دع الخلق للخالق - قصة
يحكي قديما أن رجل غريب مر ببلدة في طريق سفره وبينما كان يسير وجد امرأة جميلة بل أجمل ما رأت عيناه ولم يستطع أن يرفع بصرهعنها ومشى خلفها يتقفى أثرها في السوق ثم لحقها إلى بيتها يريد أن يتقدم لها على سنةالله ورسوله، فسأل عنها جيرانها فإذا به يصدم بانها متزوجة.
دفعه فضوله لأن يري هذا الزوج الذي مَنَّالله عليه بهذه الحسناء وما هو حاله، فمن ذا الذي ترتضي به زوجًا لها وأخذ يتساءل هلهو أغني الاغنياء أم أجمل الرجال أم أقواهم ، انتظر بقرب كوخها الصغير متواريا عن الأنظار حتي يري زوجها فاذا به يجد رجلدميم الخلقة ( من وجهة نظره) فقير ليس به ما يجذب أقل النساء حظا في الجمال فتعجب وازدادفضوله ليعرف ما سر تزوجها هذه الجميلة من هذا الفقير القبيح.
فاستوقفهاوهي عائدة قائلا : يا أختاه هل لي ان اتحدث معك في شيء ؟
فأجابت: ان كنت تريد خيرًا فقل وإلا فلا.
فقال:بل خيرًا.
قالت:اذاً قل.
قال: كيف لجميلة مثلك أن تتزوج مثل هذا الرجل الفقير دميم الخلقة فقير الحال ضعيف البنيةوتترك من هو أغني وأجمل وأقوي؟
نظرت إليه المرأة وقالت: يا عبد الله إننيوزوجي سعداء بما أنعم الله علينا من تقارب ورحمة ومودة وبما أنعم الله به علينا منمحبة فأنا لا أراه كما تقول أما اذا سلمت بما تقوله فلعله قد قام يومًا بعمل خير كثيروأراد الله سبحانه وتعالي أن يكافئه علي خيره وروحة الطاهرة في الدنيا قبل الآخرة فكنتأنا المكافاة ... ولعلي قد قمت بعمل سيء وذنب عظيم فاراد الله أن يعاقبني في الدنيافكان هو العقاب.
ياعبد الله دع الخلق للخالق ولا تسأل لماذا أنعم الله علي أحد او ابتلى أحد فإنه أعلمبخلقه
شعرالغريب بالخجل ومضى في طريق سفره

منقولبتصرف – أخوكم أبو رند