منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

العرض المتطور

  1. #1

    إعادة النظر في التعليم

    إعادة النظر في التعليم
    بقلم:سري سمّور
    فرحة عارمة تملأ قلب من نجح وتفوق في التوجيهي، تمتد الفرحة إلى الأب والأم وسائر الأسرة والأقارب والأصدقاء, وتقام الحفلات الرسمية و الشعبية أو العائلية على شرف الناجح أو المتفوق، وتبدأ عملية التسجيل في الجامعات للطلبة ولأن كثيرا من أبناء شعبنا الفلسطيني من الطبقة دون المتوسطة ولأن في الجامعة أخ أو أخت وصلوا هناك قبل القادم الجديد, تبدأ عملية البحث عن القروض والمساعدات من شتى أبوابها ويكابد رب الأسرة المشقة ويصبر ويصابر على ضنك العيش كي ينهي ابنه أو ابنته دراستهم الجامعية, ولا بأس من الديون والتعب فهذا استثمار في محله أو هكذا يبدو!
    ولكن الأصعب قادم فمع انتهاء حفلات التخرج وما فيها من بث الأمل في النفوس عبر الخطابات
    والتهنئة, تبدأ الحقائق تظهر جليا عند البحث عن فرصة عمل في القطاع العام أو الخاص؟ فالشواغر شحيحة, والعروض قليلة، وطلب الخبرة لمدة لا تقل عن 3 أو 5 سنوات شرط في وظائف محدودة لبعض الشركات والمؤسسات, والأسرة غارقة في الديون التي تراكمت أثناء رحلة التعليم الطويلة !
    ولم يعد طابور البطالة وانتظار فرص العمل التي تتأخر سنوات مقتصرا على حملة البكالوريوس بل امتد الطابور وضم حملة الماجستير وعددا من حملة الدكتوراه وأينما التفت وجدت من يحضر أطروحة ماجستير أو من أنهى المناقشة؛ أما نوعية التخصصات وارتباطها بحاجة سوق العمل فحدث ولا حرج؛ فيفترض مثلا ألا نحتاج الى العلاج في الخارج ولدينا هذا العدد ممن يدرسون الطب.
    أما الثقافة العامة, فرغم انتشار وسائل الإعلام الحديثة وتطور تكنولوجيا المعلومات تجد ضحالة عند عدد من حملة الشهادات بل الأنكى والأدهى والأمر أن عددا من هؤلاء لا يحسنون كتابة بعض الكلمات كثيرة الأستعمال... ويقاس عليهم خطيب مسجد تخرج من الجامعة, يرفع المنصوب ويجزم المرفوع وهكذا.
    وربما للمرة الثانية بعض النقابات تنشر نصائح أو توضيحات لطلبة التوجيهي الراغبين في دراسة التخصصات التي تمثل مختصيها، لأن الصورة باتت واضحة فمع تزايد عدد السكان, وانتشار ثقافة الحصول على شهادة جامعية, صار لدينا فائض في العديد من التخصصات, وهذا يعني زيادة في عدد العاطلين عن العمل ممن هم في ذروة الطاقة للعمل والإنتاج.
    وعلى الشاب الخريج أن يصبر على نزوعه الفطري للزواج وبناء أسرة إلى ما شاء الله, فالزواج بحاجة إلى تكاليف باهظة لا تقتصر على المهر وملحقاته فهذه ربما مقدور عليها ولكن عليه أن يمتلك بيتا أو أن يستأجر ومن أين يأتي بالأولى أو الثانية؟
    الأجيال السابقة كان الواحد منهم ينهي ما يسمى (المترك) وكان له مرحلتين هما بعد نهاية الصف السادس وبعد نهاية الصف الثالث الإعدادي (التاسع حاليا) فيكون بهذا مؤهلا للعمل في التدريس خاصة في دول الخليج التي كان عدد المتعلمين فيها قليلا جدا وكانت في بداية بناء مؤسسات الدولة أما من كان ينهي التوجيهي فمن السهولة أن يقدم على طلب وظيفة معلم فيحصل عليها بسهولة ومن الشخصيات التي عملت في التدريس بشهادة التوجيهي الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله- إبان الإدارة المصرية لقطاع غزة, وهناك من كانوا يحصلون على الدبلوم فتكون فرصتهم في التوظيف أكبر, أما الحاملون قبل نصف قرن لشهادة البكالوريوس فكان وضعهم وفرص العمل لديهم أفضل من أقرانهم من حملة الدكتوراه حاليا.
    وكانت الحياة بسيطة والمصروفات ليست بالصورة التي هي عليها حاليا, ومن يريد الدراسة في جامعات الوطن المحتل قبل 35 سنة فإنه يجد الرسوم شبه رمزية, ويجد دعما واسنادا متعدد المصادر.
    ومن كان يتجه الى اكمال تعليمه في الخارج, خاصة أن كثيرا من التخصصات لم تكن متوفرة هنا كان يجد منحة بسهولة ويسر من منظمة التحرير, أو كان يتجه الى دول الكتلة الشرقية ( الاتحاد السوفياتي وشرق أوروبا ) ويكون قادرا على الدراسة بمبلغ زهيد, وكانت معظم الدول العربية الدراسة فهيا شبه مجانية مثل سورية والعراق والجزائر, وبعد التخرج فإن فرص العمل في الخليج متوفرة ... أما من كانوا يتجهون الى بعض الدول الغربية مثل ألمانيا فقد كان من السهولة ان يعمل الواحد منهم ويدرس في آن معا, وفرصة العمل بعد التخرج مضمونة 100 % .
    تلك مراحل زمنية بحلوها ومرها قد مرت وانتهت, ولكن العقلية التي ينظر بها الى العملية التعليمية ما زالت على حالها.
    ولفترة من الزمن كان التعليم والحرص على الحصول على شهادة من معالم الوطنية والتشبث بالأرض ومقاومة استراتيجية الاحتلال الذي كان يسره أن يرانا شعبا من الجهلة والأميين, عبر سياسات نعرفها وعايشناها, بل ينسب قول الى أحد قادة الصهاينة مفاده بأن الشعب الفلسطيني سيهزم الحركة الصهيونية في غرف النوم أي بإنجاب أطفال يغيرون الواقع الديموغرافي, وفي غرف الدرس أي بالتعليم...ولكن الواقع الآن بحاجة الى إعادة نظر شاملة، فما فائدة أن نصبح كتلة بشرية كبيرة وتفريخ حملة شهادات فيما كثير من كثير من الشباب يسعون للحصول على تصريح للعمل داخل الكيان, بل بعضهم وبسبب الفقر والبطالة يذهبون تهريبا ويخاطرون بحياتهم، وحالمون وساعون للهجرة نسبتهم في ازدياد، وما الفائدة من أن لدينا كليات طب وأطباء يزاولون المهنة، ونعجز عن علاج كثير من الحالات المرضية فنرسلها إلى هداسا أو رامبام أو تل هشومير ؟
    العملية التعليمية من الألف الى الياء تحتاج الى اعادة نظر وتنظيم يبدأ بتغيير تفكيرنا وثقافتنا وطريقة تخطيط حياتنا وأعلم أن مقالة مني أو من غيري لن تغير-وحدها- سلوكا وثقافة ووضعا قائما ولكن آمل أن تكون بداية جهد في هذا الاتجاه, وبمشيئة الله سيكون لي مقالات أخرى حول الموضوع مع العمل على تأسيس ثقافة تعليمية جديدة تقوم على التركيز على النوع لا الكم , وقبل ذلك على مصارحة شاملة بيننا رسميا وشعبيا وعائليا وشخصيا تقر أن ما يجري من ضخ حملة الشهادات بالجملة أمر ليس جيدا وضرره أكثر من نفعه !
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    الخميس 1 ذي القعدة 1437هـ ، 4/8/2016م
    من قلم:سري عبد الفتاح سمّور(أبو نصر الدين)-جنين-أم الشوف/



  2. #2
    خواطر حول التعليم
    بقلم:سري سمّور
    (1)
    أمسك رجل كبير السن كتابا باللغة الإنجليزية وأخذ يقرأ ويترجم، قد يبدو الأمر طبيعيا، ولكنه ليس كذلك حين نعلم أن القارئ لم يكمل تعليمه، وأنه ما زال يتذكر لغة أجنبية لم يمارس النطق بمفرداتها في حياته العملية، حيث أنه ليس مغتربا ولا احتكاك له بالناطقين بها، وأيضا ليس في محيطه الأسري من هو من أهل الاختصاص بها، وأن قدرته على قراءتها وفهم معاني مفرداتها تعود إلى أيام دراسته في المدرسة قبل عقود طويلة من الزمن، وأزعم أن قدرة جيلنا الذي كان يبدأ دراسة اللغة الإنجليزية في الخامس الابتدائي، في استخدام اللغة قراءة وكتابة ومحادثة، أفضل من الجيل الذي بدأ بها في الأول الأساسي...طبعا مع تحفظي على فكرة تدريس اللغة الإنجليزية كمادة تعليم أساسية، قبل الصف السابع الأساسي، لأسباب لا مجال لذكرها.

    (2)
    أوضح الشيخ الدكتور العراقي( أحمد الكبيسي) أنه حفظ ألفية ابن مالك وعمره 12 عاما، وكان هذا دارجا عند أبناء جيله، وأتحدى أن تجد من يحمل درجة بروفسور يحفظ منها إلا أبياتا قليلة، إلا من شذّ، والشاذ لا يقاس عليه، وتجد (ختيارية) يحفظون أشعارا عربية من عيون الشعر العربي، وغالبهم يسمع مجرد سماع بشيء اسمه جامعة وتعليم عالي، فيما تجد اللحن منتشرا عند من يحملون شهادات جامعية، وهو لحن لا يقبل الصفح؛ فكيف أقبل أن أسمع خطيب جمعة جامعي يقول(إن المسلمون) أو (كان المسلمين) وأراه لحنا قابلا للتجاوز؟!

    (3)
    موظف سابق في الأونروا قال بأنهم كانوا يعلنون عن وظيفة فيتقدم اثنان لها، واليوم تجد طوابير من حملة الشهادات يتقدمون لشغل الشاغر، وكان حملة الدبلوم من خريجي معهد المعلمين فرصهم في الحصول على وظائف أعلى من نظرائهم حملة البكالوريوس هذه الأيام...وأستاذ متقاعد قال بأنه حصل على منحة للدراسة الجامعية مع أن معدله في التوجيهي 75% ويستدرك أنها كانت علامة عالية في الضفتين(وقتها كان التوجيهي موحدا في بين الضفة الشرقية والغربية) وأنه توظف فور تخرجه...نقول هذا كبير، ولكن من هو أصغر منه وهو أخي الكبير قال بأنه فور تخرجه في ثمانينيات القرن الماضي تقدم بطلبين للحصول على وظيفة معلم؛ واحد للحكومة وواحد لوكالة الغوث (الأونروا) فتم قبول الطلبين معا فاختار ما يناسب محل إقامته، ليتقدم بعدها باستقالته من أحد البنوك الذي عمل به أثناء دراسته الجامعية، فمن يجرؤ على الاستقالة اليوم من هكذا وظيفة؟ ومن أصلا يحصل على وظيفة قبل التخرج؟وشقيقتي التي تخرجت في التسعينيات قبلت في الوكالة والحكومة بالتزامن للعمل في التدريس...أتذكر هذا وأذكره وأنا أرى تكدس من يتقدمون للعمل في التدريس ويتقدمون بالطلبات ويجرون الاختبار، وأقرأ عن القائمة الأساسية والاحتياطية، حيث أن نسبة قليلة منهم ستجد طريقها إلى الوظيفة.
    بل كانت المملكة الأردنية الهاشمية تلزم خريجي بعض التخصصات العلمية بعدم السفر إلى خارج المملكة للعمل قبل الخدمة لمدة معينة في مؤسسات المملكة، أي توظيف إجباري لا يحتاج اختبارا ولا مقابلة ولا استثناء ولا وساطة ولا غير ذلك.

    (4)
    كان معلم الفيزياء للمرحلة الثانوية للبنين هو نفسه معلم المادة للبنات في ذات المرحلة، حيث أن خريجات الفيزياء عددهن قليل بل لا وجود يذكر لهن آنذاك.
    وقبل سنوات كتب الإعلامي المشهور فيصل القاسم عن فترة عمله في مطار دمشق حينما كان المشروع يستوعب كافة المهندسين-وهم قلة طبعا- وكثيرا من الأيدي العاملة، حيث كان القاسم يدرس الأدب الإنجليزي ويعمل، فحصل قبل تخرجه على وظيفة معلم في مدرسة (معتبرة)، ونتذكر كيف أن السد العالي في مصر عند بنائه استوعب المهندسين والحرفيين وقلل من نسبة البطالة.
    (5)
    أحد الطلبة الخريجين رأى وصل دفع الرسوم الذي بيدي وأنا في أول فصل من دراستي الجامعية، فحوقل وقال:أنا تخرجت ولم أدفع هذا المبلغ الذي دفعته أنت في أول الطريق...وربما جيلي أوفر حظا من الأجيال التالية؛ وأتذكر عند تسلم أوراق التخرج قبل عقدين من الزمن تقريبا أن موظفا إداريا كبير السن-رحمه الله حيا أو ميتا- قال ناصحا لنا: (الحقوا حالكم من هاللحظة،الآن هناك شواغر وفرص في المرحلة المقبلة ما رح يظل...الوظائف انشغلت ولم يبق إلا قليل).
    ،،،،،،،

    المقال السابق(إعادة النظر في التعليم) وهذه الخواطر التي هي عينات يعرف أغلب الناس رديفا لها في محيطهم الاجتماعي، هي في سياق الحديث عن التعليم كمّا ونوعا، وإن كان هناك فكرة مكررة مع تغيير المفردات فقد تعمدت ذلك، وحيث أن ثمة أمل بالمنهاج الجديد لتحسين وضع العملية التعليمية، فلنترك أو لنؤجل أمر النقاش في هذه المسألة، مع أني تحدثت عنها، ولنتحدث عن استيعاب الخريجين، ومن المؤكد أن عوامل عدة لعبت دورا في بطالة المتعلمين، وتقلص فرص العمل؛ وهي ما سآتي عليها بمشيئة الله في المقال القادم، مع تقديم بعض الأفكار والاقتراحات القابلة للتطبيق والتنفيذ.
    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    الثلاثاء 13 ذي القعدة 1437هـ ، 16/8/2016م
    من قلم:سري عبد الفتاح سمّور(أبو نصر الدين)-جنين-أم الشوف/

  3. #3
    ((( العملية التعليمية من الألف الى الياء تحتاج الى اعادة نظر وتنظيم يبدأ بتغيير تفكيرنا وثقافتنا وطريقة تخطيط حياتنا وأعلم أن مقالة مني أو من غيري لن تغير-وحدها- سلوكا وثقافة ووضعا قائما ولكن آمل أن تكون بداية جهد في هذا الاتجاه, وبمشيئة الله سيكون لي مقالات أخرى حول الموضوع مع العمل على تأسيس ثقافة تعليمية جديدة تقوم على التركيز على النوع لا الكم , وقبل ذلك على مصارحة شاملة بيننا رسميا وشعبيا وعائليا وشخصيا تقر أن ما يجري من ضخ حملة الشهادات بالجملة أمر ليس جيدا وضرره أكثر من نفعه ! ))))

    ونحن نؤيدك بهذا الرأي , تحية وننتظر المزيد

  4. #4
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمنه أم وليد مشاهدة المشاركة
    ((( العملية التعليمية من الألف الى الياء تحتاج الى اعادة نظر وتنظيم يبدأ بتغيير تفكيرنا وثقافتنا وطريقة تخطيط حياتنا وأعلم أن مقالة مني أو من غيري لن تغير-وحدها- سلوكا وثقافة ووضعا قائما ولكن آمل أن تكون بداية جهد في هذا الاتجاه, وبمشيئة الله سيكون لي مقالات أخرى حول الموضوع مع العمل على تأسيس ثقافة تعليمية جديدة تقوم على التركيز على النوع لا الكم , وقبل ذلك على مصارحة شاملة بيننا رسميا وشعبيا وعائليا وشخصيا تقر أن ما يجري من ضخ حملة الشهادات بالجملة أمر ليس جيدا وضرره أكثر من نفعه ! ))))

    ونحن نؤيدك بهذا الرأي , تحية وننتظر المزيد
    سوف انتظر مقالك بفارغ الصبر.
    مع تحيتي

  5. #5
    موضوع هام , إذ يجب النظر وإعادة النظر عبى كل مؤسساتنا التي تأسست بأفكار غربية , شكرا

المواضيع المتشابهه

  1. النظر في القرآن
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-07-2012, 11:16 AM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-01-2011, 08:15 AM
  3. جمعية حقوق الإنسان تناشد الملك "إعادة النظر" في تعديلات نظام المطبوعات
    بواسطة الحلم القاتل في المنتدى فرسان القانوني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-02-2011, 04:36 AM
  4. النظر من بعيد..
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-29-2007, 09:38 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •