عروس الفرات تحتفي بالرواية
مهرجان العجيلي في دورته السادسة، الدين . الجنس. السياسة
المحظورات في الكتابة الروائية العربية، مناقشة المحظور والمسكوت عنه في الرواية العربية
سلام مراد
استراح بنا الركب في الرقة، عروسة الفرات ومصيف هارون الرشيد، هذه المدينة التي استمدت اسمها من الرقة والنعومة، تشابكت ضفائرها مع نهر الفرات، نهر الحياة الذي تكونت على ضفافه مدن وحضارات ساعمت في مسيرة الحضارة العالمية، فحضارة الماء والطين، كانت البداية، تطور الانسان مع الطين والماء وأنشأ المدن والقرى، عمل في الزراعة والصناعة والتجارة، استمد انسان الفرات قوته من هذا النهر القوي الذي نبع من الجبال وامتد إلى السهول، وحيثما مشى سارت معه الحضارة على شوطه تكونت المدن والأمارات من المنبع إلى المصب فمن الذي لا يعرف حضارة وادي الرافدين دجلة والفرات والرقة درة الفرات وفيها انعقد مهرجان العجيلي، الدورة السابعة تحت عنوان "المحظورات في الرواية العربية" والمحظورات العربية هي الدين، الجنس، السياسة، كان المهرجان يستظل بظل الرواية العربية، في مدينة الرقة ويحمل اسم ابنها الروائي والطبيب والإنسان أولاً وأخيراً عبد السلام العجيلي، استقطب مهرجان العجيلي الروائيين وكتاب القصة والإعلاميين والنقاد السوريين والعرب والأجانب. فالمهرجان أصبح معروفاً من خلال امتداده وحضوره في الساحة الثقافية السورية والعربية.
وكان المهرجان قد انطلق قبل ستة أعوام، وحملت الدورة الأولى منه اسم "العجيلي أيقونة الرقة" فالدورة الأولى منه كانت خاصة بالعجيلي، ابن الرقة الطبيب والأديب الذي سكن قلوب ناسه وأهله وقراءه، فقد كان طبيب الكلمة والقلوب والصحة، وحملت الدورة السادسة اسم "المحظورات في الكتابة الروائية العربية".. أفتتح هذه الدورة محافظ الرقة الأستاذ عدنان السخني، حيث تطرق في كلمته إلى مناقب الدكتور الأديب عبد السلام العجيلي وبين أهمية الرواية ودورها في الحياة الثقافية، وتمنى للمهرجان النجاح والتوفيق ثم كانت كلمة مدير الثقافة في الرقة الأستاذ محمد العبادة، بين في كلمته دور الرقة الريادي في الحضارة الإنسانية، فحضارة ضفاف الفرات كانت سباقة في الكتابة والعلم، كما شارك الدكتور أحمد المديني من المغرب بكلمة المشاركين في المهرجان، قائلاً: إن الرقة تلعب دوراً ثقافياً رائداً جامعاً للإبداع والكتابة من مختلف الأقطار العربية.
وشاركت فرقة الرقة للفنون الشعبية، التي يقوم بإدارتها الأستاذ إسماعيل العجيلي، بتقديم عدد من اللوحات الفنية، جسدت تراث الرقة الفني.
وتزامن مع المهرجان معرض للصور الضوئية. شارك فيه الفنان حمزة الحسين والمهندس أمير زينب، ومعرض للمشغولات اليدوية لجمعية الإعاقة والتأهيل في الرقة وذلك تحت عنوان "الرقة اليوم".
كانت الندوات في المهرجان على فترتين صباحية ومسائية.
في الندوة الصباحية الأولى يوم الأربعاء 22/12/2010 الساعة 11 صباحاً شارك كل من الأساتذة: نبيل سليمان من سورية، وعبد الحميد الربيعي من العراق، ود. لؤي خليل من سورية، أدار الجلسة الأستاذ الحبيب السالمي من تونس.
وفي الساعة /1/ ظهراً كانت الجلسة الثانية شارك فيها كل من السادة:
1 ـ د. شهلا العجيلي ـ سورية.
2 ـ د. فؤاد مرعي ـ سورية.
3 ـ جمال ناجي ـ الأردن.
4 ـ عبير أسبر ـ سورية.
5 ـ د. عمار أحمد ـ العراق.
وأدار الندوة الأستاذ أحمد المديني من المغرب.
وفي اليوم الثاني 23/12/2010 يوم الخميس الساعة 11 صباحاً شارك كل من السادة:
1 ـ نبيل سليمان ـ سورية ـ روائي.
2 ـ الحبيب السالمي ـ رئيس الجلسة ـ تونس.
3 ـ د. لؤي خليل ـ سورية ـ روائي.
4 ـ عبد الحميد الربيعي ـ العراق ـ روائي.
كانت الندوات في هذه الجلسة في قاعة الدكتور عبد السلام العجيلي.
والجلسة الثانية كانت في الساعة الحادية عشرة والنصف 23/12/2010 شارك فيها كل من السادة:
1 ـ جمال ناجي ـ روائي ـ الأردن.
2 ـ عبير أسبر ـ روائية ـ سورية.
3 ـ د.عمار أحمد ـ روائي ـ العراق.
4 ـ د. شهلا العجيلي ـ روائية ـ سورية.
5 ـ د. فؤاد مرعي ـ ناقد وكاتب في علم الجمال سوريا.
6 ـ وأدار الجلسة رئيساً الأستاذ أحمد المديني من المغرب.
والجلسة المسائية كانت في الساعة 6 مساءً شارك فيها كل من السادة:
1 ـ د. عبد المجيد زراقط ـ روائي وناقد ـ لبنان.
2 ـ عادل محمود ـ روائي ـ سورية.
3 ـ هالة البدري ـ روائية ـ مصر.
4 ـ محمد صلاح العزب ـ روائي ـ مصر.
5 ـ نبيل حاتم ـ روائي ـ سورية.
6 ـ ترأس الجلسة د. سعد الدين كليب.
وفي جلسة 8.30 مساءً يوم الخميس شارك كل من السادة:
1 ـ سحر ملص ـ روائية ـ الأردن.
2 ـ علي بدر ـ روائي ـ العراق.
3 ـ سوسن جميل حسن ـ روائية ـ سورية.
4 ـ أحمد مصارع ـ روائي ـ سورية.
5 ـ نجاح إبراهيم ـ روائية ـ سورية.
6 ـ أدار الجلسة الأستاذة هالة البدري روائية من مصر وفي الساعة العاشرة مساءً كانت هناك ندوة لثلاثة من الادباء الايرانيين المشاركين في مهرجان العجيلي وهم السادة:
1 ـ محمد رضا سرشار.
2 ـ شكو حسيني.
3 ـ حسين باينده.
أما اليوم الثالث فقد كان مخصصاً لرحلة إلى المعالم الأثرية في محافظة الرقة والعودة مساءً وتكريم المشاركين في المهرجان من قبل السيد المحافظ وأمين الفرع واللجنة العلمية للمهرجان التي تكونت من السادة:
1 ـ د. شهلا العجيلي.
2 ـ أ. ماجد رشيد العويد.
3 ـ نبيل سليمان.
وتم تكريم مجموعة من الادباء والاعلاميين السوريين والعرب منهم السادة:
نجاح ابراهيم، أحمد مصارع ، نبيل سليمان، نصر محسن، نذير جعفر، أيمن ناصر، هالة البدري، عمار أحمد، عبد الحميد الربيعي، علي بدر، جمال ناجي،..........
تمحورت الابحاث التي قدمت في المهرجان حول المظور والمسكوت عنه في الرواية العربية نذكر جزء من العناوين والمشاركات والشهادات التي قدمت في المهرجان لأن الوقت لا يتسع للاحاطة بتفاصيل الموضوع والدراسات والشهادات التي قدمت في المهرجان.
(خطاب الخيبة المهيمن تقنيَّة الخروج إلى المحظور) - أ.د. عبد المجيد زراقط "روائي وناقد من لبنان".
(التعويق، ناظماً لتخلق الجنس الأدبي روائيا) الدكتور أحمد المديني – "ناقد من المغرب".
(عن الرواية) - أحمد مصارع "روائي من الرقة".
(تجربتي الروائية الأولى) أيمـن ناصـر "فنان تشكيلي وروائي وكاتب من الرقة".
(تأملات جديدة في المحظورات الروائية) - جمال ناجي "روائي من الأردن".
(المحظور والتخيل في السرد الروائي) –حميد الربيعي"روائي من العراق".
(تمثلات الحرية في رواية «حجر السرائر» لنبيل سليمان) د. عمار أحمد "روائي وناقد من العراق".
(شهادة إبداعية-بوتقة الحُلم) سحر ملص"كاتبة وإعلامية من الأردن".
(المحظور في الرواية العربية) مي خالد "كاتبة من مصر".
(مقاربة الأسوار العالية) نجاح إبراهيم "روائية وكاتبة من الرقة".
وقد أغنت الأبحاث والمشاركات والمداخلات التي شارك بها النقاد والكتاب والروائيون الندوات وخلقت تنوعاً وغنىً وحيوية في مهرجان الرقة للرواية العربية.
وقد التقينا مجموعة من الأدباء والإعلاميين اللذين شاركوا في المهرجان وكانت لهم الآراء التالية:
علي بدر – روائي وصحفي عراقي مقيم في بلجيكا
شهادة عن المهرجان
مهرجان مهم لاستكشاف مدينة جميلة ومجتمع حيوي ومضياف. كانت مناسبة جميلة للتعرف على هذه المدينة التاريخية، على الرغم من أهمية المهرجان من الناحية الأدبية والثقافية كونه يتركز على قراءة قضية أساسية ومركزية في الأدب العربي، وهي المحظورات في الرواية العربية، وفرصة للقاء مع كتاب وأدباء عرب قادمين من كل مكان، ولكنه كان مهماً من ناحية أخرى وهو المكان الذي احتضن المهرجان وهي مدينة الرقة التي امتازت بمظهر ثقافي رائع، وضيافة وجمال أخاذ، وكانت حميمية الناس وطيبتهم ألفت قلوب الأدباء العرب القادمين من كل مكان وأسرتهم بحبها.
****
نجم درويش – صحفي وكاتب من الرقة.
ربما تأتي الدورة السادسة لمهرجان العجيلي للرواية العربية بمثابة الرد على من يحاولون أن يظلّ العقل العربي متحجراً ودليل عافبة الرواية العربية، ونحن في الرقة استكملنا شروط نجاح المهرجانات الثقافية، وهناك تقدم مثلاً في الترتيب والاستضافة والنوعية. والمحظورات في الكتابة الروائية العربية عنوان ربما تتراجع كبرى المدن عن تحمل مسؤولياته، اقتحمته الرقة.
المهرجان يقدم اليسير من الوفاء لأديب شغل الناس بأدبه وإنسانيته. الدكتور الراحل عبد السلام العجيلي.
****
أنور بدر- إعلامي وكاتب سوري.
استطاع مهرجان العجيلي للرواية العربية أن يشكل عبر دوراته الست أهم تظاهرة ثقافية، ليست في الرقة فقط، بل في سورية أيضاً، حيث كان لكل دورة محور أو محاور نقدية ودراسية. شارك فيها عشرات الأسماء من سورية والوطن العربي، نجحت في إغناء المحتوى البحثي العلمي لتلك المحاور، وشكلت إضافة معرفية ونقدية للمشهد الروائي العربي.
وإذا كانت طباعة أعمال كل دورة من دورات المهرجان في كتاب ساهمت بتوثيق أعمال ونتائج هذا المهرجان، فإن النتيجة الأهم تجلت بتوثيق ذاكرة الرقة/ المدينة والتاريخ/ ومشهدية الرقة / مجتمعاً وعلاقات/ في ساحة المشهد الثقافي والإعلامي العربي، حتى استطعنا القول بجرأة إن الرقة عاصمة الثقافة السورية بجدارة.
وأهمية هذه الدورة الأخيرة برأيي تأتي من أهمية المحور الجريء الذي طرح عنواناً لهذا المهرجان "المحظورات في الرواية العربية" والذي يميل إلى طيف واسع من الإشكاليات الإبداعية تبدأ بالمسكوت عنه في ثقافتنا ولا تنتهي عند موضوع الرقابة، وعلاقة الإبداع بالسلطة سياسية كانت أم اجتماعية أم لغوية، والتباس العلاقة بين النص وكاتبه، وبين الكتابة والمتلقي. وهي إشكاليات قاربها عدد من المشاركين في دراساتهم النقدية، وخاض بها عدد من المبدعين في شهاداتهم المقدمة. شهادة على الإبداع، على الزمن الإبداعي.
*****
نذير جعفر – روائي وناقد سوري.
مهرجان العجيلي للرواية في دورته السادسة يزداد تألقاً عبر المحور المميز الذي اختاره وهو: "المحظورات في الرواية العربية" وعبر استضافة وجوه روائية ونقدية جديدة ذات حضور في المشهد الإبداعي والنقدي، عبر ما يدور فيه من حوارات جادة معمّقة تسهم في تعميق الوعي النقدي بالجنس الروائي، وفي التواصل بين الكتاب والنقاد العرب. وما استمراره وتواتر دوراته وانتظامه إلاّ دليل على نجاحه، وعلى ما حققه من مكانة في نفوس المثقفين. ونأمل بأن يتطور هذا المهرجان على مستوى المحاور التي يتناولها وعلى مستوى الإعداد والتنظيم وتوسيع مجال الدعوات لتشمل نقاداً وروائيين من العالم.
***
شهادة
المَرواتي د. عمار أحمد ـ العراق – روائي وكاتب عراقي.
مهرجان العجيلي منصة مهمة أخرى للإطلال على المشهد الثقافي العربي السوري من جهة، والمشهد الثقافي العربي الأوسع من جهة أخرى. وهو تقليد ثقافي ليؤسس لنسق وعي مرتّب. ويفتح للرؤية أفقاً أوسع في كل دورة.. وبأمانة أقول يقف وراء مهرجان العجيلي السادس مثقفون يعملون بوعي ودأب لدفعه إلى أمام.
drammarahmed@yahoo.com
سحر ملص – كاتبة وإعلامية من الأردن.
هكذا هي الرقة.. مدينة كانت في ضباب الحلم تظنها قاطنة في الشمال تُعتق صوفيتها، ثم تُشرّع الرحيل... فتمضي حيث بارقة الأفق تلاّح لك.
حافلة الليل تحملنا من دمشق إلى المدينة، وسط مسافات بعيدة، نخبةٌ من المثقفين العرب.. وليل الضباب.. نقطع مسافات ونحن نتساءل: أي مدينة تلك هي؟ العروس وفي طيات الليل يستمر المسير.
صباحاً تستيقظ الرقة بعدما يتنفس الفرات فيعطي ضبابة تغلف أركان المدينة، وإذا بها توقظ وعد الوفاء في سكانها لينهضوا إلى إحياء ذكرى رجل نبيل أحب مدينته ورسم لها درباً في أفق المجد، لتبدأ الزفة في مهرجان الدكتور عبد السلام العجيلي.
صبياناً بعمر الورود بأزياء جميلة، وشباب يعانقون النخيل في قاماتهم، يتقدمون إلينا.
ثلة من المثقفين.. كبار المبدعين.. مائدة من الفكر.. ورجل فيه من آفاق الأفق المشرّع والحضارة الضاربة جذورها في العمق يرحب بنا ذاك هو محافظ المدينة الذي يستقبل زوار مدينته بعباءة الترحيب وطيب العبارة.
أما مدير الثقافة فهو في عمر الورود يدير المهرجان وسط أعداد من المثقفين الرائعين...
ونبيل سليمان.. يا للأديب الجميل البشوش ومداخلاته في الندوات، وآرائه المثيرة للجدل.. وشهلا العجيلي آه يا شهلا.. كم أنت جميلة، وكم أدركت كيف تغمّست بعطر الفرات فكنت المرأة المثقفة المعطاءة.. من بخور روايتك اشتممت عبق الرقة فإذا هي قد سكبت على كل أهلها حباً وحناناً وجمالاً.
وكي تتوج المدينة عراقتها كانت نجاح إبراهيم رئيسة فرع اتحاد الكتاب في الرقة.. فيكتمل المشهد... مملكة العراقة والتاريخ.. وبيت هارون الرشيد.. وفكر عربي يتلاقح في ندوات.. ومهرجان ترّف فيه روح العجيلي.. وإبداع عربي.. رجال ونساء.. وأوراق..
سد الفرات .. مدينة الثورة.. قلعة جعبر.. والرقة.. حلم عربي يجمع الأمة.. حتى تصبح قبلة المعرفة...
صباح الرقة.. صباح الفكر والأدب.. صباح العجيلي صباح أهل المدينة رجالاً ونساءً وأطفالاً.. اللحظة أمضي لكن القلب ظل هناك ابحثوا عنه قد يكون في يد طفل.. أو وجه صبية من صبايا الرقة أو في كتاب مبدع.. أو إزميل نحات.. ربما في قلعة جعبر أو عباءة هارون الرشيد.
أهل الرقة سلام عليكم..
لكم الحب.. لكم القلب.. لكم الصدق.. وظلوا أبداً مدينة الوفاء.. والعطاء.. وعكاظ العرب.
***
د.حسين سرمك حسن - روائي وكاتب عراقي.
في محافظة الرقّة..عاصمة الرشيد الصيفيّة.. مدينة الأصالة والإبداع.. المخلوقة من ماء الفرات المقدس، اجتمعنا من أرجاء الوطن العربي في مؤتمر الدكتور (عبد السلام العجيلي) السادس لمناقشة موضوعة (المحظورات في الرواية العربيّة). الملاحظة الأولى المهمة هي أن هذا المؤتمر بخلاف الكثير من المؤتمرات الثقافية العربيّة هو مؤتمر متخصص، بمعنى أنه مؤتمر سنوي عن الرواية لكنه في كل عام يتناول موضوع معين داخل هذا التخصص.. وهو فرصة كبيرة للقاء المبدعين العرب الذين مزّقت أوطانهم السياسات المقيتة، السياسة تفرّق والإبداع يوحّد..لقد طرحت في المؤتمر آراء ناضجة جداً حول حالة المحظورات "والتابوات" في السرد الروائي العربي، وهي معضلات حسّاسة يتردد الكثيرون في مناقشتها، وقد ظهر أن الرواية العربية جنس إبداعي متطور وشجاع، في حين أن النقد متخلّف عنها كسول وجبان، كما طرحت حلول ورؤى مهمة عن إشكاليات التعامل مع القيود القميعة الاجتماعية والرقابيّة التي يفرضها المجتمع المتخلف على حريّة العمل الروائي.
من الملاحظات الحسّاسة والإيجابيّة هي أن هذا المؤتمر السنوي الواسع الذي يحضره الكثير من المبدعين العرب والأجانب تقوم به مدينة سوريّة هي الرّقة الجميلة في حين أن هناك دولاً عربية تعجز عن تنظيم مؤتمر صغير بمثل هذه الدقّة والإحكام.
وصحيح أن المحتوى الإبداعي لهذا المؤتمر مهم جداً، لكن ما هو أهم من هذا هي الروح الإنسانية العظيمة التي يتمتع بها أهالي الرقّة.. بدءاً من محافظها الكريم إلى أبسط شخص من المعنيين بتنظيم هذه التظاهرة الثقافية الرائعة.
****
إن مهرجان العجيلي في دورته السادسة (المحظورات في الرواية العربية) كان لبنة جديدة في تاريخ المهرجان وهذا المهرجان بدأ يأخذ أبعاده العربية والدولية وذلك عبر المشاركات والتأثير والاصداء التي يتركها، سواء عند المشاركين أو في الصحف والدوريات والاعلام الذي يتابع المهرجان بكل تفاصيله، والمهرجان اخذ فعلا اسم مهرجان بكل معنى الكلمة الواسع الشامل، لانه شمل نشاطات وفعاليات رافقت المهرجان، فقد كانت هناك سياحة ومعرض صور ولوحات من الرقة ومعرض للصناعات اليدوية الشعبية في الرقة، بالاضافة الى تقديم عروض وأغاني من تراث الرقة الشعبي، وهذه النشاطات والفعاليات تاخذ صداها وتأثيرها وابعادها بعد المهرجان لأن تأثير وفعالية المهرجان استقر في قلوب وعقول المشاركين والمتابعين للمهرجان، وهناك علامات مرافقة للمهرجان بشكل دائم وهذه العلامات هي حضور الشاعرة والروائية صاحبة الصوت الشجي الجميل فوزية المرعي، فهي تخلق جوا حميميا اسريا في المهرجان، وهناك ايضا الاستاذ طه الطه صاحب متحف طه الطه الفريد من نوعه على مستوى سورية، وأجمل ما في متحفه مشروعه الجديد الجميل(معرض المرأة) الدائم في متحفه، والاستاذ طه الطه أقام هذا المعرض بجهود فردية متميزة وفريدة، وهذه المبادرة الحضارية تستوجب لفتة من الجهات المعنية بالتراث والثقافة، وحضور أهل الرقة وسهرهم على راحة المشاركين واضح وناعم وجميل بشكل يترك تأثيره العميق في نفوس وعقول المشاركين في المهرجان.