منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ونفس وما سواها

العرض المتطور

  1. #1

    ونفس وما سواها

    ونفس وما سواها
    إذا كنا قد علمنا أن الإنسان ما هو( نفس ) تحيا في الدنيا بواسطة جسد حي (فيه روح) قد احتلته بالإيجار لزمن محدد (أجل مقدر) ... وإيجار الجسد رعايته وتكريمه ... فإذا انتهى الأجل يتفرق الثلاثة ...
    فالروح لخالقها وصاحب سرها ... (فهي من أمر ربي وما أوتينا من العلم إلا قليلا) ... والجسد يعود للأرض .. أمه ومصدره ... وتنطلق النفس (الإنسان) ليحيا حياة أخرى مختلفة الأبعاد والقدرات والمعالم ...
    وهذه الحياة ليست بجديدة عليه ... فقد كان وهو بشر (في جسدا من طين الأرض) يجربه كل يوم مرة ومرات في نومه ...
    فالنفس صاحبة قدرات مختلفة الكم والكيف كثيرا عن قدرات الطين التي هي محبوسة داخله ومحدودة بحدوده وربما يدلنا على ذلك إحساس الطفل بأنه قادر على أشياء نرى نحن أنه غير قادر عليها وهي حقيقة كما تعودنا وجربنا نحن قبله أن قدرات الجسد لا تمكنه من ذلك ... وهي حقيقة كما تعود هو كنفس أنه قادر عليها فكلانا على حق ... ولكن بحكم الجسد نحن أدرى منه بخبرة التعامل على الأرض ... ويتكرر ذلك في حياتنا مرات ومرات .. نكون فيها واثقين من قدرتنا على فعل أشياء رغم استحالتها ورغم أننا لا نعلم حقيقة كيف نستطيع ... وكلما كانت قدرتنا على استخدام قوانين الحياة الأرضية وتطويعها لتنفيذ أرادتنا كانت قدرتنا على التعايش مع الحياة على الأرض ...
    وربما كانت قدرات النفس على غير الملموس والمحسوس أوضح كثيرا .. خاصة وإن كان الإنسان ممن يجيد استخدام بعضا من قدرات نفسه في عالم الحواس ...
    فالإحساس باقتراب حدث كبير أو حدوث مشكلة كبيرة ... مثل اقتراب الأجل وهذا أبرزها ... فنجد بعض الناس قبل موته بفترة .. يفعل الأشياء وكأنه يفعلها لآخر مرة ... ويفعل الأشياء دون أن يكون له أمل في رؤية نتيجتها ... وفقد اهتمامه بكثير مما يعتبره غيره هاما وضروريا ...
    وربما تذكر شخصا فتجده أمامك رغم عدم وجود احتمال لقدومه أو بعد مكانه ... فتلك قدرات نفس على رؤية أبعد وأعمق من رؤيا العيون (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) فسبحان من جعل البصر حجابا عن رؤية ما هو أوضح وأعم وأشمل ...
    وقد تجد شخصا قد مات تتراءى صورته لك حينا وفترة من الزمن .. فلتعلم أن هذا الشخص بنفسه قد جاء حقا لزيارتك وهو موجود معك ولكن يحجب رؤيتك له قانون الحجب والبرزخ ... واسألوا من حضرته الوفاة وهو ينادي كل عزيز لديه سبقه بالموت ... فقد كشف الغطاء وارتفع الحجاب ... وقد يرفع غطاء كثير من الناس عنه في حياته وتلك حالة خاصة جدا وإن لم يكن صاحبها يملك إيمانا قويا .. فقد يفقد عقله ...
    فالجن يرانا ولا نراه (إنهم يرونكم من حيث لا ترونهم ...) فحدود رؤية الإنسان لا تصل إلى 1% من حقيقة ما يمكن أن يرى حوله (وتلك رحمة من الخالق) ... ذلك عن الرؤيا ... والإبصار ...
    أما عن قدرات التعامل فتلك متفاوتة ... وتتدرج من قدرة على الرؤى في الأحلام وفهم لمعانيها وتلك قد تحتاج لمعين يفسر معاني الأحلام وتفاصيلها (وليس كل ما يرى في النوم يحتاج لتأويل أو تفسير .. ولذلك حديث طويل) ... إلى مرتبة أخرى أرفع قليلا ... مثل معرفة الخبر قبل حدوثه ... أو الشخص قبل لقاءه ... أو استقبال واع من صوت غير مرئي وهو لا يأتي الإنسان إلا في الأحداث الجسام وقد يكون شيطانا يوسوس ... وقد يكون ملكا يحمي وينبه ... والفارق بينهما يكون جليا لصاحبه ...
    ومن القدرات المعتادة أن تشعر بالشخص قبل أن يتكلم معك وتتعرف عليه وتألفه أو ترفضه ... وكذلك معرفة معلومات عنه دقيقة وربما أسرارا دون أن تقال لك ... ولذلك أبوابا كثيرة في عالم النفوس ...
    وكلما كانت النفس نشيطة وخفيفة (لا تثقلها طلبات أو شهوات) كلما كانت قدراتها أكبر ...
    وربما بتقدم السن يعتاد بعض الناس أن يبلغ غيره بما يريده دون كلام لسان وتلك قدرة النفس على الإبلاغ دون لسان ...
    وربما كان من الغرائب على الإنسان العادي أن تجد شخصا يستطيع فعل شيء فوق طاقته العادية في زمن قصير (مثل امرأة ترفع سيارة وزنها 1500 كجم .. لترفعها عن جسد ابنها ..) وليس هذا بالغريب وإنما هو قدرة النفس على تركيز قدرات جسد في زمن قصير ... ولكن هذا الجسد سيحتاج بعدها لراحة طويلة لاستعادة ما استنفذه فجأة ... ولذلك فالإعداد النفسي لأي فريق عمل في منتهى الخطورة والأهمية لتحقيق أعلى معدلات الآداء (مثل القوات المسلحة قبل أي معركة ... أو الرياضيين قبل أي بطولة ..)
    وليس هذا غريبا ... فمؤكد أن إعداد النفس (الانسان) أهم بكثير من أعداد الجسد (المطية أو الركوبة) التي يستخدمها .. تماما مثلما إعداد سائق السيارة لخوض السباق أهم كثيرا من إعداد السيارة نفسها ...
    فكم من شخص يملك من الإمكانيات الجسمانية العالية .. يفشل لعدم إعداده نفسيا ...
    وعلى هذا ... فإننا نخطيء كثيرا عندما نعتمد دائما وكثيرا على القدرات الملموسة للجسد ... دون الإهتمام الجاد بقدرات النفس ... الغير ملموسة ..
    وربما كان من أعلى درجات استخدام قدرات النفس على التواصل عن بعد ما تم تنفيذه من تجارب على بشر لديهم مثل هذه القدرات ... مثل القدرة على إبلاغ شخص لآخر كلاما محددا وهما على مسافة كبيرة تصل لآلاف الأميال ... وليس هذا بجديد ...
    فقد فعلها الفاروق عمر .. يوم نادى على قائد جيوشه في معركة لفتح فارس بقوله الجبل .. الجبل يا سارية ... ليحتمي به من هجوم أعداءه ... وسمعه سارية .. وانتصر سارية بتنفيذه هذا الأمر الذي صدر من أمير المؤمنين وهو على مسافة آلاف الأميال دون جهاز أرسال أو قمر صناعي وفي زمن يقاتل فيه بالسيف ...
    فما كان ذلك غريبا ولا معجزة ولكنه استخدام سليم لقدرات النفس التي تخففت مما يثقلها من الدنيا وشهواتها بالإيمان والقرب من الله ... وصدق فيه قول الحق ..(واتقوا الله ويعلمكم الله ... ) ..
    وقد صدق رسول الله في قوله ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله ...) وتلك الفراسة التي تجعل المؤمن يدرك دون كلام أو إخبار .. أسرارا ومعلومات وحقائق قد تغيب عن الكثير من غيره ..
    ورغم أن موضوع قدرات النفس علما كبيرا ومتشعبا وتتداخل فيه عوامل وشروط وظروف وأحوال ... إلا أنه موضوع بسيط لو نظرنا إليه من زاوية واحدة هي الحقيقة المطلقة والوحيدة المؤكدة في عالمنا على الأرض وهي التي تنبع من قوله تعالى (.. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ..) ...
    وقوله سبحانه ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ...) ...
    وقوله جل شأنه (سأريكم آياتي فلا تستعجلون ...) ...
    وقوله جل شأنه (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ...) ...
    وقوله تبارك وتعالي (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ... ) ...
    ولعل ما يمنع أن يدرك ذلك كل البشر هو ما يقوله رب العزة ( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ... ) ...
    فقد أعطى الله رزقه لعباده في الدنيا (سلطان أومالا أو ولدا أو قدرات جسمانية ونفسية .. أو غيرها ...) .. وكل على قدر ما يحتاجه فقط ... وما لايطغيه .. أو يسيء استخدامه .. وما لا يكون سببا في كفره أو شركه بالله ...... إلا أن يكون قد تجاوز حدود صبر الله عليه .. وقفذ داخل حدود غضب الله عليه ... فيفتح الله عليه من بركات الدنيا ما لا يجعله صاحب حجة على الله يوم الحساب ... لقوله في حديثه القدسي (حتى يآتيني وليس له على حجة ...) ... وقوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية ، أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ، فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ... ) ..
    ولأن النفس لوامة وعجولة وجهولة ... فقد كان رزقه مساويا لرزق كل نفس سواه .. (ولا ينقضي أجل ابن آدم إلا ويكون قد استوفى رزقه المكتوب له ...) ..فمقدار الرزق المطلق ثابت للجميع ومتسايا ...
    وكما نقول في مجتمعاتنا (كل رزق ابن آدم مساويا لأربعة وعشرين قيراطا .. موزعين بعدل رباني ... بين الصحة والمال والسلطة والولد والعمر والقدرات الجسمانية والنفسية .. وغيرها الكثير وموافقا أيضا ودون أن ندري لطبيعة كل نفس على حدى ... (فليس كل نفس في مطالبها وأهوائها مثل غيرها ولو تشابهت النوايا)
    وذلك موافقا للقضاء والقدر المكتوب لهذه النفس من الخير والشر في الدنيا ...
    وطبقا لحقيقة ما جاءت الدنيا من أجله .....
    وذلك بنسب تتفاوت من نفس لأخرى طبقا لحاجتها الحقيقية والتي لا يعلمها إلا من خلقها ...
    وهذا هو ( العدل الرباني ...) للخلق في الدنيا ...
    وحقيقة معنى اسمه الرحمن (رحمة بمن يستحق ومن لا يستحق) ...
    وربما كانت قدرات النفس كبيرة لدى شخص معين في مقابل ضعف بعض من قدراته الجسمانية أو المادية أو الدنيوية الأخرى ... وهذا لا يعطى إلا لمن يستحق ذلك ... ويكون من قدره استخدامها بما لا يتعارض وقضاء الله وقدره في خلقه ... ولذلك ننصح أولادنا ألا يستهينوا بغيرهم مهما كانوا أقل أو أهون شأنا في نظرهم ...
    فسبحان من له الكمال ... خلق فصور .. وصور فأبدع ... وقدر فهدي ... وعلم فرحم ... ولا رحمن سواه .. جل في علاه ...
    فالنفس تدخل الجسد لأول مرة .. فقط يوم أن تكتمل أعضاء هذا الجسد وهو في رحم أمه في نهاية الشهر الرابع والتي عندها يبدأ الجنين في الحركة الإرادية العشوائية والتي ليست إلا علامات على بدء استخدام وتدريب للنفس على استخدام هذا الجسد .... وعندها يقول رب العزة في سورة المؤمنون ... ( فأنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) هذا الخلق الجديد مختلف تماما عن كل أطوار النمو التي سبقته من نطفة حية بوجود الروح فيها ثم علقة فمضغة فعظاما ثم يكسو العظام لحما ... ثم يتحول لخلق آخر بدخول النفس للجسد لأول مرة ... وتعتاد النفس الدخول للجسد والخروج منه ومغادرته سواء جنينا أو طفلا أو في خلال بقية مراحل نموه وحياته كلها ... ومغادرة النفس ضرورة لصيانة الجسد وإصلاح ما أفسده الإنسان (النفس) منها بوجوده فيها بطلباته وأهواءه وتصرفاته ... ولا يستطيع جسد صيانة نفسه في وجود نفس داخله ... بل إن طال وجود النفس بالجسد أكثر مما ينبغي يصبح وجودها تدميرا متتاليا للجسد وإفساد متواليا .. فلابد من رحيلها يوميا بالنوم ... ولفترة تتناسب مع المجهود والإفساد الذي خلفته بالجسد ... فالمصاب والمريض لابد له من نوم أكثر من غيره ... وبالتالي يحتاج الإنسان المرفه والمستريح لفترة نوم أقل من غيره ....
    ولكن تظل باقي الأسئلة ... فارضة نفسها ...
    أين تذهب النفس حين تغادر الجسد ... ؟؟
    وكيف تغادره ... وكيف تعود إليه ... ؟؟
    ولماذا وكيف تكون على إتصال بهذا الجسد ... ؟؟
    وما حقيقة ما تراه النفس خارج الجسد ... ؟؟
    وما علاقته بحقيقة الأمور سواء على الدنيا أو في الحقيقة المطلقة ... ؟؟
    ولنا بقية حديث ....
    جمال عمر

  2. #2
    بانتظار بقيتها اخي العزيز
    سبحانك يارب
    ارى بين طياتها
    محاضرة دعوية لطيفة
    جزاك الله خيرا
    اخوك فتى الشام
    او
    مرسال الحب-منتدى المحب في الله

  3. #3
    تسجيل حضور
    وانا معكم

المواضيع المتشابهه

  1. ونفس وما سواها ... 2
    بواسطة gamal في المنتدى فرسان الطب النفسي .
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-09-2007, 06:14 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •