منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

العرض المتطور

  1. #1

    قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    قصة الحضاره
    تاليف ول ديورانت في عقد الثلاثينات من القرن العشرين
    الجزء الثاني من المجلد الاول
    كتاب قصة الحضاره في الشرق الادنى
    ترجمة الاستاذ / محمد بدران
    تم العمل بتكليف من جامعة الدول العربيه
    طبعة مكتبة الاسره في جمهورية مصر العربيه عام 2001م
    ---------------------------
    كان الجزء الاول من المجلد الاول عن:-
    نشاة الحضاره والقيم الانسانيه - 200صفحه
    ترجمة الدكتور المفكر/ زكي نجيب محمود رحمه الله
    وتم استعراضه في دراسات تاريخيه ملخصا ومنفصلا
    -------------------------------------
    وهذا الكتاب / تاريخ الشرق الادنى يضم :-
    سبعة ابواب مقسمه الى واحد واربعون فصلا تحتويها460 صفحه - ويتحدث
    عن / الحضاره الفرعونيه المصريه القديمه /في جزء من بابين وسبعة فصول
    وعن حضارة غرب اسيا من دول واراضي /العراق والشام والجزيره العربيه في الجزء الثاني من خمسة ابواب واربعة وثلاثون فصلا وهي مادتنا في هذه الصفحه والصفحات التاليه حيث خصصنا لتاريخ مصر القديمه صفحات منفصله وحدها
    -------------------------------------
    التقديم
    قانون حمورابي
    في ذلك الوقت نادتني الالهه
    انا حمورابي الخادم الذي سررت من اعماله
    والذي كان عونا لشعبه في الشدائد والذي افاء عليه الثروه والوفره
    لامنع الاقوياء ان يظلموا الضعفاء
    وانشر النور في الارض
    وارعى مصالح الخلق
    -------------------

  2. #2

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    جدول لتاريخ الحضاره في غرب اسيا
    -------------------------

    ثقافة العصر الحجري القديم في فلسطين = سنة 40000 ق م
    ثقافة عصر البرنز في التركستان = سنة 9000 ق م
    الحضاره في السوس وكيش = سنة 4500 ق م
    الحضاره في كريت اقريطش = سنة 3800 ق م
    الاسره الثالثه في كش = سنة 3638 ق م
    الحضاره في سومر = سنة 3600 ق م
    اسرة اكشاك في سومر = سنة 3200 ق م
    اور - نينا الاول / ملك لكش سنة 3100 ق م
    الاسره الرابعه من ملوك كش = سنة 3089 ق م
    الملك اور كاجينا يصلح لكش = سنة 2903 ق م
    لوجال - زجيزي يفتح لكش = سنة 2897 ق م
    سرجون الاول / يوحد سومر واكد سنوات 2872 - 2817 ق م
    نارام - سن ملك سومر واكد سنوات 2790 - 2739 ق م
    جوديا ملك لكش = سنة 2600 ق م
    عصر اور الذهبي / كتاب القوانين الاول سنوات 2474 - 2398 ق م
    العيلاميون ينهبون اور = سنة 2357 ق م
    الاسره الاولى البابليه سنوات 2169 - 1926 ق م
    حمورابي ملك بابل = سنوات 2123- 2081 ق م
    حمورابي يفتح سومر وعيلام سنوات 2117 - 2094 ق م
    الاسره الثانيه البابليه = سنوات 1926 - 1703 ق م
    ظهور الحضاره الحثيه = 1900 ق م
    الحضاره في فلسطين = 1800 ق م
    -----------------------------------------------
    سيطرة الكاشيين على بابل = 1746- 1169 ق م
    نهضة دولة اشور في عهد شمشي اداد الثاني = 1716 ق م
    استعباد اليهود في مصر = 1650- 1220 ق م
    سيادة مصر على سوريا وفلسطين = 1600 - 1360 ق م
    حضارة ميتاني = سنة 1550 ق م
    برا - برياش الاول / ملك بابل = 1461 ق م
    سلمل نصر الاول يوحد دولة اشور = 1276 ق م
    استيلاء اليهود على كنعان = سنة 1200 ق م
    تفلث فلاسر الاول يوسع دولة اشور= سنة 1276 ق م
    ----------------------------------
    ----------------------
    شاؤول ملك اليهود = سنوات 1025- 1010 ق م
    داوود ملك اليهود = سنوات 1010- 974 ق م
    العصر الذهبي لفينيقيه وسوريا =1000- 600 ق م
    سليمان ملك اليهود = سنوات 974 - 937 ق م
    انقسام اليهود دولتان / يهودا واسرائيل = سنة 937 ق م
    اشور ناصر / بال الثاني - ملك اشور = 884-859 ق م
    ساما نصر الثالث / ملك اشور = 859 - 824 ق م
    ساما نصر / سميراميس في اشور = 811 - 808 ق م
    -----------------------------------
    عصر ارمينيه الذهبي /اورارتو = 785 - 700 ق م
    تفلث فلاسر الثالث = 745 - 727 ق م
    استيلاء اشور على دمشق والسامره = 732- 722 ق م
    سرجون الثاني / ملك اشور = 722 - 705 ق م
    ديوسيز / ملك اشور = سنة 709 ق م
    سنحريب ملك اشور = 705 - 681 ق م
    اشعيا الاول = سنة 702 ق م
    سنحريب ينهب بابل = 689 ق م
    عسر هدون ملك اشور = 681 - 669 ق م
    اشور يانيبال سرنابالس ملك اشور = 669 - 626 ق م
    زردشت / زرثسترا - اوزروستر عند اليوانان = 660 - 583 ق م
    جيجيس ملك ليديا = سنة 652 ق م
    سياخار ملك الميديين = 640 - 584 ق م
    سقوط السوس وخاتمة عيلام = 639 ق م
    يوشيا ملك اليهود = 639 ق م
    نبو يولصر يعيد الى بابل استقلالها = 625 ق م
    تابع قصة الحضاره في غرب اسيا
    ----------------------
    بدايات الكتب الخمسة الاولى من العهد القديم / التوراة = سنة 631 ق م
    سقوط نينوي وخاتمة اشور = سنة 612 ق م
    الياطس ملك ليديا = سنوات 610 - 561 ق م
    نبوخذ ناصريستولي على اورشليم = 597 - 586 ق م
    اسر اليهود في بابل / حزقيال بابل = سنة 580 ق م
    كروسس ملك ليديا = سنوات 570 - 546 ق م
    قورش الاول ملك الليديين والفرس = 555 - 529 ق م
    قورش يستولي على سرديس = سنة 546 ق م
    اشعيا الثاني = سنة 540 ق م
    قورش يستولي على بابل وينشيء الامبراطوريه الفارسيه = 539 ق م
    قمبيز ملك الفرس = سنوات 529 - 522 ق م
    دارا الاول ملك الفرس = 521 - 485 ق م
    تشييد الهيكل الثاني في اورشليم = 520 ق م
    واقعة مراثون = سنة 490 ق م
    خشيرشا الاول ملك الفرس = 485 - 464 ق م
    واقعة سلاميس = 480 ق م
    اخشويرش / اردشير ارتكزركس الاول - ملك الفرس = 464- 423 ق م
    سفر ايوب = 450 ق م
    عزرا في اورشليم = 444 ق م
    دارا الثاني ملك الفرس = 423 - 404 ق م
    اخشويرش الثاني ملك الفرس 404 - 359 ق م
    هزيمة قورش الاصغر في كونكسا = 401 ق م
    لوكس ملك الفرس = 359 - 338 ق م
    دارا الثالث ملك الفرس 338 - 330 ق م
    واقعة نهر غرانيقوس ودخول الاسكندر اورشليم = 334 ق م
    واقعة اسوس = 333 ق م
    استيلاء الاسكندر على بابل = 331 ق م
    واقعة اربيلاء = سنة 330 ق م
    ----------------------
    وبعد هذا التاريخ يصبح الشرق الادنى جزءا من دولة الاسكندر المقدوني

  3. #3

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا


    قصة الحضاره في غرب اسيا
    حضارة بابل
    ----------------------
    اولا / من حمورابي الى نبوخذ نصر
    ثانيا / الكادحون
    ثالثا / القانون
    رابعا / الهة بابل
    خامسا / اخلاق البابليين
    سادسا / الكتابه والادب عند البابليين
    سابعا / الفن والفنانون في بابل
    ثامنا / علوم البابليين
    تاسعا / الفلاسفه البابليون
    عاشرا / قبور البابليين
    -----------------------------
    حضارة اشور
    ---------------
    اولا / اخبارها
    ثانيا / الحكومه الاشوريه
    ثالثا / الحياة في اشور
    رابعا / الفن الاشوري
    خامسا / خاتمة اشور
    ---------------------
    حضارة الشعوب الهندوربيه
    -----------------------------
    اولا / مسرح الاجناس
    ثانيا / المينانيون
    ثالثا / الحثيون
    رابعا / الارمن
    خامسا / الكوذيون
    سادسا / الفريجيون
    سابعا / الام المقدسه
    ثامنا / الليديون
    تاسعا / كروسس
    عاشرا / صولون وقورش
    احد عشر / العمله

    -----------------------------



    الاقوام الساميون
    ---------------------
    قدم العرب
    الفينيقيون
    تجارتهم العالميه
    طوافهم حول افريقيه
    مستعمراتهم
    صور وصيدا
    الهتهم
    نشر الحروف الهجائيه
    سوريا
    عشتروت
    موت ادنيس وبعثه
    التضحيه بالاطفال
    ----------------------

    حضارة فارس
    --------------
    اولا / قيام دولة الميديين وسقوطها
    ثانيا / عظمة الملوك
    ثالثا / الحياة الفارسيه والصناعات
    رابعا / جربه في نظام الحكم
    خامسا / زردشت
    سادسا / الفلسفه الاخلاقيه في الديانه الزردشتيه
    سابعا / ادب الفرس واخلاقهم
    ثامنا / العلوم والفنون
    تاسعا / الانحطاط

  4. #4

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    الحضاره السومريه
    --------------------

    عيلام وتاريخ السومريون
    ---------------------------
    وعيلام هم الذين عاشوا في منطقة السوس مابين العراق وايران وانتقلوا من حياة البداوه الى الصيد في البر والبحر والزراعه قبل الميلاد / عام 4500 ق م
    ثم قويت شكيمتهم فبداو حياة الغزو والحرب وعاشت عاصمتهم باسم الشوشان حضارات سومر وبابل ومصر واشور وفارس واليونان
    اما السومريون
    فهم اكثر توغلا في الحضاره القديمه لدول غرب اسيا وحكموا غرب اسيا دهورا وانتجوا حضاره واسعه من اعظم الحضارات ابداعا وانشاء ولم يعرف من اي السلالات البشريه كانوا ومن اي البلدان جاءوا وان كان بعض المؤرخين قالوا انهم من اسيا الوسطى اخترقوا ارض الجزيره ثم توجهو الى بلاد الرافدينحيث وجدث اثارهم في حضارة اشور فقد وصفهم بروسس وهو مؤرخ بابلي عام 250 ق م بانهم من الجبابره خرجوا من الخليج العربي وادخلوا فنون الزراعه وطرق المعادن وتشكيلها وعرفوا الكتابه وبدا الثراء عندهم بما تركوه من اساور واحذيه جلديه ولوازم الزينه لنسائهم وكان لشعرائهم كتاباتهم عن الطوفان وبداية الخلق تناقلها عنهم العبرانيون والبابليون - عن حضارة سومر مابين 2300/3000ق م
    ومن اقدم القصائد التي عرفت في التاريخ كتبها الشاعر السومري دنجرداموا قبل 4800سنه يقول فيها
    وااسفاه ان نفسي لتذوب حسرة على المدينه والكنوز
    وااسفاه ان نفسي لتذوب حسرة على مدينتي جرسو لكش وعلى الكنوز
    ان الاطفال في جرسو المقدسه لفي بؤس شديد
    لقد استقر الغازي في الضريح الافخم
    وجاء بالملكه الاعظم من معبدها
    اي سيده مدينتي المقفره الموحشه - متى تعودين
    عاشت الحضاره السومريه مابين 6000 ق م وحتى 400 ق م وتعاقب عليها ملوك من الجبابره المستبدين وعاشت صراعات عنيفه ودمويه لكنها بنت حضاره حيث عرف من ملوكها القدماء / الاله تموز والقائد جلجامش اللذان لا يزالا رمزا للقوة والحكمه وكانا من الالهه المقدسه عند البابليين والاشوريين واليونان وحتى اخر ملوكهم العظام مع سرجون وحمورابي اللذان انهارت بعدهما سومر على ايدي قورش الفرس واسكندر اليوناني

  5. #5

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    التاريخ القديم
    قامت المستوطنات البدائية في بلاد الرافدين في فترة 6500-5000 قبل الميلاد وكانت أولى تلك المستوطنات القروية التي بدأت في الظهور في بلاد ما بين النهرين هي جارمو الواقعة في شرق كركوك.
    بلاد بابل أو ما بين النهرين من 3700 إلى 2350 ق.م

    اصطلح الم(بالإنكليزية: نقبون الغربيون مطلع القرن 18 على الأرض التي قامت عليها حضارة بلاد بابل والجزء الشمالي الشرقي من حضارة الاشوريين ببلاد ما بين النهرين أو وادي الرافدين Mesopotamia حيث ظهرت أول كتابة في التاريخ في مدينة أور في الناصرية جنوب العراق حالياً والتي ولد فيها النبي إبراهيم، حيث ظهر فيها بدايات الكتابة الصورية. وحضارة بابل هي مزيج من حضارة الاقوام الاكدية المتحدرة من اليمن والجزيرة العربية من سلالة سام ابن نوح، والسومريون وهم من بقايا الاقوام المحلية التي سكنت هضبة بادية الشام. وشارك الاكديون والسومريون في بناء تلك الحضارة في 2350 قبل الميلاد وطوروا النظام اللغوي الصوري إلى شكل الكتابة الرمزية المسمى بالخط المسماري، وهم أول من أسس النظام التعليمي المركزي المعروف بنظام المدارس وسنوا القوانين والتشريعات وكانت أشهرها مسلة حمورابي في زمن حمورابي كما طوروا هندسة الري والزراعة وصناعة الأدوات المختلفة والتجارة الداخلية والخارجية، وأسسوا العديد من المدن مثل الوركاء واريدو واشنونا إضافة إلى العاصمة بابل التي سميت البلاد باسمها. وقد امتد تأثير الحضارة البابلية إلى العيلاميين في إيران، وبلاد الأناضول.
    كانت الحاجة للدفاع والري من الدوافع التي ساعدت على تشكيل الحضارة الأولى في بلاد الرافدين على يد سكان ما بين النهرين القدماء فقاموا بتسوير مدنهم ومد القنوات. بعد سنة 6000 ق.م. ظهرت المستوطنات التي أصبحت مدناً في الألفية الرابعة ق.م. وأقدم هذه المستوطنات البشرية هناك إريدووأوروك (وركاء) في الجنوب حيث أقيم بها معابد من الطوب الطيني وكانت مزينة بمشغولات معدنية وأحجار وأخترعت بها الكتابة المسمارية. وكان السومريون مسئولين عن الثقافة الأولى هناك من ثم انتشرت شمالاً لأعالي الفرات وأهم المدن السومرية التي نشأت وقتها إيزينوكيشولارساوأور وأداب. وفي سنة 2330 ق.م. استولى الأكاديون وهم من الشعوب السامية كانوا يعيشون وسط بلاد ما بين النهربن وكان ملكهم سرجون الأول (2335 ق.م. – 2279 ق.م.) قد أسس مملكة أكاد وحلت اللغة الأكادية محل السومرية. وظل حكم الأكاديين حتى أسقطه الجوتيون عام 2218 ق.م. وهم قبائل من التلال الشرقية. وبعد فترة ظهر العهد الثالث لمدينة أور وحكم معظم بلاد ما بين النهرين.
    عندما جاء العيلاميون ودمروا أور سنة 2000 ق.م. وسيطروا على معظم المدن القديمة ولم يطوروا شيئاً حتى جاء حمورابي من بابل ووحد الدولة لعدة سنوات قليلة في أواخر حكمه. لكن أسرة أمورية تولت السلطة في آشور بالشمال. تمكن الحيثيون القادمون من تركيا من إسقاط دولة البابليين ليعقبهم فورا الكوشيون لمدة أربعة قرون. بعدها استولى عليها الميتانيون (شعب لاسامي يطلق عليهم غالبا اسم حوريون أو الحوريانيون) القادمون من القوقاز وكان يطلق عليهم وظلوا ببلاد ما بين النهرين لعدة قرون. لكنهم بعد سنة 1700 ق.م. انتشروا بأعداد كبيرة عبر الشمال في كل الأناضول. وظهرت دولة آشور في شمال بلاد ما بين النهرين وهزم الآشوريون الميتانيين واستولوا علي مدينة بابل عام 1225 ق.م. ووصلوا البحر الأبيض المتوسط عام 1100 ق.م. )
    من 2350 إلى 2200 ق.م، الدولة الأكدية

    في عهد الحضارة أكادية أسس القائد الأكاديسرجون الأول الدولة الأكادية على أنقاض مملكة سومر، ويرجع أصل الأكاديين إلى الساميين المهاجرين من شبه الجزيرة العربية. وامتدت دولة الأكاديين لتشمل كل منطقة الهلال الخصيب تقريبا وبلاد العيلاميين وبعض الأناضول. وتقبل الأشوريون الحضارة الأكادية لقربها منهم. وقد اشتهر الأكاديون بصناعة البرونز. وفي سنة 2200 قبل الميلاد سقطت الدولة الأكادية إثر غارات الغوتيين والقبائل الجبلية الأخرى.
    من 2133 إلى 2003 ق.م، الانبعاث السومري ومملكة سومر وأكاد المشتركة

    من 1894 إلى 1594 ق.م، دولة البابليين الأولى استمر التوافد إلى بلاد ما بين النهرين بعد سقوط الدولة الأكدية السومرية المشتركة وأنشؤت العديد من الدويلات مثل دولة آشور وإيسن ولارسا، وبابل التي استقلوا بها. وتمكن الأموريين في بابل من السيطرة على كامل منطقة ما بين النهرين، واشتهر منهم الملك حمورابي صاحب شريعة حمورابي الشهيرة. وسقطت الدولة البابلية الأولى على أيدي الكاشيين سنة 1594 قبل الميلاد
    من 1595 إلى 1153 ق.م، تأسيس الحكم الكاشي

    بعد أن وحد ملوك الكاشيين جنوب بلاد ما بين النهرين أسسوا دولتهم متأثرين بشريعة حمورابي إلى أن انتهت دولتهم على أيدي الأشوريين سنة 1153 قبل الميلاد.
    من 1153 إلى 612 ق.م، الدولة الآشورية

    وترجع أصول الآشوريين إلى القبائل التي استقرت في منطقة نهر دجلة في الألف الرابعة قبل الميلاد، وأسست تلك القبائل مدينة آشور، واستطاع سكان المدينة أن يطوروا بعض الصناعات، وارتبطوا بالتجارة الخارجية مع المناطق المجاورة، إضافة إلى تمرسهم في الزراعة والري. وقد تعرضت الدولة الآشورية لغزو الحيثيين الذين قدموا من ألالاخوالأكاديين، ووقعت تحت سيطرة ملوك أور، ثم حكمها البابليون، وبعد سقوط الدولة البابلية الأولى تعرضت آشور إلى غزوات الكاشيين مما دفعهم إلى بناء جيش نظامي قوي، وفي القرن الثاني عشر قبل الميلاد كان العراق مقسما بين الآشوريين في الشمال والكاشيين في الجنوب. ثم تعرضت الدولة الآشورية إلى اضطرابات داخلية وغزو خارجي وسقطت على يد البابليين بقيادة نبوبولاسر الميديني سنة 612 قبل الميلاد.
    من 625 إلى 539 ق.م، الدولة الكلدانية (البابلية الثانية)

    خلف نبوبولاسر على حكم الدولة البابلية الثانية ابنه نبوخذ نصر الثاني (بختنصر) الذي دام حكمه من 605 إلى 562 قبل الميلاد. وقد قام نبوخذ نصر بإجلاء اليهود من فلسطين في السبي الأول سنة 597 ق.م، وفي السبي الثاني الذي قاده بنفسه سنة 586 ق.م. ومن انجازات الملك الشمس نبوخذنصر الجنائن المعلقة التي هي إحدى عجائب الدنيا السبع كما شهد في عصره العمران والبناء وازدهرت بابل العاصمة كما امتدد الامبراطورية الكلدانية من الهند شرقاً وحتى مصر غرباً كما أنها ضمت الحجاز والخليج العربي الذي كان يسمى في ذلك الحين بالبحر الكلداني وبيث قطراي (قطر حالياً) وبحراي (بحرين حالياً) وكانت كل هذه المناطق المقاطعة رقم 23 في الامبراطورية الكلدانية وشمال الامبراطورية كانت تسمى ب كلدانستان والتي تضم نصف تركيا وحتى روسيا وخلف نبوخذ نصر بعد وفاته ملوك ضعفاء إلى أن قضى كورش الإخميني الفارسي على الدولة البابلية الثانية سنة 539 ق.م حينما أحتل مدينة بابل واتخذها عاصمة ملكه، واستمر الفرس يسيطرون على العراق حتى هزمهم الإسكندر الأكبر سنة 321 ق.م.
    من 321 إلى 141 ق.م، السلوقيون

    وهم من الأسرة السلوقية من مملكة مقدونيا، وشهدت المنطقة في عهدهم الكثير من الحروب انتهت بسقوط الدولة السلوقية على يد البارثينيين Parthians سنة 141 ق.م.
    من 141 ق.م إلى 224م، الفرثيون

    وقد أسس دولتهم Arsaces الأول ويعود أصلهم إلى إيران، واستقرت بلاد ما بين النهرين في عهدهم. واستمرت دولة الفرثيين حتى تم اسقاطها على يد الساسانيين سنة 224م

  6. #6

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    حضارة بابلية

    - بابل تعني بالأكّدية (بوابة الإله) كان الفرس يطلقون عليها بابروش دولة بلاد ما بين النهرين القديمة. كانت تعرف قديما ببلاد سومر وبلاد سومر كانت تقع بين نهري دجلة والفرات جنوب بغداد بالعراق. فظهرت الحضارة البابلية ما بين القرنين 18ق.م. و6 ق.م. وكانت تقوم على الزراعة وليس الصناعة. وبابل دولة أسسها حمورابي عام 1763ق.م. وهزم آشور عام 1760 ق.م, وأصدر قانونه (شريعة حمورابي) وفي عام 1603ق.م. إستولى ملك الحيثيين مارسيليس علي بابل واستولى الآشوريون عليها عام 1240 ق.م. بمعاونة العلاميين. وظهر نبوخدنصر كملك لبابل (1245ق.م.- 1104 ق.م.) ودخلها الكلدان عام 721 ق.م.(ثم دمر الآشوريون مدينة بابل عام 689 ق.م. إلا أن البابليين قاموا بثورة ضد حكامهم الآشوريين عام 652 ق.م. وقاموا بغزو آشور عام 612 ق.م. واستولى نبوخدنصر الثاني علي أورشليم عام 578 ق.م. وسبي اليهود عام 586 ق.م. إلى بابل. وهزم الفينيقيين عام 585 ق.م. وبني حدائق بابل المعلقة. ثم إستولى الإمبراطور الفارسي قورش علي بابل عام538 ق.م. في زمن الملك الكلداني بلشاصر وضمها لإمبراطوريته.

    أعظم ملوكها حمورابي (توفي عام 1750 ق.م.) والذي اشتهر بمجموعة القوانين المعروفة باسمه. وبعد حمورابي بفترة يسيرة أفل نجم هذه الأمبراطورية لتعود وتزدهر من جديد وتتسع رقعتها فتشمل فلسطين وتبلغ الحدود المصرية وذلك في الفترة التي سيطر خلالها الكلدانيون على بابل ابتداء من عام 625 قبل الميلاد. ويطلق على الإمبراطورية البابلية في هذه المرحلة اسم " الإمبراطورية البابلية المحدثة". ويعتبر نبوخذ نصرالثاني أعظم ملوك بابل (605-562 ق.م.) في عهدها الجديد هذا، وكانت انذاك مطوقة بأسوار ضخمة ذات أبواب عريضة. وما هي إلا فترة قصيرة حتى سقطت بابل في يد كورش الثاني ملك الفرس (عام 539ق.م.). والحضارة البابلية من أعظم الحضارات القديمة. وقد حققت إنجازات ذات شأن في الفلك والرياضيات والطب والموسيقى.


    الأشوريون


    استوطن الآشوريون القسم الشمالي من العراق الذي عرف في النصوص المسمارية بـ"بلاد أشور". وهو كبقية أقسام العراق شهد حياة إنسان العصر الحجري القديم في وقت مبكر قبل قسمه الجنوبي، ونشأت أيضاً القرى الزراعية في العصر الحجري الحديث، غير أن طبيعة المنطقة في مناخها وتضاريسها ساعدت على بقاء الجماعات البشرية مبعثرة وظهر اثر التطور الحضاري في جنوب العراق واضحاً في بلاد اشور خصوصاً بعد ما أصبحوا جزءاً منها سياسياً وثقافياً منذ زمن لوكالة زاكيزي وسرجون الاكدي. وواجهت بلاد أشور الأخطار التي واجهها السومريون والاكديون وانضوت المنطقة ثانية في الوحدة التي حققها حمورابي، واسهم عنف التحديات المحيطة ببلاد أشور من الشمال والشرق في خلق مجتمع يعلق أهمية على الروح الحربية التي منحت المجتمع قادة عسكريين عظاماً في فترة بروز الاشوريين (1521-911 ق.م) احدى القوى الرئيسة في المنطقة إلى جانب الكشيين والمصريين بعد سقوط بابل دون ان ينسوا دورهم في توحيد بلاد وادي الرافدين والدفاع عنها من القوى المحتلة او التي تسعى إلى احتلالها، وقد عززت هذه الوحدة التمازج البشري في العراق وعممت المبتكرات الحضارية.
    وفي الحقبة اللاحقة (911-612 ق.م) ازدهر تاريخ الآشوريين السياسي والثقافي والاقتصادي وظهرت علي مسرح الأحداث أول إمبراطورية عندما نجح الاشوريون في ضم معظم أقاليم الشرق الأدنى القديم، إمبراطورية اشتهرت بإبداعها الحضاري وشهدت تطور المدن الاشورية من مثل اشور ونينوى وكالح (نمرود) ودور شروكين 0خرسباد) بقصورها وزقوراتها واسوارها وما حوت من قطع فنية رائعة فضلاً عن الاعمال العسكرية والثقافية ولا سيما تلك التي حوتها مكتبة اشور بانيبال وكانت سجلاً للحياة العراقية القديمة. لقد نجح الاشوريون في قيادة العراق في عصر القوى الخارجية الطامعة كالكيشيين والحثيين والميتانيين إلى جانب الدولة المصرية. غير ان هذا الوضع لم يستمر، فهذه القوى بدأت تختفي عن مسرح الاحداث منذ مطلع الالف الأول ق.م وبدأت منطقة الشرق الادنى القديم تشهد تغيراً في الخريطة البشرية ترتب عليه تغير في القوى السياسية الفاعلة في المنطقة. فعلى المستوى الداخلي بدأت موجات الاراميين تضغط على الحدود الغربية منطلقة من دويلاتها المتعددة في بلاد الشام إلى جانب انتشار القبائل الكلدية في جنوب العراق وتأسيسها سلالات محلية كانت تطمح في السيطرة على بابل. أما على المستوى الخارجي فقد ازدادت حوادث القبائل الجبلية على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية من خلال دولها في اوراتو وميديا، وكانت عيلام في غربي إيران تمارس تحريضها في ذات الوقت الذي كان فيه اليهود في فلسطين يمارسون الشغب على الدولة الاشورية مستغلين تنافسها مع الدولة المصرية.

    تكشف وثائق العصر الاشوري الحديث عن نشاط عسكري كان غرضه تأمين حدود الدولة والقضاء على معارضيها كما تكشف، في الوقت نفسه، عن نشاط حضاري ثقافي واداري وسياسي واقتصادي واسع النطاق قاده ملوك عظام غير ان الفترة المتأخرة بعد حكم اشور بانيبال تبدو غامضة في المصادر الاشورية، والراجح انها شهدت ملوكاً ضعفاء على المستوى الداخلي ومؤامرات واسعة محلية ومتغيرات حادة في الاوضاع الخارجية في الوقت الذي ظهر فيه زعيم كلدي قوي هو نابو-بولاصر الذي نصب نفسه ملكاً على بابل سنة 626 ق.م وبسط نفوذه على العراق بما فيه الدولة الاشورية.

    من مصادر تاريخية



  7. #7

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    الشعوب الهندوربية
    مسرح الأجناس
    - ميتانيون - الحيثيون - الأرمن السكوذيون - الفريجيون - الأم المقدسة - الليديون- كروسس - العملة - صولون وقورش
    --------------------------------------------------
    كان الشرق الأدنى في عهد نبوخد نصر يبدو للعين البعيدة الفاحصة كأنه بحر خضم يتلاطم فيه خليط من الآدميين، يأتلفون ثم يتفرقون، يستعبدون ثم يُستعبدون، يأكلون ويُؤكلون، ويَقتلُون ويُقتلَون إلى غير نهاية وكان من وراء الإمبراطوريات الكبرى ومن حولها- مصر وبابل وأشور والفرس يضطرب هذا الخليط من الشعوب نصف البدوية نصف المستقرة: الكمريين، والقليقيين، والكيدوكيين، والبثونيين، والأشكانيين، والميزيين، والميونيين، والكرييين، والبمفيليين، والبزيديين، واللوكوانيين، والفلسطينيين، والعموريين، والكنعانيين، والإدميين، والعمونيين، والمؤابيين، وعشرات العشرات من الشعوب الأخرى التي كان كل شعب منها يظن نفسه مركز الأرض ومحور التاريخ، ويعجب من جهل المؤرخين وتحيزهم إذ لم يخصوه إلا بفقرة أو فقرتين في كتبهم.
    وكان هؤلاء البدو طوال تاريخ الشرق الأدنى خطراً يهدد الممالك التي كانت أكثر منهم استقراراً، والتي كانوا يحيطون بها من كل الجهات تقريباً. وكان الجدب يدفع بهم من حين إلى حين إلى هذه الأصقاع الغنية فتشب بينها وبينهم الحرب، أو يتطلب منها ذلك الاستعداد الدائم للحرب(1). وكان الذي يحدث عادة أن تموت المملكة المستقرة وتحيا من بعدها القبيلة البدوية التي اجتاحت أراضيها في آخر الأمر. والعالم مليء بالأصقاع التي ازدهرت فيها الحضارة في يوم من الأيام والتي عاد البدو يجوسون خلالها من جديد.
    وفي بحر الأجناس المتلاطم أخذت بعض الدول الصغرى تتشكل، ويكون لها نصيب صغير في تراث الجنس البشري، وإن لم يزد نصيبها هذا على أن تكون ناقلة وموصلة. ويهمنا من هذه الشعوب الميتانيون وليس ذلك لأنهم أعداء مصر الأقدمون في الشرق الأدنى بل لأنهم أول الشعوب الهندوروبية التي عرفناها في آسية، ولأنهم أول عبدة الآلهة- مثرا، وإندرا، وفرونا- التي انتقلت منهم إلى فارس والهند، فأعانتنا بانتقالها على تتبع حركات الجنس الذي كان يطلق عليه من قبيل التيسير الجنس "الآرى" .
    وكان الحيثيون من أقوى الشعوب الهندوروبية القديمة ومن أكثرها حضارة؛ وأكبر الظن أنهم جاءوا عن طريق بسفور والهسبنت (الدردنيل) وبحر إيجه، أو عن طريق القفقاز، واستقروا طبقة عسكرية حاكمة تسيطر على الزراع سكان البلاد الأصليين في شبه الجزيرة الجبلية الواقعة جنوبي البحر الأسود والمعروفة الآن باسم آسية الصغرى. ونراهم حوالي عام 1800 ق.م مستقرين قرب منابع دجلة والفرات، ثم نشروا بعدئذ جيوشهم وبسطوا نفوذهم في سوريا، وأقلقوا بالمصر القوية حيناً من الزمان. ولقد رأينا كيف اضطر رمسيس الثاني أن يعقد الصلح معهم وأن يقروا لملك الحيثيين بأنه نده. واتخذ الحيثيون عاصمتهم عند بوغاز كوي وجعلوا أساس حضارتهم في أول الأمر الحديد الذي استخرجوه من الجبال المتاخمة لأرمينية، ثم الشرائع التي تأثرت كثيراً بشرائع حمورابي، ثم ما طبعوا عليه من إدراك ساذج للجمال حفزهم إلى نحت تماثيل مجسمة ضخمة سمجة أو نقرها في صخور الجبال . وكانت لغتهم تنتمي في أكثر ألفاظها إلى أسرة اللغات الهندوروبية؛ وقد حل رنزني رموزها من عهد قريب بدراسة الاثني عشر ألف لوح التي عثر عليها هيوجو ونكلر في بوغاز كوي، وهي في اشتقاقها وتصريفها شديدة الشبه باللغتين اللاتينية واليونانية، ومن كلماتها البسيطة ما هو ظاهر القرابة للكلمات الإنكليزية وكان للحيثيين خط تصويري يكتبونه بطريقتهم الخاصة العجيبة. إذ كانوا يكتبون سطراً من الشمال إلى اليمين، ثم يكتبون السطر الذي يليه من اليمين إلى الشمال، ثم من الشمال إلى اليمين وهكذا دواليك. وأخذوا الخط المسماري عن البابليين، وعلموا أهل كريت صنع الألواح الطينية ليكتبوا عليها؛ ويظهر أنهم اختلطوا بالعبرانيين الأقدمين اختلاطا شديد أكسب هؤلاء أنفهم الأقني الشديد القنا. ومن ثم فإن من واجبنا أن نعد هذه الخاصة العبرية "آرية" حقة(4). ومن الألواح التي بقيت إلى هذه الأيام ما يحتوي على مفردات حيثية وما يقابلها باللغتين السومرية والبابلية؛ ومنها ما هو أوامر إدارية تكشف عن دولة عسكرية ملكية متماسكة؛ ومنها حطام ألواح تبلغ عدتها مائتين تحوى على طائفة من القوانين من بينها قواعد لتحديد أثمان السلع(5). ولقد اختفى الحيثيون من صفحة التاريخ اختفاء يكاد يشبه في غرابته وغموضه ظهورهم فيها، فقد اندثرت عواصمهم واحدة بعد واحدة- ولعل سبب اندثارها أن ميزتهم العظيمة التي فاقوا بها غيرهم من الشعوب، وهي معرفة الحديد، أضحت في متناول منافسيهم. وسقطت قرقميش آخر عواصمهم في يد الآشوريين عام 717 ق.م.
    وكان إلى شمال بلاد أشور أمة مستقرة إذا قيست إلى غيرها من الأمم، يعرفها الآشوريون باسم أرارتو، والعبرانيون باسم أرارات، ومن جاء بعدهم من الأمم باسم الأرمن. واحتفظ الأرمن بحكومتهم المستقلة، وعاداتهم وفنونهم الخاصة، قروناً كثيرة تبدأ قبل فجر التاريخ المدون، وتستمر إلى أن بسط الفرس سلطانهم على آسية الغربية بأجمعها. وأثروا في أيام أرجستس الثاني أعظم ملوكهم (708 ق.م) من تعدين الحديد وبيعه في بلاد آسية واليونان، وبلغوا درجة عظيمة من الرخاء وسهولة العيش والحضارة والآداب العامة، وشادوا المباني العظيمة من الحجارة، وصنعوا المزهريات والتماثيل الصغيرة الجميلة الدقيقة. ولكنهم أضاعوا ثروتهم في الحروب الهجومية الكثيرة النفقات، وفي صد غارات الآشوريين عن بلادهم. ثم بسط عليهم الفرس سلطانهم في أيام قورش الفاتح.
    وإلى شمال الأرمن وعلى ضفاف البحر الأسود، كان يتجوّل السكوذيون وهم عشائر حربية تتألف من خليط من المغول والأوربيين، جبابرة متوحّشون ملتحون، يقيمون في عربات، ويبقون نسائهم في عزلة شديدة(6)، ويركبون
    الخيل البرية عارية، يحاربون ليعيشوا، ويعيشون ليحاربوا ويشربون دماء أعاديهم، ويتخذون جلود رؤوس هؤلاء الأعداء قطائل لهم(7). اضعفوا أشور بغاراتهم الدائمة عليها، واجتاحوا غرب آسية (حوالي عام 630- 610 ق.م) وأخذوا يدمرون في طريقهم كل شيء ويقتلون كل إنسان، وتقدموا إلى مدن دال النيل نفسها، ثم فشا فيهم وباء غريب مجهول قضى على عدد كبير منهم، وغلبهم آخر الأمر الميديون، وردوهم على أعقابهم إلى مساكنهم في الشمال . وإنا لنلمح في هذه القصة ومضة أخرى من المأساة التي تتكرر على الدوام في جميع العصور، وهي ما تفعله القبائل الهمجية الرابضة وراء الأمم القديمة جميعها والمحيطة بها.
    =--------------------
    وظهرت في أواخر القرن التاسع قبل الميلاد قوة جديدة في آسية الصغرى، ورثت بقايا الحضارة
    يتبع

  8. #8

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    الحضارات الهندوروبية
    ويل ديورانت
    2
    وظهرت في أواخر القرن التاسع قبل الميلاد قوة جديدة في آسية الصغرى، ورثت بقايا الحضارة الحيثية، وكانت حلقة اتصال بينها وبين ليديا وبلاد اليونان. وكانت الأساطير التي حاول بها الفريجيون أن يفسروا للمؤرخين المتشوفين قيام دولتهم قصة رمزية لقيام الأمم وسقوطها. فهم يقولون أن جورديوس أول ملوكهم كان فلاحاً بسيطاً لم يرث من أبويه إلا ثورين اثنين ، وأن ابنه ميداس ثاني أولئك الملوك كان رجلاً متلافاً أضعف الدولة بشراهته وإسرافه
    اللذين مثلهما الخلف بالأسطورة المأثورة التي تقول إنه طلب إلى الآلهة أن تهبه القدرة على تحويل كل ما يمسه إلى ذهب. وأجابت الآلهة طلبه فكان كل ما يمس جسمه يستحيل ذهباً حتى الطعام الذي تلمسه شفتاه. وأوشك الرجل أن يموت جوعاً، لكن الآلهة سمحت له أن يطهر نفسه من هذه النقمة بأن يغتسل في نهر بكتولس- وهو النهر الذي ظل بعدئذ يخرج حبوباً من الذهب.

    واتخذ الفريجيون طريقهم من آسية إلى أوربا وشادوا لهم عاصمة في أنقورة، وظلوا وقتاً ما ينازعون أشور ومصر السيادة على الشرق الأدنى، واتخذوا لهم إلهة- أُمَّا ُتدعى ما، ثم عادوا فسموها سيبيل، واشتقوا هذا الاسم من الجبال (سيبيلا) التي كانت تعيش فيها، وعبدوها على أنها روح الأرض غير المنزرعة، ورمز جميع قوى الطبيعة المنتجة. وأخذوا عن أهل البلاد الأصليين طريقة خدمة الإلهة بالدعارة المقدسة، ورضوا بأن يضموا إلى أساطيرهم الشعبية القصة التي تقول إن سيبيل أحبت الإله الشاب أرتيس وأرغمته على أن يخصي نفسه تكريماً لها. ومن ثم كان كهنة الأمم العظيمة يضحون لها برجولتهم حين يدخلون في خدمة هياكلها(11). وقد سحرت هذه الخرافات الوحشية لب اليونان وتغلغلت في أساطيرهم وأدبهم. وأدخل الرومان الإلهة سيبيل رسمياً في دينهم، وكانت بعض الطقوس الخليعة التي تحدث في حفلات المساخر الرومانية مأخوذة عن الطقوس الوحشية التي كان الفريجيون يتبعونها في احتفالهم بموت أرتيس الجميل وبعثه(12).
    وانتهى سلطان الفريجيين في آسية الصغرى بقيام مملكة ليديا الجديدة التي أسسها الملك جيجيس واتخذ سرديس عاصمة لها. ثم حكمها أليتيس أربعين سنة بلغت في خلالها درجة عظيمة من الرخاء والقوة ثم ورثها كروسس (570- 546 ق.م) واستمتع بها أيما استمتاع، ووسع رقعتها بما فتحه من أقاليم
    جديدة شملت آسية الصغرى جميعها تقريباً، ثم أسلمها آخر الأمر إلى الفرس واستطاع بفضل الرشى السخية التي كان يقدمها للساسة المحليين أن يخضع إلى ليديا الدويلات التي كانت تحيط بأملاكه واحدة بعد واحدة، كما استطاع بضحاياه المنقطعة النظير والتي كان يقدمها قربانا إلى الآلهة المحلية أن يهدئ من غضب شعوب تلك الدويلات، وأن يقنعها بأنه حبيب آلهتهم. وامتاز كروسس عن غيره من الملوك بسك نقود ذهبية وفضية ذات شكل بديع تضربها الدولة وتضمن قيمتها الاسمية. وليست هذه هي أولى المسكوكات الرسمية التاريخية كما اعتقد المؤرخون زمناً طويلاً؛ وليست هي بلا جدال بداية اختراع المسكوكات ، ولكنها مع هذا كانت مثالا ُيحتذى ساعد على انتشار التجارة في بلاد البحر الأبيض المتوسط. لقد ظل الناس قروناً طويلة يستخدمون معادن مختلفة لتقدير قيم البضائع وتسهيل تبادلها، ولكنها سواء كانت من النحاس أو البرنز أو الحديد أو الفضة أو الذهب كانت في أغلب البلاد تقدر قيمتها في كل عمل تجاري حسب وزنها أو حسب غيره من الاعتبارات. لهذا كان استبدال عملة قومية معترف بها رسمياً بهذه الوسائل المتبعة إصلاحاً عظيم القيمة في عالم التجارة؛ فقد يسرت هذه الوسيلة الجديدة انتقال السلع ممن يحسنون إنتاجها إلى من هم في أشد الحاجة إليها، فزاد ذلك من ثروة العالم، ومهد السبيل لقيام المدنيات التجارية كمدنيات الأيونيين واليونان، حيث استخدمت الثروة التي جاءت من طريق التجارة لتمويل الأعمال الأدبية والفنية.
    ولم يصل إلينا شيء من الأدب الليدي؛ كذلك لم يبق قط شيء من المزهريات الجميلة القيمة المصنوعة من الذهب والحديد والفضة والتي تقرب بها كروسس للآلهة التي غلبها. وتدل المزهريات التي وجدت في مقابر الليديين والتي يحتويها الآن متحف اللوفر على أن ما كان لمصر وبابل من زعامة على الفن في ليديا أيام كروسس قد أخذ يحل محله نفوذ اليونان المتزايد؛ وكان لهذه المزهريات من دقة الصنع ما يعادل أمانتها وإخلاصها للطبيعة. ولما زار هيرودوت ليديا وجد أن عادات أهلها لا تكاد تمتاز عن عادات اليونان أهل بلاده؛ ويقول إن ما كان باقياً لديهم من هذه العادات التي تميزها عن اليونان هو أن بنات العامة منهن كن يكسبن بائناتهن من الدعارة(13). وهذا المؤرخ الثرثار نفسه هو أهم ما نعتمد عليه من المراجع في القصة التي تروي عن كيفية سقوط كروسس. فهو يقص علينا كيف عرض كروسس ثروته على صولون، ثم سأله عمن يراه أسعد الناس. وبعد أن ذكر صولون أسماء أشخاص ثلاثة كلهم من الموتى أبى أن يقول أن كروسس سعيد، وحجته في هذا أنه لا يعرف أي المصائب قد يأتي بها الغد. وأخرج كروسس المشرع العظيم من عنده معتقداً أنه إنسان أبله. ثم أخذ بعدئذ يأتمر ببلاد الفرس، وما لبث أن رأى جحافل قورش على أبوابه. وانتصر عليه الفرس بفضل ما كان لجِمالهم من رائحة نتنة قوية- كما يقول هذا المؤرخ نفسه- لم تطقها جياد الليديين؛ فجمحت ودحر الليديون، وسقطت سرديس. وتقول الرواية القديمة أن كروسس أعد كومة كبيرة من الحطب، واتخذ مكانه عليها ومن حوله أزواجه وبناته ومن بقي على قيد الحياة من أبناء بلاده، ثم أمر خصيانه أن يحرقوهم جميعاً. وذكر في اللحظات الأخيرة من حياته قول صولون، فأسف على جهله وقلة تبصره، وأخذ يلوم الآلهة التي تقبلت جميع قرابينه وجازته عليها بالخراب والهلاك. وأشفق عليه قورش- إذا جاز لنا أن نأخذ برواية هيرودوت(14)- وأمر بالنار أن تطفأ، وأخذ كروسس معه إلى فارس، وجعله من أقرب مستشاريه ومن أكثرهم جدارة بثقته.

  9. #9

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    الاقوام السامية
    -------------
    أطلق الكتاب المقدس (العهد القديم) أو التوراة تسمية الشعوب المنحدرة من ذرية سام بن نوح بالساميين، إلا أنه لم يشر الى أنهم انحدروا من الجزيرة العربية، وكذلك الحال في نظرية الشعوب السامية التي أخذها المؤرخ النمساوي شلوتزر عام 1873 من النص التوراتي، إذ أنه مثلاً نجد أن ابراهام (إبراهيم) الكلداني كان على الأرجح عراقياً من أصل سومري ومن سكان مدينة أور في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد. وبالتالي فأن التسمية جاءت من تشابه أصول اللغات الكنعانية والاكدية والعبرانية والآرامية والأثيوبية (الحبشية) والعربية أكثر منها من تشابه أصول الشعوب التي سميت بالسامية وهم الكنعانيون (بضمنهم الفينيقيون) والاكديون والأشوريون والعموريون (الأموريون) والآراميون والعرب والأحباش بدليل أن الأحباش،

    ليس هناك ما يشير في شكلهم وجنسهم من الناحية الانثرويولوجية وعلم الأجناس ولا من الناحية التاريخية أنهم من سكان الجزيرة العربية، أو بلاد الهلال الخصيب. كما أن البحوث التاريخية الجديدة تشير الى أن الاكديين وربما أيضا الآشوريين هما شعبان من سكنة بلاد الرافدين أصلا ولم يأتوا من الغرب كما هو الحال بالنسبة الى العموريين والآراميين وغيرهم، بل أن الأكديين مثلاً كانوا على الأرجح من سكنة القرى الزراعية التي انتشرت على ضفاف دجلة والفرات في عصري العبيد وجمدة نصر منذ الألف الخامس قبل الميلاد. وإذا صح ذلك فإن اللغات السامية على الأرجح قد نشأت في اصقاع متعددة من الجزيرة العربية والهلال الخصيب (فلسطين وسوريا والعراق) وفي المعتقد أن الآرامية والعبرية نشأتا في فلسطين معتمدتين كلياً على اللغة الكنعانية، ويشير معجم الحضارات السامية الى ذلك ذاكراً " إننا لدينا شواهد عن اللغات السامية المحكية في بلاد الكلدان (ويقصد بلاد ما بين النهرين) منذ الألف الرابع قبل الميلاد " ويقول العالم ولفنسون: " أن للتوراة نظرية خاصة عن أقدم منطقة عمرها بن نوح وهي أرض بابل وقد تكون هذه النظرية أقرب الى الحقيقة، فقد أثبتت النصوص القديمة أن أرض بابل هي المهد الأصلي للحضارة السامية. وقد أيد العالم (كويدي) هذه النظرية في رسالة يقول فيها أن المهد الأصلي للأقوام السامية كان في نواحي جنوب العراق على نهر الفرات، وقد سرد عدداً من الكلمات المألوفة في جميع اللغات السامية عن العمران والحيوان والنبات وقال أن أول من استعملها هي الأقوام التي عاشت في تلك المنطقة ثم أخذها عنهم جميع الساميين " أن كلمة كنعان تقابلها في الاكدية كلمة (كناخي) وهي بالفينيقية (كينغ) وفي العبرية (كنعان) وكلها مسميات تعني الحمرة أو الأرجوان. وبلاد كنعان هي التسمية الأصلية لفلسطين منذ الألف الخامس قبل الميلاد وكانت عاصمتهم أور – سالم. ومنها سمى العبرانيون أور – شليم أي مدينة السلام (القدس) وأهم المدن التي أصبح بعضها دويلات كنعانية هي اوكاريت وشخم وقطنا ومجدو ولاخيش وأريحا وجيلا (ببلوس) وبيت شان. ووجد الكنعانيون اصولهم في الأرض الممتدة من صحراء سيناء وغزا حتى حماث (حماة). الإله الذي كان معترفاً به في بلاد كنعان أشتهر باسم (ئيل) لكن صفات قوى الخصب والمطر تجسدت في الإله بعل أو حدد. وهناك الهة لا تقل أهمية عن هؤلاء، مثل (رشف) اله العذاب والعالم السفلي بالإضافة الى عشتروت (عشتار). وقد وجدت مجموعة من الرقم الطينية مكتوبة بعلامات مسمارية في اوكاريت وهي أنواع الحروف الهجائية من القرن الرابع عشر ق. م. وقد كتبت بلهجة من لهجات اللغة الكنعانية. وكثيراً من الآداب والأساطير الكنعانية انتقلت الى العبريين والعموريين خاصة تلك التي تدور حول عبادة القوس الطبيعية وقوى النمو والخصب ما يميز المجتمعات الزراعية. وقد استعمل الكنعانيون لعبادة آلهتهم معابد محلية في العراء على قمم التلال. أما العموريون أو الأموريون الذين هاجروا اخيراً الى بلاد الرافدين بعد أن استولوا على شمال كنعان وأسسوا لهم مراكز في مدن مثل (خلبو) حلب التي اشتهرت بعاصمتها (ايامخد) وكذلك مدينتي جبلا (جبيل) وقطنا الكنعانيتين. وأصبح مركزهم بعد ذلك مدينة ماري قبل هجرة عدد منهم الى بلاد بابل. ولم يخلف العموريون تراثا أسطوريا أو دينيا معنياً إذ سرعان ما ذابوا في خضم الحضارات الرافدينيّة ولغتها الاكدية. وعلى أية حال فإن الأقوام السامية عاشت في أرض مشتركة ما بين الجزيرة العربية والعراق، وقد تكون لغاتها فيها بعض التشابه لكن من دراستنا للتاريخ في العصور القديمة نجد أن هذه الأقوام متفاوتة في تفكيرها ومعرفتها وقيمها أحيانا، وهي بصورة عامة قبائل تبحث عن الكلأ والماء والأنهار والخضرة من أجل الاستقرار أو أنها إذا ما كانت قوية ومسلحة تستولي بحد السيف على مدن شعب آخر وتحل محل الشعب الأصلي ولذلك لم يكن بين تلك الأقوام توافق في العصور القديمة. قد تكون بعضها سعت للتعاون ورص الصفوف أمام الخطر الخارجي كالفتوحات البابلية والآشورية، ولكن المهم عندنا أن هذه الشعوب أعطت لنا حضارات راقية بعضها امتدت على طول الهلال الخصيب مثل البابليين والآشوريين، والبعض الآخر لم يستطع تكوين دولة كبيرة موحدة مثل الآراميين على الرغم من أن وجودهم كممالك ومجموعات مستقرة في مدن تمتد من دمشق حتى جنوب العراق. ووجدنا هذه الأقوام أحيانا تشترك في الأخذ والعطاء خصوصا في مظاهر الحضارة والتقدم فقد أعطت الحضارات الاكدية والبابلية والآشورية والفينيقية ومنها ممالك اوكاريت وايبلا وسمأل وغيرها والأهم من كل ذلك أننا سنجد خلال استقرار الأقوام السامية تطوراً مذهلاً في العبادة والقيم الدينية التي توصلت، من خلال تراكم الممارسات الدينية وبعد تفكير عميق بقيم السماء، لمعرفة الرب الواحد والإله الواحد، وكان السبق للعبرانيين الذين وظفوا مظاهر الحضارات السامية القائمة آنذاك وأدبياتها وملاحمها في معرفة الله، وكان سفر التكوين بداية معرفة أسرار الكون والخالق التي أوجدها. ولم يكن ليتوصل الى ذلك العبرانيون من دون ثقافة البابليين وعلومهم وآدابهم الراقية التي أدركوا فيها بدايات الخلق والتكوين والوجود التي ظهرت على شكل أساطير وملاحم نشأت معظمها في بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات. لكن الوثنية استمرت بين الشعوب السامية لانغلاق اليهود على أنفسهم وترددهم في نشر الدعوة اليهودية بين الشعوب الأخرى. وسوف نجد هناك توحداً من نوع ما بتقاليد الإلهة تموز في تجدد الحياة في فصل الربيع ولكن بأشكال ورموز ومسميات مختلفة فعند الفينيقيين هو الإله اشمون وربما أيضا ادونيس وعند العرب خضر الياس أو الخضر. كما تأثرت بإلهة عشتار ربة الخصب وربة الحب وربة الحرب أيضا، فسميت لدى بقيت الأقوام عشتر وعشتارته وعشتروت كما أطلق بعض الملوك الفينيقيين على أسمائهم عبد عشتر وعند العرب الجنوبيين سميت (بعثتر) واعتبرها الساميون إلهة الإنجاب وكان يرمز إليها بنجم وتمثل أيضا بكوكب (الزهرة). وكانت رغبة واندفاع الأقوام السامية في بداية نشأتهم هو البحث عن مواضع خصبة للاستقرار قرب العيون والأنهار وانتقالهم بذلك من مكان لآخر خلال أراضي الهلال الخصيب بعيداً عن الصحراء العربية وصحراء سيناء وقد أستمر هذا الانتقال المستمر (فالعبرانيون ضلوا في صحراء سيناء أربعين عاما) كل ذلك قد مثل لهم نوع من الاغتراب والقسوة في التعامل كما اتصفت ذهنيتهم بميل الى التفكير الأسطوري الذي يمزج بين الحقيقة والخيال ورؤياهم للوحوش المرعبة والحيوانات الخرافية التي تعكس مصدر الخوف من الظلام والأماكن القصية والخوف من المجهول عموما وكان العرب أكثر اهتماماً بالجن وعالمه" وكان العربي يرى في الجن أو في هذا المخلوق المرعب كل ما يراه المتوحش في طوطمه، فكان ينسب الأفراد والقبائل الى نسل الجن. كما قيل أن بلقيس ملكة سبأ وذا القرنين كانا من ولد الجن وكذلك قبيلة بني مالك وبني شيصان وبني يربوع من قبائل الجن " ولعل فكرة وجود الجن قد انتقلت الى العرب من التراث الحراني (الكلداني) الى العرب حيث قالوا بأن للجن الهاً وعليهم أن يضحوا بنحر ذبيحة له، ثم يطبخونها بماء يستحمون فيه سراً لترضية رئيس الجن وهو الإله الأعظم. وكانت خرافات الغيلان منتشرة بكثرة في الجزيرة العربية قبل الإسلام، وينسب لبطل عربي خرافي يسمى(تأبط شراً) أنه قتل غولة بضربة واحدة من سيفه. وممن تزوج بالجن من العرب عمر بن يربوع التميمي وعمرو ذي الأذعار ذي المنار " كما أن قبائل بكاملها عبدت الجن مثل رهط طلحة الطالحات من خزاعة. وقد ألفوا روايات كتبت فيما بعد تنسب الى أبي هلال وابن الأمام وأبو خالد الخراساني وابن أبي رصاصة ولوهق بن عرفج كما نقل العرب أساطير عبرانية من بينها أسطورة ولادة إبراهيم الخليل وموجزها: " أن ولادته كانت أيام الملك نمرود بن كنعان وكان بين الطوفان وبين مولد إبراهيم (1260) سنة. وذكر أن النمرود أول من لبس التاج على رأسه ومشى جباراً في الأرض، وطلب من الناس أن يعبدوه. وكان من بين حاشيته كهان ومنجمون قالوا له: أنه يولد في بلدك هذه السنة غلام بغير دني أهل الأرض ويكون زوال ملكك على يديه، وقالوا أنهم وجدوا ذلك في كتب الأنبياء، وأمر النمرود أن تقتل كل امرأة حامل وكل غلام يولد ذلك اليوم. وكانت أم إبراهيم يومها حاملاً فقال الكهان للنمرود أن الغلام الذي أخبرناك عنه قد حملت به أمه هذه الليلة. أعطى النمرود أوامره بذبح جميع الغلمان (الأطفال) الذين يولدون تلك الليلة. فلما دنت ولادة إبراهيم وجاءها المخاض خرجت هاربة الى مجرى النهر يابس مخافة أن يطلع عليها أتباع النمرود ويقتلون وليدها. وكانت قد لفته في خرقة ووضعته مخفياً بين أعواد الحلفاء وعادت إدراجها وأخبرت زوجها بالوليد الجديد وعينت له مكانه. فانطلق أبوه آزر وأعد له ملجأ قرب النهر وسد بابه بصخرة مخافة السباع. وكانت أمه تزوره بين الفينة والأخرى لترضعه وتطعمه." ويلاحظ أن الأسطورة تشبه ولادة النبي موسى التي أخذت أصلا من قصة ولادة سرجون الاكدي (2340 ق.م.) مع إضافة مقطع من ولادة يسوع المسيح. كما انتقلت الى العرب أسطورة عبرانية أخرى الى العرب. وهي أسطورة العماليق وهي على النحو التالي: " أن العماليق أو العمالقة، سمّوا كذلك نسبة الى جدهم عمليق الذي هو شقيق طسم ويرجع أصله الى سام بن نوح. ويعتبر العمالقة من أقدم طبقات العرب. وقد تفرقوا في أرض الجزيرة وتوزعوا الى قبائل سكنت في عمان والحجاز والشام والعراق ومصر. وعرف من ملوكهم الأرقم وهو من العمالقة وكان معاصراً للنبي موسى. ويقال أن عمليقاً وهو أبو العمالقة أول من تكلم بالعربية وقد جاء من بابل. والعبرانيون ينسبون العمالقة الى قبائل من الرحل قطنت جنوب بحر النجف ينسبها التوراة الى عمليق حفيد عيسو بن أسحق بن النبي أبراهام كما جاء في سفر التكوين (9: 12) وفي سفر الخروج أيضا. وعرف عن العمالقة شدة بأسهم وشجاعتهم، وهم أول شعب دخل الحرب مع العبرانيين لمساعدة اليهود حينما خرجوا من مصر في طريقهم الى فلسطين. وكانوا في بعض الأوقات مصدراً للرعب والمتاعب المستمرة لإسرائيل. ولهذا كان العبرانيون يخافون من العماليق وادعوا أنهم انتصروا عليهم وكانوا يدعون من الرب يهوه أن يخرب مساكنهم!؟ " وهناك أساطير عربية إضافة الى قصص الأولين من أبرزها: 1) ارم ذات العماد: وارم أرض رائعة كالجنة بناها ارم بن شداد بن عاد في اليمن الذي كان جباراً... الخ. 2) اساف ونائلة: قصة من قصص الأولين حدثت في الكعبة بمكة قبل الإسلام. 3) أسطورة الخضر أو خضر الياس: وهي محاكاة لأسطورة تموز مع إضافة القدسية على الخضر حتى عد نبياً أو ولياً. 4) قصة صد بن عاد. 5) قصة اله شعب قتبان (عم). 6) قصة عوج بن عنق. وبجانب الجن وقصصهم كانت الغول (وهي مؤنثة) " تلزم الذهنية العربية قبل ظهور الإسلام وتتسلط عليها تسلطاً مهولا. وكانت الغيلان في الغلوات تتراءى للناس فتغول تغولاً، أي تتلون ألوانا وأشكالا فتضلهم عن الطريق وتهلكهم "
    وقد كان الساميون وهم بدو رحل في بدايتهم يبحثون عن الخضرة والعيون والأنهار، فإن وجدوا قرية اعتبروها كأنها استراحة الفردوس لهم، فكانوا يعتقدون بأن إلههم يستريح في هذا المكان وكانت المعابد العالية عموماً مكانا يقرب منها الإنسان السامي من الإله والسماء معاً. وكانت الآداب السامية مرافقة لتطور الإنسان القديم في المدينة ومعرفته للكتابة وتحوله من مجتمع قروي زراعي الى مجتمع أكبر في المدينة ثم انتقاله الى المدينة – المملكة أو الدويلة – المدينة التي انتعش فيها الأدب. وكانت البداية هي احتفالات رأس السنة وتحولت الدعوات والصلوات والتوسلات للآلهة الى قصائد تفيض حباً في رضى المحبوب وثناءاً لأوصافه ورقة في الرجاء وتوسل في الأمنيات فجاءت قصائده حافلة بالرقة. وحينما أرتفع الإنسان ولامس قلبه السماء واهتزت روحه نظم شعراً جميلا للآلهة وبكى شعراً من خلال مرثيات حزينة على تخريب مدنه العامرة مثل بابل وأور ولكش. وتتألف الأساطير في العالم القديم عامة والأساطير والملاحم السامية خاصة من قصص الآلهة والأبطال والملوك من حيث مولدهم وحبهم وبغضهم ومغامراتهم وانتصاراتهم وهناك غير قليل من الأساطير السامية فسرت الخلق والوجود والنظام الكون وتكوين الإنسان وإقامة المدنية. وعلى الرغم من الشبه الموضوعي بين الأساطير السامية، لكننا نجد أحيانا تعبر عن الأرض والبيئة التي يعيش فيه قوم من تلك الأقوام. وتمثل الأساطير واحدة من أعمق منجزات الروح الإنسانية، وهو الخلق الملهم لأذهان شاعرية موهوبة تسبح في خيال خصب قلما نجد مثيله. وترتبط الأسطورة ارتباطا وثيقاً بالحياة العامة والحياة الروحية للإنسان مع ما فيها من مناسك وشعائر وتقاليد وهذا النتاج الأدبي لم يظهر بين الأقوام السامية إلا بعد استقرارها ومعرفتها للغة وتكوين مملكتها وانتشار الرفاهية حينذاك نشأت الآداب والمعارف وكانت بدايتها القصائد والأساطير والقصص والملاحم بالإضافة الى أدب الحكمة والصلاة والتعاويذ المناسبة للآلهة والدعاء وتحول كل ذلك الى شعر بسيط وجميل معبر عن مكنونات الإنسان بصدق وعفوية. لكن الأقوام السامية كانت في غالب الأحيان تهاجم الواحدة منها الأخرى بقسوة وأحيانا بلا رحمة على الرغم من ارتفاع مستواها الحضاري. ويمكن القول أن جميع الأقوام السامية مرت بمرحلة أولية لنشأه الآداب بدءاً من الصلوات والدعاء للإلهة التي تطورت من الأسلوب النثري العادي الى انتقاء الكلمات الجميلة في شعر حر يعتمد على أوزان بسيطة على هيئة ترانيم وأشعار تخصص للأعياد الدينية والمناسبات، وتطورت تلك القصائد والقصص الى ملاحم وأساطير تجمع بين الخيال الخصب والتحدي للطبيعة ورفع مستوى الإله أو البطل وقوته الهائلة في مصارعة قوى الظلام والوحوش الخرافية والقضاء عليها ليسود العدل وتعم الطمأنينة في المجتمع. ويمكن القول أن هناك مرحلتين لتطور الأدب السامي كما نجد في الأب البابلي والكنعاني – الأوكاريتي والأدب الآرامي والعبري. فالمرحلة الأولى هي القصص والأساطير المتعلقة بالإلهة التي كانت تمثل الإنسان وأحلامه وأمنياته فكان الإله يقاتل ويحارب بديلاً عن الإنسان عن الإنسان السامي أو الإنسان القديم حيث كانت الأساطير تعبر عن نوع الحياة التي كانت من صنع الآلهة وفي عرف الإنسان السامي أن حياته مرتبطة بأحكام الآلهة وسلوكها، وكان دور الشاعر أو القاص هو صياغتها في قصيدة جميلة أو قصيدة معبرة. أما المرحلة الثانية فكانت تقوم في محورها الأساسي حول بطل هو إنسان استثنائي أو شبه اله وله جوانب إنسانية يختارها المؤلف أو الشاعر كنموذج لملك متميز أو قائد عظيم أو بطل شعبي وذلك للدفاع عن البلاد أو لتدمير أعداء القوم أو القيام بمغامرات وأحداث ذات مغزى إنساني كالخلود والتحدي والجبروت كما نجد في ملحمة كلكامش حول البحث عن الخلود. وملحمة اتر خاسبيس عن الصراع مع الطبيعة وملحمة ايتانا لاكتشاف المجهول، وكلها قضايا إنسانية خالدة. ولقد أدرك الساميون أن الأسطورة والعقل مكملان لبعضهما وكلاهما له مجاله المنفصل وميدانه الخاص، إلا أن الربط بين النمطين مع فهم الواقع قد أدى الى حرية في التفكير الذي عبر عن جميع مكنونات الإنسان السامي في الهلال الخصيب والجزيرة العربية
    ----------------
    منقول - ويل ديورانت

  10. #10

    رد: قصة الحضارة في بلاد الرافدين وغرب اسيا

    الاقوام السامية
    -------------
    أطلق الكتاب المقدس (العهد القديم) أو التوراة تسمية الشعوب المنحدرة من ذرية سام بن نوح بالساميين، إلا أنه لم يشر الى أنهم انحدروا من الجزيرة العربية، وكذلك الحال في نظرية الشعوب السامية التي أخذها المؤرخ النمساوي شلوتزر عام 1873 من النص التوراتي، إذ أنه مثلاً نجد أن ابراهام (إبراهيم) الكلداني كان على الأرجح عراقياً من أصل سومري ومن سكان مدينة أور في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد. وبالتالي فأن التسمية جاءت من تشابه أصول اللغات الكنعانية والاكدية والعبرانية والآرامية والأثيوبية (الحبشية) والعربية أكثر منها من تشابه أصول الشعوب التي سميت بالسامية وهم الكنعانيون (بضمنهم الفينيقيون) والاكديون والأشوريون والعموريون (الأموريون) والآراميون والعرب والأحباش بدليل أن الأحباش،


    ليس هناك ما يشير في شكلهم وجنسهم من الناحية الانثرويولوجية وعلم الأجناس ولا من الناحية التاريخية أنهم من سكان الجزيرة العربية، أو بلاد الهلال الخصيب. كما أن البحوث التاريخية الجديدة تشير الى أن الاكديين وربما أيضا الآشوريين هما شعبان من سكنة بلاد الرافدين أصلا ولم يأتوا من الغرب كما هو الحال بالنسبة الى العموريين والآراميين وغيرهم، بل أن الأكديين مثلاً كانوا على الأرجح من سكنة القرى الزراعية التي انتشرت على ضفاف دجلة والفرات في عصري العبيد وجمدة نصر منذ الألف الخامس قبل الميلاد. وإذا صح ذلك فإن اللغات السامية على الأرجح قد نشأت في اصقاع متعددة من الجزيرة العربية والهلال الخصيب (فلسطين وسوريا والعراق) وفي المعتقد أن الآرامية والعبرية نشأتا في فلسطين معتمدتين كلياً على اللغة الكنعانية، ويشير معجم الحضارات السامية الى ذلك ذاكراً " إننا لدينا شواهد عن اللغات السامية المحكية في بلاد الكلدان (ويقصد بلاد ما بين النهرين) منذ الألف الرابع قبل الميلاد " ويقول العالم ولفنسون: " أن للتوراة نظرية خاصة عن أقدم منطقة عمرها بن نوح وهي أرض بابل وقد تكون هذه النظرية أقرب الى الحقيقة، فقد أثبتت النصوص القديمة أن أرض بابل هي المهد الأصلي للحضارة السامية. وقد أيد العالم (كويدي) هذه النظرية في رسالة يقول فيها أن المهد الأصلي للأقوام السامية كان في نواحي جنوب العراق على نهر الفرات، وقد سرد عدداً من الكلمات المألوفة في جميع اللغات السامية عن العمران والحيوان والنبات وقال أن أول من استعملها هي الأقوام التي عاشت في تلك المنطقة ثم أخذها عنهم جميع الساميين " أن كلمة كنعان تقابلها في الاكدية كلمة (كناخي) وهي بالفينيقية (كينغ) وفي العبرية (كنعان) وكلها مسميات تعني الحمرة أو الأرجوان. وبلاد كنعان هي التسمية الأصلية لفلسطين منذ الألف الخامس قبل الميلاد وكانت عاصمتهم أور – سالم. ومنها سمى العبرانيون أور – شليم أي مدينة السلام (القدس) وأهم المدن التي أصبح بعضها دويلات كنعانية هي اوكاريت وشخم وقطنا ومجدو ولاخيش وأريحا وجيلا (ببلوس) وبيت شان. ووجد الكنعانيون اصولهم في الأرض الممتدة من صحراء سيناء وغزا حتى حماث (حماة). الإله الذي كان معترفاً به في بلاد كنعان أشتهر باسم (ئيل) لكن صفات قوى الخصب والمطر تجسدت في الإله بعل أو حدد. وهناك الهة لا تقل أهمية عن هؤلاء، مثل (رشف) اله العذاب والعالم السفلي بالإضافة الى عشتروت (عشتار). وقد وجدت مجموعة من الرقم الطينية مكتوبة بعلامات مسمارية في اوكاريت وهي أنواع الحروف الهجائية من القرن الرابع عشر ق. م. وقد كتبت بلهجة من لهجات اللغة الكنعانية. وكثيراً من الآداب والأساطير الكنعانية انتقلت الى العبريين والعموريين خاصة تلك التي تدور حول عبادة القوس الطبيعية وقوى النمو والخصب ما يميز المجتمعات الزراعية. وقد استعمل الكنعانيون لعبادة آلهتهم معابد محلية في العراء على قمم التلال. أما العموريون أو الأموريون الذين هاجروا اخيراً الى بلاد الرافدين بعد أن استولوا على شمال كنعان وأسسوا لهم مراكز في مدن مثل (خلبو) حلب التي اشتهرت بعاصمتها (ايامخد) وكذلك مدينتي جبلا (جبيل) وقطنا الكنعانيتين. وأصبح مركزهم بعد ذلك مدينة ماري قبل هجرة عدد منهم الى بلاد بابل. ولم يخلف العموريون تراثا أسطوريا أو دينيا معنياً إذ سرعان ما ذابوا في خضم الحضارات الرافدينيّة ولغتها الاكدية. وعلى أية حال فإن الأقوام السامية عاشت في أرض مشتركة ما بين الجزيرة العربية والعراق، وقد تكون لغاتها فيها بعض التشابه لكن من دراستنا للتاريخ في العصور القديمة نجد أن هذه الأقوام متفاوتة في تفكيرها ومعرفتها وقيمها أحيانا، وهي بصورة عامة قبائل تبحث عن الكلأ والماء والأنهار والخضرة من أجل الاستقرار أو أنها إذا ما كانت قوية ومسلحة تستولي بحد السيف على مدن شعب آخر وتحل محل الشعب الأصلي ولذلك لم يكن بين تلك الأقوام توافق في العصور القديمة. قد تكون بعضها سعت للتعاون ورص الصفوف أمام الخطر الخارجي كالفتوحات البابلية والآشورية، ولكن المهم عندنا أن هذه الشعوب أعطت لنا حضارات راقية بعضها امتدت على طول الهلال الخصيب مثل البابليين والآشوريين، والبعض الآخر لم يستطع تكوين دولة كبيرة موحدة مثل الآراميين على الرغم من أن وجودهم كممالك ومجموعات مستقرة في مدن تمتد من دمشق حتى جنوب العراق. ووجدنا هذه الأقوام أحيانا تشترك في الأخذ والعطاء خصوصا في مظاهر الحضارة والتقدم فقد أعطت الحضارات الاكدية والبابلية والآشورية والفينيقية ومنها ممالك اوكاريت وايبلا وسمأل وغيرها والأهم من كل ذلك أننا سنجد خلال استقرار الأقوام السامية تطوراً مذهلاً في العبادة والقيم الدينية التي توصلت، من خلال تراكم الممارسات الدينية وبعد تفكير عميق بقيم السماء، لمعرفة الرب الواحد والإله الواحد، وكان السبق للعبرانيين الذين وظفوا مظاهر الحضارات السامية القائمة آنذاك وأدبياتها وملاحمها في معرفة الله، وكان سفر التكوين بداية معرفة أسرار الكون والخالق التي أوجدها. ولم يكن ليتوصل الى ذلك العبرانيون من دون ثقافة البابليين وعلومهم وآدابهم الراقية التي أدركوا فيها بدايات الخلق والتكوين والوجود التي ظهرت على شكل أساطير وملاحم نشأت معظمها في بلاد ما بين النهرين دجلة والفرات. لكن الوثنية استمرت بين الشعوب السامية لانغلاق اليهود على أنفسهم وترددهم في نشر الدعوة اليهودية بين الشعوب الأخرى. وسوف نجد هناك توحداً من نوع ما بتقاليد الإلهة تموز في تجدد الحياة في فصل الربيع ولكن بأشكال ورموز ومسميات مختلفة فعند الفينيقيين هو الإله اشمون وربما أيضا ادونيس وعند العرب خضر الياس أو الخضر. كما تأثرت بإلهة عشتار ربة الخصب وربة الحب وربة الحرب أيضا، فسميت لدى بقيت الأقوام عشتر وعشتارته وعشتروت كما أطلق بعض الملوك الفينيقيين على أسمائهم عبد عشتر وعند العرب الجنوبيين سميت (بعثتر) واعتبرها الساميون إلهة الإنجاب وكان يرمز إليها بنجم وتمثل أيضا بكوكب (الزهرة). وكانت رغبة واندفاع الأقوام السامية في بداية نشأتهم هو البحث عن مواضع خصبة للاستقرار قرب العيون والأنهار وانتقالهم بذلك من مكان لآخر خلال أراضي الهلال الخصيب بعيداً عن الصحراء العربية وصحراء سيناء وقد أستمر هذا الانتقال المستمر (فالعبرانيون ضلوا في صحراء سيناء أربعين عاما) كل ذلك قد مثل لهم نوع من الاغتراب والقسوة في التعامل كما اتصفت ذهنيتهم بميل الى التفكير الأسطوري الذي يمزج بين الحقيقة والخيال ورؤياهم للوحوش المرعبة والحيوانات الخرافية التي تعكس مصدر الخوف من الظلام والأماكن القصية والخوف من المجهول عموما وكان العرب أكثر اهتماماً بالجن وعالمه" وكان العربي يرى في الجن أو في هذا المخلوق المرعب كل ما يراه المتوحش في طوطمه، فكان ينسب الأفراد والقبائل الى نسل الجن. كما قيل أن بلقيس ملكة سبأ وذا القرنين كانا من ولد الجن وكذلك قبيلة بني مالك وبني شيصان وبني يربوع من قبائل الجن " ولعل فكرة وجود الجن قد انتقلت الى العرب من التراث الحراني (الكلداني) الى العرب حيث قالوا بأن للجن الهاً وعليهم أن يضحوا بنحر ذبيحة له، ثم يطبخونها بماء يستحمون فيه سراً لترضية رئيس الجن وهو الإله الأعظم. وكانت خرافات الغيلان منتشرة بكثرة في الجزيرة العربية قبل الإسلام، وينسب لبطل عربي خرافي يسمى(تأبط شراً) أنه قتل غولة بضربة واحدة من سيفه. وممن تزوج بالجن من العرب عمر بن يربوع التميمي وعمرو ذي الأذعار ذي المنار " كما أن قبائل بكاملها عبدت الجن مثل رهط طلحة الطالحات من خزاعة. وقد ألفوا روايات كتبت فيما بعد تنسب الى أبي هلال وابن الأمام وأبو خالد الخراساني وابن أبي رصاصة ولوهق بن عرفج كما نقل العرب أساطير عبرانية من بينها أسطورة ولادة إبراهيم الخليل وموجزها: " أن ولادته كانت أيام الملك نمرود بن كنعان وكان بين الطوفان وبين مولد إبراهيم (1260) سنة. وذكر أن النمرود أول من لبس التاج على رأسه ومشى جباراً في الأرض، وطلب من الناس أن يعبدوه. وكان من بين حاشيته كهان ومنجمون قالوا له: أنه يولد في بلدك هذه السنة غلام بغير دني أهل الأرض ويكون زوال ملكك على يديه، وقالوا أنهم وجدوا ذلك في كتب الأنبياء، وأمر النمرود أن تقتل كل امرأة حامل وكل غلام يولد ذلك اليوم. وكانت أم إبراهيم يومها حاملاً فقال الكهان للنمرود أن الغلام الذي أخبرناك عنه قد حملت به أمه هذه الليلة. أعطى النمرود أوامره بذبح جميع الغلمان (الأطفال) الذين يولدون تلك الليلة. فلما دنت ولادة إبراهيم وجاءها المخاض خرجت هاربة الى مجرى النهر يابس مخافة أن يطلع عليها أتباع النمرود ويقتلون وليدها. وكانت قد لفته في خرقة ووضعته مخفياً بين أعواد الحلفاء وعادت إدراجها وأخبرت زوجها بالوليد الجديد وعينت له مكانه. فانطلق أبوه آزر وأعد له ملجأ قرب النهر وسد بابه بصخرة مخافة السباع. وكانت أمه تزوره بين الفينة والأخرى لترضعه وتطعمه." ويلاحظ أن الأسطورة تشبه ولادة النبي موسى التي أخذت أصلا من قصة ولادة سرجون الاكدي (2340 ق.م.) مع إضافة مقطع من ولادة يسوع المسيح. كما انتقلت الى العرب أسطورة عبرانية أخرى الى العرب. وهي أسطورة العماليق وهي على النحو التالي: " أن العماليق أو العمالقة، سمّوا كذلك نسبة الى جدهم عمليق الذي هو شقيق طسم ويرجع أصله الى سام بن نوح. ويعتبر العمالقة من أقدم طبقات العرب. وقد تفرقوا في أرض الجزيرة وتوزعوا الى قبائل سكنت في عمان والحجاز والشام والعراق ومصر. وعرف من ملوكهم الأرقم وهو من العمالقة وكان معاصراً للنبي موسى. ويقال أن عمليقاً وهو أبو العمالقة أول من تكلم بالعربية وقد جاء من بابل. والعبرانيون ينسبون العمالقة الى قبائل من الرحل قطنت جنوب بحر النجف ينسبها التوراة الى عمليق حفيد عيسو بن أسحق بن النبي أبراهام كما جاء في سفر التكوين (9: 12) وفي سفر الخروج أيضا. وعرف عن العمالقة شدة بأسهم وشجاعتهم، وهم أول شعب دخل الحرب مع العبرانيين لمساعدة اليهود حينما خرجوا من مصر في طريقهم الى فلسطين. وكانوا في بعض الأوقات مصدراً للرعب والمتاعب المستمرة لإسرائيل. ولهذا كان العبرانيون يخافون من العماليق وادعوا أنهم انتصروا عليهم وكانوا يدعون من الرب يهوه أن يخرب مساكنهم!؟ " وهناك أساطير عربية إضافة الى قصص الأولين من أبرزها: 1) ارم ذات العماد: وارم أرض رائعة كالجنة بناها ارم بن شداد بن عاد في اليمن الذي كان جباراً... الخ. 2) اساف ونائلة: قصة من قصص الأولين حدثت في الكعبة بمكة قبل الإسلام. 3) أسطورة الخضر أو خضر الياس: وهي محاكاة لأسطورة تموز مع إضافة القدسية على الخضر حتى عد نبياً أو ولياً. 4) قصة صد بن عاد. 5) قصة اله شعب قتبان (عم). 6) قصة عوج بن عنق. وبجانب الجن وقصصهم كانت الغول (وهي مؤنثة) " تلزم الذهنية العربية قبل ظهور الإسلام وتتسلط عليها تسلطاً مهولا. وكانت الغيلان في الغلوات تتراءى للناس فتغول تغولاً، أي تتلون ألوانا وأشكالا فتضلهم عن الطريق وتهلكهم "

    ----------------
    منقول - ويل ديورانت

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. جذور الفلسفة اليونانية من بلاد الرافدين!!!
    بواسطة أسامه الحموي في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-03-2018, 02:52 PM
  2. الحب ـ الغزل ـ الجنس... في بلاد الرافدين
    بواسطة سلام مراد في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-29-2014, 05:56 AM
  3. دراسات في حضارة بلاد الرافدين
    بواسطة د. حسيب الياس حديد في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-22-2014, 06:27 PM
  4. جناح النساء في القصور الملكية في بلاد الرافدين
    بواسطة د. حسيب الياس حديد في المنتدى فرسان الأبحاث التاريخية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-07-2011, 12:30 AM
  5. خيال السؤال وحزن الحال في بلاد الرافدين
    بواسطة سلطان بن سماح المجلاد في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-12-2010, 09:25 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •