منى واصف الأكثر جماهيريةً حلمتُ أن أكون أديبةً فأصبحتُ ممثلةً.. الخميس, 20 أيار 2010 23:55 نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمنى واصف الفنانة الأكثر جماهيرية، والتي نلمح إنسانيتها في كل أدوارها، ونقرأ في عينيها الصدق والحب الذي أحاطت به كل المشاهدين عبر عقود متتالية، كانت فيها نجمةً في الدراما السورية والسينما والمسرح، اتسمت بقوة التأثير على المشاهد حتى رسم لها صورة خاصة لا تغيب عن مخيلته، اشتُهرت بتجسيد دور المرأة القوية بكل صورها وحالاتها.

السيدة منى واصف زارت مقر البعث ميديا، وتحاورت معها حول الشخصية الأهم في الدراما السورية هذا العام، «أم جوزيف» و«إعادة تصوير أسعد الورّاق»، ومحاور أخرى، وتوقفت عند محطات إنسانية في حياة منى واصف.

أم جوزيف

* أم جوزيف كانت محوراً أساسياً لنجاح باب الحارة في الجزء الرابع، فما تعليقك على هذه الشخصية؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي** مسلسل باب الحارة متابع من قبل الشعوب العربية في الوطن العربي وكل العرب في بلاد الاغتراب أينما كانوا، اعتمد الجزء الرابع على محور المقاومة جسّدتُ أم جوزيف وهي شخصية استثنائية ضمن إطار محور المقاومة، وتعلق المشاهدين بأم جوزيف حتى الأطفال يعود إلى الصدق والاندماج الفعلي مع هذه الشخصية، ومن حسن حظي أن المشاهدين يصدقونني ويتفاعلون معي لأنهم اعتادوا على ظهوري كامرأة قوية، المشاهد يخلق صورة للممثل أو النجم يصدقها، ويراه من خلالها.. وربما النجاح الأكبر للشخصية أنها كانت تشبهني في أعماقي إحساس بالمقاومة والنضال، ومؤازرة العرب في البلاد المحتلة، وجدت الشخصية في وطن محتل لابد أن تكون هناك مقاومة وإلا كيف ستحرر الشعوب دون مقاومة.

إن إحساسي بالشخصية كان عالياً جداً لذلك لاقت صدى عند المشاهدين لاسيما أنها امرأة متفردة وقوية ومختلفة عن النساء الأُخريات المحيطات بها في الحارة والحارة المجاورة.

امرأة تشبه الرجال بإحساسها بالثأر والقتل عبّرت عن قوة داخلية لإحساسها بالفقد، ابنها غائب والآخر مات، وابنتها بعيدة عنها ووطنها محتل هي رمز للحب وللعطاء للوطن والتعلق بالأرض.

بعضهم استغرب أنها تدخن لاسيما أنها تعيش في فترة الثلاثينيات، لكن خلفية الشخصية تدل على أنها مختلفة ومتفردة بتصرفاتها، وأنا فعلاً أحببتُ أم جوزيف كثيراً لأنها كما قلت لك تشبهني فكان باب الحارة هذا العام علامة فارقة في الدراما السورية.

المرأة الضعيفة قوية أيضاً

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيفي المقابل جسّدتِ في قاع المدينة دور أم ربيع، وهي امرأة ضعيفة فكيف تنظر منى واصف إليها؟؟

هي صورة للشريحة الكبرى من النساء، أنا لا أرى أن أم ربيع كانت امرأة ضعيفة هي امرأة صابرة، والمرأة الصابرة قوية أيضاً التي تعلم بزواج زوجها من شابة صغيرة ولم تصرخ بل صمتت، وأجبرت نفسها على الصمت خوفاً من المجهول إنها تشبه حال كثيرات في المجتمع ترضى من أجل الأولاد والحفاظ على الأسرة، وفي سبيل أن تبقى بجانب أولادها على مبدأ أن السفينة تمضي، ويجب وصولها إلى بر الأمان، في قاع المدينة كانت مفردة متداولة طوال المسلسل «النعجات» أي إن المرأة ضعيفة «نعجة» لا تقوى على التمرد والدفاع عن حقوقها، وأعتقد أن المشاهدين استغربوا دوري لكنني أرى كما قلت لك أن المرأة الصابرة امرأة قوية أيضاً.

أسعد الورّاق

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي* سيعاد تصوير أسعد الوراق من جديد فهل هذا يسعدك؟

** يسعدني كثيراً لأن أسعد الوراق كان تأسيساً للدراما السورية 1975 ويعد بصمة دامغة في تاريخ الدراما السورية، وإعادته تعني أنه مسلسل ناجح جداً ومؤثر ويملك مقومات الدراما السورية، ولايسعدني لمرور 34 سنة على العمل ولن أجسّد دور منيرة زوجة أسعد الوراق، سأصوّر شخصية جديدة من الشخصيات المكتوبة حالياً شخصية «أم نعيم»، وأود أن أنوه أن أسعد الوراق كان سبع حلقات، بينما الآن سيعرض بثلاثين حلقة وبطرح مغاير، ويتبع لرقابات الوطن العربي، ولاخوف من المقارنة بين العملين لأن أسعد الوراق آنذاك ارتبط فقط بالجمهور السوري، وكانت المسلسلات لاتُباع ولم يكن هناك نشر للدراما السورية، أذكر أنه عُرض في العراق وأُهدي إلى بعض البلاد العربية لكنه رُفض لجرأته الدينية، وهذا يجعلنا نتوقف قليلاً عند جرأة الدراما السورية منذ عام 1975 ستؤدي دور «منيرة» أمل عرفة، ودور «أسعد» بدلاً من هاني الروماني /تيم حسن/، العمل من إنتاج شركة العاج، وإخراج رشا شربتجي، وسيناريو هوزان عكو.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيولا شخصية تشبهني

* أديتِ دور الملكة ودور المرأة المسيطرة والحاكمة والارستقراطية والآغا والمقاومة والحنونة والضعيفة فأية شخصية الأقرب إلى منى واصف؟؟

** ولاشخصية تشبهني تشبه منى واصف أنا أذهب إلى الشخصية هي تأتي إلي توجد تقاطعات وتشابهات لأية شخصية 100? لاتوجد، امرأة أحبها لأنها الملكة، لأنها صاحبة سلطة وحكم، امرأة أحبها لأنها تملك روح السيطرة، امرأة قوية تمثل محور المقاومة، امرأة ذكية، امرأة ارستقراطية، امرأة حنونة، ربما توجد صفات مشتركة بين جميع الشخصيات، ولكن ولا واحدة تشبهني، أذكر على سبيل المثال شخصية هند في فيلم الرسالة وقد مثل شخصية هند أربع ممثلات، وكنتُ أتابع أداءهن لأرى تصوراتهن وتفاعلهن بالعمل، وهند امرأة قوية من طبقة الأشراف تبنت فكرة الثأر من سيدنا حمزة الذي شربت من دمه وأكلت كبده، في الحقيقة أنا لا أقدر على قتل أحد، بالتأكيد لا يوجد بيني وبينها أي تقاطع.. لكن هي امرأة ذكية قوية لها مكانة، وأم معاوية مؤسس الدولة الأموية حتى لُّقب معاوية بـ «يا بن هند»، هذا دليل على قوتها، وحقيقةً أنا أعتز بفيلم الرسالة وتأديتي دور هند وأفتخر بهذا العمل الذي أخرجه العقاد، وكان من الأفلام التي شكلت علامة في تاريخ السينما.

* صوّرتِ دور الأم بأشكال مختلفة لكن في مسلسل الحوت قتلتِ ابنك في سبيل الحق، فهل ترددت حينما قرأت هذا الدور؟

** أنا لم أتردد أبداً لأنني كنت على يقين تام بأن المشاهدين فهموا شخصية أم أسعد، ويعرفون الدوافع والأسباب التي تدفعها لقتل ابنها في سبيل إعلاء كلمة الحق، أم أسعد كانت رمزاً لضمير الوطن ولم يكن من الممكن أن يقتله أحد لقوته إلا أمه، هذا ليس أمراً عادياً، لذلك لم أتردد، المنتج كان متردداً لكن المشرف الفني بسام كوسا، والمخرج رضوان شاهين أصرا على هذه النهاية، والمشاهدون تقبلوها بإقناع.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأهل الغرام

* مسلسل أهل الغرام له خصوصية فما رأيك به؟

** كنت سعيدة جداً بهذا المسلسل الذي عُرض خارج إطار سباق المسلسلات الرمضاني ولاقى متابعة كبيرة، هذا دليل على أن المسلسل الناجح المتميز يُتابع حتى خارج رمضان.. و«أهل الغرام» له خصوصية بأن كل حلقة منفصلة عن الأخرى تعرض جانباً ما من جوانب الحب أو مشكلة عاطفية وجسدت فيه عدة أدوار لكن الحلقة التي أود أن أعلق عليها هي الحب في خريف العمر حينما جسّدتُ دور سيدة أرملة يتزوج أولادها تعيش وحيدة تصادف حباً من الماضي يعود، فيرفض أبناؤها زواجها للعرف الاجتماعي، لكنها تقرر الزواج، وتكتب أملاكها للجمعيات الخيرية أنا برأيي الحب ليس له عمر، والمرأة لديها القدرة على الحب حتى آخر يوم في حياتها... فمنذ طفولتها تحب أهلها ثم تحب صديقاتها في المدرسة ثم تحب زوجها وأولادها وأحفادها، وإذا رحل الجميع أو لا يوجد لديها أحد تحب نبتة أو قطة أو تتبنى مشروعاً اجتماعياً.. المهم أنها لا تعيش دون حب حتى أوضح كلامي أذكر هناك نساء يتكيفن مع رحيل أزواجهن ويمتنعن عن الزواج ثانيةً احتراماً للماضي الجميل ولسنوات العشرة الطويلة والتزاماً بالأولاد ويكون لديهن استقلال مادي ولأن المرأة بطبعها مثالية أكثر من الرجل، من تعتاد على رجل أكثر من أربعين عاماً مثلي لا أعتقد أنها تفكر بالزواج ثانية، لكن في المقابل توجد حالات من النساء يفضلن البداية من جديد، أردتُ من هذه الحلقة بالذات إيضاح فكرة اجتماعية لتقبل الأولاد فكرة زواج الأم.

منى واصف والسينما

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي* برأيك هل يوجد دور فعال للشركات الإنتاجية الخاصة بتطوير السينما في سورية.

** إذا أردنا أن نتحدث عن السينما يجب أن نبدأ من المهرجان، أنا جئت متأخرة في منتصف المهرجان، كنت في مهرجان قطر، وهو توءم مهرجان نيويورك، وعلمتُ بمقاطعة بعض الفنانين والمخرجين للمهرجان، طبعاً أنا لست مع المعارضة لأن المهرجان ليس ملكاً لمدير عام إذا عدنا إلى الوراء نرى أن عدة مديرين تعاقبوا على إدارة المؤسسة وإدارة المهرجان منهم: زوجي محمد شاهين رحمه الله، المهرجان ملك لسياسة الدولة وهو ثروة ثقافية حضارية، وله علاقة بالحراك الثقافي العام، وإذا كان اعتراضهم على قلة الإنتاج السينمائي، وبأنه لا توجد لدينا سينما فهذا غير صحيح نحن توجد لدينا سينما، لكن الإنتاج قليل، وهناك دول تقيم مهرجاناً دولياً للسينما ولا توجد لديها صناعة سينما، فالأحرى بنا أن نستمر بالمهرجان إذا كانت هناك أخطاء وخلافات فتوجد حلول عبر مناقشات أما المقاطعة أثناء المهرجان فأرى أنها أمر سلبي، إلا أنني اعتدت أن أحترم الآراء الشخصية وهذا رأيهم ربما لديهم ما يتعلق بسياسة توزيع المؤسسة لا أعرف، المهم إنني مع المهرجان دائماً ونعود إلى موضوعنا الأساسي وهو الحفاظ على استمرارية السينما وتطويرها، ممكن أن يكون للقطاع الخاص دور كبير في نشر وزيادة الإنتاج السينمائي لننظر إلى نجاح الدراما السورية، ودور الشركات الإنتاجية الخاصة في نشر الدراما، سياسة التلفزيون تسمح بإنتاج أربعة مسلسلات مثلاً لأن لديها برامج إخبارية وثقافية وتحقيقات، فلا ننكر دور الشركات الخاصة، وكذلك في السينما ربما تكون مغامرة غير محسوبة، لكنني أراها الآن محسوبة وقابلة للنجاح لأن النجوم الذين يحبهم الناس ويقبلون على متابعة مسلسلاتهم بالتأكيد سيأتون إلى السينما، ويشاهدون أفلامهم، وأود أن أعلق بأن أفلامنا السورية تحصل على نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيجوائز من مهرجانات عالمية وعربية.

* في العام الماضي مثلت فيلماً سينمائياً جديداً بعنوان «مناحٍ» فما محوره الأساسي؟

** فيلم «مناحٍ» إنتاج سعودي شركة روتانا وهو فيلم كوميدي يتناول قضية الانهيار الاقتصادي فيه مواقف مضحكة مثلاً كيف يفكرون في البادية العمل بالأسهم والبورصات.

منى واصف والكوميديا

* برعت منى واصف في الكوميديا كما برعت في التراجيديا فما تعليقك على ذلك؟

** لعبتُ أدواراً مختلفة في الكوميديا وأنا أحب الكوميديا لأن من السهل أن تبكي إنساناً، لكن من الصعب أن تجعليه يضحك، الضحكة إذا لم تكن نابعة من القلب لا تصل إلى المشاهد.. طبعاً كانت لي عدة أفلام كوميدية مع الأستاذ دريد لحام ونهاد قلعي، وجسدت في المسرح أدواراً كوميدية لكن المسلسل الذي أعتز به كان مسلس وادي المسك سيناريو محمد الماغوط وإخراج خلدون المالح.

محطات إنسانية في حياة منى واصف

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي* كيف تفسرين نظرات الصدق في عينيكِ خاصة حينما تمثلين دوراًيتعلق بالمشاعر الوجدانية؟

** ربما كما قلت الصدق بالتعبير هو إحساس داخلي لكن توجد في الحياة أشياء كثيرة لا تفُسّر ولا توجد لها إجابة ولا تخضع لفلسفة..

سؤالك ذكرني بمقال قرأته عن الممثلة جان مورو وهي من أساطير السينما الفرنسية قالت: إن هناك أشياء كثيرة في حياتها المهنية والخاصة لا تخضع لفلسفة، وأنا أيضاً أؤكد هذا القول، ربما نظرات الحب والفرح في العين تعود إلى الصدق الداخلي إلى براعة المخرج في اقتناص اللقطة المناسبة، على سبيل الذكر جسّدت أدوار حب خاصة في مسلسلات لبنانية من إخراج أنطون س ريمي.

* في مسلسل عصي الدمع بدت علاقة روحية بينك وبين السيدة أم كلثوم فماذا تقولين عن هذا الدور؟

** كتبت السيدة دلع الرحبي هذا الدور بصورة خاصة لي لأنها قرأت في أعماقي الصلة القوية بيني وبين السيدة أم كلثوم، وهذا الدور أعتز به لأنه يجسّد شخصية جدة وأم راقية تعيش الحلم والسكون الموسيقي امرأة انفجرت وماتت من كثرة الحب، طبعاً توجد خلفية للشخصية والمسلسل عامة كان ناجحاً بكل المقاييس، وقد بدا تعلقي بأم كلثوم في مرحلة نضجي إذ أمضيت مراهقتي مع فيروز وعبد الحليم وحينما كبرتُ بدأت أعيش معنى الكلمات الموجعة التي تدخل إلى القلب وتستقر فيه، هذا اللحن للشعر المغنى ترك أثراً قوياً في ذاتي والدتي كانت تحب أم كلثوم كثيراً لذلك تعلقت بها أنا أيضاً إثر محبة والدتي بها وزوجي فيما بعد رغم أنه ضابط لكنه في الجانب الآخر كان عازفاً للعود، ومتذوقاً للطرب لذلك أذني اعتادت على الطرب واللحن الجميل كألحان محمد عبد الوهاب... وأذكر على سبيل المثال أننا حينما نكبر نفهم الكلمة ونتمثلها فعندما طُلب مني أن أقدم دمشق عاصمة الثقافة أعطوني نصاً لمارتن ومارك توين عن علاقتهما بدمشق لكنني قدمتُ بعد ذلك دمشق بمفهومي أنا من كلمات النشيد العربي السوري التي كنا نرددها ونحن أطفال.

* من المعروف أنك تتقنين اللغة العربية الفصحى وتقرئين الشعر فما هي قراءاتك المفضلة؟

** كثيرون لا يصدقون أنني لست حاصلة على إجازة لغة عربية لطلاقتي باللغة العربية الفصحى، وهذا يعود إلى قراءتي القرآن وترتيله، وأعمالنا في المسرح القومي والعسكري كانت باللغة الفصحى، وقدمت كثيراً من المسلسلات بها أيضاً مثل الخنساء، دليلة والزيبق، فيلم الرسالة.. وأقرأ روايات من الأدب الروسي والإنكليزي والفرنسي، أما من الكتَّاب العرب فأحب محمد شكري، عبد الرحمن منيف، خاصة «مدن الملح» وحنا مينا الذي مثّلت عدة أفلام مستوحاة من رواياته «الشمس في يوم غائم»، «بقايا صور»، «آه يا بحر».. وأيضاً مسلسل «نهاية رجل شجاع» ما يعجبني بحنَّا مينا أنه أرخ سيرة حياته عبر رواياته، وكتب عن أعماق البحر المخيفة، وفهم المرأة وسبر أغوارها ليسرد ما بداخلها، وكتب عن المرأة الساقطة بنبالة، امتلك حنا مينا ملكة الإبداع السردي الوصفي بتعابير وتراكيب لغوية ساحرة، أما الشعر فأحبُّ شعر المتنبي لأنه طموح، واشتهر بغروره وكبريائه ونزار قباني لأنه أحب الوطن والأرض والمرأة.

* هل توجد لك كتابات ذاتية؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي** كنت أحلم أن أكون أديبة روائية لكنني أصبحتُ ممثلة وبرأيي توجد علاقة بين الأدب والتمثيل، أحب أن أكتب أحياناً وكتبت سابقاً عن جميلة بوحيرد وعن علاقتي بأمي وعن «ليال» ابنة فيروز التي ماتت وتأثرت كثيراً عليها لأنني كنت أعرفها عن قرب أثناء عملي مع أنطون س ريمي.

* هل فوجئتِ بمقال ابنك الذي يشكرك فيه على اهتمامك بزوجك أثناء مرضه؟

** فوجئت بكتابة ابني عني وكتب كثيرون عن وفائي لزوجي ووقوفي جانبه واهتمامي به أثناء المرض ولأنني تركتُ كل شيء ومكثت في المنزل، هذا واجبي وواجب أية امرأة... ربما استغرب الناس لأنني فنانة، وأعشق التمثيل، كنت كل يوم أرى الدهشة في عيون زوجي لأنه يعرف كم أحب التمثيل فكيف ألازمه ولا أفارقه وكأنه اكتشف شيئاً مخفياً في أعماقي ولم يعرفه وعاش معي أكثر من أربعين سنة.

فوجئتُ بهذه الدهشة بعينيه لكن المقربين وأهلي يعرفونني حينما ماتت أمي كنت جانبها وكذلك حينما مات زوج أمي ووالدة زوجي، الشهرة والنجاح ومحبة الناس لم تغيّر منى واصف من داخلها.. أنا فوجئتُ فعلاً بنفسي حينما استشهد العقاد وقلتُ الكلام العفوي والعزاء فيه على خشبة المسرح.. غريبةٌ هذه الأقدار كنتُ أنتظره وأنتظر تكريمه بالمهرجان وكنّا نستعد أنا ودريد لحام لاستقباله ففوجئنا بنبأ الانفجار، أذكر أنه كان يوم الخميس وكنتُ أشاهد التلفزيون وأتابع لقطات عن العقاد أثناء وجوده في المشفى وهو يتنفس وكانت الساعة الواحدة ليلاً في صباح الجمعة الساعة العاشرة صباحاً رن جرس الهاتف وجاءني صوت عبر الأسلاك الهاتفية من العربية يقول لي: العمر لكِ ذُعرتُ العمر لي بمن؟ لاسيما أن هناك كثيرين يعنونني في بلاد الاغتراب قالوا لي: استشهد العقاد ونريدك أن تكوني في التلفزيون الساعة الواحدة على الهواء مباشرةً ثم مضيت مع الجنازة إلى حلب وكان يوماً حزيناً جداً كان يعرف أنه سيدفع حياته ثمناً لمبادئه وقيمه، استشهاده كان فاجعة رغم مرور اثنتين وثلاثين سنة على عملنا في الرسالة ولقاءاتنا عدة مرات خلال تلك السنوات إلا إنني فوجئتُ باستشهاده وبرثائي لهُ.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي* قرأتُ في أحد حواراتك أنك كنتِ كالإسفنجة التي تمتص غضب الآخرين فما تعليقكِ على ذلك؟

** صحيح لأن المرأة القوية ليست بالمشاجرة والصوت المرتفع، وإنما بالقدرة على الحفاظ على توازنها وامتصاص غضب الآخرين ليس بمعنى الغضب لنقل التوتر، القلق، مزاجيتهم أنا أستطيع أن أستوعب الآخرين لأن المرأة القوية تعرف ماذا تريد ولا أحد يفرض عليها شيئاً وتعرف أين تريد أن تذهب طبعاً مساري الفني خلق مكانة خاصة لي لا أسمح لأحد بتجاوزها وأكثر شيء يسعدني حينما أسمع تعليقات من سورية وكل البلدان التي أسافر إليها بعضهم يقول إنك تشبهين أمي وتشبهين أختي وزوجتي منى واصف في كل منزل تركت بصمة في كل أسرة محبة الناس قائمة على الاحترام أولاً ثم على المحبة وأنا أحترم كل سلوكياتي ولا أحب المشاجرة مع أحد وأحب أن أعلّق على كثيرات يقلن لي إننا نشعر بالسعادة لأنك تمثلين ولأننا نستمد منك القوة والقدرة على الاستمرار.

* ماهي أحب الكتابات التي كتبها زوجك عنك؟

** أحب أحد المقاطع التي كتبها عني ويتحدث فيها عن أحلامي في اليقظة عن عملي المتواصل فهو يذكر أنه لم يرني ذات يوم في حالة سكون إما أعمل أو أحلم أو أقرأ، هذا يسعدني لأنه يفهم مكنوناتي الداخلية، وعانيتُ كثيراً بعد موته، لكن الإنسان يتكيف مع الواقع ويقتنع بالرحيل.

في نهاية الحوار نشكر الفنانة الكبيرة منى واصف لأنها منحتنا من وقتها ونشكر حضورها الإنساني في حياتنا.

حوار:مِلده شويكاني.

ت: عصام مراد.


عن البعث ميديا