-
باحث في علم الاجتماع
الغرب والإسلام من الوعد المشؤوم إلى قرار التقسيم ضاعت فلسطين (95)
مصطفى إنشاصي
في مثل هذا اليوم 29 تشرين ثاني/نوفمبر 1947 صدر قرار التقسيم 181 الذي بموجبه أقيم (كيان العدو الصهيوني) عام 1948، وهو لم يكن أكثر من توصية في أصله وتحول إلى واقع وقد نص على:
تقسيم فلسطين إلى دولة عربية ودولة يهودية وتدويل الأراضي المقدسة القدس وبيت لحم...!
ومما يؤسف له أن معظم الذين كتبوا عن الحركة الصهيونية وكيانها الغاصب في فلسطين غالباً كانت قراءاتهم للمشروع الصهيو – الغربي وأبعاده ضد الأمة والوطن قراءة بمنهجية علمانية معادية للدين أخطأت فهم العدو ومشروعه، وعلى الرغم من وضوح ما أخطأوا فهمه منذ سنوات وبسببهم غزة تباد الآن إلا أنهم مازالوا والإسلاميين الجهلة لم يدركوا:
أن مقولة اللورد البريطاني المتعصب لخرافات التوراة منتصف القرن التاسع عشر (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض) لا يعني بها التضليل بان فلسطين لا يوجد فيها شعب، إنما أجمل فيها كل أوامر الرب (يهو ه أو يا هو) بإستئصال وإبادة الشعب الفلسطيني لإقامة دولة الرب أو (إسر ائيل التو راة الخالية من أي عرق غير اليهود)!
لم يفهموا أبعاد عبارة اللورد بلفور صاحب الوعد في مذكرته لمؤتمر الصلح عندما اشترط على عصبة الأمم بعد التأسيس ومنح بريطانيا صك احتلال فلسطين أن يكون مشروط بتنفيذها وعد بلفور وإقامة الدولة اليهودية، وقوله:
علينا ألا نقيم وزنا لحياة سبعمائة ألف عربي ونحن نقيم الوطن اليهودي في فلسطين!
كما أنهم لم يفهموا أبعاد المادة التي تضمنها الدستور البريطاني الموضوع لفلسطين، وتنص على استثناء فلسطين وعدم تطبيق أيا من مواد القانون الدولي عليها!
ذلك بعض أخطاء القراءة العلمانية وإلا كانوا أدركوا من ذلك التاريخ أن مصير الشعب الفلسطيني هو الإبادة التامة لأن فلسطين سايكس- بيكو لا تتسع لا لشعبين ولا دولتين، ومازالوا بعد 77 سنة وكل ما حدث فيها يؤكد ذلك لم يدركوا ولن يدركوا...
كما أنهم ركزوا على الأبعاد السياسية في قرار التقسيم 181/1947 وكل القرارات والأحداث التي صنعت نكباتنا، ولم يقرؤوها بعمق ويركزوا على الأبعاد الاقتصادية وغايات الهيمنة على وطننا وثرواته البشرية والمادية، وجعل الكيان الصهيوني المركز لنظام إقليمي في منطقتنا، والمهيمن على كل شيء، وبقية أقطار الوطن توابع تدور في فلكه! ودعوة هرتزل منذ بداية تأسيس الحركة الصهيونية لقيام نظام سياسي واقتصادي يجمع الكيان الصهيوني والدول العربية المفترض أنها كانت حاضرة في أذهانهم وهم قريبو عهد منها: "ضرورة قيام كومنولث شرق أوسطي يكون لـ(دولة اليهود) فيه شأن فاعل، ودور اقتصادي قائد".
... يتبع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى