منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    تأمل هاوي قراءة

    هذه أسطر مستلة من "ذيل"كُليمة سابقة :

    الأسبوع الماضي قرأت نبأ وفاة الشيخ المقرئ محمود أبو الوفا الصعيدي .. رحم الله والديَ،ووالديّ ورحمه .. فاستمعتُ إلى سورة "مريم"بصوته الندي ..
    قرأ:
    ((قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا)) 18 -19
    ثم .. قرأ .. (( قالت أنا يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا)) 20 – 21
    سرح بي الخيال .. وتجاذبتني الأفكار .. "إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا" .. تختفي"قال"لتبرز"إنما أنا رسول ربك .." : رد قاطع .. طار بي إلى قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله تعالى) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. كأني أرى خوفه مما خُوف به .. ثم تخوفه بالرحمن!! لا بالمنتقم ولا بالجبار؟
    أما حين تعجبت عليها السلام (( أنا يكون لي غلام .. )) جاء جوابه هادئا .. ((كذلك )) ويقف الشيخ ثم ((قال ربك هو عليَّ هين ..))
    أما (( فهزي إليك بجذعة النخلة)) .. فلو كان الله – سبحانه وتعالى – معفيا أحدا من اتخاذ الأسباب .. لأعفى هذه النفساء .. وهي تحت الضغط النفسي الشديد .. بل أظن أن الذين كانواينحتون ((من الجبال بيوتا)) لم يكونوا يهزون النخل .. فليس من الأشجار التي تُهز!!
    و قرأ :
    ((ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغيا))
    فيا لله .. كيف عبر القرآن عن العلاقة الطاهرة"الزواج"بهذه الكلمة الحريرية .. ((لم يمسسني)) . . وكيف عبر عن عكسها .. بتلك الكلمة السيئة .. ذات المخالب((بغيا))!!
    أما قمة الألم .. والمعناة .. فحين أتت الطاهرة تحمل "صبيا" .. ((أتت به قومها تحمله)) .. فتتجلى صرختها ((يا ليتني مت قبل هذا ..)) .. بالنسبة لها .. قال لها خالقها – سبحانه وتعالى – ((فقري عينا ..)) .. أما معاناة أهلها ... وقد استقبلها ((قومها)) .. بتذكيرها بأخيها ... وأبيها .. وأمها .. لتطير النفس .. إلى سورة "آل عمران" .. وقول أم الطاهرة (( إني نذرت لك ما في بطني محررا)) .. فأي بون شاسع بين الموقفين!!!
    تتشوش ذاكرتي .. فتختلط الأسماء .. مريم بنت أبي بكر .. أم عائشة بنت عمران!!
    طاهرتان .. إن أردتَ تخيل معاناة الطاهرة الأولى .. فتذكر معاناة الطاهرة الثانية .. من "فرية : إشاعة" .. فكيف بالطاهرة التي تحمل .. "صبيا"بين يديها!!! وإن كان نطقه في المهد دليل براءتها.
    وكيف يُتصور أن تكون الطاهرة سببا في جلب الأذى .. لأهلها .. أخا وأبا وما .. في حالة الطاهرة الأولى .. وفي حالة الطاهرة الثانية .. الأسرة .. وفوق كل ذلك نبيها .. حبيبها .. زوجها .. صلى الله عليه وسلم.
    والعزاء .. في البراءة .. وفي قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
    )مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه( متفقٌ عَلَيهِ.
    ..نعود لسورة "مريم" .. وقد قرأ الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا "
    ورغم قراءته بأكثر من قراءة .. إلا أنها قرأنها "تُسَاقِطْ"ولم يقرأ بالقراءة الأخرى :
    "تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا"
    هذه القراءة .. تشعرني أن النخلة سقطت روحا .. قبل أن تسقط رطبا جنيا.
    قرأ الشيخ - رحم الله والديّ ورحمه - أيضا :
    "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ "
    تقول كتب اللغة أن "جاء" و"أجاء" بمعنى واحد .. ومع ذلك فإن الإنصات إلى "فَأَجَاءَهَا" . تعطي زخما للكلمة .. تصور ألم المخاض يدفع سيدتنا مريم - عليها السلام - دفعا.
    والله أعلم.

    أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني

  2. #2
    جزاكم الله خيرا
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •