بأي عيد تهنئني ؟؟
وأنا المسحوبُ على شوكِ القهرِ
يغمرني ركام النَّارْ ..
دمي المسفوح بغصب الباغي
قد غمر الأرضَ
يُنبت من حولي غِراس العَارْ ..
بأي عيد تهنئني
وأنا الغريب المسلوب في بلدي
درَكُ المهانة منزلتي
وعَيشي غُصَصُ الـمَكاره والأمْرارْ ؟ ..
هنئني بعيد يحررنا
أو دعني أنسى وجودي
وربيعَ امتدادي
وفرحةَ السَّرارْ ..
كانت فرحةً
تضوع بطِيب مَكرُمتي
توشحني الإباءْ
تُعليني عرشَ السنا
تلمِّع لأجلي معلمةَ الوقارْ ..
بأي عيد تهنئني
والعيد فجر بِكرٌ
أنجبته الكرامةْ
صُلْبُهُ الجهادُ
وترائبهُ عِزٌّ ومكارمُ يرصِّعها الفَخارْ ..
فجرٌ بِكرٌ
لا تدفعه غاشية الليالي
توقد شعلته شموسَ التجلي
لا يكف بسطته مد القفارْ
بأي عيد تهنئني
وزُلال فرحته في تراقينا
أُجاجٌ يفجِّرهُ الأشرارْ ؟؟ ..
عيدنا يا صديقي
ذو فرحةٍ لاهيةٍ
يبرِّجها الوهمْ
يزخرفها البَهتْ
يُسيل زِينتَها النهارْ
والهدايا في سلال موكبها مُزَوَّرة
يعلوها أنين الجياعِ
وارتجاف العرايا
وصراخ السبايا
وصُداعُ الصَّغارْ
أترى المائراتِ تَحملن جسدي بلا كفنٍ
تَسُقْنَ نعشي بلا سكنٍ
ولا دعاءٍ
ولا حميمٍ يشيِّعني ..
يَـمْهَدُ لِي المَزارْ ؟ ..
ألفرحتنا اسمٌ
يختم نسبتها ؟
أو مخاضٌ
يجيز مولدها ؟
أو قصيدٌ
يخلد مشهدها ؟ ؟ ....
فبأي عيد تهنئني
بعيد الجلادِ المحتفي بمحرقة الوطنْ
المنتشي بِدوْسِ حَرَمِ الدّيَارْ ؟؟ ...
هنئني بعيد من نارٍ
يسحق صولةَ الطاغي
يحررني ..
ينصرني من وقعة العارْ ..
بشرني بفرحةٍ
تجلو حسام افتدائي
تسترد غلاء دمي وعرضي
وملحَمةٍ
تهشِّم مُديةَ العاتي
تحرِّق ميدان العيدِ الضِّرارْ
أو دعني أنسى وجودي
وربيع امتدادي
ورقصة الفَخارْ