وخبراء القانون وغيرهم فهم ذلك والكف عن تضييع الوقت وتعليق الآمال على الصديقة أمريكا!
لم يعد خافيا على أحد الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في أربعينات القرن الماضي في دعم الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتأييد والضغط للإسراع في إقامة الكيان الصهيوني، وخاصة الضغوط التي مارستها على كثير من الدول التي كانت تعارض قرار التقسيم عام 1947م، من أجل إكراهها على التصويت لصالح القرار.
وما أن تم الإعلان عن قيام الكيان الصهيوني في فلسطين ليلة 15 أيار/مايو 1948م، حتى سارع الرئيس الأمريكي، وبدون التشاور مع أركان إدارته، بإعلان اعترافه بهذا الكيان، كما فعل الرئيس ولسون من قبل ووافق على وعد بلفور وتعهد بدعم وحماية الكيان الصهيوني عندما يتم إنشائه دون الرجوع لا لمستشاريه ولا للمؤسسات الحاكمة!
ومنذ ذلك التاريخ ألقت الولايات المتحدة بكامل ثقلها وتأييدها وراء الكيان الصهيوني غير عابئة برد الفعل العربي، كما لم تقم وزنا لخطورة هذا الموقف المتحيز على مستقبل مصالحها في وطننا. كما حددت الولايات المتحدة ثلاثة محاور رئيسة للعمل عليها لدعم الكيان الصهيوني. تمثلت في: إكساب هذا الكيان صفة الشرعية الدولية. إغداق المساعدات عليه حتى يقف على قديمه. ودفع الدول الغربية لضمان حدود ووجود هذا الكيان تحت غطاء إقامة التوازن في الشرق الأوسط، كسبيل وحيد للاستقرار في نظرهم.
والذي يقارن كثير من السياسات الأمريكية منذ ذلك الوقت، وخاصة الأعوام الثلاثة التي تلت قيام العدو الصهيوني، بكل المواقف والممارسات السياسية الأمريكية عبر العقود التي تلتها، وخاصة أثناء انتفاضة الأقصى المبارك ومفاوضات ما يسمى السلام، فإنه سيجد أنها متطابقة إلى حد كبير، إن لم يكن تماماً. فأمريكا لم تتوان في تنفيذ هذه الإستراتيجية نحو العدو الصهيوني لحظة واحدة منذ ذلك التاريخ، ففي 29/11/1948م دعت أمريكا مجلس الأمن للاعتراف بالعدو الصهيوني، ولكنها فشلت في ذلك. ثم دعت مجلس الأمن مرة ثانية في 11/5/1949م، ونجحت في استصدار توصية من الجمعية العمومية. وفي خط متوازٍ كانت تمارس سياسة الضغط على العرب من أجل تأمين الظروف للكيان الصهيوني في ظل حرب 1948م لتثبيت وجوده في الأراضي التي اغتصبها، فقد دفعت العرب تحت الضغط للموافقة على الهدنة الأولى في حزيران/يونيو 1948م، ثم ضغطت مرة أخرى للموافقة على الهدنة الثانية في تموز/يوليو، وقد كانت الهدنتين لمصلحة العدو الصهيوني.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى