منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: دعــا ء الروح

العرض المتطور

  1. #1

    دعــا ء الروح

    إذا كان دور الروح هو إعطاء الحياة للجسد وإذا خرجت منه أصبح
    هامدا لا حياة فيــه ، فإن هذا الدور هو الأقل في حياة الروح.

    الروح ســـر مستور وقال الله تعالى (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) سورة الأسراء الآية 85
    إن موضوع الروح واسع متشعب ومختلف الأدوار .
    وإذا قصدنا القلب تـُهنـا بينه وبين الروح مع أن كليهمـا يقومان بأدوار
    شبه متشابهة .
    في مقدمة الجبين (الناصية ) وهي شريحة رقيقة وصغيرة مسؤولة
    عن تفكير الإنسان وقراراته سلبية كانت أم إيجابية وقد أصيب أحد العمال
    في أمريكا بإصابة في جبينه مكان هذه الشريحة وبعد الشفاء اصبح يتصرف كالأطفال . ,طبقوا ذلك على مجرم وأزالوا هذه الشريحة فعاد كالطفل ساذجا .
    وقال تعالى ( ناصية كاذبة خاطئة) سورة إقرأ (آية 16) وهذا الأمر اكتشف في أمريكا منذ سنين قليلة الأمر الذي يضع الروح في خانة جديدة للتعرف عليها بشكل أوضح
    العاطفة – تتركز الدراسات والأشعار وغيرها على أن مركز الحب والكره هو القلب . وهذا أمر يهمل العقل والروح بآن واحد
    إذن ما هو الأمر الأمثل لإعطاء صورة أقرب للواقع العلمي والديني .
    عندما يقول الرجل او المرأة أنت أغلى من روحي وعندا نقرأ ان الشهيد
    بذل روحة رخيصة في سبيل الجهاد والدفاع عن وطنه أو أهله وعندما نعرف معنى الشهادة وقد أعطاها الرسول (عليه السلام) صفات واسعة
    من قتل دون نفسه فهو شهيد من قتل دون أهله فهو شهيد من قتل دون ماله
    فهو شهيد . أي أن بذل الروح هنا يعني شيئا مجيدا مقدسا.
    ما أود الأشارة إليه أن الروح تلعب جميع الأدوار في حياة الإنسان حسية
    وإحساسية وتفكيرية وتقديرية وتوقع ما سيأتي والألم والفرح والذاكرة.
    إن العذاب والفرح والشعور بالسعادة والشعور بالأسى تتمركز في الروح.
    وما الضمير (الذي يعترف به الجميع ) بأنه مركز التأنيب مع الخطأ او مركز الترغيب لعمل حسن أو فداء أو مساعدة أو عطاء إلا وظيفة الروح حسبماأرى
    قالت زليخة في سورة يوسف وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
    وفي سورة القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة أي الروح الطيبة والضمير
    الحي الذين يلعبان الدور الأهم والرئيسي في ترغيب المرء بالخير والعمل الصحيح.
    تحضير الأرواح – هو دجل ما بعده دجل وشعوذة ولا يمكن للروح أن تتكلم
    مباشرة أو عبر واسطة .
    المتعة والسعادة
    لا تتعلق الروح بمتعة الجسد من طعام وشراب وجنس وفرح وحزن . هذه الأمور الحسية يمارسها الجسد والعقل والمتعة لا تتعدى الى الروح.
    والروح تتعلق دائما بمنظور غير مرئي أو ما يسمونه ما وراء الطبيعة.
    أما أنا فاخالفهم والفرق بيننا كالفرق بين الأبيض والأسود.
    إن الروح في كل البشر تتعلق بمعبود شاءت أم أبت . تتخذه رمزا ساميا تلجأ اليه بتقديس وانبهار . وهذا ما يفسر بالعبادة
    قال الله تعالى – وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. أي إن كل إنسان عبد
    وروحه تقدس مثلا أعلى أو واسطة لمثال فوق الوصف او البشر وهذا ما
    يفسر عبادة الأصنام أو الرموز الدينية او غيرها.
    وإذا أراد المرء أن يتحرر من عبادة الخالق عبد غيره بشكل تلقائي
    قال تعالى أرأيت من اتخذ إلاهــه هواه .
    والإنسـان له غرائز جسدية لازمة متلازمة معه كالطعام والشراب والنوم والجنس وغيرذلك . وعنده (اي كل امرء) غريزة روحية هي
    غريزة العبادة فالروح تعبد هذا المثل الفوقي والله عز وجل دعا الى
    عبادته هـوفقط واقرأ الآية الكريمة في سورة الزمر يخاطب بها رسوله محمداعليه السلام (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون * ولقد أوحي وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين.(سورة الزمر آية 65-66)
    ما يهمني هو الوقوف على أرضية صلبة بالنسبة لهذا الموضوع الواسع والمتسع دوما.
    بالنسبة للرمز الفوقي التعبدي فهو غريزة الروح الوحيدة . والجسد له عدة
    غرائز كما أسلفت .
    الوحدانية والتوحيد والتوحد ـ
    الوحدانية هي انفراد الروح بهذه الغريزة فإن وجهت نحو الله تعالى كانت
    عبادة وإذا انحرفت نحو الطواغيت كانت شركـا وقال تعالى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع
    عليم (الآية 256سورة البقرة) ولافرق بين الجهتين لأن الروح تتعلق بالمعبود الفوقي تعتبر ذلك ميزة سعادة لها وأرى أن روح الكافر تتعلق بذلك
    أكثر من المؤمن لأن الشياطين تؤزه أزا ً أي تدفعه للتمسك بمعبوده حتى لو كان حجرا أو رمزا ناجحا محبوبا من رجل دين أو زعيم وطني أو ملاك
    لأن الديانة اليونانية أطلقت أسماء آلهة حسب اختصاصات قوى الطبيعة
    أطلس إلاه الأرض – جوبتير إله القوة مارس إله الحرب وكيوبيد إله الحب وهكذا , والمعروف أن الملائكة تقوم بهذه الوظائف ولو تتبعنا ما حدث مع رسول الله عليه السلام عندما خرج من الطائف ودعا ربه نزل جبريل وقال يا محمد إن الله يقرؤك السلام ويقول هذا ملك الجبال مره يطبق عليهم الأخشبين . وهذا ما يفسر انحراف عقيدة العبادة الحقيقية لرب العالمين الى تسمية الملائكة آلهة . إن الأيمان أو النظر نحو فوقية المثل الأعلى يدل على أن النفس البشرية تؤمن بذلك وتصله بالروح .
    ولو تتبعنا قصص الشعوب البدائية التي لا تتبع دينا سماويا ولا صنما فإننا
    نجد مكان بارزا وملازما لسلوكهم وتفكيرهم اليومي بالأرواح وطقوس رقص العبادة عندهم لإرضاء الأرواح الطيبة وطرد الأرواح الشريرة
    وقد تناولت العشاء ذات يوم في سيئول عاصمة كوريا الجنوبية فقدمت
    إحدى الفرق هناك رقصة دينية وفيها (الى جانب الراقصين الرجال) رجلان يتحاوران أحدهما يمثل الروح الطيبة والآخر الروح الشريرة وبالطبع يكون الأنتصار للروح الطيبة.
    تعالوا نتتبع التاريخ ونســأل أنفسنا كيف اهتدى الإنسان البدائي بأن هناك
    أرواحا لها أدوار غيبية غير مرئية تؤثر في حياة الإنسان خيرا أو شرا
    ولكن رجل الدين المتتبع للتراث الديني وإحداثياته المتجددة وبروز فرق
    ومذاهب عديدة لوجد أن الأصل كان دينا سماويا أعطى هذه المعلومة وطلب من المنتسبين لهذا الدين الإيمان بذلك وربطت جميع الأديان السماوية حياة الأنسان الأولى بالحياة الآخرة وأن الجسد يفنى بعد الموت وتبقى الروح التي ستبعث في جسد جديد في الحياة الآخرة
    قال تعالى – (ألم ير الأنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين*
    وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم*قل يحييها
    الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم (الآية 77 -78-79 سورة يس)
    هناك من أنكر البعث بعد الموت أو أنكر الجنة والنار وقد عاندني احد الطغاة ذات مرة فقلت له أنني ســاكفربالله وبالبعث والجنة والنار شريطة
    أن تعطيني شبابا بلا هرم وصحة بلا مرض وغنى بدون فقر وحياة سعيدة
    لا موت فيها ، قال هذا مستحيل ، قلت والكفر بالله هو المستحيل بالنسبة
    لروح المؤمن . والمؤمن يلقى ربه راضيا مرضيا والكافر يلقى ربه ويقول يا ليتني كنت ترابا

    هذان الأمران كفر وإيمان ألا تلعب الروح دورها في ذلك، ألا تتعدى صفات الروح الطيبة الى أخرى خبيثة وقد قال المتنبـي وه يهجو كافور
    الأخشيدي
    لا تشتر العبد إلا والعصا معــــــه إن العبيـد لأنجـــاس مناكيد
    لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عــود
    وقال تعالى كل نفس ذائقة الموت
    فهل نربط الموت بالعنصرين روحا وجسدا لأن نفس الإنسان أي شخصه
    لا تختلف عن هذا المفهوم
    إن تعقيدات وصعوبة وصف الروح بدقة تجعلنـا ندور في سهول واسعة
    مجهولة الجوانب والأرضية
    وأضرب عدة أمثال من واقع ما جرى مع بعض الناس في حياة الرسول
    عليه السلام
    بريرة وزوجهـا
    جاءت بريرة إلى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام تطلب الخلع من
    زوجها فاستدعى الطرفين وقال لبريرة أتريدنه قالت لا قال لها ردي اليه
    اليه مهرك ففعلت . عند هذا الحد تبدو القصة عادية فقصص الخلع جارية
    حتى وقتنا الحاضر ولا ضير في ذلك . ولكن الغريب أن زوجها قضى حياته هائما ينادي يا بريرة .هل الحب الجسدي له علاقة بذلك أم أن روح
    هذا العاشق لعبت دورها فخرجت به عن دائرة الجسد والمادة والتحمل
    فقد كل شئ إلا المناداة باسمها
    قصة رجم اليهوديين
    جاء وفد يهود برجل يهودي وعشيقته لرجمهما بواقع الزنا . فقال عليه السلام اليس عندكم الرجم في التوراة قالوا نعم . فقال نفذوا ذلك فقالوا
    كان إذا زنا الفقير عندنا رجمناه وإذا زنا العزيز عندنا أركبناه حمارا بالمقلوب وطفنا به المدينة وعزرناه .فقال الرسول لا يكن دينكم دين الملوك
    وأمر بإحضار اليهوديين وبدأ الرجم فإذا باليهودي يطوف حول عشيقته
    يدرأ بجسده الأحجار عنها حتى مات دونها
    وهنا ماتت الرغبات والحاجات والأسس الجسدية ولعبت الروح دورها
    فقد رغب الموت دونها كل ذلك لأن روحه العاشقة جعلت دور الجسد وحس
    الجسد لا شئ وتعالت الروح بحبها
    الشهيد
    الشهادة تتعادل في تأثيرها الروحي بشكل متكافئ بين المؤمن والكافر
    فالمؤمن يعلم أن روحه في سبيل الله تجد الثواب العظيم والجنة ولكن
    روح الآخر يبذلها سعيدا فداء لمبدإ آخر في سبيل الوطن أو الشجاعة او غير ذلك وإذا جرح نراه ينتظر الموت أو يطلبه مع أن مصيره عكس المصير الذي ينتظره وقصة أبي جهل الذي أعطى سيفه لأبن مسعود (ر)
    ليجهز عليه بعد أن جرحه شابان مراهقان أخوان ولم يستطيعا قتله
    وقال لابن مسعود لقد ارتقيت عاليا أي أنه مات راضيا وروحه كذلك
    ولكن الأمر يختلف بشكل صارخ
    قال تعالى فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ذوقوا عذاب الحريق (سورة محمد) وقال أيضا يا أيتها النفس المطئنة ارجعي الى
    ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي (سورة الفجر)

    الجسد والروح ـ
    إذا تألم الجسد وكانت الروح نشيطة مؤمنة أعانت الجسد على الصبر وساعدت على تخطيه مستنقع الألم إلى حديقة الصحة .
    ولكن الطب الحديث أستحدث شيئا جديدا هو الطب النفسي والأمراض النفسية. مع أن الإيمان والثقة بالنفس تجعل المرض النفسي لا شئ.
    وانعدامهما يسبب الوهن والوهم والتوحد واليأس .فالروح إذن اهم وسيلة
    للشفاء من التوحد والقنوط
    ولا يمكن ذلك بالإفراط ولا التفريط . وإذا كانت الصلوات تهئ الإنســان
    لمعالجة التوحد الروحي فالنبي (ص) قال روحوا القلوب ساعة فساعة فإن
    القلوب إذا كلت عميت . حديث عظيم الدلالة واسع المعاني كثير المعطيات
    لقد عني الرسول بالقلب وهو وعاء الروح ومحرك الجسد
    لهذا أمر المتعبدين الذين يتناؤون عن الدنيا للعبادة بالكف عن التنطع وترويح النفس والقلب لتعود الروح نشيطة
    لما جاء عثمان بن مظعون (ر) أخو الرسول بالرضاع من حليمة السعدية
    وقال له أريد أن أكرس حياتي لله أصوم نهاري وأقوم ليلي ولا أتزوج.
    فنهاه الرسول وقال أما أنا فأصوم وأفطر وأقيم ليلي وأنام وأتزوج النساء
    يا عثمان إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا
    فأد لكل ذي حق حقه. أي أنه نهاه عن الرهبانية (وقال لا رهبانية في الإسلام) وقد انتقد الله عز وجل رجال الكنيسة بأنهم ابتدعو الرهبانية وما
    كتبها الله عليهم .
    هذا الأمر ألغى ما كنا نسمع عن رجال من الأديان السابقة (النسـاك) بأن
    كان أحدهم يعيش في صومعة طوال حياته . وقد رأى عمر بن الخطاب شابا يداوم على الجلوس في المسجد ليل نهار فقال له أتعمل قال لا قال
    ومن ينفق عليك قال أخي فأجابه أخوك أعبد منك .
    لهذا انهى الأسلام الترهب وألغى سيطرة الروح على الأنسان ودفعه لأن
    يكون رجلا يعيش دنياه وآخرته بشكل متواز .

    الروح بعد كل هذه المعطيات تبقى في طي العجز عن معرفة كنهها وهنا
    اردد قول الخالق البارئ في سورة السجدة (الذي أحسن كل شئ ٍ خلقه وبدأ
    خلق الإنسان من طين*ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون ) سورة السجدة الآيات 7-8-9أ ي أن روح الإنسان من روح الله
    وهنا بيت القصيد .
    إن ما نستطيع تصوره عن ذاتية الروح لا يعادل ذرة هواء في محيط السموات والأرض. وروح الإنسان من روح الله .
    حسن حوارنة

    #00FF00
    إمضاء / عبدالرحمن سالم سليمان
    مع أرق التهانى ودوام التوفيق والنجاح

  2. #2

    رد: دعــا ء الروح

    بسم الله الرحمن الحرحيم
    السلام عليك يا عبد الرحمن . أتيت بمفيد وأطلعتنا على إشراقات راقية للروح.نأمل منك المزيد .
    جزاك الله خيراً.

المواضيع المتشابهه

  1. نسائم الروح
    بواسطة عبد العزيز أمزيان في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-23-2011, 08:15 AM
  2. رواسي الروح
    بواسطة قيس الكلمد في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-11-2011, 09:03 PM
  3. عمق الروح
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 04-09-2011, 09:24 AM
  4. صمت الروح
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 08-24-2009, 06:51 AM
  5. الرؤى
    بواسطة مرهف مصطفى الخاني في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-09-2009, 11:19 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •