مين فينا الحراميحيدر محمد الوائلي
لدى تتبع عشوائي لبرامجٍ سياسية من على جميع قنواتنا الفضائية المتحزبة والمنحازة لتوجه بعينه يبرز شيء جدير بالأشارة. أن جميع الطبقة السياسية العاملة في العراق غير فاسدة.الكل يدفع عنه تهمة الفساد.برلمانيين وزراء ومحافظين ومدراء دوائر والبطانة العليا المتنفذة في تلك الدوائر والمؤسسات. كلهم ينددون بالفساد المستشري وكلهم حُزناء حد الثكل لما ال إليه الوضع في العراق من خراب سياسي ودمار اجتماعي وكارثة خدمية وبلاء اقتصادي.كلهم يستنكرون.كلهم يدعو للأصلاح.كلهم وهم الذين حكموا العراق أو ساهموا بحكمه منذ سقوط نظام حكم صدام ولليوم ولازالوا يدعون للأصلاح وينددون بالفساد.بربكم...!!أرأيتم سفالة ونذالة أشد من هذه؟!أرأيتم قلة أدب وإستهتار بحق شعب منكوب كهذا؟!أرأيتم موت ضمير كمثل هذا الموت المطبق على ضمائر إدعت إنها تحمل في قلبها إسلام ووطنية وأخلاق.تعاضد القنوات الفضائية في تغطيتها الظلامية شبكات انترنت وصلاتها في وسائل التواصل الأجتماعي ببث مقاطع ووصلات خبرية تبرر أو تغطي أو تدافع أو تلمع عما حصل من فساد ودمار في العراق على مدى السنين الماضية.ومن الناس من هو مغفل ويساهم بنشرها مستغلين بساطة الناس.أحد أبرز الوجوه السياسية التي التصقت بمؤسسة الحكم منذ سقوط نظام حكم صدام يتغنى بالحرية ويطالب الناس أن تحمد الله على هذه النعمة كيلا تزول.يوهم الناس أن وجودهم هو سبب الحرية وأن لا حرية إلا بوجودهم.منهم من يلمع لجرائم القتل من على قناة اجنبية ويقول أنه ليس له دخل وهو مجرد مستشار امن وطني مستمر بالخدمة منذ سنوات طويلة وقد حصل في هذه السنوات الطويلة انتهاكات وجرائم من قبل قوى وميليشيات واجهزة دولة بحق الشعب الأعزل.خلاصة القول للسياسيين.لا تتوقعوا من سياسي سابق أو حالي أو رجل دين أو مسؤول في الدولة أن يعترف بخطأه أو مساهمته في الخطأ. وحتى المُعترف منهم فغرضه إبداء تواضع وندم وهمي لغرض كسب شعبي ليستمر في منصبه أو كسب مناصب مشابهة.يغيرون مسمياتهم الحزبية ويبقون على قذارتهم. ومهما غلفوا القذارة بغلافٍ جميل ونظيف فستبقى القذارة قذارة بل تتعفن أكثر.من هو نادم حقاً وتائب حقاً وضميره متألم عما جرى للعراق والعراقيين حقاً فليعتزل العمل السياسي ويترك منصبه الحزبي أو منبره الديني ويعترف بصراحة ليُنقي ضميره ويستسمح الناس عسى الله أن يسامحه.خلاصة القول للشعب.انتخبتوهم سابقاً وهرجتوا لهم سابقاً وبررتوا لهم سابقاً وضحكوا عليكم جميعاً مرات ومرات سابقاً ومنكم من لم ينتخب ولكنه كان طرفاً في تركهم يستحوذون على المناصب.لكم جميعاً أقول: ألم تتعلموا الدرس فقد مرت عليكم سنوات طويلة، خسرتم فيها املاك وأرواح من جراء الأرهاب الممول أكثره عراقياً سياسياً ودينياً، خسرتم الوطن وهيبته التي أصبحت كالشحاذ على أعتاب الدول الأخرى، خسرتم خيرات الوطن التي أثقلت جيوب أرباب السياسة والدين فجعلت منهم ومن ذويهم ومن يلوذ بهم ويستغلهم مترفين منعمين على حساب شعب أصبح عالة على نفسه.خسرتم حقوقكم في الصحة الممتازة والتعليم المتقدم والخدمات الأجتماعية الكريمة والخدمات العامة الرائعة فحصلتم من جميعها على صفات مغايرة تتمثل بالسوء والدمار رغم غنى الأرض بثروات وثروات. عنوان المقالة (مين فينا الحرامي) هي عنوان فيلم مصري بطولة عادل امام حيث أن له اخ توأم نزيه وهو حرامي، فيخبأ ما سرقه ويحتال على أخيه البريء البسيط بأن يسغفله للأستيلاء على ما خبأه من سرقات.يبدو أن في قصة الفلم تشابه مع واقعنا البائس.