كيف سيذكرنا التاريخ؟؟
نحن لا ندعو إلى فلسفات معقدة ولا إلى نظريات عسيرة على الفهم..
كل ما ندعو إليه هو أن نعود إلى الفطرة السليمة..
أن يتحدث الإنسان بقناعاته دون خوف فإن كانت أفكاره صحيحةً انتفع الناس بها ومكثت في الأرض وإن كانت خاطئةً أبطلت بالحجة والبرهان وذهبت جفاءً..
أن يكون الإنسان آمناً في لقمة عيشه وفي سربه لا يخاف أن يحاسب على أفكاره وقناعاته..
أن نحاسب على الأخطاء لا على الحديث عن الأخطاء..
ألا يضطر الإنسان للتجرد من كرامته وإنسانيته حتى يترقى في المراتب الوظيفية أو ينال حظوة السلطان.
ألا يهدد الإنسان في راتبه ومصدر رزقه ورزق عائلته لمجرد رأيه، فحتى الخائن لوطنه يجب أن يحظى أبناؤه بالعيش الكريم، وحتى مسطح بن أثاثة الذي نال من عرض عائشة رضي الله عنها عاتب القرآن أبابكر لأنه قطع مصدر رزقه فما كان من أبي بكر إلا أن عاد للإنفاق عليه..
أليس غريباً أن تتطلب هذه الأفكار على بساطتها تضحيةً وجهاداً عظيمين وأن تكلف الإنسان راحته واستقراره إن لم يكن حياته..
نسخر من الكنيسة كيف كانت تحرق العلماء لمجرد أنهم كانوا يعتقدون بأن الأرض تدور حول الشمس لكن يبدو أننا لم نتقدم كثيراً عن هذه المرحلة فلا يزال من بين البشر حتى اليوم من يحاسب الناس لمجرد أنهم يعبرون عن أفكارهم..
كيف سيذكرنا التاريخ؟؟
سيقول الناس في المستقبل ساخرين: لقد مر على هذا الكوكب أقوام كانوا يحاربون الناس لمجرد أنهم كانوا يعبرون عن قناعاتهم بصراحة دون نفاق..
يا للعار!!