منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    الخروج من الجاهلية الأخلاقية

    الخروج من الجاهلية الأخلاقية

    حازم خيري

    لا أعتقد أنه سيكون بمقدور الاسلام السياسي – حال اكتمال قيام دولته، وهو ما أتوقع حدوثه – قيادة مجتمعاتنا بسهولة إلى خارج حدود الجاهلية الأخلاقية، ربما لانحشار مُنظريه في خبراتهم الدعوية الكلاسيكية، فضلا عن قناعتهم الراسخة بامكانية استنساخ بعض اللحظات المضيئة في تاريخ حضارتنا الاسلامية، دون الأخذ في الاعتبار تعقد وتشابك اللحظة الراهنة.

    الاسلام السياسي شريك – دون وعي على الأرجح – لدولة العسكر في الوصول بمجتمعاتنا إلى الجاهلية الأخلاقية. ففي الوقت الذى حكم فيه العسكر مجتمعاتنا بالحديد والنار لعقود عديدة، كان الاسلام السياسي هو الخصم الطامح إلى والعامل على تحرير المجتمع من نير العسكر واقامة دولة الاسلام السياسي. في ظل تغييب كارثي للأوجه الأخرى لحضارتنا.

    الاسلام السياسي واجه في رحلة نضاله – والتى لا تخلو من روعة -، دولة العسكر بديماجوجيتها ومغازلتها لأدنى ما في الشعوب من غرائز، ومن ثم وجد نفسه مُقيدا في مساعيه الثورية، بالتركيز على حيوات ظاهرة مضللة، يعلم انها كذلك، وهو ما استراحت إليه شعوبنا وأكسب دعوته أرضية واسعة.. مجتمعاتنا وظفت دولة العسكر والاسلام السياسي بعبقرية..

    العسكر هم السيادة الصلبة وسلطة الأمر الواقع، والاسلاميون هم قاطرة السيادة الناعمة، يبارك رموزهم – في ثقة وقوة – تمزق مواطنيهم بين حياتين، احداهما مُستترة والأخرى علنية، في مواجهة عشوائية وفهلوة العسكر. فضلا عن تبشيرهم بحتمية اصلاح "الظاهر" لـ "الباطن"!

    أكسب هذا الاسلاميين بالطبع شعبية – كما أسلفت -، غير انها شعبية مُترهلة هشة، نظرا لعدم استنادها لبنية تحتية أخلاقية صلبة، تضرب بجذورها في أعماق الضمير البشري.

    الطريف، بل لنقل الكارثة، أن ما اجتهد الاسلاميون طيلة عقود في تصديره إلى المجتمع، وما احتفوا به من حيوات ظاهرة مُغلفة برقائق التدين، سُرعان ما ارتد إلى الاسلام السياسي نفسه، فنال على ما يبدو من بنيته التحتية وكوادره. تلك هي محنة الاسلام السياسي.

    الاسلاميون ليسوا بمعزل عن جاهلية مجتمعاتنا الاخلاقية، وإن زعموا خلاف ذلك، فهم تحت وطأة القهر العسكرى والحرص على استمالة الشعوب لجانبهم، هادنوا مجتمعاتهم ورضوا من ابنائها العيش في حياتين، القشور الأخلاقية، وهو ما انتهى بالجميع إلى جاهلية أخلاقية.

  2. #2
    إن إفساد أفضل الأمور يؤدي إلى نشوء أسوئها.
    فإفساد الدين بالخرافة والغلو وبالطائفية يؤدي إلى ما هو أسوأ من عدم التدين؛
    وإفساد القومية والوطنية بالشعارات وبتسخيرها لمصالج الفئات الحاكمة البعيدة عنها يؤدي إلى ما هو أسوء من العدمية القومية،
    وإفساد اليسار بمغادرة العدالة الاجتماعية وقيم الحربة وبدعم الاستبداد التمسك بالعصبيات الحزبية والشعارات الشكلية الفارغة يؤدي إلى ما هو أسوأ من اليمين.
    وإفساد قيم مقاومة الاحتلال، بتحويلها إلى شعار بدون مضمون وإخضاعها لصراعات فئوية طائفية، وإلى أداة للمباهاة الحزبية أو الطائفية ولإنتاج تبلد المشاعر تجاه معاناة الشعوب الأخرى ومقاومتها هي للظلم تنتج ما هو أسوأ من قيم الخنوع.
    عزمي بشارة

المواضيع المتشابهه

  1. ماذا لو علمت الجاهلية الأولى بما يجري في الجاهلية الحديثة ؟؟!
    بواسطة ميساء حلواني في المنتدى فرسان السيرة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-26-2018, 03:37 AM
  2. ماذا لو علمت الجاهلية الأولى بما يجري في الجاهلية الحديثة ؟؟!
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان السيرة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-10-2018, 08:06 AM
  3. محنة العرب الأخلاقية
    بواسطة عبد الستار قاسم في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-12-2015, 12:42 AM
  4. القوافل التجارية عند عرب الجاهلية
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-18-2013, 11:07 AM
  5. المسؤولية الأخلاقية عن الأخطاء الطبية.. مصطفى إبراهيم
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى فرسان الطبي العام .
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2012, 04:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •