منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الخطبة العربية

العرض المتطور

  1. #1

    الخطبة العربية

    بحثان مهمان ، نقلتهما لأهميتهما:
    فن الخطابة في صدر الإسلام





    الخَطَابة، فن . فن الخطابة أحد الفنون النثرية، وظيفته الإقناع، يختلف عن غيره بحضور المتلقي. فهو نص مُشافَهٌ به، ولذلك، لابد من توفر مواصفات في النص وفي مؤديه ليتحقق الإقناع والتأثير في الجمهور المتلقي. وقد اهتم النقاد العرب بمواصفات المؤدي وهو الخطيب، ومواصفات الأداء أي الإلقاء، ومواصفات النص الملقى . فتطلبوا في الخطيب جهارة الصوت وجمال الهيئة وحُسن النبرة وسلامة جهازه الكلامي من العيوب، كما أوصوا المؤدِّ ي بحسن الإلقاء وتوزيع مواضع الوقف توزيعًا جيدًا، وأن يقلل مما يُنفَر منه مثل التنحنح والسعال، وبعض الحركات المثيرة كالعبث باللحية والحركات المشينة .


    واشترطوا في الخطبة سهولة اللغة، بحيث يتحقق الإقناع، وأن يراعى في لغتها مناسبتها؛ فطالبوه بألا يستعمل ألفاظ الخاصة في مخاطبة العامة ولا كلام الملوك مع السوقة، بل يعطي لكل قوم من القول بمقدارهم. كما طالبوا الخطيب أن يراعي المتلقين واحتمالهم لمواصلة التلقي، ومن ثم يضع الإيجاز موضعه، والإطالة موضعها، أي يراعي في النص الملقى طولاً وقصَرًا استعداد المتلقين للتلقي، وعبروا عن ذلك بقولهم : لكل مقامٍ مقال .


    وتتنوع الخطابة بتنوع موضوعاتها؛ فهناك الخطابة الدينية والخطابة السياسية والخطابة الاحتفالية والخطابة القضائية .


    الخطابة عند العرب


    شاركت الخطابة الشعر في الإقناع والتأثير، إلا أنها كانت دونه في الانتشار والذيوع، وذلك لقابلية الشعر أن يُحفَظ وأن يُتناقَل وأن يُتداوَل في غير لحظة إذاعته، بخلاف الخطابة إذ هي صعبة الحفظ لنثريتها، وحاجتها للمشاهدة لتكون خطبة .


    الخطابة في العصر الجاهلي . كانت مهمة الخطابة في الجاهلية النصح والإرشاد، والمنافرة والمفاخرة والدعوة للسلم وحقن الدماء. ومسرحها الأسواق والمحافل والوفود على الملوك والأمراء. ومن أشهر خطباء الجاهلية قس بن ساعدة وسهيل بن عمرو الذي أسلم وحسن إسلامه، وكذلك لبيد بن ربيعة وهَرم بن قُطْبة الفَزاري وغيرهم كثير. وما وصل إلينا من تلك الخطب يغلب عليه السجع وهو على خطب الكهان أغلب .


    الخطابة في الإسلام . اعتمد الإسلام الخطابة لحاجته إلى الخطابة أداةً في التبليغ وتفنيد حجج الخصوم، وإعلان قيم الإسلام ومُـثُله وآدابه وأحكامه، فأصبحت وسيلة الدعاة المفضلة، بل صارت شعيرة من شعائر بعض العبادات. فهي جزء من صلاة الجمعة الأسبوعية وصلاة العيدين وصلاة الاستسقاء. وهي القناة لإبلاغ المسلمين عندما يحزبهم أمر أو يُلم بهم خَطْب أو تظهر الحاجة لاستنهاض الناس واستنفارهم .


    وبتقدم التاريخ العربي الإسلامي وتعدد الفرق الإسلامية، كانت الخطابة أداة الدعاية ومصارعة الخصوم، فاشتهر عدد من الخطباء حُفظت خطبهم وظلَّت تُتداول وتحفظ في مدونات الأدب والتاريخ .


    في صدر الإسلام كان الرسول صلى الله عليه و سلم أخطب العرب قاطبة، وأشهر خطبه تلك التي خطبها في حجة الوداع . وبالمثل كان الخلفاء الراشدون خطباء مفوهين، وعلى رأسهم علي بن أبي طالب، رضي الله عنه .


    وأصبح للخطبة تقليدٌ ومنهج، فهي تبدأ بحمد الله والسلام على رسوله، وتبعد عن السجع وتوُشَّى بآيات القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبويَّة والأثر مع الاستعانة بالأمثال والأشعار والحكم .


    في العصر الأموي ازدهرت الخطابة وبلغت ذروتها، وتنوعت أغراضها بين السياسي والديني والعقلي. وكان للأحزاب السياسية دور كبير في نهضة الخطابة، إذ كانت سلاحًا من أسلحتهم في الدعوة لأحزابهم ومبادئها. ويُعدُّ من أشهر خطباء الخوارج قَطَريّ بن الفجاءة وأبو حمزة الشاري الخارجي. ومن أشهر خطباء الشيعة الحسين بن علي والمختار الثقفي. أما لدى الزبيريين فإن عبد الله بن الزبير كان خطيبهم غير مدافع. وبالمثل كان الحزب الأموي الحاكم يوظف الخطابة لأغراضه السياسية، وكان الحجاج الثقفي وزياد بن أبي سفيان سيّدي المنابر غير منازعَيْن .


    وبجانب الخطابة السياسية، ازدهرت خطابة المحافل حين تفد الوفود على الخلفاء والولاة. ومن أشهر هؤلاء الخطباء سحبان وائل صاحب الخطبة التي سُمِّيت بالشَّوهاء، والأحنف بن قيس .


    وكذلك نهضت في هذا العصر الخطابة الدينية والوعظية والمنافرات، ومن أشهر من سادوا في هذا المجال الحسن البَصْري وواصل بن عطاء وخالد بن صفوان وغيرهم .


    وقد اشتهرت بعض الخطب مثل: خطبة زياد البتراء لعدم ابتدائها بالتحميد وعدم افتتاحها بالتمجيد. والخطبة الشوهاء لخلوها من الاقتباس من القرآن، وعدم تضمنها للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم


    والخطابة، وإن كانت فنًا قديمًا، فما زال لها حضورها في المحافل السياسية والمنابر الدينية .





    النثر في صدر الإسلام "


    الخطبة من الفنون النثرية التي انتشرت بعد مجيء الإسلام .


    لأنها تستخدم في الشعائر الإسلامية مثل :
    أ - خطب العيدين . ب - خطب الجمعة .
    جـ- نشر المبادئ والتعاليم الإسلامية . د - الحث على الجهاد


    ه- اتساع حدود الدولة الإسلامية . و - ضرورة الاتصال بين أرجاء الدولة .
    ما التغير الذي طرأ على الخطبة بعد ظهور الإسلام ؟
    أ- البعد عن التكلف والتخلص من الصنعة اللفظية .
    ب - الإفادة من القرآن الكريم . جـ- ترابط الأفكار .
    د - الإفادة من الحديث الشريف . هـ- نقاء المعاني والألفاظ .
    ما خصائص أو سمات الخطبة ؟
    أ - البدء بحمد الله . ب - الصلاة والسلام على رسول الله
    ما السبب في كثرة النصائح بعد مجيء الإسلام ؟
    أ - توافقاً مع روح الدين الإسلامي . ب - مبادئه السامية الظاهرة .
    فيم تتمثل روح الدين ومبادئ الإسلام ؟
    أ - الأمر بالمعروف . ب - النهى عن الفواحش .
    جـ - الدعوة إلى التعاطف والتعاون .
    : ما أثر الإسلام فى اللغة والأدب ؟
    أ - يعد مرصداً للعلماء . ب - حفظ اللغة من الضياع .
    جـ - اقتبس منه الأدباء . د - كشف عن فصاحة اللغة .
    هـ - أضاف إلى اللغة ألفاظاً ومعاني جديدة مثل الدعوة والتوحيد والقيم .
    لماذا كان القرآن مرجعاً للعلماء ؟
    لأنهم اعتمدوا عليه في وضع قواعد علوم [ النحو واللغة والبلاغة ] وغيرها .
    كيف صان القرآن الكريم اللغة العربية من الضياع ؟
    أنزله الله باللغة العربية وعليه فكل من يدخل الإسلام يلزمه تَعلّم اللغة التي نزل بها القرآن .
    بماذا ضمنت اللغة العربية الخلود وعدم الزوال ؟
    بالقرآن الكريم وأكد الله على ذلك في قوله : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) وحفظه كل من يعتنق الدين
    ما الألفاظ التى أضافها القرآن الكريم للغة العربية ؟
    تلك الألفاظ التي تدل على المعاني الشرعية مثل : (الزكاة - الصلاة - وغيرهما ) .
    ما المعاني السامية التي أضافها القرآن الكريم إلى اللغة العربية ؟
    أ - الحث على التوحيد . ب - الدعوة إلى التفكير في الكون وخلقه .
    جـ- الحث على القيم النبيلة كالخير والصدق والفضيلة العامة .
    ما الأغراض التي تناولها القرآن الكريم ؟
    ـ من الأغراض التي تناولها القرآن الكريم :
    العقائد - التشريع - الأخلاق والآداب - قصص الأنبياء والأمم السابقة وما فيها من عظة وعبرة فالقرآن جامع لكل أمور الدين والدنيا .
    كان لبلاغة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثر كبير في النثر الإسلامي وضح ذلك .
    اعتمد عليه المفسرون والفقهاء واستمدت منها اللغة أفكاراً وأساليب جديدة وتأثر بأسلوبها الخطباء والشعراء والكتاب .
    ما سمات الحديث النبوي ؟ أو بمَ تتميز الأحاديث النبوية ؟
    سمات الحديث النبوي :
    أ - تنوع أغراضه وشرف مقاصدها .
    ب - الإيجاز .
    جـ - جمال الألفاظ وترابط المعنى وسلامة الأفكار .
    د - بعدها عن الغرابة والتعقيد .
    هـ - قوة التأثير والإقناع .
    ما أهم أغراض الحديث النبوي ؟
    أ - شرح الغامض من القرآن الكريم .
    ب - تفصيل المجمل من القرآن الكريم .
    جـ - تناول تعاليم الحياة .
    د - تناول تعاليم الدين كالعقائد والتشريع .
    ما أثر الحديث النبوي في اللغة ؟
    أ - سهّل على المفسرين فهم القرآن الكريم .
    ب - أعطى اللغة أفكاراً جديدة .
    جـ - أضاف للغة أساليب مبتكرة .
    ما أثر الحديث النبوي في الأدب ؟
    - سار الأدباء على نهج الأحاديث .
    ب - استشهد الأدباء بالأحاديث على صحة أفكارهم .
    ما مظاهر تفاعل الأدب بالإسلام في فترة صدر الإسلام ؟
    سار الأدب يدعو إلى الدين الجديد وأخذ يوضح مبادئه الكريمة السامية مسترشداً بهدى القرآن الكريم متأثراً بأسلوبه وسحر بيانه ومتأثراً بالحديث الشريف
    http://www.startimes.com/?t=15977469
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  2. #2

    رد: الخطبة العربية

    تطور الخطابة الإسلامية

    عبد الكريم البوغبيش

    المقدمة:
    الخطابةهغŒ احدغŒ الفنون الادبغŒة التغŒ کا ن لهاالدور الاساس في بثّ الدعوةالنبوية ولولافصاحةالرسول الاکرم وبلاغة لسانه لما أُستجغŒبت من قبل الجمهورالفصغŒح آنذاک وکمانعلم کانت مکانةالخطابةوالشعررفغŒعةالمستوغŒ فغŒ عصرماقبل الاسلام والعصرالاسلامغŒ ، فلهذا نرغŒ الاعجازالنبوغŒ اعجاز ادبغŒّ سماوغŒّ غŒتحدغŒ الجمغŒع ولم غŒستطع شخص الاتغŒان بمثله ولوباغŒة واحدة، فلقدعجزکبار الخطباءوالبلغاءتحدغŒ القران الکرغŒم ، ونحن فغŒ هذا المقال الوجغŒزتحدثنا عن الخطابةوتعارغŒفها الّتي وردت فغŒ کتب الادب العربغŒ نشأتهاوتطورها في العصرالجاهلِي مع ذکرلاغراضها، وبعدذلک تحدثنا عن النثرالفني في عصر صدرالاسلامِ واسالغŒبه وذکرنا اهمغŒّةالخطابةمن خلال النص القرآني، ثم أتغŒنا باغراض الخطب الاسلامغŒّة، فمنها دغŒنغŒة، ومنها عسکرغŒّةوجهادغŒّةوأخرغŒ سغŒاسغŒّة، مع نماذج مختصرة، وفغŒ ختام هذه المقدمة اذکربانه لانقصدمن الخطابةالاسلامغŒة خطابةالعصرالاسلامغŒ بل کل ماغŒتعلق بالخطب الاسلامغŒة دون تحدغŒدعصر.


    تعريف الخطابة :
    عُرِّفت الخطابة بتعاريف عدغŒدة ، لا يتباعد بعضها عن بعض ولكن منها ما ليس جامعاً لكل أنواع الخطبة وجزيئياتها، ومنها ما ليس مانعاً من دخول أشياء معها مثل : الوصايا والدروس والإعلانات وماشابه هذا.
    وقدوردت تعارغŒف کثغŒرة للخطابة نأتغŒ بنماذج منها:
    الخطابة:فن مخاطبةالاخرغŒن بطرغŒقةالقائغŒّةتشتمل علغŒ قوّة تتکلّف الاقناع الممکن فغŒ کل واحد من الامور المفردة، وهو ما غŒسمّغŒ بالغŒونانغŒةالروطورغŒقا».[1]


    وغŒقول الاستاذابراهغŒم البدوغŒ:«إنّالخطابة إحدغŒ الفنون الراقغŒةالتغŒ غŒحتاجها الانسان خاصةًالعلماء والمفکرغŒن ومبلغغŒي الرسالة الإلهغŒّةوخدمة أهل الوحي والائمةوالسائرغŒن علغŒ درب الإصلاح والتحرغŒر والسالکغŒن طرغŒق القغŒادة والتدبغŒر...».[2]


    وغŒقول اغŒضاً:
    «والخطابة فغŒ الحقغŒقة فن الانسان فغŒ عملغŒة التأثغŒرعلغŒ الإنسان الآخرفغŒ کلّ القضاغŒاالمتصلة بحغŒاته المفتحة علغŒ المسؤولغŒة العامّةفغŒ حرکته فغŒ المسغŒر، فغŒ الدنغŒا والآخرة».[3]
    والخطابة هي أشدّ الانواع الادبغŒة التزاماً، لأنّّها تهدف ابداً الغŒ التأثغŒر والإقناع، معبّرةً عن عقغŒدة الخطغŒب ورأغŒه فغŒ مشکلات الموجود، تشتدّ بإشتداد الأزمات الّتي ترتبط ارتباطاً جذرغŒّاً بمصغŒر الجماعة وتقرغŒر مستقبلها وترجحها بغŒن النزعات والتغŒّارات التغŒ تحدق بها...».[4]


    «الخطابة کانت من الفنون الأدبغŒّةالتي بلغت من الکمال حدّاًبعغŒداًوفغŒ الغŒونان قدبلغوا بهذا الفن وذلک ، لأنّ خطوطهم السغŒاسغŒّة کانت ترتکز الغŒ حدّ بعغŒدعلغŒ قدرتهم الخطابغŒّة...».[5]
    الخطابة:«هي شئ فغŒ جمغŒع الامم وبکل الاجغŒال إلغŒه اعظم الحاجة حتغŒ الزنج الّذغŒن کانوا رعاةً والفلاحغŒغŒن».[6]


    وجاءفي کتاب صناعة الخطابةللسغŒدعبدالحسغŒن القزوغŒني في تعرغŒف الخطابة:«أنّهاضرب من الکلام غاغŒته التأثغŒرفغŒ الجمهور عن طرغŒق السمع والبصر وهي فطرغŒّة فغŒ الانسان کالنطق ».[7]
    وبعد ذکرما ورد من تعارغŒف للخطابة نلاحظ أنّ الخطابة هغŒ من اهمّ الفنون الادبغŒّةالّتي تهدف الغŒ إغŒصال خبرٍ أوفکرةٍ ما لجماعة من المستمعغŒن علغŒ نحو مؤثر ومقنع ، وهکذا نرغŒ الإقناع والتأثغŒر هما غاغŒتا الخطابة ومحوراهاالرئغŒسغŒان، قال الله تعالغŒ فغŒ محکم کتابه:«وعظهم وقل لهم فغŒ أنفسهم قولاًٌبلغŒغاً».[8]
    وأغŒضاًمن غاغŒاتها إرشاد الناس الغŒ الحقائق وحماهم علغŒ ماغŒنفع فغŒ االعاجل والآجل، وهي معدودة من وسائل الرغŒاسة والزعامة، وکانوا غŒعدّونهاشرطا ًللإمارة فهغŒ تکمل الانسان وترفعه الغŒ قمم المجد والشرف والعزّة.


    نشأةالخطابة العربغŒّة:


    مما لا شکّ فيه أن عرب ماقبل الاسلام كانت لهم خطب قوية وأنهم اعتمدوا عليها في مواقفهم الهامةوالمصغŒرغŒّة واستعملوها في مجتمعاتهم ودعواهم للحرب والغزو أو السلم والسلام فقد ذهب الكثير من هذه الخطب مع الزمن وحفظ لنا التاريخ قليلاً منها كما حفظ أسماء خطباء كانوا مشهورين ولم يبقَ من خطبهم شيء وذلك لفشوّ الأمية ، وبُعد الزمن.
    وقد كانت أسباب الخطابة متوفرة لعرب ماقبل الاسلام أي الجاهلية، فهم متمتعون بحرية قلما توفرت لغيرهم ولهم مقدرة قوية على الحديث، واللغة العربية ذات نغم يثير المتكلم والسامع ويبعث الخطيب على الاستمرار في حديثه ولهذا كانت لهم مقدرة على الکلام المرتجل ومواجهة المواضغŒع التي تطرأ من غير أن يكونوا قد اعدوا له حديثاً من قبل، وعلغŒ هذا النمط الارتجالي تأتي على السنتهم العبارات البليغة والحكم الصائبة قال الجاحظ : « فما هو إلا أن يصرف العربي همه إلى جملة المذهب وإلى العمود الذي إليه يقصد فتأتيه المعاني إرسالاً وتنهال عليه الألفاظ انتهالاً "»[9] ولا يعني هذا أن کلّ خطابهم كانت مرتجلة.


    أغراض الخطابةالجاهلغŒّة:


    دارت الخطابةالجاهلغŒة فغŒ نطاق البغŒئة الّتي نشأت وترعرعت فغŒها، فکانت خطابةبطولةوفروسغŒّةغŒفوه بها الخطباءللدعوةالغŒ القتال والحضّ علغŒ النزال،
    وکانت خطابةدفاعٍٍٍ أوصلحٍ وسلام؛وکانت خطابةمفاخرةأومنافرةأمام حکم غŒحکم، أوفي حضرةملکٍ تمغŒل بمغŒله کفّةُالمغŒزان.[10]


    وکانت خطابةُزهدٍ تدعوالناس الغŒ الصدوف عن بهارج الدنغŒا والتعلّق بحبال الاخرة؛وکانت خطابة کهّان غŒسجعون سجع الحمام فغŒ سبغŒل هدف غغŒبيّ غŒُطلقون وراءَه الاقاوغŒل ، وغŒنصبون علغŒ جوانبه الأحابغŒل؛ کانت خطابةُزواج غŒُعقَ وغŒبارک، أو خطابةُموتٍغŒُلمّ فغŒفجع، وغŒرمي القلوب في هوّةٍسحغŒقةٍمن الحزن، وغŒحمل علغŒ التأمّل في حقغŒقةالوجود؛وکانت اخغŒراًخطابة وصاغŒا غŒتوجه بها الطّاعنون في السنّ الغŒ أبنائهم أحفادهم للسغŒربهم فغŒ سبغŒل الخغŒروالشرف...[11].


    وأما قغŒمةُ هذه الخطب من حغŒث الفصاحةوالبلاغةنجدها في ذروةالبغŒان خاصةعندالکهّان واشباههم من الذغŒن غŒتسلّحون بذرابة اللسان وعنف البغŒان، ونستطغŒع القول بأنّ الأمة العربية قد بلغت من الفصاحة والبلاغة والبيان ما لم تبلغه أمة من الأمم قبلها أو بعدها وكان الشعراء والبلغاء هم فخر القبيلة وعزها ومجدها وإذا قالوا فقولهم كان بمثابةالتنزيل عندأقوامهم وإذا تكلموا فكلامهم رافع خافض ، وبلغ من عز الكلمة وشرفها ومكانتها أن كانت تعلق في جدران الكعبة أقدس مكان عندهم وأعز بنيان لديهم وكان من أشهر خطباء العرب : قس بن ساعدة الإيادي ، وقغŒس بن خارجة بن سنانة خطيب داحس والغبراء ، وعتبةبن أبغŒ ربغŒعة، سهغŒل بن عمروالأعلم، ونفغŒل بن عبدالعزّغŒ، وابوعمّار الطائي، وهانغŒ بن قَبغŒٌصة، وسعدبن الربغŒع و...
    نموذج من خطب الجاهلغŒة لقسّ بن ساعدة الإغŒادي:


    هوخطغŒب العرب قاطبة، وبه غŒضرب المثل في البلاغةوالحکمةکانغŒدغŒن بالتوحغŒد، وغŒؤمن بالبعث، وغŒدعوالعرب إلغŒ نبذ العکوف الغŒ الاصنام وعبادتها، وغŒهديهم وغŒرشدهم الغŒ عبادةالخالق.ومن خُطَبِه التي خَطبها في سوق عکاظ قبل البعثة النبوغŒّةنأتي بهذا الخطبةکنموذج للخطب الجاهلغŒّة وهي:


    أغŒّها النّاس اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات:وکلّ ما هو آتٍ آت، لغŒلٌ داجٍ ونهارٌساجٍ وسماءٌ ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحارٌ تزخروجبال مُرساة، وأرض مُدحاةوأنهار مُجراة، إنَّ في السماء لَخبرآًوإنَّ فيالأرض لعِبراً ما بال النّاس غŒذهبون ولاغŒرجعون أَرضوافأقاموا؟أم تُرکوا فناموا؟غŒقسم بالله قسماً لاإثمَ فغŒه إنَّ لله دغŒناً هوأرضغŒ لکم وأفضلُ من دغŒنکم الذي أنتم علغŒه، إنکم لتأتون من الأمر منکراً.[12]
    نلاحظ في هذه الخطبة المذکورة أعلاه أنّ خطغŒب العرب وحکغŒمها غŒعتمد علغŒ اسلوب السجع الموسغŒقيّ بعبارات قصغŒرة وتشابغŒه واستعارات کثغŒرة ، شدغŒدة الوقع في قلب السامع وعاطفته.غŒقول الفاخوري :«انّه غŒنقضبخطبه علغŒ سامعغŒه انقضاضاًلکي غŒقتلعهم من ذواتهم المادغŒّة وغŒنلهم الغŒ ذواتهم الروحغŒّةفغŒرتفعوامن صَنَمغŒّتهم الغŒ عبادةالله الحقّ.وهکذا فخطابته رسالةتبشغŒرغŒّةتُوقظ الضمائر وترغب في الخغŒروالحسنغŒ.[13]


    الخطابة الاسلامغŒة وأنواعها:


    قبل الدخول فغŒ الکلام حول الخطابةفغŒ صدرالاسلام ومواضغŒعها رأغŒت من المستحسن ان اتحدث بصورة موجزة عن النثرالفني فغŒ هذا العصر:


    النثر في عصر صدر الإسلام:


    ذکرنافغŒماسبق أنّه کان للعرب نثرلم غŒصل الغŒنا منه الکثغŒرإلا ما رُوي من أمثالهم وحکمهم ووصاغŒاهم وخطبهم ومنافراتهم ومفاخراتهم ومحاوراتهم ونثرکهّانهم المسجّع، ثمّ جاءت الدعوةالاسلامغŒّة ونزل القران الکرغŒم بلسان عربيٌّ مبغŒن علغŒ غŒد نبغŒّ أمغŒن، واختلف العرب حغŒال ما وصل الغŒنا من نثرجاهليّ بغŒن مکّذبٍ ومصدّق فازدادت دواعي الحجاج والکلام والخطابة، وأخذغŒزدهروغŒنمووغŒسمووغŒقوغŒ.
    ولقدکان فغŒ کلام الباري عزّوجلّ والحدغŒث النبويّ ألوان رائعةکثغŒرةمن المعاني الشرغŒفة والأسالغŒب الرائعة والالفاظ الساحرةالخلّابةفاقتدغŒ بهما العرب ، ونهلوا من موردهما، وأخذواغŒصوغون أدبهم علغŒ مثالها، فاتسعت أغراض النثر واستحکمت أسالغŒبه وعذبت ألفاظه وعمقت معانغŒه.
    ومن الجدغŒربالذکرأنّ القران الکرغŒم والحدغŒث النبوغŒّ الشرغŒف جعلا للنثر دولةو وضعاه في مکانةأسمغŒ من مکانةالشعر ، فاصبح هو اهم ّألوان الادب في ذلک العصر.


    ما هي مواضغŒع النثر الفني في هذا العصر؟


    شملت موضوعات النثر الفنغŒ في هذا العصرما غŒلي:


    1-الدعوة إلغŒ العقغŒدة الإسلامغŒّة وبغŒان مبادئها وغاغŒاتها وأهدافهاالمثلغŒ الکرغŒمة.


    2-بغŒان السغŒاسة الشرعِيةوالاجتماعغŒّة.


    3-الخطابةفي الأمور الجامعة والحوادث الماجئة وفي المناسبات الکثغŒرة.


    4-اصبح أداة الدعوة والدولةولسان المدنغŒّةالإسلامغŒّةکافة.


    5-کتبت به الرسائل الدغŒنغŒّة والسغŒاسغŒّة.


    معاني النثر الإسلامي في هذاالعصر:


    1-کانت تتبع من مَعغŒن النبوة وأدب القران الکرغŒم من الدعوةإلغŒ التوحغŒد والخُلق والفضغŒلةوالحقُ والخغŒروالإخاء الإنساني وتقرغŒر الاغŒمان بالله وأنبغŒائه وکتبه وملائکته والغŒوم الآخرة.


    2-کانت معانغŒه تصدر عن عقل خصب وذهن متوقّدوتفکغŒر منظم.


    3-وتمتازبحرارةالاغŒمان وقوّةالعقغŒدةفغŒها وبغلبة الروح الدغŒنغŒ علغŒها.


    4-وهي فوق هذا کلّه صورةللحغŒاةفي هذا العصر الکرغŒم بما اشتمل علغŒه من فتوحات وإنتصارات وأحداث سغŒاسغŒّةوثدرات فکرغŒّةوإجتماعغŒّة.[14]


    أسلوب النثر الاسلامي:


    جاءفغŒ کتاب الحغŒاةالأدبغŒّة بعدظهورالاسلام للخفاجي أنّ النثرالاسللامي إمتازاسلوبه بحسن السبک وجمال رصفه وقوّةنظمه وإحکام فصوله والتئام أجزائه وذلک من تأثبرهم بالقران الکرغŒم والحدغŒث النبوغŒّ الجلغŒل ؛کما غŒمتازببعده عن الغرابةوالاستکراه والسجع المتکلّف والخطأفي مقامات الکلام ومقتضغŒات الأحوال ؛کماغŒمتاز بکثرةمافغŒه من اقتباس من القران وکلام الرسول صلّغŒ الله علغŒه وآله وسلّم وبقوّته و وضوحه وجلاله وسلاسته مماتجده واضحاًفي الآثارالفنغŒّة الأدبغŒّة الّتي حفل بها هذا العصر[15]


    الخطابة الإسلامغŒّة:


    فجّر الإسلام الکثغŒر من الطاقات البشرغŒّة الکامنة عند الإنسان العربغŒِّ حغŒن تجسّد في عقولهم وصدورهم؛ بمعنغŒ أنّ الدغŒن الجدغŒد قدّم لهم الحوافز الفکرغŒّة والوجدانغŒّة لتظهر فصاحتهم وبلاغتهم الأدبغŒّة بأجلغŒ مظاهرها في هذا العصر ، ثمّ إنّ التبدّل السغŒاسي والاجتماعي والاقتصادي في حغŒاة الناس جاء لغŒشحّذ أذهانهم وغŒکثر من دواعي القول عندهم، وذلک حغŒن أصبحت الخطابة لسان الدعوة الإسلامغŒّة وأداتها الأولغŒ الّتي تد عو العرب إلغŒ نبذ العقائد الجاهلغŒّة، وتحثّهم علغŒ الدخول في الإسلام واعتناقه الّذي غŒخرجهم من الظلمات إلغŒ النور؛کما کان من الواجب علغŒ الر سول وخطبائه أن غŒردّوا علغŒ وفودالقبائل العربغŒّةوخطبائهم للکشف عن أکاذغŒبهم وإظهارمفاسدهم الّتي غŒقغŒمون علغŒهاوشرح محاسن العقغŒدة الاسلامغŒّة الّتي تضمن لهم العزّفي الدّنغŒا والسعادةفي الآخرة.


    ولها دورها الخاص في الحغŒاةالغŒوميةللمسلمغŒن لتقرغŒب تعالغŒمها إلغŒهم وتعمغŒق فهمهم لدغŒنهم الجدغŒدوتبغŒن أحکامه في الحلال والحرام ووتنظغŒم علاقاتهم ومصالحهم، وحلّ مشاکلهم في ضوء مبادئه وأحکامه.
    وکان للخطابةدور هام في موضوع الجهادوالفتوحات الاسلامغŒّةحغŒن کان القادةوالمرشدون الدغŒنغŒون غŒلهبون مشاعر عساکرهم بما أعدّ الله من خغŒر للمجاهدغŒن والشهداءفغŒتسابقون إلغŒ مغŒادغŒن الحرب والقتال من غغŒرخوف أو رعب غŒرُجف الصدورلتحقغŒق النصرأوالشهادةفي سبغŒل الله، کلّ هذا الاغŒمان مرضاةً لله جلّ وعلا«عجلّتُ إلغŒک ربّي لترضغŒ»[16]


    أهمية الخطابة من خلال النص القرآنيّ :


    لقد نوه القرآن الكريم على مدى عظم البيان بالقول وصلته بالرسالات والدعاة في غير ما موضع فمن ذلك أن الله عز وجل كرّم الإنسان وامتنّ عليه بأن جعل له جزءاً من أعضائه يستطيع به البيان والإفصاح عن مراده والتعبير عن شعوره وأفكاره ، قال الله تعالغŒ: « ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين»[17] ومما يبين قدر هذه النعمة والإحساس بعظمتها النظر إلى من حرمه الله من هذه النعمة أو من بعضها ، فعندما عرَّض عدو الله فرعون بعلة لسان رسول الله موسى فيما حكاه القرآن من قوله : « أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين».[18]


    عندما حدث ذلك وبعد أمر الله عزّ وجلّ موسى بدعوة فرعون ومن معه دعا ربه أن يؤيده بأخيه هارون قال عز وجل :« قال ربي أني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولا ينطلق لسان فأرسل إلى هارون ».[19]


    وقال تعالي حاكياًعن لسان موسغŒ:


    « وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني أني أخاف أن يكذبون* قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ»[20] ، فكانت فصاحة أخيه من عوامل ترشيحه للرسالة وشد عضد أخيه.
    وفي قُدوم وفد بني تميم على الرسول - صلى الله عليه وسلم - صورةٌ واضحةٌ لعِظم أثر الخطابة في الدعوة الإسلامية، وقد ساقها المفسرون والمؤرخون: أنهم قدموا عام الوفود واجتمع الناس في المسجد، ونادَوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخرج إليهم وهم المعنيون بقوله تعالى: «ِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ» [21].


    فلما خرج إليهم قالوا: جئنا نفاخرُك ونشاعرُك بخطيبنا وشاعرنا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما بالشعر بُعِثْت، ولا بالفخار أمرت، ولكن هاتوا».فقال الزبرقان بن بدر لشاب: «افخر واذكر فضل قومك»، فقال: «الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالاً نفعل فيها ما نشاء، فنحن من خير أهل الأرض، من أكثرهم عددًا ومالاً وسلاحًا، فمن أنكر علينا فليأتِ بقولٍ هو أحسن من قولنا، وفعلٍ هو أحسن من فعلنا».


    فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لثابت بن قيس بن شماس - وكان خطيبه : «قم فأجبه»، فقال: «الحمد لله، أحمده وأستعينه، وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، دعا المهاجرين من بني عمِّه أحسن الناس وجوهًا وأعظمهم أحلامًا فأجابوه، والحمد لله الذي جعلنا أنصارَ دينه، ووزراء رسوله، وعِزًا لدينه؛ فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاَّ الله، وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمَن قالها منع نفسه وماله، ومن أباها قتلناه، وكان غرمه علينا هينًا، أقول قولي هذا، وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات».
    ثم قام شاعرهم فأنشد، ثم أجابه حسان - رضي عنه - فقال الأقرع بن حابس - رئيس الوفد: «والله، ما أدري: ما هذا الأمر؟ تكلم خطيبنا فكان خطيبُهم أحسنَ قولاً، وتكلم شاعرنا فكان شاعرُهم أشعرَ وأحسَنَ قولاً"، ثم دنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأنك رسول الله».[22].
    وإننا نلاحظ مدغŒ اهمغŒةالخطابةودورها البنّاءفي نشرالدغŒن الجدغŒد وهي إحدغŒ الفنون الادبغŒّة الّتي ساهمت بصورةمغŒاشرةوفعّالةفي تثبغŒت الإسلام و إحکام بنغŒانه ونشره فغŒ الجزغŒرةالعربغŒة ومن ثم بثه في ارجاءالمعمورةولولا وجود الخطباء الاکفغŒاء لماانتشرالاسلام هذاالانتشارالواسع ولماا حتلّ هذه المکانة المرموقة في صدور الناس وعقولهم ، نعم ، وجود خطباءکفء في مقدمتهم من أُنزل علغŒه کلام الله الذي هدغŒ به البشرغŒّة من الظلمات الغŒ النوروهو الرسول الأکرم محمّدصلغŒ الله علغŒه وآله وسلّم غŒنطق بلسان عربغŒّ مبغŒن، غŒقو ل تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ» [23]، أي: البيان الذي يصحبه الإقناع ويثمر الاستجابة كما عاب العجز عن الإبانة في مقام الخصومة يصحبه الإقناع ويثمر الاستجابة، كما عاب العجز عن الإبانة في مقام الخصومة وإثبات الحجة في قوله تعالى عن النساء: «أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ» [24]، أي: لعجزهن عن مواجهة الخصم وإقامة الحجة.


    أنواع الخطابةالاسلامغŒة:


    تعددت انواع الخطابة ومواضغŒعهافي العصرالاسلامي ، فهي تُلقغŒ في کثغŒر من المحافل الاجتماعغŒّةوالسغŒاسغŒّةوالدغŒنغŒّة والادبغŒّةوغغŒرها ، فاصبحت تتماشغŒ ومقتضغŒات الحال فمنها خطب دغŒنغŒّةوخطب سغŒاسغŒّة، وجهادغŒّة، والعسکرغŒة، والقضائغŒّة، والتأبغŒنغŒّةوغغŒرهاولکن نحن لسنا بصدد التعرغŒف غŒهاکلها، بل سنتحدث عن اهمّ انواع الخطابة التي لعبت دوراً ممغŒزاًوهامّاً في توسغŒع ونشر الدغŒن الجدغŒد الاسلامي مع ذکر نماذج من فحول الخطباء الاسلامغŒغŒن علغŒ رأسهم الرسول الاکرم صلغŒ الله علغŒه وآله وسلّم وفغŒ ماغŒلي شرح لبعض انواع الخطب الاسلامغŒّة:


    1-الخطابةالدغŒنغŒّة:


    من اهمّ الخطب الاسلامغŒّة تلک الّتي کانت تُلقغŒ علغŒ مسامع النّاس لإرشادهم الغŒ الله عزّ وجلّ وبغŒان احکام دغŒنه.
    وقد وردت تعارغŒف متعددةللخطب الدغŒنغŒّة في عدغŒد من الکتب الادبغŒّة نأتي بعضٍ منها:
    الخطب الدغŒنغŒّة:«هي الخطب الّتي تُلقغŒ في المساجد والکنائس ، متعمدة التأثغŒرعلغŒ السامعغŒن وحضهم علغŒ الفضغŒلة وترک متاع الدّنغŒا».[25].


    «وهي الّتي تُلقغŒ لوعظ النّاس وإرشادهم وتبصغŒرهم في شؤن دغŒنهم وتوضغŒح عقائدهم وحثّهم علغŒ المعروف ونهغŒهم عن المنکر».[26]


    لاحظنا مماسبق من تعارغŒف أنّ غاغŒة الخطب الدغŒنغŒّة هي ارشاد الناس الغŒ تقوغŒ الله وکسب رضاه ونغŒل سعادة الدّنغŒا والآخرة.
    من الخطب الدغŒنغŒةنأتي بنموذج مقتطف من خطب سغŒدالخطباءالرسول الاکرم علغŒه افضل الصلاةوالسلام:
    بُعث الرسولُ الاکرم علغŒه أفضل الصّلاةوالسلام في الأمة العربية بمعجزة لم يأتِ بها نبيٌّ أويُبعث بها رسول، ألا وهي كتاب يتلى وبيان يقرأ ، فاق كلام البشر وقدرة الخلق وبلاغة الإنس والجن إلى يوم القيامة وصدق الله عز وجل إذ قال: « قل لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا »[27] وكان رسول الله أفصحُ النّاسِ وأبلغُهم وأخطبُهم ، وخطبُه محفوظةومدوّنة.


    قال رسول الله صلّغŒ الله علغŒه وآله وسلّم بعدحمدالله ثنائه :« ايها الناس انّ لکم معالِم، فانتهوا الغŒ مَعالمکم و انَّ لکم نهايةً فانتهوا الغŒ نهايتکم فانّ العبد بين مخافتين أجَل قد مضغŒ لايدري ما الله فاعل فيه و أجل باقٍ لايدرغŒ ما الله قاضٍ فيه. فَلياخُذ العبد من نفسِهِ لِنَفسِهِ و من دنياه لِآخرتِهِ و من الشبيبة قبل الکبر و من الحياة قبل الممات. فوالذغŒ نفسُ محمدٍ بيدهِ. ما بعد الموت مِن مُستَعتَب و لا بعد الدنيا من دابرٍ الاّ الجنة أو النار.»[28]


    إنَّ خطب الرسول کثغŒراًماتکون قصغŒرة العبارات کثغŒرةالمعاني، وفغŒها حثٌّ للاعمال الصالحة ونهيٌّ من ارتکاب الباطل ، فغŒها تبشغŒر وفغŒهاوعغŒد، تبغŒشر بالجنة ووعغŒد بجهنّم.وهي من حغŒث الإلقاءتکون ارتجالغŒّة ، تُبدأبالبسملة وحمدوثناءالباري تبارک وتعالغŒ ، لأنَّ الخطبة التي لا تفتتح بالحمد لله تسمى« بتراء » كخطبة زيد بن أبيه بالبصرة في عصر بني أمية ، و الخطبة التي تخلو من الشهادة بعد الحمد لله ، تّسمّغŒ «جذماء»ومما يؤكد ذكر الشهادة في خطبة الجمعة. قال رسول الله : « كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء » والجذماء هي المقطوعة.


    ومن خصائص خطب النبغŒّ محمّد علغŒه افضل الصلاةوالسلام أنّها تُفتتح بـ«ا لحمدلله ونستعغŒن بالله، نؤمن به ونتوکل علغŒه ونستغفره ونتوب إلغŒه ونعوذبالله من شَرور أنفسنا ومن سغŒئات اعمالناومَن غŒهدِه الله فلا مُضلّ له ومن غŒُضلل فلا هادي له واشهدألّا إله إلا الله وحدَه لا شرغŒک له.وبعضٌ منها تفتتح بهکذا عبارات:أُوصغŒکم عبادالله بتقوغŒ الله وأحثّکم علغŒ طاعته، أو بذکر «الله أکبر».[29]
    وتُختتم بذکر السلام علغŒکم وعلغŒ رسول الله ورحمةااللةوبرکاته والسلام علغŒکم ورحمةالله وبرکاته والله اکبر ولا قوّة إلا بالله العظغŒم والسلام علغŒکم.


    وقد كانت خطبته في حجة الوداع خلاصةً عامةً، جامعةً شاملةً لمهام الدين، وأسسِ التعامل، منها: «أي يوم هذا؟ في أي شهر هذا؟ في أي بلد هذا»، وفي كلها يجيبون بأنها "أوقات وأماكن محرمة"، فيقول - صلى الله عليه وسلم : «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذه»[30] انظر إلى قوة التأكيد في التحريم، ثم يوصي بالنساء خيرًا، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه من البيان والبلاغ في أعظم جمعٍ للمسلمين.


    2- الخطابة السغŒاسغŒّة:


    «هي الخطب الّتي تُلقغŒ في شئون الدولة وسغŒاستها ولإظهار بعض الإمور الّتي تحتاجها أو لإطلاع الجماهغŒر علغŒ مسلک الحکم وعلغŒ الخطوط العرغŒضة الّتي رسمها لنفسه وعلغŒ النهج الّذي غŒرغŒد أن غŒنتهجه والسبغŒل الّذي سغŒسلکه في إدارة البلاد وإنعاش امور العباد».[31]
    وغŒقول الحاوي:«تتناول الخطب السغŒاسغŒة الموضوعات الّتي تتعلق بتنظغŒم الجماعة وإقامة الحکم فغŒها أَ کان ذلک في المجالس النغŒابغŒّة، أم في الاجتماعات الإنتخابغŒّة، فضلاًعن الندوات العامة والمحافل الدولغŒّة».[32]


    3-الخطب العسکرغŒةّ والجهادغŒّة:


    «هِي الخطب الّتي غŒلقغŒها القادة -عادةً-إلغŒ الجندوالعساکروأغراضهامعروفة، منتثبغŒت للإقدام وبعث العزغŒمة في النفوس وإذکاءُلحماسة الجند والدفع بهم إلغŒ القتال بثقةٍ بالنفس وصلابةٍ وقوّة».[33]
    ومن الخطب العسکرغŒة ناتغŒ بخطبة طارق بن زغŒادذلک القائدالعربغŒ الذغŒ فتح بلادالاندلس حغŒث ال فغŒها:
    «ايّها الناس اين المفَرُّ، البحرُ من ورائکم و العدّو امامکم و ليس لکم والله الّا الصِّدقَ و الصبرواعلموا أنکم فغŒ هذهٍ الجزيرة أضيعُ من الايتام فغŒ مآدب الّلئام و قد استقبلکم عدّوکم بجيشه و أسلحتُه و أقوانُه مُوفُورةُ و انتم لا وَزَرَ لکم الّا سيوفکم و لا أقوات الا ما تستخلصُون من ايدي عُدوُّکم إن امتَّدت بکم الاغŒام علغŒ افتقارکم، ولم تسنجزوالکم امراً ذهب رغŒحکم ، وتعوّضت القلوب من رُغَبها منکم الجُرأَةَ عليکم، فادفعوا عِن أنفسکم خِذلانَ هذهٍ العاقبه من أمرکم بِمُناجَزَة هذِهِ الطّاغَية.... و اعلموا أنّغŒ أول مُجيب الغŒ مادعوتکم اليه. و انّغŒ عند مُلتقغŒ الجَمعين، حاملٌ بنفسغŒ علغŒ طاغية القوم لذريق فقاتله ان شاءَ الله فاحملوا معي فان هلکتُ بعده فقد کُفيتم أمرَه و لن يُعوزکم بَطَلٌ عاقل تُسندون أمورکم اليه و ان هلکت قبل وصولي اليه. فاخلفوني فغŒ عزيمتِي هذهِ و احملوا بأنفسکم عليه و اکنفوا المُهِمَّ فغŒ فتح هذِهِ الجزيرة بقتله فانَّهُم بعده يُخذلون.».[34]


    کمانعلم أنّ طارق بن زغŒادذلک البطل الذي فتح بلاد الاندلس ، وکان خطغŒباً مصعقاً مقداماً غŒعشق المجد وتصبو نفسه الغŒ الفتوحات، ولم تهز عزغŒمته في فتح اسبانغŒا جغŒوش رودرغŒک ملک الاسبان، ولم غŒتراجع بل أحرق اسطوله البحري لغŒقطع امل النجاة فلا نجاة الغŒوم إمّا النصر وإمّا الموت، فخطب خطبه الشهغŒرة الّتي ورد ذکرها.


    الاستنتاج:
    1-الخطابة هي احدغŒ وسائل الدفاع عن الدعوة النبوغŒّة ، وكان لها أعظم الأثر في الدفاع عن الإسلام، وفي الدعوة إليه ولولاها لما وصل الغŒنا الاسلام.


    2 - إن قوة الخطابة مدعاةٌ للإقناع والاستمالة، ومن ثم الاستجابة للدعوةالنبوغŒّة.


    3- وكذلك كان لها الحظ الأوفى في قتال الأعداء؛ كما روي ابن إسحاق في غزوة بدرٍ: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحرَّضهم على القتال، وقال: «والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل، فيقتل صابرًا محتسبًا، مقبلاً غير مدبر؛ إلاَّ أدخله الله الجنة»، فكان لكلماته - صلى الله عليه وسلم - أقوى تأثير على نفوسهم، جعل أحد المقاتلين - عمير بن الحمام - يستعجل الموت، ويستطيل الحياة، فيقول: «بخ، بخ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلاَّ أن يقتلني هؤلاء، وكان بيده تمرات يأكلهن، فقذف بهن وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل»[35]، وبهذه الروح اندفع المؤمنون إلى قتال العدو ونصرهم الله تعالى، وهكذا كان في عهد الخلفاء والفتوحات الإسلامية، كانت الخطابة تسبق القتال، وكذلك في السلم؛ فقد عُنِي بها كل العناية حتى أصبحت جزءًا من العبادة، فنصبت لها المنابر في المساجد، وجعلت في مقدمة الجُمَع والأعياد، واختص بها أفاضل الناس وأئمتهم في مهام الأمور، للأمر والنهي، والتوجيه والبيان.


    المصادر:


    1-القرآن الکرغŒم


    2- ابن ابغŒ الحديد. عبدالحميد بن هبة الله:شرح نهج البلاغه. الطبعةالثانغŒة دارالفکر. بيروت 1373هـ ش


    3- ابن الاثير، عزالدين ابن الحسن علغŒ: اسدالغابة فغŒ معرفة الصحابة، دارالآفاق. بيروت. بدون تاريخ.


    4- ابن قتيبه، ابومحمد عبدالله بن مسلم: الامامة و السياسة، منثورات الرضغŒ. قم هـ ش1363.


    5- ابن قتيبه، ابومحمد عبدالله بن مسلم: عيون الأخبار، الطبعة الاولغŒ دار الکتب العلمية بيروت 1986 م.


    6-إبن هشام، عبدالملک: السغŒرةالنبوغŒّة، ، تحقغŒق مصطفغŒ السقا وزمغŒله، مطبعة عغŒسغŒ
    البابي الحلبي1979م.


    7-أرسطو:کتاب الخطابة؛تعرغŒب أبراهغŒم سلامة، مصر مطبعةلجنةالبغŒان1953م.


    8- بدوي، إبراهغŒم:فن الخطابة، دار الامغŒر، بغŒروت الطبعةالاولغŒ ، 1994م.


    9- الجاحظ، ابوعثمان عمروبن بحر: البيان و التبيين، مطبعة الفتوح الادبيّة، القاهرة 1332هـ.ش


    10-حاوي، إغŒلغŒا:فن الخطابةوتطوره عندالعرب، دارالثقافة، بغŒروت1417هـ.


    11- الحوفغŒ. احمد محمد: فن الخطابه، الطبعةالثالثة، دارالفکر العربغŒ، بدون تاريخ.


    12-الخفاجي ، عبدالمنعم:الحغŒاة الادبغŒّةبعدظهورالاسلام، دارالجغŒل، بغŒروت1990م.


    13-زکغŒ صفوت، احمد: جمهرة خطب العرب فغŒ عصور العربيّة الزاهرة. الطبعةالاولغŒ، دارالحداثة. بيروت 1985م.


    14- زيدان، جرجغŒ، تاريخ آداب اللغة العربية، دارمکتبة الحياة، بيروت، 1983 م


    15-الصالح، صبحغŒ:نهج البلاغة، الطبعةالاولغŒ، بيروت، 1387 هـ ش


    16-الطبرغŒ. ابوجعفر محمدبن جرير:تاريخ الطبرغŒ. چاپ سوم. دارالکتب العلمية، بيروت 1048هـ.1988م.


    17-عبدربه، احمد بن محمد: العقد الفريدالطبعةالاولغŒ، دارالکتب العلمية. بيروت.


    18- عبده ، محمد:شرح نهج البلاغة، المکتبة التجارية الکبرغŒ، المطبعةالرحمانيه. بدون تاريخ.


    19- العسکرغŒ، ابوهلال الحسن بن عبدالله بن سهل: کتاب الصناعتين الکتابة و الشعر، الطبعةالاول، داراحياء الکتب العربّية، 1371هـ.ش


    20.الفاخوري ، حنّاء:الجامع في تارغŒخ الادب العربي(الادب القدغŒم)، دارالجغŒل الطبعة لثانغŒة، بغŒروت1995م.


    21-فروخ ، عمر: تارغŒخ الأدب العربي، دار النشر توس، اغŒران، طهران، الطبعةالثانغŒة، 1382هـ. ش.


    22.القزوغŒني، سغŒدعبدالحسغŒن:صناعة الخطابة، مؤسسة البلاغ، بغŒروت1408هـ


    23-المسعودي، ابوالحسن علغŒ بن الحسين: مروج الذهب و معادن الجوهر. الطبعةالرابعة، مطبعةالسعادة، القاهره 1384هـ-


    24-مغŒرلوحي، سغŒدعلي:مختارات من روائع الأدب العربي في العصرالإسلامي، سمت، طهران1381هـش


    25.الهاشمِي، أحمد، جواهرالادب، دارإحغŒاءالتراث العربي، الطبعةالاولغŒ بغŒروت1999م.


    26-اليسوعغŒ، لويس شيخو. علم الخطابه، چاپخانه الاباء السيوعيين، بيروت 1890م.


    حواشي:
    [1]أرسطو، 1953م، ص100.
    [2] بدوي، إبراهغŒم، 1994م ، ص13.
    [3]المصذرنفسه ص8.
    [4] حاوي، إغŒلغŒا، 1417هـ. ص8.
    [5]أمغŒن، أحمد، ج1ص252.
    [6]الجاحظ، 1332هـ، ج3 ص6.
    [7]القزوغŒني، سغŒدعبدالحسغŒن، 1408هـ، ص5.
    [8]النساء/99.
    [9] الجاحظ، 1332هـ، ج3ص28.
    [10] الفاخوري ، حنّاء، 1995م، ص117.
    [11] المصذرنفسه ص117.
    [12] الهاشمِي، أحمد، 1999م، ص239 .
    [13] الفاخوري ، حنّاء، 1995م، ص125.
    [14]مغŒرلوحي، سغŒدعلي، 1381هـش .
    [15] الخفاجي ، عبدالمنعم ، 1990م، صص98-101.
    [16] طه/84.
    [17] البلد/9.
    [18] الزخرف/52.
    [19]الشعراء/13.
    [20] القصص/30-34 .
    [21] الحجرات/4 .
    [22] قال السيوطي في "الجامع الكبير" (كنز العمال: 30316) [رواه] الروياني وابن منده وابو نعيم.


    [23]ابراهغŒم/4 .
    [24]الزخرف18.
    [25] حاوي، إغŒلغŒا، 1417هـ24-25.
    [26] بدوي، إبراهغŒم، 1994م ، ص73.
    [27]انفال/12.
    [28] زکغŒ، صفوت. احمد، 1985م، صج1ص101.
    [29] ابن قتيبه، 1363هـ ش، ج2ص251.
    [30] اخرجه البخاري"1741"ومسلم"1679"من حدغŒث ابي بکرةِ.
    [31] بدوي، ابراهغŒم، 1994م، ص75.
[32] حاوي، إغŒلغŒا، 1417هـ، ص23-24.


    [33] القزوغŒني، سغŒدعبدالحسغŒن، 1408هـ ص42.
    [34]الهاشمي، أحمد، 1999م، ص272.
    [35] سغŒرةابن هشام، 1979م/6272 .

    http://www.diwanalarab.com/spip.php?article25137

    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: الخطبة العربية

    من أشهر الخطباء
    مُساهمة من طرف عبدالله في الإثنين 19 ديسمبر 2011 - 15:48


    اشتهر في أمة الإسلام خطباء كثيرون يصعب حصرهم، غير أن من أشهرهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم، وهو الذي قالوا عنه: إن ابن عباس: خطب بمكة وعثمان رضي الله عنه محاصر خطبة لو شهدتها الترك والديلم لأسلمتا. وقد ذكره حسان بن ثابت، فقال:
    إذا قال لم يترك مقالا لقائل بملتقطات لا ترى بينها فضلا
    كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع لذي إربةٍ في القول جدًا ولا هزلا
    سموت إلى العليا بغير مشقة فنلت ذراها لا دنيًّا ولا وغلا
    وقال الحسن: كان عبدالله بن عباس رضي الله عنه أول من عرف بالبصرة، صعد المنبر فقرأ البقرة وآل عمران، ففسرهما حرفًا حرفًا. وكان والله مِثجًا يسيل غربًا، وكان من الخطباء أيضًا عطارد بن حاجب بن زرارة، وقد قال فيه الفرزدق بن غالب:
    ومنا خطيب لا يعاب وحاملٌ أغر إذا التفَّت عليه المجامع
    وكان من الخطباء الم شاهير أيضًا عبدالله بن عروة بن الزبير، وزيد بن علي بن الحسين، والفضل بن عيسى الرقاشي، وقس بن ساعدة، وعمرو بن سعيد الأشدق، وأبو الأسود الدؤلي، ومنهم أيضًا شبيب بن أبي شيبة، والحسن البصري، وبكر بن عبدالله المزني، ومالك بن دينار، ويزيد الرقاشي، ومح مد بن واسع الأزدي، وغيرهم كثير وكثير، ليس هذا محلا لحصرهم.
    ولقد أعجبني كلام جميل لطيف للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يذكر فيه أهمية الخطبة وها أنا أوجز شيئًا منه لأجل أن تحل الفائدة محلها.
    فقد قال رحمه الله: " إني أحاول أن ألقي اليوم خطبة، فلا تقول وا قد شبعنا من الخطب، إنكم قد شبعتم من الكلام الفارغ، الذي يلقيه أمثالي من مساكين الأدباء، أما الخطب فلم تسمعوها إلا قلي لا، الخطب العبقريات الخالدات التي لا تنسج من حروف، ولا تؤلف من كلمات، ولكنها تنسج من خيوط النور الذي يضيء طريق الحق لكل قلب، وتح اك من أسلاك النار التي تبعث لهب الحماسة في كل نفس.
    ولا تقولوا: وماذا تصنع الخطب؟ إن خطب ديموسئين صبت الحياة في عروق أمة كادت تفقد الحياة، وهي كلمات وقفت سدًا منيعًا في وجه أعظم قائد عرفته القرون الأولى، الإسكندر، ووجه أبيه من قبله: فيليب. وخطبة ط ارق هي التي فتحت الأندلس. وخطبة الحجاج أخضعت يومًا العراق، وأطفأت نار الفتن التي كانت مشتعلة فيه، ثم وجهته إلى المعركة الماجدة، ففتح واحد من قواد الحجاج أكثر مما فتحت فرنسا في عصورها كلها، وبلغ الصين، وحمل الإسلام إلى هذه البلاد كلها، فاستقر فيها إلى يوم القيامة، ذلك هو قتيبة بن مسلم.
    http://assafaa.ahlamontada.com/t1537-topic
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. هل الخطبة الشقشقية منسوبة حقا للامام علي؟
    بواسطة عزيز الحافظ في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-17-2012, 11:53 PM
  2. رابط لعنة الأنوثة"نساء"الثورات العربية ..المرأة العربية الجديدة (4)
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-15-2012, 06:30 AM
  3. قال الرئيس المحترم ..... الخطبة الأولى ..إلى الشعب السوري البطل
    بواسطة الهام بدوي في المنتدى فرسان الأدب الساخر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-16-2011, 06:51 PM
  4. بيان لجنة التمكين للغة العربية ومجمع اللغة العربية بدمشق
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان اللغة العربية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 04-06-2010, 05:26 AM
  5. اشواك في العلاقات العربية العربية
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05-05-2008, 06:28 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •