جوقة ورد الكورالية في موسيقى على الطريق
أحيت جوقة ورد الكورالية أمسية إنشادية منوعة ضمن عروض مشروع موسيقى على الطريق، وذلك مساء الجمعة الماضية في حديقة الجاحظ وسط دمشق. قدمت خلالها ألواناً متعددة من الغناء، كالموشح والفاصل والترنيمة والأغنية الرحبانية الخفيفة ، إضافة الى أناشيد إيقاعية وأغنية غربية، نالت إعجاب المستمعين الحضور.
تضمن برنامج الحفل موشحات: ياعذيب المرشف ، وصحت وجداً // للموسيقار سيد درويش – موشح إملالي الأقداح // قديم – موشح مااحتيالي // لأبي خليل القباني – موشح ياغريب الدار // فؤاد المستكاوي – موشح يانسيم الريح // حميد البصري – عاذلي كفّ الملامة // عبد الرحمن جبقجي – ترنيمة سبّحوا اسم الرب دوماً // ميشيل سابا – فاصل اسق العطاش – قطعة للعود والغيتار // حسين سبسبي وطارق صالحية – رزق الله عالعربيات ويالطيف // للأخوين رحباني . إضافة إلى – فلا لا لا ، و letit be، و تك تكي. والكورال هو مجموعة موسيقية تتألف من مغنيين ، يؤدون موسيقى كورالية يقودهم مدرب كورال . ويختلف مفهوم الكورال في الموسيقى الغربية عنه في الموسيقى الشرقية، ذلك أن أسلوب الغناء وإخراج الصوت وتقسيم أصوات الكورال الى أربع طبقات صوتية هي ( سوبرانو – آلتو – تينور – باص ) وهذا بدوره عمل على كتابة موسيقية متعددة الخطوط اللحنية ، التي لاوجود لها في الموسيقى العربية الشرقية ، فكافة المغنيين في الكورال العربي الشرقي يغنون نفس اللحن ( صوت واحد) .
تتعدد أنواع الكورالات إلى كنسية وأطفال وشباب يافعين ( مثل جوقة ورد ) وجامعية واحترافية . ويمكن للكورال أن يغني بدون مرافقة آلية أو مع مرافقة آلية – بيانو أو وتريات أو أوركسترا سيمفونية - وكورال ورد يضم مجموعتين صوتيتين: أصوات نسائية ( سوبرانو – آلتو ) ، وأصوات رجالية ( تينور – باص ) .
يقود كورال ورد الأستاذ حسام الدين بريمو، والذي يعرف جوقة ورد منذ تكوينها، يعرف تماماً أنه أمام فرقة توشك على الاحتراف. فما قدمته في هذا الحفل يؤكد أن ثمة أصوات مدربة على دقة جيدة من القدرة الأدائية التي يمكن عبرها تلمس المسافات الموسيقية المحصورة بين أزمنتها والمتوافقة توافقاً تاماً، أو تلك المسافات التي يكون توافقها غير تام . وفي الأداء الغربي للأغنيات المؤدات في الحفلات، فإن الأصوات الأربعة نجدها جميعاً موجودة ومطبّقة بأسلوب الألحان المتقابلة ( الكونتربوينت ) الأمر الذي يجعل الذائقة الموسيقية أكثر نماءً ويحقق ما ذهبنا إليه في القول بدقة الصوت في الصولفيج والغناء معاً .أما الأداء الشرقي، فقد قدم بصوتين لإيجاد صلة بين الغناء وتدريب الأذن الموسيقية الجيدة على مستوى معين من الاستمتاع والتطريب . لم تكن هذه هي التجربة الأولى التي تجمع لوناً للغناء الجماعي، الذي تشارك فيه لتقديم موسيقى كورالية حية ومباشرة للناس المتواجدين في الشارع، حيث انطلقت الموسيقى لأول مرة، بل سبقتها مشاركات غنية. لكن الاستمرار في عروض موسيقى على الطريق يكرس فكرة ذات أبعاد ثقافية متعددة مفادها المساهمة في إعادة ربط الموسيقى الجادة بالحياة بطريقة مباشرة وحية. فللمرة الأولى يسمع الناس الموشح والفاصل والترنيمة خارج الأسوار المغلقة – المسرح – فهذا التوريط الجمالي، إن صح التعبير، حاجة لايمكن الاستغناء عنها، لأنها مرتبطة بوجودنا الإنساني، ولأنها تدفع بحس الاهتمام لدى الجمهور للبحث عن فنون تحترم عقله وروحه ليتمكن من تشكيل حكم نقدي فني لما يجري حوله، وتكوين متلق واع وإيجابي، فتصبح حالة ذهابه في المستقبل إلى المسرح لحضور حفلة موسيقية حالة حياتية مهمة لما ستحققه من متعة روحيه وفكرية .


عبد الكريم العبيدي

http://www.albaath.news.sy/user/?id=880&a=79285