إذا كان البشر في كل البلدان ومن كل الطبقات وكافة المعتقدات يتحولون بسهولة فائقة إلى قتلة ، وإذا كان المتطرفون من كل المذاهب ينجحون بسهولة بالغة في فرض أنفسهم كمدافعين عن الهوية ، فذلك لأن المفهوم القبلي للهوية الذي لا يزال سائداً في العالم أجمع يشجع هذا التدهور ، وهو مفهوم متوارث عن النزاعات الماضية قد يرفضه الكثيرون منا لو نظروا إليه عن كثب ، ولكننا لا نزال نعتنقه بحكم العادة ، أو بسبب افتقارنا إلى الخيال ، أو إذعاناً منا للأمر الواقع ، مسهمين بذلك عن غير قصد في المآسي التي سوف تحرك في أعماقنا غداة وقوعها مشاعر صادقة من الأسى والتأثر .
أمين معلوف . من كتاب الهويات القاتلة