كلمة Homo باللاتينية تعني بشر و منها أتى الطب البشري Human Medicine. لذلك فإن استخدام مصطلح "إنسان" في المصطلحات التطورية لترجمة كلمة Homo هو استخدام خاطئ تعريفاً. في اللاتينية الإنسان هو Vir و تعني الرجل Man و منها جاء تعبير الرجولة أو الذكورة Virility و فيه مافيه من العنصرية و التمييز فالمعروف أن المرأة في العرف اللاتيني لم تصنف مع جنس الإنسان لغياب نص إلهي قاطع يخاطب الناس صراحة *أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض*!
الحاصل يجب حصر استخدام كلمة إنسان في النسخة الأخيرة من البشر يعني البشر العاقل العاقل Homo Sapiens Sapiens بلغة التطوريين، و بلغة الإبراهيميين بني آدم.
لا يمكن مقارنة هذا الكائن بسواه فالهوة سحيقة بينه و بين باقي الكائنات، و محاولات مقارنته مع الكائنات الأخرى و تقريبه منها هي منحازة و عبثية *ولقد كرمنا بني آدم... و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً* (و تفضيلاً في الإعراب هي مفعول مطلق): شكلياً تسوية الشكل الخارجي جمالياً يعني نعومة الشكل و الجلد وزوال مظاهر الخشونة الخارجية ثم الإعتدال أي انتصاب القامة هي أهم الميزات *يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك* و من الداخل: اللغة و العاطفة *وعلم آدم الأسماء كلها* *فإذا سويته و نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين*. و زوال هذه الأخيرة أي العاطفة هو أكثر ما يهوي بالإنسان إلى المراتب الأدنى و كلما تدنت العاطفة كلما سقط الإنسان للمراتب الحيوانية الدنيا.
أي كم هناك من بشر و كم هو قليل فيهم الإنسان.
د. مراد محمد الخاني