منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من ... أنا

العرض المتطور

  1. #1

    من ... أنا

    من أنــــــا
    سألت نفسي كثيرا من أنا ... هل ذلك الجسد ... أم الروح ... أم كلاهما .. أم شيء مختلف
    وكالعادة عدت لأسأل صاحب الخلق ومبدعه ... فهو أولى لمن أراد أن يطمئن قلبه لجواب شافي
    يقول رب العزة ولم يزل قائلا عليما :
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء........ { (آية 1 النساء )
    ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ... (آية 7 الشمس )
    وبعد كثير من الترحال بين آيات الله والتفاسير المختلفة .. اهتدى فكري الضعيف لما يلي :
    خلق الله الانسان من نفس خلقها على هيئته سبحانه وأعطاها من الملكات ما تحتاجه وجعلها قابلة أن تتمثل في أي جسد مهما كانت صورته ...
    لكنه سبحانه اختار للانسان هذا الشكل الذي نعرفه ليكون لباسها على الأرض ووسيلتها للتعامل والتعايش على الأرض ... حيث قدر الله أن يكون الانسان مستخلف فيها ...
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } البقرة30
    ولذلك جعل اللباس من طين الأرض فكان كل جسد على الأرض من طينها ليحدث التوائم والتعايش ..
    {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ } ( آية 7 السجدة )
    وهنا يجب أن ننتبه لقوله تعالى بدأ ..... ثم خلق الإنسان ... من طين .... فالإنسان هنا هو الصورة التي سيصور الله فيها ابن آدم ... أو البشر على الأرض
    {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } الأعراف11
    ولا يخفى معنى التصوير ... وهو إدخال الغير المحدود في حيز المحدود ... الذي يحدد ملامحه وقدراته طبقا للحدود المسموح بها في قالب التصوير (قدرات الطين .. أو المادة)
    ولكي يكون هذا الجسد قادرا على يلبي رغبات وحركات النفس ... نفخ سبحانه في الطين سرا من روحه ... فقط ليتحرك ويحيا هذا الجسد ويكون مهيأ لاستقبال الانسان (النفس) لتحيا داخل هذا الكيان من الطين والروح خلال الأجل المقدر لها ...
    فإذا أنقضى الأجل استرد كل صاحب وديعة وديعته ... فتعود الروح لصاحبها
    {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } الإسراء85
    ( فلا علاقة ولا علم لنا بسر حياة الطين أو المادة ... فهو من أمره ... وسره ... وما أمرنا أصلا بالبحث عن كنهها ... وبالتالي كل حديث عن الروح خطأ فادحا .... وبالتالي لا صحة حتى لما يقال من علماء الدين أو النفس عن الأرواح .... ولذلك كثر الخلط بين النفس والروح ... حتى اعتبرها ... أفضل المفسرين شيئا واحدا .... رغم وضوح إخبار الله عنهما ... إلا أن اجتهاد العلماء ... فشل في التفريق بينهما ... رغم وضوحه )
    وتسترد الأرض الجزء من الطين وتحلله لعناصرها التي بدأت بها تكوينه ...
    ويتوفى الله النفس ... أي تعود النفس لخالقها لتحيا حياة أخرى ,.... وتحاسب على فعلها وتصرفاتها في خلال الأجل الذي إنقضى
    فالجسد مطية (ركوبة أو وسيلة) تواجدت داخلها فترة الأجل لتتعايش بها ...
    حتى هذه لم تكن مستمرة ولكنها متقطعة بالنوم ....
    فعند النوم يغادر الانسان (النفس) هذا الجسد الذي لا يستطيع أن يواصل تحمل أعباء ورغبات النفس داخله باستمرار ...
    ولا بد من راحة يومية ... ينام فيها الانسان ... أي يغادر فيها الجسد ... ليتجول في ملكه ويرى فيها أشكالا وأنواعا من الرؤى والرؤيا ...
    وفي ذلك يقول رب العزة في سورة الزمر ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ، فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى )
    ويقول أيضا {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } الأنعام60
    وليكون الجسد صالحا لاحتلال النفس له لابد من إعداده وتجهيزه ويبدأ ذلك بحيوان منوي حي أي فيه روح ليلتقي ببويضة أنثى حية أي فيها روح أيضا ....
    فيتحدا وينقسما .. ثم يتطور الخلق ويتعقد وينمو من نطفة إلى علقة إلى مضغة ثم عظاما ثم يكسى العظام لحما ........ في سورة المؤمنون
    ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ } المؤمنون14
    وكل ذلك أطوارا لخلق واحد مكون من اثنين (طين + روح) وهنا يقول رب العزة في جملة بليغة {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }نوح14
    ثم بعد اكتمال الأطوار فمازال نوع الخلق متدرجا ... طين وبه روح وينمو .... متدرجا من خلية أحادية حتى نوع من الثدييات ... كل هذا التدرج ولكنه في إطار واحد .... ومرتبة واحدة ....
    ثم يفاجأنا الخالق في نهاية الآية المتدرجة وبعد كسو العظام لحما بتقرير فاصل وقاطع ....
    ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ...
    فكل أطوار الخلق الأولي حتى اكتست العظام لحما ...
    تستغرق أربعة أشهر أو مائة وعشرين يوما ....
    وعندها يتحول الخلق لخلق جديد ... بدخول النفس للجسد لأول مرة ...
    ليبدأ تدريبها على استخدام الجسد في رحم الأم كمرحلة أولى ...
    ومنذ ذلك اليوم والساعة فقط أصبح المخلوق بشرا ...
    وبدأ لأول مرة حركاته الإرادية داخل رحم الأم .... وهذا طبقا لتجارب الطب الأكاديمية التي تقول في هذا اليوم فقط يبدأ المخ في إرسال إشارات إرادية غير خاضعة للمعايير الثابتة السابقة ولكنها عشوائية أحيانا ... وغالبا ما تكون ردود أفعال لما يصله من حركات أو أصوات من خارج الرحم من الأم أو المحيطين به ...
    ولأنه غريب جاء ليتعود فهو يهرب لأي إزعاج ... فقد يمتنع عن الحركة نتيجة إصابة الأم أو انزعاجها الشديد ... لفترات تتفاوت طبقا للحالة ..
    ولا يمكث طويلا إلا بعد أن يعتاد هذا الجسد
    وعندما تكتمل مرحلة التأقلم الجديدة ..
    يحين موعد خروجه إما كامل التدريب بعد خمسة شهور أخرى ..
    أو بعد شهرين ليكون ناقص التأقلم ... لا ناقص الخلق .
    ومن نفهم ذلك الكثير مما قد لم نفهمه من قبل :
    فالطفل يولد كامل النفس مدرك لأبويه وأسرته ويعرفهم جيدا ..
    بل ومدرك لكثير أن لم يكن كل بديهيات ومشاعر الحياة الجديدة ...
    فهو كنفس كامل ... ولكنه ما زال غير مسيطرا على هذا الجسد
    ولا يجيد التعامل أو التعايش بشكله الجديد ...
    ويحتاج لحضانة لصيقة لأمه .... والتي تتدرج مراحل إنفصاله عنها ...
    واعتماده على نفسه شيئا فشيئا ...
    حتى يصبح قادرا على تحمل أعباء استخدامه لجسده كاملا ...
    وبالتالي قادرا على تحمل تبعات التكليف .
    ولذلك .... فحالة الأم النفسية ومن حولها بالمنزل ..
    اعتبارا من الشهر الخامس تؤثر تأثيرا مباشرا على طبائع الجنين الموجود بكامله ( بنفسه وجسده الحي ) داخلها ...
    وهو يتأثر تأثيرا غير مباشر خلال الشهور الأربعة الأولى باعتياد جسده مثلا أفراز هرمونات معينة بكثرة مثل الأدرينالين المسبب للخوف والفزع والعصبية طبقا لتركيزه لو كانت الأم .. تعتاد ذلك ... فسبحان الخالق المبدع .
    ولكنه في الشهور الخمسة التالية يتأثر تأثيرا مباشرا بمن حول أمه ... حتى أن بعض الأباء يؤكد أن طفله (الذي كان يؤذي هو أمه أيام حملها فيه) ولد وهو يكرهه .... وهذه حقيقة
    ويقول صلوات الله وسلامه عليه في دعائه قبل النوم ...
    اللهم إني أسلمت لك نفسي ....فإذا قبضتها ... فارحمها ...
    وإذا أرسلتها فاحفظها ... بما تحفظ به نفوس الصالحين ....
    وهذا هو منطوق الحديث الصحيح وليس الروح كما يقول البعض خطأ ....
    أما كيف تدخل النفس الجسد ... ؟ وكيف تسيطر عليه ..... ؟
    وكيف تغادره للنوم .... أو الغيبوبة ... أو الموت ..... ؟ وإلى أين في كل مرة ..... ؟
    ولماذا يطلب رسول الله من الله الحفظ .... ؟ ومن ماذا .... ؟
    وهل يمكن أن يحتل جسد الإنسان ... مخلوقا (نفسا) أخرى .... ؟
    وما هو الصرع .... أو الصراع .... وكيف يتم ولماذا .... ؟
    وما هي قدرات النفس ..؟ .... وما هي حدودها ... ؟
    وما حقيقة التخاطر عم بعد ..... والاتصال النفسي وكيفيته ؟
    وماذا نرى في أحلامنا ... ؟ وهل نفسرها ... أم نؤلها ... وكيف نفهمها ؟
    وكيف تمرض النفس .... وكيف نعالجها ؟
    أسئلة كثيرة ... وبين جنبات كتاب الله الإجابة عن كل هذه الأسئلة ؟
    فهلا ناقشنا هذا ..؟
    لعلنا لوعرفنا الحقائق ... كنا أكثر إيمانا ... وأكثر يقينا وأمنا ... ولعلنا ...
    جمال عمر

  2. #2
    لعلنا لوعرفنا الحقائق ... كنا أكثر إيمانا ... وأكثر يقينا وأمنا ... ولعلنا ...
    سلمت اناملك السحرية
    فتى الشام

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •