منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    "السفير المرافق": غازي القصيبي

    "السفير المرافق": غازي القصيبي

    لم أستعد (لياقتي) بعد لممارسة رياضة (السياحة في الكتب)!! ولكنني أطلت استعارة هذا الكتاب من أخي محمد شيخ .. لذلك سوف نأخذ مجرد إطلالة على الكتاب .. (الوزير المرافق) : سيرة ذاتية. للدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ الطبعة الثانية / 2011م.
    بما أن هذه مجرد إطلالة على الكتاب فمن المهم أن نلقي نظرة على فهرسة الكتاب :
    المقدمة / البيت الأبيض .. بين سيدن {يقصد نيكسون وكارتر}/ مع سيدة الهند الحديدية {إنديرا غاندي} / مع المجاهد الأكبر {الحبيب بو رقيبة}/ مع المستشار"اللسان"{ المستشار الألماني هلموث شميدث} / مع المستشار الذي "جاء من الأرياف"{المستشار الألماني هلموث كول} / مع الأخ العقيد في الحافلة { القعيد القذافي} / على مائدة الملكة أخيرا { ملكة بريطانيا} / بين المهندس والنحلة {الرئيس الفرنسي ميتران} / مع قاهر الإمبراطورية البريطانية { الرئيس الأوغندي عيدي أمين} / فاس بين قمتين.
    من فهرسة الكتاب مباشرة سوف نقفز قفزة كبيرة .. إلى الصفحتين 137 – 138 ،وتحليل المؤلف – رحم الله والديّ ورحمه – لشخصية "القاذفي"بعد أن رافق الملك خالد – رحم الله والديّ ورحمه – في زيارة إلى ليبيا ،يقول المؤلف :
    (أما ألئك الذين يعتقدون أنه"مجنون"أو "مراهق"أو"معقد"نفسيا فيتجاهلون حقيقة لا يحتاج المرء إلى أكثر من دقائق في الحوار معه لكي يكتشفها،وهو أنه يتحدث مع رجل حاد الذكاء لا يبدو عليه أدنى دليل على الاختلال العقلي أو الاضطراب النفسي.
    على أنه يتبقى هناك سؤال مهم :
    "ألا يعتبر الطموح،عندما يصل هذا الحد من العنف،نوعا من أنواع الجنون؟".
    لا بل إن لنا أن نطرح السؤال بصيغة أخرى :
    "ألا يعتبر الطموح،عندما يصل هذا الحد من العنف،أخطر أنواع الجنون؟".
    سؤال يرد عليه الكثيرون بالإيجاب :
    في مطار بنغازي،وضع الملك خالد يده في يد العقيد،في تحية مشتركة"للجماهير".
    عندما تحركت الطائرة نظرت إلى العقيد من النافذة،وكان يقف ببذلته البيضاء شامخا بنفسه،وبثورته،وبنظريته.
    شعرت بشيء يشبه الشفقة. ربما لأنني أحسست أنه كان بإمكان العقيد أن يكون رجلا عظيما.).
    من هذا التحليل نعود إلى تعليق سابق :
    (هذا الرجل الذي رفض أن يرقي نفسه كما يفعل بقية الانقلابيين العرب وظل"مجرد عقيد" : نتيجة هذا القرار لم يعد بالإمكان أن يترقى أحد في الجيش الليبي إلى رتبة تفوق رتبة العقيد،وبالتالي أصبحت رتبة العقيد مساوية "للمشير"في الأنظمة الأخرى!على أن العقيد يرى أن الجيوش النظامية بدعة منقولة من النصارى،وأن الجيش الوحيد الذي يعرفه الإسلام هو الجيش الشعبي المكون من الشعب.){ ص 115 وما بعد النقطتين من هامش نفس الصفحة}.
    أشار المؤلف إلى زيارة القذافي للرياض،وأن الوفد المرافق لزوجته أراد أن يزور أسواق العاصمة،ورفضوا اصطحاب حراسة،وفي السوق،وعند دخول وقت الصلاة،انتشر رجال (هيئة الأمر بالمعروف)،وكان من بين المرافقات امرأة ترتدي (ثوبا قصيرا بعض الشيء،بمقاييس هيئة الرياض،الأمر الذي أدى بأحد رجال "الهيئة"إلى زجرها){ص 117}.
    وحدثت أو كادت تحدث (أزمة) حيث قرر القذافي المغادرة،وعلم الملك خالد والأمير فهد،وحاولا ثنيه عن عزمه،وإخباره أن رفض الوفد مرافقة (حراسة خاصة)،هو الذي تسبب في المشكلة ... ولكنه أصر على المغادرة،فقال له الملك خالد لا أستطيع أن أمنعك من المغادرة ولكن .. السادات سيكون أول الشامتين .. فغير رأيه،بشرط أن يعقد اجتماعا مع رئيس هيئة الأمر بالمعروف،ليبن له وجهة نظر الإسلام في حقوق المرأة .. رتب اللقاء،وقضى الرجلان ساعة في الحوار ..(أشك كثيرا أن أحدا من الطرفين قد استطاع أن يقنع الطرف الآخر بوجهة نظره){ص 118}.
    من هنا نبأ رحلة المؤلف مع عقدة استبعاده،أو عدم تمكنه من مقابلة .. أو الجلوس على مائدة ملكة بريطانيا .. أقول عقدة،لأنه أطلق على ذلك الفصل (على مائدة الملكة أخيرا)!!!!!!! كما بدت عباراته تحمل الكثير من المرارة!! بطبيعة الحال كان المؤلف وزيرا مرافقا .. (ثم جاءت دعوة الملكة للأمير. أخبرتنا المراسم البريطانية أن الدعوة ستكون قاصرة على أعضاء الوفد من الأسرة المالكة.
    كان مع ولي العهد ابن عمه الأمير / محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن،والأمير / سعود الفيصل،بالإضافة إلى محمد أبا الخيل وكاتب هذه السطور. كان معنى ذلك،بلباقة،أننا أبا الخيل وأنا غير مدعوين للحضور. وهذا ما كان،ولا أدري حكمة هذا التصرف. وهل كان من الصعب إضافة مقعدين آخرين ودعوة الوفد الرسمي بأكمله.){ص 142}.
    سبحان الله!! أنا أيضا مندهش .. ففي هذه المرة - عكس ما سيحدث في مرة أخرى – لم يكن السبب قلة الكراسي .. وإنما – حسب نص المؤلف – الاقتصار على (أعضاء الأسرة المالكة) فقط!!!
    هنا عجيبة أخرى لهذا المثقف الكبير !!!!!!!! ففي زيارة أخرى له للندن سنة 1976م .. (كان معنا خلال الزيارة مندوب من وزارة الصناعة وسائق. وكان المندوب يأتي كل صباح ليناقش معنا كل سكناتنا وحركاتنا لينسقها مع السائق،بحيث لا يعمل السائق أي ساعة إضافية. ثم اجتمع مع مدير مكتبي فهيد الشريف،ليناقش"حدود"الضيافة. وكان يرجع بين الوقت والآخر إلى مجلد ضخم في حوزته،أعتقد أنه ينظم،بتفصيل رهيب،قواعد الضيافة البريطانية. فهمنا من المندوب أن الحكومة البريطانية ستدفع نفقات الفندق والطعام المعتادة،أما النفقات غير المعتادة فسوف نتحملها نحن. وبالاستفهام عن النفقات غير المعتادة تبين أنها تشمل المكالمات خارج لندن،وغسيل البدل بالبخار،وطلب الطعام في غير مواعيده. طلبت من مدير مكتبي أن يشكر المندوب ويفيده أننا سوف ندفع سائر نفقاتنا بنفسنا وأننا لا نريد أي ضيافة من أحد. أسقط في يد المندوب ولم يسعفه المجلد الضخم،وذهب إلى الوزارة وغاب ساعات طويلة وعاد يعتذر،ويقول إنه تلقى تعليمات جديدة بأن تدفع الوزارة سائر نفقاتنا المعتادة والاستثنائية. وهذا ما كان.){ص 143}.
    يندهش الإنسان من تشفي هذا المثقف الكبر،من دولة تحاول أو لا تستطيع أن تبذر أموال (شعبها)!!!!!!!
    نعود لـ(العقدة)!! ..( جاءت الملكة إليزابيث إلى المملكة بدعوة من الملك خالد. كتبت الصحافية البريطانية أشياء سخيفة عن هذه الزيارة. قيل،ضمن ما قيل،إن الملك خالد لم يستطع أن يستقبل الملكة إلا بعد أن اعتبرت "رجلا فخريا".(..) في أثناء الزيارة دعت الملكة مضيفها إلى عشاء في يختها الراسي في ميناء الدمام. وجاء رئيس المراسم السعودي يعتذر للوزراء السعوديين بحرارة ويقول إن طاولة الطعام في اليخت لا تتسع إلا لعدد محدود من المقاعد،ولهذا فلن يكون بالإمكان دعوة أكثر من ثلاثة وزراء. وللمرة الثانية وجدت نفسي "منفيا"من مائدة الملكة. لم يكن هذا،بطبيعة الحال،أمرا مؤلما،ولكن تكرار التجربة وفي ظروف مشابهة أدى إلى التساؤل في نفسي عن سر هذا الإصرار البريطاني على جعل مائدة الملكة أصغر من موائد جميع رؤساء الدول في العالم. جاء الوزراء الثلاثة سعيدو الحظ بعد نهاية الوجبة ليعلنوا أنهم ذاهبون إلى الفندق"لتناول طعام العشاء"!
    ثم جاءت أزمة "مصرع أميرة"الفيلم الذي بثه التلفزيون البريطاني"ب . ب . س"،وثار الملك خالد وأصر على معاقبة البريطانيين،وجمدت العلاقات بين الدولتين.){ص 148}.
    هذا البحث عن(الطعام"من قبل أصاحب المعالي،سوف يعيدنا إلى تلك الزيارة التي لم يستفد فيها المندوب البريطاني من كتابه الضخم!! في تلك الزيارة دعي المؤلف إلى (وليمة) في أحد فنادق لندن الكبيرة .. (وبدأت "المأدبة"بكوب صغير من الحساء البارد. تلته قطعة صغيرة من سمك السالمون المشوي. وبينما كنا في انتظار الطبق الرئيسي وصلت قطعة لا تكاد ترى من الآيسكريم،ووقف الوزير يرحب بي ووقفت أرد على كلمته،وجاءت أكواب القهوة،وانتهت الوليمة. كنا في منتهى الجوع وكانت الساعة في حدود الحادية عشرة ولم ينقذ الموقف إلا الصديق السفير عبد الرحمن الحليسي،الذي دعانا في منزله إلى عشاء"حقيقي"){ص 144}.
    وأخيرا .. أخيرا حالف الحظ المؤلف ... ففي إحدى الزيارات ... ( خلال الزيارة كنت الشخص الثاني في الترتيب البروتوكولي للوفد،أي بعد ولي العهد مباشرة،الأمر الذي لم يعد معه مجال لاستبعادي من مائدة الملكة. (..) ذهبنا إلى قصر باكنجهام قبل موعد الغداء بنصف ساعة. كانت الملكة في انتظارنا ترتدي ثيابا عادية مع حد أدنى من المكياج. بدت لي عن قرب أقصر مما تبدو في صورها. كما أن وجهها بدا مرهقا بعض الشيء. علمت أنني سأكون على يسار الملكة خلال الطعام،وقضيت بعض الوقت أفكر في الحوار الذي يمكن تبادله معها. كنت قد سمعت وقرأت أنها متحفظة قليلة الكلام،فلم أشأ أن اضطرها إلى الحديث. من ناحية أخرى لم أكن أود أن تمر هذه الفرصة،التي لم تسنح إلا أخيرا،دون أن أحاول أن أتعرف إلى نفسية الإنسانة التي تختفي وراء قرون طويلة من التقاليد الملكية البريطانية. قررت أن أترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي. ولقد تبين لي فيما بعد أن مخاوفي لم يكن لها ما يبررها.
    بدأت حديثي معها بالتجربة البريطانية في إنشاء دور خاصة (Hospies) يقضي فيها مرضى السرطان أيامهم الأخيرة،في جو إنساني دافئ مريح. وقلت للملكة إنني أفكر في عمل دور مماثلة في المملكة. وتبين أنها تعرف الكثير عن هذه الدور. (..) وانتقل الحديث إلى العائلة والقيم العائلية.وكان رأي الملكة لا يختلف عن رأي كثير من أكثر المحافظين محافظة في المملكة.
    - إن المجتمع المعاصر في بحثه الدائب السريع عن التطور فقد كثيرا من القيم الأصيلة النافعة. وأهم القيم التي فقدها هي التماسك العائلي.){ص 152 - 155}
    رغم السخرية البادية في عبارات المؤلف – رأي الملكة لا يختلف عن رأي كثير من أكثر المحافظين محافظة في المملكة – إلا أن العقل يقول أن الأصح أن نستفيد من تجارب الآخرين،خصوصا الدول المتقدمة .. وأعتقد أن قيم الأسرة لو لم يتم تحطيمها لما اضطرت بريطانيا إلى بناء دور خاصة لمرضى السرطان!!
    على كل حال .. الكتاب ممتع .. كيف لا وهو بقلم الدكتور غازي القصبي الأديب الشاعر .. ولكن من أراد أن (يبكي) حال أمته .. فليقرأ الفصل الأخير (فاس .. بين قمتين)،والذي امتد على الصفحات 179 – 209
    وقد بدأ الفصل بالإشارة إلى تصريح – سنة 1981م - للأمير فهد (ولي العهد آنذاك) عن موقف المملكة من القضية الفلسطينية،والسلام في المنطقة (كان التصريح يحتوي على مشروع للسلام مكون ن ثماني نقاط. وكانت النقاط تلخيصا جيدا للموقف العربي المعتدل من القضية الفلسطينية. ولم يكن تخرج في جوهرها عن قراري مجلس الأمن 242 و 338 ... (..)إلا أن شيئا غريبا حدث. بدأت ردود فعل عالمية تترى. صرحت دول عربية عديدة أنها تؤيد المشروع. وأعلنت إسرائيل معارضتها العنيفة. وقالت الولايات المتحدة إن المشروع جدير بالدراسة. وأيدته الصين الشيوعية بحرارة. والهند. وككرة الثلج التي تبدأ صغيرة ثم تكبر مع انحدارها،بدأ المشروع يكتسب قوة دفع ذاتية لا أعتقد أن أحدا قد توقعها – حتى صاحب التصريح نفسه – بعد التصريح بشهر كان مشروع الأمير فهد للسلام قضية الساعة في العلم العربي.){ص 179 - 180}.
    ما قصدته بمن أراد أن يبكي على حال أمته .. يتضح عند قراءة إدارة زعمائنا للمشاكل التي تتعرض لها الأمة .. هناك سيجد القارئ تراشق البعثين ( بعث العراق وبعث سورية) بالتهم .. وجرائم الاغتيال المتبادلة !!! وسيجد رئيس الوفد اللبناني (جوزيف أبو خاطر) .. حين وضع أحد أعضاء الوفد الفلسطيني قلم رصاص في جيبه .. ( .. انقض عليه أبو خاطر متهكما :
    - هذا طبعكم أيها الفلسطينيون. تسرقون كل شيء. حتى أقلام الرصاص.){ص 204}.
    وحين تقرر عقد اجتماع يقتصر على عضوين من كل وفد .. (طلب الرئيس الجيبوتي من الملك فهد أن يشرح له المقصود. ولما أوضح له الملك فهد رد بلكنته العربية المكسرة :
    - اثنين وزير ؟ أنا عندي أربعة! أنا فين حط الباقي؟ في جيبي!){ص 207}.
    وموقف آخر لنفس الرئيس .. (في الدورة الأولى كان غضب الرئيس الجيبوتي يتزايد عندما تبين له أن المؤتمر لن يوافق على المشروع السعودي. وبدأ يهمهم ويدمدم كعادته. ثم قال موجها كلامه للملك فهد :
    - أنت اسكت ! أنا أتكلم ! أنا أسبهم كلهم!
    وبجهد جهيد استطاع الملك فهد إقناعه أن المشكلة لن تحل بسب قادة الأمة العربية كلهم!!) {ص 207 - 208}.
    يبدو أن هذا يكفي لمن (زعم) في بداية الكلام أنه الأمر مجرد إطلالة على الكتاب!!!
    مع أنني أطلت أكثر من للازم .. إلا أنني لم أستطع مقاومة وضع هذا الملحق .. وقد تذكرته وأنا أقرأ سخرية الدكتور (القصيبي) من الإنجليز وكتابهم الضخم الخاص بأصول الضيافة .. وأتذكر هنا أيضا مشكلة السياسيين الغربيين مع هدايا حكام العالم العربي ... فالسياسي الغربي محكوم بـ(قانون) .. والحاكم العربي ينعم بالهدايا الغالية!!!!!!!!
    وهذا الملحق عبارة عما ذيلت به سياحتي في كتاب (أم سعود) :
    هذه السياحة الجديدة،ستكون مع كتاب (أربعون عاما في الكويت : 1929 – 1969م) وهو لسيدة بريطانية عاشت في الكويت – كما قضت فترة في البحرين،وأخرى في العراق - أكثر من خمسين سنة،ولكنها ألفت الكتاب بعد أن قضت أربعين عاما هناك .. (فصل في الهدايا )
    (لقد كانت حيواناتي هي سلوتي (..) لقد كان ليدنا ثلاث خيول هي (تومي) الحصان الرمادي المخصي و(وضحة) الفرس الرمادية،التي قُدمت إلى هارولد هدية من شيخ قطر {في الهامش : هو الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني،الذي حكم قطر مدة طويلة من سنة 1913م إلى سنة 1949حيث تولى الحكم نيابة عنه وفي حياته ابنه الشيخ علي.} و(حرقة) وهي فرس كستنائية اللون جميلة من إسطبل ابن جلوي بالأحساء،وكانت هدية من من الملك عبد العزيز بن سعود. فعندما كان هارولد في زيارة للأحساء إبان عمله كمفوض سياسي في البحرين،كان عليه اختيار فرس من بين عشرة خيول تقريبا فاختار هذه التي سميت (حرقة) لأن أحد أسلافها احترق عندما اشتعلت النيران بدياره.){ص 57}.
    تحدثت المؤلفة عن تغير أخلاق الكويتيين بعد الحرب .. حيث كانت (السرقة في نظرهم عملا بغيضا تشمئز منه النفس){ص 241}. إذا سرقت مجوهرات "أم سعود"وقد تبين أن السارق .. حسب ما دل (قص الأثر) كان غير كويتي .. ومن المجوهرات التي سُرقت .. (العقد الذي جمعه لي هارولد حبة حبة وعقدان آخران كانا قد أهديا إليّ من شيخ البحرين { في الهامش : "هو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين توفي سنة 1942م وحكم بعده ابنه المرحوم سلمان بن حمد توفي سنة 1961م وجاء بعده ابنه صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان أمير دولة البحرين الحالي." .. (سيف الشملان)} والملك ابن سعود،وكذلك وسام عضو الإمبراطورية البريطانية وكل الحلي الذهبية التي جمعتها أيام الحلة .. ولم يكن أي من هذه المجوهرات مؤمنا عليه لأننا كنا في الكويت نشعر دائما بأن التأمين غير ضروري.){ ص 246 - 247}.
    في إحدى رحلات المؤلفة،وجدت مخيما فيه .. ( مجموعة يقودها شيخ شاب من قطر هو خليفة بن عبد الله بن ثاني أحد أفراد قبيلة بني تميم الأرستقراطية.(..) وقد رحب الشيخ بنا وأمر بتقديم المرطبات والقهوة والشاي إلينا. (..) وأعتقد أنهم دهشوا لوجودي وحيدة،وعسكرتي مع المرة،(..) وكان زوجي الراحل معروفا بالطبع لدى العائلة الحاكمة في قطر. ولعدة سنوات في باكورة حياتي الزوجية كنت أمتطي فرسا أشهب جميلا من سلالة وظنان كانت قد أهديت لزوجي عندما كان معتمدا سياسيا في البحرين،من قبل جد الحاكم الحالي.){ص 304}.


    س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))Mahmood-1380@hotmail.com --

  2. #2
    "السفير المرافق": غازي القصيبي (2)

    وصلني تعليق من إحدى بنياتي الكريمات .. ولعله يحتاج إلى (احتفال)!! فقد تعودت تذمر الإخوان والأخوات من طويل ما أكتب ... في زمن التصفح .. ولم يكن باستطاعتي إلا أن أعيد النظر أو أرافق (السفير المرافق) مرة أخرى ..
    قلنا أن المقصود بعبارة المؤلف (البيت الأبيض .. بين سيدين) : الرئيس نيكسون والرئيس كارتر ... الأول قالت الصحافة عن رئاسته :
    (إنها إمبراطورية،أي أنه كان يتقمص في تصرفاته شخصية"الإمبراطور". والواقع أن هذه الملاحظة لا تخلو من صحة،على الأقل خلال تلك الفترة. كان يتكلم بحساب،ويشير بيديه بحساب،ويحاول أن يضع بينك وبينه حاجزا من الهيبة.(..) كنا في قاعة من قاعات البيت الأبيض نتناول المرطبات قبيل حفل الغداء. ظهر رئيس البروتوكول في وزارة الخارجية الأمريكية وطلب منا أن نقف في صف واحد حسب التسلسل البروتوكولي لأعضاء الوفد. بقينا مصطفين كالجنود بضع دقائق حتى انفتح باب القاعة وظهر جندي ضخم يتردي زيا مزركشا وصرخ بصوت جهوري هز القاعة :
    سيداتي وسادتي! رئيس الولايات المتحدة!
    ودخل"الإمبراطور"يحف به الحرس والأعيان.){ص 10}.
    ثم أفاض المؤلف في الحديث عن (الإمبراطور"ثم ذكر أنه زار واشنطن مرتين ... (في المرتين كنت مع الأمير فهد. المرة الأولى باعتباره نائبا ثانيا لمجلس الوزراء ووزيرا للداخلية،والمرة الثانية باعتباره وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء. كان هدف الزيارة الأولى إعطاء شحنة من الحرارة للعلاقات الأمريكية / السعودية التي توترت نتيجة الحظر البترولي خلال حرب رمضان،خصوصا بعد أن اتضح للعالم أجمع أن أهمية البترول في تزايد،وأن أهمية المملكة في تزايد. جاءت الزيادة بمبادرة من الولايات المتحدة،وكانت الدعوة في الأساس موجهة إلى الملك فيصل.(..) وكانت أهم نتيجة تمخضت عنها الزيارة إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين. أما الزيارة الثانية فقد جاءت بدعوة من الرئيس كارتر،وكان هدفها أن تتيح للزعيمين الفرصة للتعرف ببعضهما البعض ولبحث المعضلة الشائكة في الشرق الأوسط.){ص 12 - 13}.
    ثم تحدث المؤلف عن اللقاء بكيسنجر ،وملاحظاته أو مداعباته .. قال للأمير فهد .. ( إنه لمن محاسن الصدف أن نجتمع أنا وسمو الأمير في واشنطن في يوم واحد.
    وكان يشير إلى رحلاته "المكوكية"الشهيرة.
    كما أنه بدأ جلسة المباحثات الرسمية بهذه الملاحظة :
    لعلك لاحظت يا سمو الأمير أن كل وزارة في أمريكا تقيم لنفسها وزارة خارجية مصغرة،وقسما مصغرا للعلوم السياسية.
    وابتسم الجميع عدا ضحايا الملاحظة : مندوبي وزارتي الدفاع والخزانة.){ص 13 - 14}.
    نستطيع أن نتجاوز إشادة المؤلف بذكاء كيسنجر،لنصل إلى زميله .. (وزير الدفاع شليسنجر فقد كان شديد الغرور دون أن يشفع له ذكاء أو مرح.لقد قابلت شليسنجر مرتين مرة في واشنطن في ذلك الصيف،ومرة أخرى بعدها بأربع سنوات عندما زار الرياض كوزير للطاقة في عهد كارتر. وفي المرتين لم أحس بأي احترام له،ولا لما يقوله. كان يتكلم ببطء وبعنجهية واضحة،ويقف بين الفينة والفينة ليمتص غليونه،وكان يتصرف كما لو كان يدرس مجموعة من الأطفال المتخلفين عقليا. عندما جاء إلى الرياض حمل معه اقتراحا غريبا و أكاد أقول اقتراحا جنونيا. اقترح أن تتولى المملكة على نفقتها الخاصة بناء المخازن المعدة للاحتياطي الاستراتيجي البترولي في أمريكا. ثم تشحن البترول على نفقتها الخاصة إلى الولايات المتحدة لوضعه في هذه المخازن. ثم تبيع البترول إلى الولايات المتحدة من هذه المخازن. وقد قال عن هذا الاقتراح العجيب إنه يضمن تدفق البترول في حالة وقوع اضطرابات تسد مضيق هرمز. ثم قدم تبريرا غريبا غاية الغاربة. قال أن المخزون الاستراتيجي سوف يتيح للولايات المتحدة وللعالم الحصول على البترول فيما لو كان هناك حظر نفطي،وبالتالي فإن أي حظر نفطي لن يقابل بإجراءات عسكرية،وبالتالي فإن بوسع المملكة أن تمارس حقها في الحظر النفطي ! أي والله هذا ما قاله (..) عندما بدأ شليسنجر بشرح "نظريته "تبادلنا النظرات ونحن لا نكاد نصدق آذاننا. ولقد حسدنا الأمير فهد على سعة صدره وهدوء أعصابه ورباطة جأشه. فقد قال للوزير الأمريكي :
    - هذه على كل حال فكرة تستحق الدرس والعناية. وسوف ندرسها ونخبركم بما يستقر عليه الرأي. ولا أظنني بحاجة إلى القول إن الفكرة ماتت بنهاية الاجتماع.){ص 16 - 17}.
    حقيقة قد أفهم الأوصاف التي نعت بها المؤلف الملك فهد،باستثناء (رباطة الجأش)!! في حضور ذلك الوزير المتعجرف،ولا أدري هل إشارته إلى (إجراءات عسكرية) يدخل ضمن (التهديد)؟!!! وهنا أتذكر بكل حزن – راجيا أن يكون وود وورد يكذب – أن مؤلف كتاب عن حرب الخليج أو تحرير الكويت .. زعم أنه قبل اتخاذ قرار استقبال القوات الأمريكية،والتي كانت على خلفية أن القوات العراقية ننوي أن تواصل زحفها إلى المملكة .. "زعم"المؤلف أن السعودية طلبت أن تقدم لها الوثائق (صور الأقمار الصناعية) التي تثبت نية (صدام) عبر شخص أقل من (وزير الدفاع) للتحرج من رفض طلبه!!
    ننتقل إلى (واشنطن كارتر فقد كانت ذات مذاق آخر. ليس هناك أباطرة ولا نجوم. استغل كارتر كره الأمريكيين لنيسكون والسمعة السيئة التي رافقت حكمه،,جعل شعاراته الانتخابية"الحب"و"النزاهة"و"الصدق"(..) وأصبح "جيمي"سيد البيت الأبيض. حاول الرئيس الجديد أن يقنع الأمريكيين أنه مختلف عن سلفه. بدا في التلفزيون وهو يحمل حقيبته بنفسه وأصر على أن يناديه الناس – كما كانوا ينادونه قبل الرئاسة "جيمي".
    في السيارة من المطار إلى الفندق كنت أناقش هذه الظاهرة مع أحد مستشاري كارتر،قلت :
    يجب ألا يفرط الرئيس في هذا الاتجاه. إن الشعب الأمريكي يحيط الرئاسة بهالة كبيرة ليس من المناسب لأي رئيس أن يبددها مهما كان السبب.){ص 18 - 19}.
    طبعا تراجع "جيمي"عن بعض تلك السلوكيات التي لم تعجب المؤلف .. ومع ذلك فقد لمزه المؤلف ..(وكان كارتر مفرطا في تواضعه وكأنه كان يشعر في أعماقه أنه قد وصل إلى منصب لا يستحقه،وبالتالي لا يستحق ما يواكبه من مظاهر وهالات.){ص 21}.
    طبعا حيرنا علم النفس هذا!! وربما صدق (كارل بوبر) حين وصفنه بأنه ليس "علما" .. كان لشخص آخر وصل إلى منصب لا يستحقه أن يبالغ في (الأبهة) وسيقال عندها .. انه يحاول سد النقص الذي يشعره به .. لحصوله على منصب لا يستحقه!! أطلت المكوث في هذا الفصل ،وآن لنا أن ننتقل إلى الفصل الثاني (مع سيدة الهند الحديدية) .. والذي استفتحه المؤلف بهذه العبارات .. ("الأصل"يختلف عن "الصورة"لا أقصد"بالصورة"معناها الفوتوغرافي المباشر،ولكنني أقصد ذلك"الانطباع العام"الذي يتولد في الأذهان عبر السنين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة،والصحافة بوجه خاص.
    "الصورة" : امرأة قوية الشخصية،متعطشة للقوة،شديدة الدهاء،حديدية الإرادة،قاسية القسمات،لا حد لطموحها،أو لعنادها. "الأصل" : امرأة في الرابعة والستين،ضئيلة ضئيلة،تتحدث بصوت هامس لا يكاد يسمع،لا يدل شكلها على إرادة عاتية ولا يوحي مظهرها بأي تعطش إلى السلطة. لا يملك المرء إلا أن يشعر بالشفقة على هذه المرأة،التي تذكره بأم حانية،وضعتها الظروف موضع القيادة في أمة من سبعمائة مليون من البشر،كلهم يريدون الطعام والمأوى والتعليم وطيبات الحياة؟
    كانت زيارة أنديرا غاندي للرياض في ربيع سنة 1982م فرصة للتعرف على"الأصل". ){ص 35}.
    وقد أفاضت للمؤلف أو قالت له لم تقل لغيره ..(أشعر أحيانا أنها قالت لي ما لم تقله من قبل لمسؤول أجنبي،أو لصحفي ،أو كاتب!){ص 36}.
    مما أفاضت به قلقها من كثرة السكان أو الانفجار السكاني،وقد أشار إلى ما قيل عن تعقيم الهنديات،وهي إشاعة ساهمت في إسقاط حكومتها،فنفت أن يكون قد تم تعقيم أي امرأة بغير رضاها،وأن الأمر كان مجرد مشروع .. وهي تؤمن بأن التطور لا يمكن أن يفرض .. ( لقد كانت الرغبة في فرض التطور غلطة الشاه الأساسية. وكانت غلطة أتاتورك قبله. لقد تصورا أن التغيير يمكن أن يتم بقرار حكومي.){ص 37}.
    وكما رأينا المؤلف ينصح الأمريكان بشأن تواضع "كارتر"هاهو ينصح الهنود أيضا .. (الواقع أنني تنبأت أن إسراف المعارضة في الهجوم عليها سيؤدي إلى تعاطف الناس معها. قبل ثلاث سنوات أرسل رئيس الوزراء ديساي وزير الصناعة الهندي برسالة إلى حكومة المملكة. وقابلت الوزير الذي قضى في المملكة ثلاثة أيام. كان قبل الوزارة رئيسا لنقابات السكك الحديدية. وكان رجلا مغرورا إلى درجة رهيبة.قلت له :
    - أنتم في الحكم. لماذا تتصرفون كما لو كنتم في المعارضة؟ إن أنديرا غاندي ذهبت بخيرها وشرها. لماذا هذه الحملة القاسية عليها وعلى أسرتها؟ إنكم بهذا سوف تجنون على أنفسكم وسوف توجدون لها شعبية جديدة.
    وصح ما توقعت.){ص 39}.
    ثم عزاها في ابنها،وأشار – ضمن الحوار – إلى علاقتها بأرملة ابنها .. ( هنا بدأت تتحدث بانفعال وحيوية. طيلة الزيارة لم أرها تتحدث بهذه الحدة،وبهذه السرعة،وبهذه الطريقة العاطفية. نسيت – للحظة – أنني أمام رئيسة وزراء دولة من أكبر دول الأرض. تصورت أنني مع أم عادية في الحي تشكو من متاعبها مع زوجة ابنها.){ص 40}.
    وأخيرا .. ( طيلة المباحثات لم تشر من قريب أو بعيد إلى العلاقات الاقتصادية بين المملكة والهند. ولم تطلب قرضا،ولم تطلب مساعدة،ولم تتحدث عن اختلال الميزان التجاري. لقد جاءت زعيمة الهند إلى المملكة لكي تناقش وتبحث لا لكي تطلب مساعدة. أكبرت فيها هذا الموقف. تمنيت لو كان كل زوارنا مثلها.تذكرت الحرج الذي يحيط بالمباحثات كلما زارنا رئيس دولة يصر على أن يعود إلى بلاده"بنتائج ملموسة" (..) في المطار كانت السيدة الضئيلة تصافح مودعيها. وتوقفت عندي قليلا :
    - أشكرك كثيرا. لقد سعدت بلقاء زوجتك البارحة. وارتقت سلم الطائرة. وبدأت الأم الطيبة تتلاشى – مع كل درجة من درجات السلم – في نهاية السلم لم تكن هناك عجوز رقيقة.
    كانت رئيسة وزراء الهند هي التي تقف منتصبة على مدخل الطائرة. وتلوح بتحية الوداع.){ص 48 - 50}.
    الفصل التالي – ( مع المجاهد الأكبر ) - هو تحقق أمنية أخرى للمؤلف .. (كنت أتمنى أن أقابل الرئيس الحبيب بو رقيبة،زرت تونس،للمرة الأولى،سنة 1977م. وزرتها،للمرة الثانية،سنة 1979م ولم يتح لي أن ألقاه. (..) لهذا كانت سعادتي بالغة عندما أخبرني مضيفي الأستاذ عبد العزيز الأصرم وزير الاقتصاد التونسي،خلال زيارة رسمية قمت بها إلى تونس في ربيع سنة 1982م،إنه حدد لي موعدا للسلام على الرئيس.
    قال لي الوزير التونسي إننا سنذهب إلى الرئيس في الواحات،وإننا سنستقل طائرة صغيرة ذات خمس مقاعد،ورجاني ألا يزيد عدد أعضاء الوفد الذي معي عن اثنين. يبدو أن الحديث عن الطائرة الصغيرة أرعب أعضاء الوفد وهم جميعا من المؤمنين بنظرية شوقي :
    أركب الليث ولا اركبها *** وأرى ليث الشرى أوفى مننها ذماما
    بدأت بالدكتور محسون جلال فقال إنه سعد بلقاء الرئيس أكثر من مرة ويود أن يفسح المجال للآخرين. ماذا عن الآخرين؟ الأخ عبد العزيز الزامل وهو يخاف خوفا شديدا في الطائرة العملاقة،فما بالك بالصغيرة،أبدى اعتذاره الحار.الأخ فهيد الشريف،وهو لا يقل خوفا عن عبد العزيز،اعتذر بدوره.
    خلال الرحلة كنت أفكر في الرجل العجيب الذي سألتقي به اليوم. هذا الرجل الذي جاوز الثمانين،بسنوات،وما زال يتشبث بالحياة وبالحكم بكل عنفوان. هذا الرجل الذي أصبح جزءا من الحياة اليومية لكل مواطن تونسي. هذا الرجل الذي اتهمه أعداؤه بالخيانة ثم أظهرت الأحداث أنه أكثر وطنية من أكثر المزايدين على الوطنية. هذا الرجل الذي حارب فرنسا وهادنها وحاربها وهادنها. استطاع أن يمسك بيديه خيوط اللعبة السياسية في تونس طيلة ثلاثين عاما. هذا الرجل الذي كان قبل أن تمنعه السن،يتحدث بالساعات الطوال إلى مواطنيه فيقول لهم كل شيء : أسرار الدولة وأسراره الخاصة. قال لهم مرة إن ذكاء رئيس وزرائه لا يزيد عن "ذكاء الحمار"! وقال لهم مرة أنه شك في نسبة ابنه إليه لأنه"بخصية واحدة فقط"ولم يتوقع أن ينجب){ص 52}.

    إلى اللقاء في الحلقة القادمة .. إذا أذن الله.

    س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))Mahmood-1380@hotmail.com

  3. #3


    "السفير المرافق": غازي القصيبي (3)

    نستهل هذه الحلقة بالفصل الذي جاء تحت عنوان (المستشار اللسان)،ويقصد به المستشار الألماني هلموث شميدث،ومن هذا الفصل نأخذ هذه اللمحة .. (خلال جلسة العمل بين الملك{ خالد} والمستشار تعرض شميدث إلى الأمريكيين والسعوديين – معا – بشيء من النقد :
    -يا جلالة الملك. لقد أوضحنا موقفنا من مشكلة الشرق الأوسط مرارا وتكرارا. على انفراد ومع شركائنا في السوق الأوربية المشتركة. عارضنا الاحتلال الإسرائيلي وأيدنا حق الفلسطينيين في تقرير المصير. وأغضبنا الإسرائيليين أكثر من مرة. إن لديّ دعوة لزيارة إسرائيل وما زلت أؤجلها سنة بعد سنة. ولكننا لا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك. نحن لسنا دولة عظمى. نحن لا نملك أي وسيلة للضغط على إسرائيل. أنتم تقولون لنا اضغطوا على الأمريكيين. تسمح لي يا جلالة الملك أن أقول لك إننا لا نستطيع ذلك. أنتم القادرون على الضغط. لديكم البترول وهو عامل ضغط مهم. ولديكم الاستثمارات المالية وهي بدورها عامل ضغط مهم. لماذا لا تستعملون قوتكم. نحن لا نستطيع أن نحارب معارككم مع أمريكا نيابة عنكم. تكفينا معاركنا.){ص 81 - 82}.
    ونأخذ لمحة أخيرة ... (في ربيع سنة 1983م عاد شميدث إلى المملكة،كمواطن عادي هذه المرة،بدعوة شخصية من الملك فهد. واستقبل بحرارة بالغة. قضى مع الملك في مخيمه في الصحراء أكثر من ثلاث ساعات. واستقبله ولي العهد الأمير عبد الله في الديوان. واقام له نائب وزير الدفاع الأمير عبد الرحمن مأدبة عشاء حضرها عدد من الوزراء. وفي اليوم التالي دعوته على الغداء في منزلي. ودعاه أحمد زكي يماني إلى العشاء في منزله. (..) خلال دعوة الغداء في منزلي حاولت إبعاد المناسبة عن الطابع الرسمي. لم أدع مسؤولا واحدا. كان كل الضيوف من الأصدقاء السعوديين المتزوجين بألمانيات. وكان اجتماعا عائليا لطيفا.){ص 86 - 89}.
    توجد هنا بعض التحليلات التي قام بها المستشار لبعض الشخصيات السياسية الغربية (ريجان / تاتشر / برجنيف)،ولا يتسع المجال لذكرها .. وإن كان ما يتعلق ب(تاشتر) يستحق النقل في موضوع آخر ..
    ومن المستشار اللسان إلى أو (مع المستشار الذي "جاء من الأرياف") وهو هيلموث كول .. سوف نبدأ هذه الإطلالة بلمحة،قد تعيدنا إلى الوراء قليلا،دعوة الأصدقاء السعوديين المتزوجين من ألمانيات!!!!!!!! هذه اللمحة صدرت عن الأمير عبد الله (ولي العهد حينها) .. (خلال الاستراحة القصيرة في قصر الضيافة دار حديث ضاحك بين المستشار وبين الأمير عبد الله. اشار الأمير إليّ وقال :
    -هل تعرف أنه من أنسبائكم؟ إنه متزوج من ألمانية.
    والتفت المستشار إليّ وقال :
    أعتقد أن هذا هو أفضل قار اتخذته في حياتك.
    وأجبته إنني أتفق معه في الرأي.){ص 98}.
    راودني سؤال صغير عن نفسي .. هل يحصل (كبار الشخصيات) على (موافقة) من أجل الزواج من (أجنبية) كما يحصل مع المواطن العادي؟!!! عذرا .. ولكن الإنسان حين يتابع علاقة الغرب أو فرنسا تحديدا مع الدول الأفريقية .. وزعمائها بصفة خاصة .. يجد الكثير من (الأنسباء) هناك!!!!!!!
    على كل حال نعود إلى المستشار،و الذي تحدث عن فلسفته في الصداقة .. قبل حديث المستشار عن الصداقة .. (أطال المصورون التقاط الصور،فما كان من كول إلا أن التفت إليهم ضاحكا وقال :
    -لماذا كل هذه الصور؟ لا يوجد فينا شخص وسيم يستحق التصوير سوى الأمير سعود الفيصل! (..) وجاء دور كول في الحديث (..) – لقد تحدثت يا جلالة الملك عن الصداقة. وأحب أن أتحدث بدوري عن الصداقة. كلمة الصداقة في اللغة الألمانية لفظة تشير إلى القلب والعقل معا. إنني أؤيد أن يتصرف الإنسان من هذين المنطلقين العقل والقلب. إن العالم الذي يحكمه العقل وحده هو عالم بارد كالصقيع. والعالم الذي يحكمه القلب وحده هو عالم عاطفي متهور. لابد أن نجمع بين الاثنين. إن الأنسان لا يستطيع أن يغير أصدقاءه كما يغير ملابسه القديمة. ولقد أدركت معنى الصداقة الحقيقية من خلال تجربتي في معترك السياسة الألمانية. كنت أربح وأخسر وأصعد وأهبط ولكن أصدقائي لم يتغيروا. أما بعد أن أصبحت مستشارا فقد كثر أصدقائي فجأة. أصبح لديّ من الأصدقاء ما يزيد عن حاجتي. ومن هنا فإنني حريص على الاحتفاظ بأصدقائي الحقيقيين. كان لي صديق عزيز قال لي وهو يحتضر إنه يموت سعيدا لأنه يموت وهو محاط بالكثير من الأصدقاء. قال لي إن هذا يجعله يشعر أن حياته لم تكن عبثا. إن تلاميذ ميكافيلي،وهم كثير في كل مكان،لا يؤمنون بهذه القيم. ولكني أعتقد أن المدرسة الميكافيلية قد فشلت. وشهد التاريخ على فشلها. وستظل فاشلة دائما.){ص 100 - 101}.
    وأخيرا .. تحدث المستشار عن زميل له اختطفته منظمة إرهابية .. وهددت بقتله .. وقد رفضت الحكومة الألمانية الابتزاز،وكان كول زعيم المعراضة،ولكنه أيد الحكومة .. (كان مشلاير رئيس اتحاد الصناعيين في ألمانيا من أعز أصدقائي. وعندما اختطف كان السؤال الذي يواجهنا هو هل نقبل مطالب الإرهابيين أم نصر على عدم المساومة. كان قرارا في غاية الصعوبة (..) جاءت زوجته وأولاده وكانوا يقولون لي : "إنه صديقك العزيز فكيف تتخذ موقفا يهدد حياته؟"إلا أنني تمسكت بموقفي. ومشلاير نفسه ساعدني على هذا. قبل اختطافه بفترة وجيزة – أذكر أنه كان يوم خميس – كنت مع مشلاير نتحدث عن احتمالات اختطافنا نحن الاثنين. كان اسمي واسمه في قائمة وجدناها عند بعض الإرهابيين.،وكان الاختطاف احتمالا واردا. قلت له إنني أعطيت تعليمات واضحة بأنه في حالة اختطافي فيجب ألا يكون هناك أي مساومة أو تنازلات. وقلت له إنني بحثت هذا القرار مع زوجتي وأولادي. قال لي إنه يؤيد هذا الموقف كل التأييد. يوم الاثنين الذي يليه اختطف ماشلاير. أجبره المختطفون على أن يتحدث على أشرطة وأرسلوها لنا. في أحد هذه الأشرطة كان الكلام موجها إليّ : "عزيزي هلموت. أرجو أن يكون قرارك متفقا مع الحديث الذي دار بيننا مؤخرا". ثم قتله المختطفون. كانت صدمة أليمة. وبعد مراسم الدفن نظرت إليّ زوجته نظرة طويلة عاتبة قاسية لن أنساها ما حييت.){ص 104 - 105}.
    الفصل التالي عن القذافي .. وقد نقلنا بعضا منه في الحلقة الأولى – أو التي أصبحت الأولى – وهنا نأخذ لمحة عن علاقة المملكة بليبيا القذافي .. (وعلاقة الأخ العقيد بالمملكة غريبة ومعقدة. كلما ساءت الأمور بين البلدين جاء بنفسه أو أرسل وفدا يطلب تحسين العلاقات. وكلما وصلت العلاقات إلى درجة معقولة من الود نسفها بنفسه وأعادها إلى مرحلة الفتور. أصبحت هذه الظاهرة ملازمة للعلاقات الليبية – السعودية منذ أول يوم من أيام ثورة الفاتح. قال عن الملك فيصل ما لم يقله مالك في الخمر. ثم قرر أن يجيء بنفسه ليعتذر وليطلب من"الأب"أن يغفر "لابنه العاق".’ بعدها بشهور قتل الملك فيصل وكانت إذاعات العالم العربي تثبت {هكذا} القرآن الكريم ما عدا إذاعة ليبيا. ولم يكتف الأخ العقيد بذلك فقد صرح بعدها أنه يستغرب هذه الضجة لمجرد أن "تاجر بترول"قد مات).{ص 116}.
    تحدث المؤلف أيضا عن لقاء بعبد السلام جلود .. والذي حاول أن يقنعه بنظرية العقيد "البيت لساكنه".. فدار بينهما الحوار التالي :
    ( بدأ بالقول : - مثلا هل يجوز أن يعيش إنسان دون سكن ويملك الدكتور / غازي القصيبي عشرة ملايين دولار؟
    -ولكن الدكتور غازي القصيبي لا يملك عشرة ملايين دولار!
    -هذا مجرد مثل. مجرد مثل.
    -فلنغير المثل إذن ولنقل هل يجوز أن يعيش إنسان دون سكن ويملك الرائد عبد السلام جلود عشرة ملايين دولار.
    - ربما كان من الأفضل أن نتحدث بدون ضرب أمثال. (..) مرة أخرى سألني :
    -لماذا لا يثق جعفر نميري بنا؟ إننا نحاول جاهدين تحسين علاقاتنا معه ولكن يرفض . لماذا؟
    -يا أخ عبد السلام هل نسيت؟ لقد دبرتم ضده انقلابا رهيبا ولم يفلت منه إلا بالصدفة وحدها. هل تلومه إذا فقد الثقة بكم؟
    -صحيح. إنا"درنا عليه انقلاب". ولكننا اعتذرنا له بعد ذلك. ألا يكفي هذا؟){ص 124 - 125}.
    ونختم بهذه الإطلالة .. (في المساء أقام لنا الأخ العقيد حفلة عشاء رسمية. وكان أنيقا غاية الأناقة في ثوبه الأبيض وهو خليط عجيب بين بذلة العشاء الغربية والرداء الصيني الثوري المعروف. كان الاتفاق ألا تكون هناك كلمات. إلا أننا فوجئنا في نهاية الاجتماع بخطبة طويلة من الأخ العقيد استمرت أكثر من نصف ساعة. لم يخصص للترحيب بنا سوى جمل قليلة انتقل بعدها إلى خيانة السادات وسقوط"الخندق"المصري،وخصص بقية الخطاب لهجوم عنيف على الولايات المتحدة وعلى ليبيا والمملكة العربية السعودية،لأنهما تزودان الطائرات الأمريكية التي تقصف الفلسطينيين بالبترول. واستشهد في خطابه بعدة آيات من القرآن الكريم. لم يكن في المضمون جديد ولكني فوجئت بطريقته في الحديث. كانت هذه هي المرة الأولى التي أره فيها يلقي خطابا. كان يتحدث مرتجلا وبدون ورقة أو رؤوس أقلام،وينتقل من نقطة إلى نقطة بتسلسل منطقي واضح. كان يتحدث بهدوء،دون أدنى أثر للانفعال،ودون الحركات العنترية التي تلازم الخطباء العرب منهم بصفة خاصة. كان الفرق بين عنف المضمون وهدوء الأسلوب يثير الدهشة. مهما قيل عن جنون الأخ العقيد فإن المجنون"التقليدي"لا يستطيع أن يعبر عن نفسه بهذا الوضوح وهذا الهدوء.){ص 125 - 126}.
    سبق لنا أن اقتطفنا جزء من الفصل الخاص بـ(على مائدة الملكة ... أخيرا)،ونضيف هنا .. (ثم زارت مارجريت تاتشر الرياض. لم أشارك في المباحثات الرسمية (..) أقامت زوجة الأمير فهد حفل عشاء منفصل لتاتشر،دعيت إليه مجموعة من السيدات السعوديات. أخبرتني زوجتي أن انطباع الحاضرات عن تاتشر كان إيجابيا للغاية. وقد بدأت الحديث بقولها :
    إنني مستعدة لأن أبحث معكن كل شيء تردن بحثه. وأن أجيب على أي سؤال.
    سألتها إحدى الحاضرات عن سبب تسميتها "السيدة الحديدية" كان أكثر الحاضرات يتوقعن أن يكون مصدر التسمية أطلقه أحد منافسيها من الساسة البريطانيين. إلا أنها ردت بأن الاسم ورد لأول مرة في وسائل الإعلام السوفيتية التي استخدمته انتقاما من مواقفها الحازمة إزاء الاتحاد السوفيتي. وفي نهاية العشاء نصحت رئيسة الوزراء السيدات الحاضرات بأن يكون للمرأة السعودية دور أكثر نشاطا في الشؤون العامة!).{ص 150 - 151}.
    وفي اجتماع آخر ..(شكا الأمير عبد الله لرئيسة الوزراء من الشركة البريطانية المسؤولة عن إدارة إحدى مستشفيات الحرس الوطني في المملكة ،وقال إن أداء الشركة غير مرضي على الإطلاق. بعد الاجتماع رأيت السيدة الحديدية في مزاج حديدي. كانت بادية الغضب تريد أن تعرف مدير هذه الشركة. استدعت أكثر من مسؤول ووبخته وكانت تكرر بانفعال :
    -إنني أريد معرفة هذا الشخص. إني أريد أن "أضعه على البساط"{في الهامش :} : تعبير إنجليزي يعني التأديب بشدة.){ص 152}.
    الفصل التالي هو (بين المهندس والنحلة) .. وهو حديث عن الرئيس الفرنسي ميتران،والذي زار المملكة سنة 1981،بعد توليه منصب الرئاسة .. وتحدث عن اقتصاد بلده أو خطة حكومته الاقتصادية .. ( - نحن لا ننوي تأميم كل شيء كما يشاع عنا. سنؤمم البنوك الكبرى وبعض الشركات الصناعية الضخمة. والهدف هنا ليس اقتصاديا فحسب بل هناك اعتبارات سياسية. نحن لا نريد لاقتصاد فرنسا أن يدار من الخارج،ومن الولايات المتحدة بالذات. نريد أن نحكم اقتصادنا. نريد أن تكون لنا السيادة التامة على مصيرنا.){ص 159 - 160}.
    وهذا جزء من حديث لوزير صريح،صراحة نادرة بين الدبلوماسيين – حسب ما يقول المؤلف - .. (ثم أوضح لي سبب التصريحات العديدية المتناقضة التي تصدر من الحكومة الفرنسية :
    -لا تنس أننا كنا في المعراضة سنين طوالا ولم نتعود على الحكم. ليس في مجلس الوزراء الحالي سوى وزير واحد سبق أن تولى منصبا وزاريا. أما البقية فقد قضوا معظم حياتهم السياسية في المعارضة.وعندما دخلوا الحكم لم يتأقلموا بسرعة مع الوضع الجديد.){ص 161}.
    نختم هذه السياحة مع (قاهر الإمبراطورية البريطانية) .. أي عيدي أمين .. (لم تكن شخصية عيدي أمين عادية ولا مألوفة. كانت "برقياته" الشهيرة حديث العالم. "فأحلامه"بدورها موضع التندر. لم تهاجم وسائل الإعلام الغربية،والبريطانية بوجه خاص،منذ أيام جمال عبد الناصر أي زعيم في العالم الثالث كما هاجمت عيدي أمين. الأساطير المقترنة بحياته وتصرفاته تمتزج بالحقيقة على نحو يستحيل أن يعرف المرء متى تنتهي الأسطورة وتبدأ الحقيقة. قيل أنه أكل جزء من كبد أحد وزرائه بعد قتله. قيل أن حكمه شهد من الرعب والمجازر الوحشية ما لم يشهده أي حكم آخر. قيل الكثير من عن أجهزة المخابرات والمغامريين الدوليين المتخصصين في التعذب،والجثث التي تطفو على النهر. قيل عن فضائحه النسائية ما لا يكاد يصدق. قيل أنه أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة.){ص 167 - 168}.
    وأخيرا .. (كان عيدي أمين في شتاء 1981م على بعد أسابيع من هزيمته النهائية،عندما قرر زيارة المملكة. كان يتوقع من المملكة أن تنقذه من ورطته العسكرية مع تنزانيا ومع قائدها نيريري. لقد سخر عيدي أمين من نيريري أكثر من مرة. قال له مرة في إحدى برقياته : " إنك رجل وسيم ولو كنت امرأة لما ترردت في أن أتزوجك". وعرض عليه في برقية أخرى أن يلتقيا في حلقة {هكذا} للملاكمة. إلا أن نيريري لم يضحك ولم يبستم. (..) عندما كان عيدي أمين يزور الرياض كانت القوات التنزانية تتقدم بسهولة داخل أوغندا. وانهارت القوات الأوغندية. كما انهارت القوات الليبية التي أرسلها معمر القذافي لإغاثة عيدي أمين دون مقاومة تذكر.
    كان الملك خالد في رحلة القنص السنوية في الصحراء عندما وصل عيدي أمين. وذهب الأمير فهد ليستقبله نيابة عن الملك. كنت أقف وراء الأمير. واقتربت الطائرة الخاصة الصغيرة من طراز"جي تو"وفتح الباب. وظهرت أمامنا صورة ضخمة تزين جدار الطائرة لعيدي أمين وهو يرتدي البذلة العسكرية والأوسمة المعهودة.ولعل هذه الصورة بالإضافة لظروف الحرب في أوغندا،هي التي جعلتني أتوقع أن أراه ينزل بالبذلة العسكرية. إلا أنه ظهر فجأة ببذلة غريبة أدهشت جميع المستقبلين. حول الأمير فهد وجهه بسرعة إليّ لكي لا تظهر ضحكته في الصور ولكي لا يراها الضيف.
    كان عيدي أمين يرتدي زيا غريبا. منديل ضخم على رأسه أشبه ما يكون بفوطة الحمام. وفوق المنديل عقال من القصب الرخيص رأيت مثله آخر مرة يباع للسواح في زحلة. ثوب فضفاض لم أر له مثيلا في تفصيله. فوق ذلك"شيء" ملون بألوان عجيبة يلف الثوب. (..) ولعل أطرف ما في الموضوع أن عيدي أمين جاء إلى المملكة وهو يظن أنه يرتدي الزي السعودي.
    طلب الأمير فهد من أحد أمناء المراسم أن يحضر ثيابا سعودية حقيقية لعيدي أمين. واستغرق البحث عنها بعض الوقت نظرا لحجم عيدي أمين الكبير. وعندما ظهر عيدي أمين يخطر بالثوب السعودي في مأدبة العشاء،سرت بسرعة إشاعة هي أن الثياب مستعارة مني. إلا أن الإشاعة لم تكن صحيحة.(..) أريد أن تساعدني المملكة (..)نريد ألف مليون دولار بصفة عاجلة كمنحة من المملكة (..) ونريد مساعدة عسكرية من المملكة،نريد اثني عشر طائرة عسكرية طراز هيركليس،ونريد دبابات. ما لا يقل عن مائة دبابة. ونريد عربات ميدان.ونريد أن تنقل الدبابات والعربات عن طريق جسر جوي. (..) والوضع بالنسبة للوقود سيء (..) نريد كميات كبيرة من البترول تشحن إلينا بالطائرة. (..) ونريد بعد ذلك قروضا عديدة تساعدنا على إعادة تعمير البلاد. (..) إنهم يكرهونني لأنني مسلم.إنني سوف أجبر كل المواطنين في أوغندا على ارتداء الزي الإسلامي (يشير إلى اللباس العجيب الذي كان يرتديه عند وصوله).(..) إسلام عيدي أمين - فيما يبدو - فيه الكثير من التحرر. فهو لم يمنعه من البوهيمية في علاقاته النسائية. ومن الحفلات الصاخبة. وعند زيارة الملك فيصل لأوغندا أحضر عيدي أمين مجموعة من الفتيات المراهقات يرقصن على انغام الطبول ويرددن"إنا أعطيناك الكوثر"،كان الملك فيصل يحاول أن يحول بصره عن المشهد بينما كان عيدي أمين سعيدا لأنه اعتقد أنه قدم لضيفه مشهدا إسلاميا.(..) ذهب عيدي أمين وقابل الملك خالد في الصحراء،وكرر مطالبه. ووعده الملك بدوره ببحث الأمر. ثم غادر المملكة بمساعدة مالية بلغت بضعة ملايين من الدولارات.){ص 167 - 176}.
    وهكذا انتهت هذه السياحة التي على عجل!!!

    س/ محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة ((سفير في بلاط إمبراطورية سيدي الكتاب))
    mahmood-1380@hotmail.com

المواضيع المتشابهه

  1. أنا هواء الزفير .. تحضير درس مخارج "الأصوات" بـ"لعب الأدوار
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى ركن اللغة العبريه
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-30-2016, 05:31 PM
  2. "فرنسا 24" و"الحرة" … أو حين تتنكر "الدبابة" في ثوب "الميديا" كتبه شامة درشول‎
    بواسطة محمود المختار الشنقيطي في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-18-2015, 10:36 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-13-2012, 08:03 AM
  4. "فيسبوك" أكبر أداة تجسس عالمية.. و"ياهو" و"جوجل" واجهتان لـ"cia"
    بواسطة شذى سعد في المنتدى فرسان التقني العام.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-21-2011, 07:52 AM
  5. السفير الأسترالي بالرياض "يهين" فتاة سعودية رفضت مصافحته
    بواسطة ظميان غدير في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-07-2010, 09:52 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •