إلى زوال
د. فايز أبو شمالة
إسرائيل إلى زوال، هكذا قال أحمدي نجاد، بألفاظ واضحة ومدوية، ومن المكان الذي لم يتجرأ حتى اليوم أن يتقدم إليه رئيس عربي، من المكان الذي يعتلي ظهر إسرائيل، ويطل عليها، وبصوت مجلل ما زال يدوي في أذن كل يهودي: إسرائيل إلى زوال! بمعنى آخر: ارحلوا من هنا، لا بقاء لكم بيننا.
قد يقول بعض العرب، ومنهم صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: إن أحمدي نجاد تفادى بوابة فاطمة، ولم يلق حجراً على إسرائيل، في محاولة للتقليل من الأثر الذي أحدثته كلمات الرجل في نفوس اليهود، وقد يقول بعض العرب: صار نجاد عربياً، وصار يهدد على طريقتهم، وقد أشبعنا كلاماً. وإسرائيل أصلب وأقوى من أن يخيفها أمثال نجاد وأردوغان ونصر الله ومشعل والزهار، ورمضان شلح، وقد يقول بعض العرب أي كلام بهدف ملء الفراغ الروحي الذي أحدثه اعتراف بعض العرب بإسرائيل، بل قد يقول الزعيم القائد ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، قد يقول المناضل ياسر عبد ربه: إنه وأمثاله من المناضلين على استعداده للاعتراف بيهودية إسرائيل من نهر الأردن حتى البحر المتوسط، مقابل سلطة لدولة قزم لها رئيس شكلي، ولها وزراء من الوهم، يقول باسمهم ياسر عبد ربه هذا الكلام المناقض لكلام أحمد نجاد، لأن حذاء "منتظر الزيدي" لم يصل إلى فلسطين بعد.
وسط ذهول بعض العرب لحالة الأدب الجم الذي أحاط بإسرائيل، يجيء رد "بنيامين نتانياهو" متواضعاً، ولاسيما أنه اختار متحف الاستقلال، ليرد على إخطار الرئيس الإيراني بزوال إسرائيل، لقد اختار "نتان ياهو" المكان الذي أعلن فيه، "دافيد بن غوريون" أول رئيس وزراء إسرائيلي عن تأسيس دولة (إسرائيل) على الأراضي الفلسطينية المغتصبة عام 1948، وهو يقول: إن (إسرائيل) تعرف جيدا كيف ستدافع عن نفسها، وأنها ستواصل تحقيق النمو في مختلف المجالات.
في تقديري أن الاحتماء بالماضي دليل خوف جدي، وفيه رسالة طمأنة زائفة، أراد "نتان ياهو" أن يدخل فيها كل بيت في إسرائيل، بدء سكانه بإعداد حقائبهم للرحيل.