منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    المصالحة المفزعة!

    المصالحة المفزعة!
    د. فايز أبو شمالة
    كثيرون هم الذين أفزعتهم المصالحة، وفاجأتهم، ومن هؤلاء اليهودي "شمعون بيرس" رئيس دولة الصهاينة؛ الذي انفعل، وتوتر، وخرج عن المألوف السياسي، إلى درجة السخرية من الانتخابات الديمقراطية، حين توقع فوز حركة حماس بعد عام، بالتالي فهو ضد الديمقراطية التي ستفوز فيها الأحزاب الدينية في بلاد العرب، وضرب مثلاً بنتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في يناير 2006، حين حرض الصهاينة على إفشال نتائجها، تماماً مثلما عمدوا إلى إفشال نتائج الانتخابات الديمقراطية التي أوصلت "هايدر" زعيم حزب التحالف من أجل النمسا، بل عمد الموساد إلى تصفية الرجل سنة 2008، وفق ما ذكرت مصادر غربية، لقد وقف اليهود ضد الديمقراطية التي لم ترض أهواءهم، ولا تنسجم مع أطماعهم العنصرية، في الوقت الذي يبارك فيه العالم ديمقراطية اليهود التي جلبت أقطاب التطرف الصهيوني أمثال "ليبرمان" ونتانياهو، إلى مقاعد الكنيست، وجلبت أقطاب التطرف الديني أمثال أنصار الحاخام "عوباديا يوسف" وأقعدتهم على رأس القرار السياسي.ليغضب بيرس كما يحلو له، فقد لعق الفلسطينيون مرارة الانقسام، وأدركوا أنه منتج صهيوني، تم ترويجه عن طريق المال، وقام بتسويقه نظام حسني مبارك، الذي غطى على عورة الصهاينة، حتى بات من المستحيل تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وأن موعد شهر أيلول لهذا العام ليس إلا وهماً، لن يثمر دولة كما يدعي شمعون بيرس، ولن يوقف التوسع الاستيطاني، ولن يحقق السلام.لقد أفزعت المصالحة قادة الصهاينة على اختلاف مشاربهم الحزبية، لأنهم بنو إستراتيجيتهم على دوام الانقسام، فجاءت المصالحة لتنبئ عن انزياح السيد عباس إلى خندق المصلحة الفلسطينية، ولاسيما بعد اكتشافه مهزلة تواصل الصمت على الاتفاقيات التي سمنت المستوطنات، وأفقرت القضية الفلسطينية من عمقها العربي، وبعد اكتشافه أن الزمن الذي عبر بلا مقاومة اضر بالوطن، وبعد اكتشافه أن العالم يتغير، وأن المنطقة العربية قد تغيرت، ولن تقبل بخط التفاوض العبثي، وبعد اكتشافه أن قذائف المقاومة التي وصفها يوماً ما بالعبثية، قد صمدت في الميدان، وفرضت نفسها نداً على إسرائيل؛ التي أمست عاجزة عن المواجهة، والحسم العسكري التي تعودت عليه بلا تعب.إن الذي أفزع الصهاينة هو تأكدهم من نجاح المصالحة، وفشل المشككين، وأن ما سيلي المصالحة هو فرض الإرادة الفلسطينية على المجتمع الدولي، الذي سيجد نفسه مجبراً على التعامل مع شعب واحد، له حقوقه التاريخية، ولا مجال للضغط عليه للاعتراف بشروط الرباعية التي سقطت وإلى الأبد، بعد أن ارتقت ردحاً من الزمن، وصارت من المقدسات، حتى غدت شرطاً فلسطينياً للمصالحة بين الأخوة.لم تنتصر حركة فتح مع المصالحة، ولم تنتصر حركة حماس، الذي انتصر هو الخط الفلسطيني المعادي لشمعون بيرس، والصهاينة، والذي انتصر هم العرب، وقد اطمئنوا لراية الكرامة في يد مصر، والذي انتصر هو الحق الذي كان غائباً مع حضور الانقسام.

  2. #2

    رد: المصالحة المفزعة!

    المصالحةُ خنادقٌ ومواجهةٌ
    د. فايز أبو شمالة
    سيتغير الوجدان الفلسطيني بعد تحقيق المصالحة، سيموت الشك الذي زرعته الأحداث الدامية، وتذوب الأحقاد، وينتهي التفرد بالقرار وتغييب الآخر، وسيكون الوفاء للوطن فلسطين هو مقياس المصداقية، وسيكون العطاء هو عنوان المرحلة، ولاسيما أن زمن الانتفاع من السلطة، والاستئثار بالفوائد قد ولى إلى غير رجعة، وستكون المسئولية في زمن الوحدة الوطنية مغرماً وليس مغنماً، وستسود الشفافية، والمحاسبة، والضبط والربط في كل شئون الحياة في فلسطين، طالما أن طرفي معادلة القرار الفلسطيني قد تنبها إلى أهمية الشارع في تقرير مصير التنظيمات، والفوز في
    صناديق الاقتراح.
    في الساحة الفلسطينية لا يكفي الوفاء والإخلاص والصدق والأمانة والنزاهة والمحاسبة للفوز في انتخابات تشريعية، في الساحة الفلسطينية يجب أن تتصدر المقاومة كل هذه الصفات الحميدة، طالما أن الذي رجح كفة حماس في الانتخابات التشريعية سنة 2006 هي المقاومة المسلحة للغاصب الصهيوني، وهي التي مكنتها من الفوز.
    أما وقد اتفقت حركتا فتح وحماس على مدة عام من العمل الفلسطيني المشترك، كزمن يكفي للإعداد لانتخابات ديمقراطية، ويكفي التنظيمين المتنافسين لتقديم نفسيهما للناخب، فإن كل منهما سيعمل على التأثير في المزاج الفلسطيني، وسيبدأ العمل للفوز بالانتخابات من اللحظة الأولى التي ستبدأ فيها حكومة الوحدة الفلسطينية عملها.
    حتى اللحظة الراهنة، بإمكان حركة حماس أن تقدم نفسها قائدة للعمل المقاوم، وأنها تعد نفسها عسكرياً لما هو آت من قتال، وأن برنامجها السياسي يرفض المفاوضات، ويتمسك بالثوابت، وبإمكانها القول: إنها راهنت على التغيرات في الوطن العربي، وقد تحقق لها ذلك، ولكن؛ كيف ستقدم حركة فتح نفسها للناخب الفلسطيني بعد عام، هل ستقول: راهنا على المفاوضات، وفشلت، أم ستقول للناخب: أوقفنا المفاوضات، وأنشأنا المؤسسات، وانتظرنا عامين كاملين حتى موعد أيلول، وجاء أيلول دون تحرير شبر من الضفة الغربية!
    من المؤكد أن الفوز في انتخابات التشريعي سيكون لصالح حماس، طالما ظل الوضع على ما هو عليه، وهذا ما يدركه قادة حركة فتح، وهم يرقبون التحولات الجوهرية التي سترافق المزاج الفلسطيني، ومدى تأثره بالربيع العربي، ويدركون أن الشرط الأول لنجاحهم في الانتخابات هو عودتهم إلى خط المقاومة، ونفض يدهم من المفاوضات العبثية، وأن الشعب الفلسطيني يتوقع من حركة فتح إعادة رسم صورتها المقاتلة في نفوس الجماهير.
    أزعم أن أولى عمليات فتح المقاومة ستنطلق قبل موعد أيلول هذا العام، وستكون صرخة المقاومة مدوية، بل وستسهم المصالحة الفلسطينية في تطوير أشكال المقاومة للغاصب، وفي توحيد الجهد، وفي التنافس على التمسك بالثوابت، والتسابق على التضحية والفداء، وهذا ما تخشاه إسرائيل، وتعمل له ألف حساب.

المواضيع المتشابهه

  1. لا أمل في المصالحة الفلسطينية
    بواسطة تحسين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-27-2012, 07:19 AM
  2. المصالحة الفلسطينية إلى أين؟
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى فرسان الأبحاث الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-29-2012, 05:57 PM
  3. المصالحة المجتمعية في غزة
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-04-2012, 04:34 AM
  4. المصالحة المجتمعية في غزة
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-01-2012, 02:37 AM
  5. لم يحن وقت المصالحة الفلسطينية
    بواسطة تحسين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-16-2011, 05:14 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •