منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: المتاهة

العرض المتطور

  1. #1

    المتاهة

    المتاهة
    فصل من فصول رواية متاهات - زيناء ليلى

    سؤال يفاجئ ذهني دوماً :
    "هل الدّين بقواعده و دستوره مناسب لهذا الكم الهائل من التقدم ، ألا تراه يعاني من حالة عدم توازن مع متطلبات العصر الحالي ، مما يدفع معظم المتدينين إلى التقوقع ، نتيجة الصّراع الحاد بين الرّغبات المتسارعة والعقيدة التربويّة ."
    أو ربما يجعل معظم الشباب الملتزم يعانون تطرّفاً في السّلوك ،أو توحّـد بالفكر، أو انفصام في الشخصيّة ...؟

    يعلوا صوت أبي وكأنه يصرخ بي : من قال هـذا ؟ وما هـذا الاتّهـام بحقّ الدستـور الإلهـي في الأديـان عمومــا وفـي الـدّين الإسـلامـيّ خصوصا ....

    الدّين دستـورٌ لتنظيـم الحيـاة وهـو دافعٌ لكـلّ خـير، وهـو مانحٌ للحريّة المنظّمة ، هو الثّورة على الظّلم ، و الثّـورة علـى الاستعبـاد والاستبداد، و هو الذي يمنح الحريّة و المسؤوليّة و يحدّد حريّتك ببداية حريّة الآخرين .
    الدين الإسلامي أول ثورة حقيقة على كل الأصعدة .

    لا أعرف لماذا يسأل مثلك هذا السؤال ؟ وأنت يا نور من بيئة تربيتها دينيّة فأين الانفصام ؟ وأين التطرّف وأين التّقوقع ؟ .
    - لم أقصد هذا في منزلنا ، لكن ما قصدتـه في المجتمع و النّـاس و فتاوى بعض الشّيوخ ، في التّحريم الغليظ ، في سدّ الذّرائـع التـي تمنع الكثيرين من تحقيق أحلامهم .
    حسنا سأفرد لك خيوط المتاهة : إنّ بعض الشّيوخ مرتبطـون بالسّلطــة ، مهمـا كـانت السّلطـة استبداديــة أو إقطاعيّــة أو رأسماليّة و هذا ما تكلّمنا عنه صباحاً ، فتأتي إفتاءاتهم محقّقة لهذه الوصايا ، ليبقى الأفراد في حالة الهدوء ، و تسهل السّيطرة عليهم بحيث يتم توجيههم من خلال فتاوى دينية .
    لذلك ، ما إن يتنفّس الفرد حلماً فيه تمرّد على واقعـه و ثورة علـى تخلّفه، يتهم بالمرتدّ ، لأن هذا التخلّف ارتبط بالدّيـن ، كي يأخـذ منه شرعيّته والدّين منه براء ، بل الدّين هو الثورة الحقيقيّـة التي أُهديت إلينا . معظـم الشّيـوخ ممن يعطّـلون عقولنا لننصت إليهم ، لديهم معرفةٌ دينيّة ببعض علوم الدين واللغة والتّفسير ، ولكن ليس لديهم إلمامٌ بكل علوم القرآن ، فليس كل قارئٍ للقرآن عالمٌ ، ولا يحقّ له الإفتاء ، وليس كل مطّلع على الحديث ، يحقّ له الإفتاء ، فإنّ علوم القرآن تشمـل كـل علـوم الدّنيـا و لا يمكن لشخص واحد أن يدركها بكل تفاصيلها حتى مع هذا التّقدّم ، مثلاً (د. زغلول نجار)

    - أعلق مقاطعة : من الذي لا يعرف (د. زغلول نجّار ) ؟ ‘إنه باحثٌ في علـوم الأرض والجيولوجيا ...
    أفهم من كلامـك يا والـدي أن المتاهـة التي نعاني منهـا هي بسـبب افتقارنا إلى علماء حقيقيّين .
    يرد والدي مبتسماً وبهدوء وكثير من اليقين .
    - بل لدينا علماء و مفكـّرين ، و لكن ينقصنـا يا بنيتي الاحتـرام و التّكافـل بينهم .
    - الإختصاص مفردة مفهومة ولكن التكافل كصفة للعلماء أصبحت غير واضحة المعنى .
    - يرد وهو يمرر يده على شعري المنسدل وعيناه لا تخطئ عيناي كأنّ للحديث بعد اً آخر وغاية ً في نفسه.
    ينقصنا مجتمعٌ إسلامـيٌ ،عالِـمٌ في كـل اختصــاص ، ويشترك الجميع في اتخاذ القرار ، كأصابع الكفّ الواحدة .
    عالِم في الجيولوجيا و عالم في النّفـس و عالم في الشّبكات و عالـم في الهندسيات و عالم في الدين و عالم في التربية و عالم في العلوم الاجتماعيّة و عالم في الاقتصاد .
    هكذا تخرج الفتوى كاملة ، لا تحتاج إلى الترقيع ، وهذا لا يتمّ علـى الهواء مباشرةً . ويفتح باب الاجتهاد والقياس حسب الحالة والزمان .
    في انفعال وبسؤال أعرف إجابته أقول
    - أليس سدّ الذرائع ، سببــاً في كثير من التّخلف والرّكود لشبابنا الملتزم؟ فتراه يركب الخوف من خسارته لدينه فيختار طرق أسهل وعلوماً أبسط محتجاّّ بسدّ الذرائع .

    يردّ بهدوء وثقة وكأنّ هذه الأسئلة مطروقة أمامه وقد أجاب عنها مسبقاً.
    - سد الذّرائع ليس سببا في ركودنا و جلوسنا في المقاعد الخلفيّــة التي لا يرانا فيها أحد ، بل عدم فهمنا للدين الحقيقي وعدم إدراكنا لمهمتنا في الحياة ودورنا في إعمار هذا الكون هو سبب ركودنا .
    ثم يكمل وقد اجتاحه حزن دفين ومصّ ع شفتيه وهزّ برأسه امتعاضا وقال
    مسكين ديننا ، كم نعّلق عليه أخطـاءنا وفشَلَنا .
    - والدي سامحني و لكن في نفسي مضضٌ و في قلبي احتراق البـارود المشتعل و أنا أسمع و أرى ما يوسم على دين الإنسانيّة ، وما يروّجه الإعلام عن الإسلام ، بأنه رمز الإرهاب ورمز التخلف والرجعية .

    فإنّ جميع الأفلام العالمية ُتظهـر لـك وجـه واحـدا للإســلام ، اللّبــاس الموحد ...العمامة .... اللّحية ... الصحراء ... الإرهاب ... القتل .... الاستهلاك للعلوم دون أي إنتاج ....

    أين الوجه الآخر لهذا الدين الإنساني ؟ نـحن المؤمنون به ماذا نفعل كي ندافع عن اعتقادنا ؟ ماذا نفعل لندافع عن حريتنا وحبنا لهذا الدستور ؟
    يبتسم فاغراً فاهه ويقول
    - حتى الإرهاب حرفة لبعض الأفـراد المعتنقين الإسـلام ، والتعصّـب له أسبابه النفسيّــة ، التي تبـدأ بالتّهميش والقمــع لشخصهــم ، وطموحهم ، و لوجودهم، وحرية عقيدتهم ،وعدم احترام حرية اختيارهم .
    عندها يبحث هؤلاء عن طرق يسمعها العالم وينصت إليهم رغماً عنهم فيحترفون الإرهاب.

    لكلّ مجرم في القضـاء محامي دفـاع ، إلا المسلم كأي فرد ، إن أجرم حكموا على الإسلام و لم يمنحـوا هذا الفـرد حقّ الدفـاع عن نفسـه ، حقّـه فـي الحيـاة ، حقّـه في التعبير و لو أحصيت عدد المتهمين بجرائم الإنسانية لوجدت أن ّ معظمهم في العشرينات .
    أليس لهذا تفسيرٌ في علوم النّفس والاجتماع ؟ وله دلالة معينة وواضحة.
    - يا إلهي............... يا والدي أحيانا يصيبني الإحباط والعجز ....
    - يضحك والدي و يقول : إنها الحــرب الصّامتــة لا تدخلــي في المتاهة ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) .

    قلتُ لك إنّ السلطة الحاكمة تقضي على كـل مــا يفقدهـا استبدادها وهيمنتها وسيطرتها، والإسلام الوسطي وبانتشار مبادئه ، خطــر على نفوذها فتوجّـه أسلحتها السايكوترونية الخرساء للحدّ من اتّسـاع رقعتـه أو تحـرر أفراده.

    دخولها وصوتها الحنون.. جدي ... جدي ... يجعل أبي يترك أريكته ويصل إليها ويحتضنها ويقبلها كالمعتاد ويقول لها : ( آية ) الحلوة الأمورة ... حبيبة جدّها الدّلوعة .
    تضحك ضحكة طاهرةً ، تتسع للكون بأسره وهي تتراقص مائلة رأسها فيهتزّ شعرها المنسدل كشلال في الربيع وتلمع عيناها حياة وأمان وتقول : أحضرت معي مجلة ( العربي الصغير ) ....... و اطلعت على صفحة المنوعات .
    - يقول والدي : أرني هل حللت الكلمات المتقاطعة ؟ أم كشفت الاختلاف في الصّور المتشابهة ؟ .
    - ترد علية ذات السبعة أعوام : لا حللت المتاهة ... و وجدت أقصر طريق يقطعه الأرنب للحصول على الجزرة .
    كنت أستمع لحديث والدي مع آيه ، بينما تُحدّث أختـي زهــراء والدتي عن معاناتهـا في اختيار دكتـور يتابع رسالتها في الماجستير وافتقار الجامعة لدكتورٍ يفقه في بحث الرسالة ...
    سمعت والدي يقول بحماس : لو أخفينا الجزرة كيف تُحلّ المتاهة ؟....
    تبعـد آيه يد جدهـا التـي تخفـي الجزرة تحتها وتقـول : لكن الجزرة موجودة وأنت تخفيها ، أبعـد يـدك أرجـوك كـي لا يضيـع الأرنـب المسكين .
    - يضحك والدي ويرفع يده عن الصورة ويقول : إذاً لابدّ مـن وجـود هدف للأرنب المسكين ، لكي يختار طريقة وينال الجزرة .
    أدخل إلى لعبتها فجأة متحرشة فيها ، وأضع يـدي لأخبـئ الجـزرة مـن جـديـد فتصرخ وتقول : خالتي ... أبعدي يدك ، الأرنب المسكـين سيتـوه ويضيع .
    - ضحكت بفرحٍ غامرٍ وأحضرت لها قلماً و ورقةً و قلت لها : ارسمي لي متاهةً ألعبها معك .
    تمسك القلم والورقة وتجلس على الأرض وتـمدّ ساقيهـا وتحنـي ظهرها وتبدأ برسم أرنبٍ في أسـفل الورقـة ثم ترسـم جزرةً وحـزمة من الخضار في أعلـى الورقة ، ثم ترسـم خطوطـاً منحنيـةً طويلـةً وقصيرة وتدخلها مـع بعضهـا ، لتبـدأ جميعهـا مـن عنـد الأرنب وتنتهي بالجزرة وحزمة الخضار وتعطيني الورقة .
    - أنظر إليها وأحتضنها وأعطي الورقة لجدها وأقول له : لقد رَسمَت الجزرة قبل أن ترسم الطريق المؤدية إليها .
    - ثم نظرتُ إليها وقلت لها : خالك نـوار في غرفة نومه ، أيقظيـه واطلبي منه أن يحلّ اللعبة ويحدد طريقاً للوصول إلى الجزرة .... أردد : ( سبحان الله تعدّدت الطرق والغاية واحدة ) .
    تحمل أختـي زهـراء القهـوة إلى الشّرفة لنرتشفها معاّ و هي تشكي شقاوة آية وذكائها ...
    - أعلّق علـى كلامهـا نعـم هـي ذكيّـة وستعـرف مـاذا تريـد في المستقبل.
    حقاً إن ألعابنا تربويّة و موجّهة بشكل جيّد لبناء شخصيّة ، تعرف ماذا تريد ، وتتمكن من تحديد أهدافها باكراً ،و تحسن اختيار أقصر الطّرق لذلك ..
    - تقول أمي : يا بناتي إنّ هذه التربية ضروريّة وهي من أصل الدّين لمن فقه جوهره ودلالة غاياته ، يبتسم والدي وكأنه قرأ ما قالته أمي و وافق عليه ( أمي و أبي وجهان لعملة ذهبية واحدة )
    يتبع .................................................. ........ أرجو لكم متابعة هادئة ، ووقتا نضيف فيه إلى دواتنا تصريحا أو تجديدا ، دمتم بخير
    زيناء ليلى

  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    البصرة-العراق
    المشاركات
    1,840
    دون أدنى مجاملة أحييك سرد جميل يا زيناء استمتعت وقرأت متشوقا . أتمنى قراءة المزيد فتعجلي بارك الله بك تقديري واحترامي

  3. #3
    السلام عليكم
    اولا اشكر لك أريحيتك ونشرك لرواية تعبر عما يجيش في نفس نظيفة رائعة.
    ثانيا سوف انقلها لقسم القصة مع التثبيت.
    ثالثا اراك هنا تصرخين تنادين تقدمي ن عصارة فكرك النير..
    سااتابع مع حجو مقعد هنا.
    الف تحية وشكر
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  4. #4
    وعليكم السلام والاكرام
    شكرا لمروركم الكريم لما جره قلمي فجمعته في رواية صنفت على انها "سرد روائي معرفي " وفي دفاعي عنها ابداع لمدرسة جديدة تدعى " بالرواية المعرفية " ربما يصح ذلك ، وربما لايصح ، لكني اخترت طريقي الخاص وابطالي وكما لتمسيات الروايات " السير ذاتية - والتاريخية - والشعبية - والخيال العلمي ....." اقدر لكم قراءتكم وما وضعتها الا للحديث الذي دار بيني وبين الاستاذة ريما فأردت الرد بما خطه قلمي في احد فصول روايتي . واظن فيه فروع وينابيع وأسئلة ومجال للتفكر .... لماذا كل مسلم يسئ يوسم الاسلام باساءته ؟؟؟؟لماذا كل المجرمين المسلمين في اعمار الشباب ؟؟؟؟؟ لماذا تخاف الحكومات من الدين الوسطي ؟؟؟؟ لماذا ضاعت الدلالات الحقيقية للدين ..................... لماذا نجلس في المقاعد الخلفية التي لايرانا احد نجتر العلوم التي تصلنا ......................؟؟؟ للحديث بقية في فصل اسلحة سايكترونية ..... تحياتي للجميع زيناء ليلى .

  5. #5
    جميل اخيتي سأتابع.
    كل التقدير

  6. #6
    ماكتب عنها في جريدة الوحدة:
    *************
    http://wehda.alwehda.gov.sy/_print_v...20120624174743



    [TR]




    [/TR]
    الوحدة
    الأثنين25/6/2012
    خالد عارف عثمان
    يحدث كثيراً أن أكون
    محظوظاً فأقابل فنّاناً تشكيلياً يمارس لعبة اللون في بدايتها , أو شاعراً
    يرتب


    المفردات والصور
    في وكنات القصيدة , قاصاً - أو قاصة - يقصّ على الآخرين خواطره نصوصه , أو قصصه في
    مراحلها التكوينية الأولى ,. يقرؤك احاديثه , يبوح لك - وعلى خجل - ما يكتب , وحين
    تقرأ له , أو تقرأه تجد كم هو جاد في كتابته , أنّ خوفه مما يعدّه مغامرة محض وهم ,
    أو لعلّه رهاب النشر , حين تعرية أفكاره أمام الاخرين , بالرغم من امتلاكه لمقومات
    الكتابة , وعناصرها وفضاءاتها , ودلالاتها , ورؤاها ... وهناك من يقدم لك نفسه بقوة
    , وثبات , وثقة , واعتداد بالنفس وبما يكتب , ويحاججك به , ولعله مصيب , اليس
    الدفاع عما نكتب هو بحد ذاته إبداع ?! نمارسه جميعاً وهو طبيعي طالما ابتعد عن
    النرجسية .. , وحبّ الذات وتخطئه الآخرين .. لقد قيض لي مؤخراً أن اقرأ نصوصاً
    للصديقة زيناء ليلى , نصوصاً على المسودة .. وذيلتها بمفردة « رواية « .. تحكي قصصا
    وأحداثاً وفصولاً على ألسنة مجموعة من الشخصيات الروائية الأنثوية والذكورية , «
    نور « هي الشخصية الأساسية المحورية .. فتاة شاملة مثقفة .. فنانة تشكيلية , مربيّة
    , باحثة في الطب البديل , منفتحة , ذات أفق واسع , جريئة , يمكن أن تكون مثلاً
    للفتاة التي تستفيد وتفيد من عملها , ومعارفها العلمية , والطبية , وتمتلك حساً
    مرهفاً , تتعامل مع الجميع .. إن تحدثت أو حاورت أقنتعت , وإن عملت أجادت , وإن
    عبّرت عن أحاسيسها نجحت , وملكت قارئها .. موضوعات الكتاب في الحياة والموت ,
    الفلسفة , والتأمل النفسي , في الروح والمادة العواطف في الجسد والأحاسيس والرغبات
    , والعادات والتقاليد , في القيم خيرها وشرها في الطبّ البديل والعلاج به , في
    القوة والنجاح والتفوق والطاقة الإنسانية , في العلوم والفيزياء , والعديد من
    الموضوعات العلمية كالمعلوماتية , وما يتصل بها .. قدمتها الكاتبة على لسان شخصيتها
    نور وشخصيات عديدة . كالأم , والوالد , والأخوات , وزملاء الدراسة الجامعية ,
    والحياة العملية والمهنية والثقافية والإعلامية .. على شكل محاضرات , أو حوارات أو
    أحاديث مباشرة أو وصفات علاجية طبية .. وفي كلّ ذلك تتقمص أسلوب المدرسة .. مهنتها
    .. يكتب حمدي - إحدى شخصيات الرواية - وعلى مبدأ الحوار بين الأستاذ والطالب ,
    يعيدنا إلى أسلوب الفلاسفة مع طلابهم .. هذا فضلاً عن ذكرها واستعادتها أحداثاً
    وعلاجات مجربّة .. وهذا دون أن يغيب من الكتاب اللمحات الرومانسية , والوصف الجميل
    , والصور خاصة عندما تستعيد أيام الدراسة الجامعية وأحوال الزملاء ومواقف وجدانية
    حدثت لدى البعض , كما في مثل هذه المواقع من الرواية : كم عينيك تهديني .. متى يا
    ربّة النظرات تسافر في مدى عينيك عيناي .. أسوي فيها مراراً بعض أشيائي , وأسوّي
    ياقتي حيناً وأسرّح شعري أحياناً , أراني غارقاً عشقاً , ولا تنقذني عيناك .. « ..
    إنّ الرواية لا تعدم مقاطع أدبية خالصة , وعبارات وصوراً شاعرية , ولغة شعرية ولكن
    الجانب المعرفي الفكري .. الذي يطغى على فصول وأجزاء الرواية يسمح لنا أن نقول ومن
    باب التجريب - إذا صحّ هذا - إنّ كتابة الصديقة زيناء في مخطوطها سرد معرفي .. أو
    يرقى لأن يكون ذلك تأسيساً « لرواية معرفية « مثلها مثل الرواية التاريخية , والسير
    ذاتية , والشعبية , والخيال العلمي وغيرها من التجارب السردية الأخرى .. ربما .. !!
    .‏





    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7
    "نور - زيناء- والتاسيس لسرد روائي معرفي "
    "إنّ الرواية لا تعدم مقاطع أدبية خالصة , وعبارات وصوراً شاعرية , ولغة شعرية ولكن
    الجانب المعرفي الفكري .. الذي يطغى على فصول وأجزاء الرواية يسمح لنا أن نقول ومن
    باب التجريب - إذا صحّ هذا - إنّ كتابة الصديقة زيناء في مخطوطها سرد معرفي .. أو
    يرقى لأن يكون ذلك تأسيساً « لرواية معرفية « مثلها مثل الرواية التاريخية , والسير
    ذاتية , والشعبية , والخيال العلمي وغيرها من التجارب السردية الأخرى .. ربما .. !!
    اشكر لك وضع رابط جريدة الوحدة التي نشرت رأي الأستاذ خالد في عملي .
    ومازال العنوان الذي اختاره للمقال يثير دهشتي فعادة العناوين عبارة ادبية من لب الموضوع ،
    لكنه اختار ان يكون العنوان اسمي مزيلا بالتأسيس لسرد روائي معرفي .
    من هذه المنصة اشكر الاستاذ خالد لاطلاعه ونقده ..
    وأشكر كل من يشجع الابداع الغير مصنف ليأخذ حقه في الظهور .
    واهدي كل اعمالي وأبحاثي لمن يتفضل علي بنقد اخطائي .

  8. #8
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497
    للسرد الروائي المعرفي اعتبار فني لا يقل عن الاعتبار الممنوح بسخاء لسائر الأصناف الروائية الإبداعية
    وقد لا يجد هذا الصنف ( المعرفي ) سعة الرضا لدى النقاد والقراء لسبب من الأسباب ذات الصلة بحرية القبول والرفض
    لكن ما ينبغي أن يكون المانع من سعة الرضا نمطية التصنيف لأصناف الإبداع المقبولة
    وهي نمطية قد يكون مردها إلى تقديس وتهيب ( رأي الجمهور ) ، أو إلى ضمان السلامة من الانتقاد إيثارا للجمود والتقليد
    ورؤية هذا مسارها لا تغني في نظري من فقر الضمور ، ولا تسمن من جوع الحسور

    أجد هذه السردية الماتعة رمزية ذات بناء إشاري
    يفسح للإبداع الروائي مجالات أوسع في تجديده مع صيانة قواعده
    تقديري لتميز حرفك المشبع بالرسالية أستاذة زيناء
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

  9. #9
    شكرا لك ... تعليقك يتوج عملي ... ولاني احب ان أفهم اكثر ... فأوضح لي مفرداتك البلاغية ، بمفردات اكثر بساطة . ابداعك اشغلني عن موضوع السرد الروائي المعرفي إلى معرفة بحور المعاني في مفرداتك العميقة وكشف وجوه رؤيتك . ومازلت ابحر فيها ، وبدون مجزاف ، اوده منك كي لا اتوه .دمت لي عونا ... وللفرسان مشرفا .... بامان الله.
    واتذكر تلك العبارات التي تغرد على سمفونية اي عمل اقوم به ...
    " من هم المتميزون حقا ...
    -هم أفراد بدأوا بمشاريعهم من الصفر .
    - انطلقوا بأفكار جديدة .
    - نجحوا في ظروف صعبة ( مقارنة بحجم المشروع ) .
    - نجحوا في وقت قياسي .
    - صاغوا اسلوبا مبتكرا وخطوا طريقا مستحدثا في النهوض باي مشروع .
    - تركوا أثرا واضحا على حياة الكثير من الناس .
    " استعيد رؤيتي وتتضح الصورة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •