بسم الله الرحمن الرحيم
النــاس ،، والانساب
قديمآ اهتم العرب بمعرفة الأنساب وقالوا في الاحساب ووثقوا ذلك في أشعارهم حتى طغى التفاخر والعصبية فيها ، إلى ان جاء الإسلام الذي وضح القصد النبيل منها في تشريعه الشريف الحنيف.. ومن ذلك انطلق برؤيتي للناس من ناحية نظرتهم للأنساب وتعاملهم معها في هذا الزمان الذي تطورت فيه وسائل الكتابة والنشر والحصول على المعلومات يمكن تصنيفهم إلى ثلاث أصناف:
صنفيــــن واهميــــــن ،، وصنف معتدل مصيب
الاول :: من جهل نسبه وأهمل البحث فيه حتى ضيع أصله وجذوره ولا يعرف الا مادوٌن في جنسيته بحدود نفسه وأبوه واسم جده ولقبه لاغير، ولا يعرف من أقاربه وأرحامه الا من هو قريب من عينه ورؤياه ، وهذا الوصف يغلب على اهل المدن الكبيرة اليوم اكثر من غيرها ..وهو حالة ذميمة تنم عن تقطع الارحام والشبه بالمجتمعات الغربية الهجينة والمتفككة اُسريآ .. وفي هذا النوع خطورة لأن انساب مثل هؤلاء ستندثر مع مرور الزمن ولا يعرف اصيلهم عن لصيقهم ..
الثاني:: هو من تحرى عن نسبه وعرفه وعرف اولي القربى والرحم منه وثبت ذلك من غير تفاخر وتباهي على وصلاتهم به وواصل ارحامه فعلآ الناس فهذا من المحمود والمندوب شرعآ ،، ثم ان ازداد معرفة وعلما بأ لانساب الأخرى فهو خيــرعلى خيــر مالم يخرج عن حدود وآداب الشرع وهذا الصنف من الناس هو الصائب المصيب.
الثالث:: من شغلته الأنساب وأطال البحث واكثر القول وضيع وقته فيها وخاض بانساب الأخرين فضولا واجتهادا ،، وأخطر مايقع فيه هذا الصنف من الناس هو التقول ظنآ وسماعآ من غير يقين اتباعآ لهوى نفوسهم في حب الظهوراوالترويج لانساب اخرى.. اعتمادآ على كلمة {يقولون} هؤلاء من كذا ومرجعهم كذا وهؤلاء اشراف واولئك ليس منهم ووو,, وهؤلاء اليوم يملأ كلامهم المجالس والمواقع التي يتكلم فيها عن الانساب خوضآ بغير علم وسند غير مريب..
وتقول هؤلاء من المحذور بل المذموم والمنهي عنه شرعآ ، ناهيك عن كونه مضيعة للوقت بتقديم وقتهم على تعلم العلم النافع من علوم القرآن والسنة النبوية الشريفة.
والله العالم العليم والحمد لله رب العالمين